منير أديب يكتب: هزائم متلاحقة للموساد
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعرض جهاز الاستخبارات الإسرائيلي لعدة هزائم متلاحقة بما يؤكد ضعفه، فقد خسر رجال الموساد كل المعارك التي خاضوها قبل ثمانية أشهر من الآن، وهنا نُشير إلى العملية المسلحة التي قامت بها حركة حماس، والتي أكدت تغافل هذا الجهاز وهشاشة معلوماته، أو حتى إدارته للحرب، والتي فشل في تقديرها التقدير الصحيح، فضلًا عن فشله في تقدير قوة حماس على مدار السنوات الفائتة.
هزيمة إسرائيل، والتي تبدو واضحة في الأفق، تعود لفشل أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية بدءًا من الشاباك، جهاز الأمن الداخلي وانتهاء بالموساد، المخابرات الإسرائيلية، فكل منهما افتقد أي معلومات عن حركة حماس، سواء قوتها الحالية أو التحولات التي حدثت للحركة خلال العشر سنوات الماضية، أو أي معلومة تقود إلى معرفة شكل وطبيعة استهداف حماس والتي قادت إلى 7 أكتوبر الماضي.
فشل جهاز الموساد لم يقتصر على عدم إدراكه لقوة حركات المقاومة في الداخل الفلسطيني ولا تحرك حماس المدروس لمواجهة إسرائيل، ولكن هذا الفشل قاد إسرائيل إلى مصير محتوم لم تستطع معه تحرير الأسرى الإسرائيليين أو حتى تحقيق انتصار، ولو محدود، في حربها التي تفتقد العقل العسكري بكل مقوماته.
تصعيد إسرائيل في الحرب الحالية أدى إلى سقوط قرابة 38 ألف فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء وإصابة قرابة 80 ألفًا أخرى، فضلًا عن تهجير مئات آلاف الفلسطينيين عن منازلهم؛ وضعٌ فشل معه جيش الدفاع الإسرائيلي في إدارة الحرب مع جارتهم، بسبب شح المعلومات التي كانت في حوزة جهاز الموساد الإسرائيلي، حتى ما توفر من معلومات لديه لم تخضع للتحليل الدقيق حتى يتم البناء عليه.
وهنا نستطيع القول إنّ حركة حماس تفوقت على الموساد والشاباك استخباراتيًا، فما قامت به حماس في 7 أكتوبر عام 2023 يُذكرنا بما قامت به مصر في 6 أكتوبر عام 1973 مع الفرق في التشبيه، ولكن وجه المقارنة هنا مرتبط بانكسار جهاز الاستخبارات الإسرائيلي وضعفه وهشاشة معلوماته.
وقد يمتاز رجال الموساد بالمكر ولكنهم يفتقدون الحكمة والرؤية، ولعل هذه سبب نكبة الجهاز الأخيرة، فانكساره أمام حركة حماس يعني ببساطة هزيمته، وهذا النوع من الهزيمة يعني عدم الصلاحية، ولذلك لجأ إلى محاولة التشكيك في دور مصر ورجالها على الأقل في ملف المفاوضات، وما نُشر في التقرير الذي بثته الـ سي إن إن، وهذه عادة مفهومة عن رجال الاستخبارات الإسرائيليين.
دائمًا يهرب رجال هذا الجهاز للأمام، فمن لا يفهم العقل الإسرائيلي يحتار ربما في سلوك قياداته السياسية والتنفيذية والأمنية أيضًا، يمتازون بالمراوغة الدائمة، ولذلك أجاد رجال المخابرات المصرية التعامل معهم، ولعل مصر الدولة الوحيدة القادرة على حسم الحرب الحالية وإنجاز ملف الأسرى، والقدرة هنا مرتبطة بدورها الفاعل، مهما تدخلت أطراف أخرى على خط المفاوضات والأزمة.
واجهت مصر التصعيد الإسرائيلي والتشكيك في الدور المصري، مواجهة ربما ردعت إسرائيل أو على الأقل فضحت دورها، وألحقت خسارة جديدة بالقيادات الأمنية، حيث هددت مصر بتجميد دورها في الوساطة، حيث خسرت إسرائيل الكثير من أوراقها أو كادت في حربها الأخيرة، صحيح أنّ مصر أعلنت أنها ملتزمة بدور الوساطة رغم ما حدث وهذا دليل قوة مصر أولًا وفشل جديدٌ يُضاف إلى فشل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي المتكرر.
تُمارس إسرائيل دعاية سلبية من خلال منصات إعلامية أمريكية على دور أجهزة الأمن المصرية وربما يعود ذلك لسببين.. أولهما: أنها تُريد أنّ تعود للمفاوضات مرة ثانية بعدما انسحبت ولعلها تُريد أنّ تجد مبررّا لذلك، بأنّ العودة سوف تكون مختلفة. والسبب الثاني: أنها تُدرك فشلها في إدارة ملف الحرب عسكريًا واستخباراتيًا، وهذا الفشل قادها لنشر تقارير مزيفة عن مصر، ولكن يبقى أنّ الأخيرة نجحت في التعامل مع التصعيّد الإسرائيلي، وكانت تسبق بخطوات دائمًا؛ الإدارة الحكيمة تًعود لقوة القرار الوطني والسلطة السياسية، فضلًا عن ميراث القوة الذي يتمتع به جهاز المخابرات العامة المصرية.
مصر لن تفرط في أمنها القومي وتمتلك أدوات قوة وردع كثيرة وكبيرة، وأعدت عدتها لأي سيناريو مع كثير من الحكمة والصبر، ولذلك خيارات مصر أكبر بكثير من خيارات تل أبيب، وباتت معادلة القوة بين البلدين ممثلة في جهاز المخابرات العامة المصرية، ولعل هذا الجهاز هو سر القوة والنصر في ذات الوقت مع باقي مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية.
سوف نظل ممتنين لرجاله دائمًا، وسوف تظل ثقتنا فيه ثابتة لن تتزحزح أبدًا، فأهم ما يميزه العقل والحكمة فضلًا عن المعلومة التي تخضع للقراءة المتأنية في سياقاتها الحقيقية، فليست المعلومة فقط هدفه ولكن قراءة وتحليل المعلومات على كل الأوجه ووضع السيناريوهات والسيناريوهات البديلة.
هذا المقال المختصر يُلمح للدور المصري ودور أجهزة الأمن وإنّ كنّا نعتقد أنّ هذا الدور يحتاج إلى مزيد من الكتابة؛ فهناك صفحات مصرية كثيرة ناصعة البياض، تمثل مصدر قوة وتحتاج إلى من يكشف الستار عنها حتى يراها مغمض العينين أو من أصابه القذي في عينيه، فهذا النوع من الحديث قد يكون مفيدًا في بعض الأوقات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جهاز المخابرات العامة مصر إسرائيل الموساد فلسطين الحرب الإسرائيلية الاستخبارات الإسرائیلی حرکة حماس فضل ا عن
إقرأ أيضاً:
عودة النازحين والانسحاب من نتساريم.. مشاهد أشعلت الغضب الإسرائيلي
تصاعدت حدة انقسامات الداخل الإسرائيلي والغضب، بسبب ما وصفته وسائل إعلام عبرية بـ«مشاهد انتصار الفصائل»، والتي بدأت مطلع الأسبوع الجاري، يوم السبت الماضي بـ«استعراض حماس» خلال تسليم الأسيرات الإسرائيليات الأربعة، أعقبها انسحاب قوات الاحتلال من محور نتساريم، والذي بات أيقونة لفشل جيش الاحتلال، وحتى عودة آلاف النازحين من الجنوب إلى شمال غزة، وهي المشاهد التي أذلت جنود الاحتلال وكانت سبب في بكائهم .. فماذا حدث؟
استعراض حماسظهر السبت الماضي، سلمت حركة حماس أربع جنديات إسرائيليات كجزء من اتفاق الهدنة، في مشهد استعراضي نظّمته الحركة في مدينة غزة، إذ صعدت الجنديات على منصة أقيمت خصيصًا في ميدان فلسطين، حيث رفعن أيديهن بالتحية وابتسمن وسط حشد جماهيري كبير وانتشار مكثف للمقاتلين الفلسطينيين.
خلال صعود الأسيرات الأربعة، حرصت الحركة على أن يرتدين زيهن العسكري وحملن حقائب خفيفة تحمل شعار «حماس»، والتي كانت تحتوي على «هدايا»، تتضمَّن خريطة غزة وفلسطين، ودبوس عليه العلم الفلسطيني، وشهادة تخرج من غزة، مكتوبة باللغة العربية والعبرية.
المنصة التي صعدت عليها الأسيرات وأعضاء الحركة حملت الكثير من الرسائل، ففيما نشرت شعارات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والتي تتضمَّن الشاباك، والجيش ولواء جفعاتي، وغيرها، وضعت في الأسفل لتكون تحت الأقدام.
بينما رُفعت لافتة كتب عليها بالعبرية: «الصهيونية لن تنتصر».
انسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريمورغم تعنت القيادات السياسية الإسرائيلية في تنفيذ بنود اتفاق وقف الهدنة، بسبب عدم تسليم حركة حماس للأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود، إلا أن بعد جهود من الوسطاء المصريين والقطريين، تم التوصل لاتفاق وانهاء تلك الأزمة.
اتفق الصحفيون والسياسيون الإسرائيليون على أن إسرائيل فقدت هذا الصباح أهم أوراقها ونفوذها في هذه الحرب، في حين تحتفظ المقاومة بورقتها الأهم، وهي “الأسرى”، وتستخدمها حتى النهاية مع تبادل تدريجي.
المحور الذي اعتقد الكثيرون أنه سيكون بداية احتلال غزة ينهار بالكامل.
مشاهد توثق لحظة… pic.twitter.com/diiz1EWFhh
وبعد انهاء الأزمة انسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم، ووفق المتداول من رواد السوشيال ميديا، ظهر أخر جنود رحلوا من المحور وهم من الكتيبة 50 وهم داخل عربة «نصف نقل»، فيما يبدو على ملامحهم الحزن والقهر.
لحظة تلقي جنود الاحتلال أمر الانسحاب من محور "نتساريم" الذي عملوا على إقامة مواقع عسكرية وتوسيعه بعد تدمير مساحات من بيوت الفلسطينيين وقال قادة الاحتلال عدة مرات إنهم لن ينسحبوا منه قبل أن يخضعوا لمطالب المقاومة في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى pic.twitter.com/o4pSivhqbd
— um salim (@SryhSyf42614) January 27, 2025وقالت القناة 14 العبرية، أن الجنود الإسرئيليين غادروا محور نتساريم وهم يذرفون الدموع ويشعرون بالإحباط، حيث يرون أن جهودهم التي بذلوها لأكثر من عام في قطاع غزة ذهبت بدون فائدة.
عودة النازحين تفجر أزمة في إسرائيلأما مشهد تجمع آلاف الفلسطينيين في شارع الرشيد، والذين تحركوا لعودتهم إلى شمال القطاع منذ اللحظة الأولى «الساعة 7 صباح أمس الاثنين» فهو من أكثر المشاهد التي تسببت في قهر الاحتلال.
إذ خرج عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، ليتحدث عن مشهد عودة النازحين لشمال غزة قائلا أنه يشعر بـ«القهر»، مؤكدًا أنه يلاقي مصاعب في مشاهدة مقاطع الفيديو القادمة من غزة، لعودة النازحين وهم يسيرون بالسيارات بلا خجل أو رعب نحو شمال غزة، وفق ما نقلت قناة القاهرة الإخبارية.