البوابة نيوز:
2025-04-07@16:28:25 GMT

منير أديب يكتب: هزائم متلاحقة للموساد

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعرض جهاز الاستخبارات الإسرائيلي لعدة هزائم متلاحقة بما يؤكد ضعفه، فقد خسر رجال الموساد كل المعارك التي خاضوها قبل ثمانية أشهر من الآن، وهنا نُشير إلى العملية المسلحة التي قامت بها حركة حماس، والتي أكدت تغافل هذا الجهاز وهشاشة معلوماته، أو حتى إدارته للحرب، والتي فشل في تقديرها التقدير الصحيح، فضلًا عن فشله في تقدير قوة حماس على مدار السنوات الفائتة.

هزيمة إسرائيل، والتي تبدو واضحة في الأفق، تعود لفشل أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية بدءًا من الشاباك، جهاز الأمن الداخلي وانتهاء بالموساد، المخابرات الإسرائيلية، فكل منهما افتقد أي معلومات عن حركة حماس، سواء قوتها الحالية أو التحولات التي حدثت للحركة خلال العشر سنوات الماضية، أو أي معلومة تقود إلى معرفة شكل وطبيعة استهداف حماس والتي قادت إلى 7 أكتوبر الماضي.

فشل جهاز الموساد لم يقتصر على عدم إدراكه لقوة حركات المقاومة في الداخل الفلسطيني ولا تحرك حماس المدروس لمواجهة إسرائيل، ولكن هذا الفشل قاد إسرائيل إلى مصير محتوم لم تستطع معه تحرير الأسرى الإسرائيليين أو حتى تحقيق انتصار، ولو محدود، في حربها التي تفتقد العقل العسكري بكل مقوماته.

تصعيد إسرائيل في الحرب الحالية أدى إلى سقوط قرابة 38 ألف فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء وإصابة قرابة 80 ألفًا أخرى، فضلًا عن تهجير مئات آلاف الفلسطينيين عن منازلهم؛ وضعٌ فشل معه جيش الدفاع الإسرائيلي في إدارة الحرب مع جارتهم، بسبب شح المعلومات التي كانت في حوزة جهاز الموساد الإسرائيلي، حتى ما توفر من معلومات لديه لم تخضع للتحليل الدقيق حتى يتم البناء عليه.

وهنا نستطيع القول إنّ حركة حماس تفوقت على الموساد والشاباك استخباراتيًا، فما قامت به حماس في 7 أكتوبر عام 2023 يُذكرنا بما قامت به مصر في 6 أكتوبر عام 1973 مع الفرق في التشبيه، ولكن وجه المقارنة هنا مرتبط بانكسار جهاز الاستخبارات الإسرائيلي وضعفه وهشاشة معلوماته.

وقد يمتاز رجال الموساد بالمكر ولكنهم يفتقدون الحكمة والرؤية، ولعل هذه سبب نكبة الجهاز الأخيرة، فانكساره أمام حركة حماس يعني ببساطة هزيمته، وهذا النوع من الهزيمة يعني عدم الصلاحية، ولذلك لجأ إلى محاولة التشكيك في دور مصر ورجالها على الأقل في ملف المفاوضات، وما نُشر في التقرير الذي بثته الـ سي إن إن، وهذه عادة مفهومة عن رجال الاستخبارات الإسرائيليين.

دائمًا يهرب رجال هذا الجهاز للأمام، فمن لا يفهم العقل الإسرائيلي يحتار ربما في سلوك قياداته السياسية والتنفيذية والأمنية أيضًا، يمتازون بالمراوغة الدائمة، ولذلك أجاد رجال المخابرات المصرية التعامل معهم، ولعل مصر الدولة الوحيدة القادرة على حسم الحرب الحالية وإنجاز ملف الأسرى، والقدرة هنا مرتبطة بدورها الفاعل، مهما تدخلت أطراف أخرى على خط المفاوضات والأزمة.

واجهت مصر التصعيد الإسرائيلي والتشكيك في الدور المصري، مواجهة ربما ردعت إسرائيل أو على الأقل فضحت دورها، وألحقت خسارة جديدة بالقيادات الأمنية، حيث هددت مصر بتجميد دورها في الوساطة، حيث خسرت إسرائيل الكثير من أوراقها أو كادت في حربها الأخيرة، صحيح أنّ مصر أعلنت أنها ملتزمة بدور الوساطة رغم ما حدث وهذا دليل قوة مصر أولًا وفشل جديدٌ يُضاف إلى فشل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي المتكرر.

تُمارس إسرائيل دعاية سلبية من خلال منصات إعلامية أمريكية على دور أجهزة الأمن المصرية وربما يعود ذلك لسببين.. أولهما: أنها تُريد أنّ تعود للمفاوضات مرة ثانية بعدما انسحبت ولعلها تُريد أنّ تجد مبررّا لذلك، بأنّ العودة سوف تكون مختلفة. والسبب الثاني: أنها تُدرك فشلها في إدارة ملف الحرب عسكريًا واستخباراتيًا، وهذا الفشل قادها لنشر تقارير مزيفة عن مصر، ولكن يبقى أنّ الأخيرة نجحت في التعامل مع التصعيّد الإسرائيلي، وكانت تسبق بخطوات دائمًا؛ الإدارة الحكيمة تًعود لقوة القرار الوطني والسلطة السياسية، فضلًا عن ميراث القوة الذي يتمتع به جهاز المخابرات العامة المصرية.

مصر لن تفرط في أمنها القومي وتمتلك أدوات قوة وردع كثيرة وكبيرة، وأعدت عدتها لأي سيناريو مع كثير من الحكمة والصبر، ولذلك خيارات مصر أكبر بكثير من خيارات تل أبيب، وباتت معادلة القوة بين البلدين ممثلة في جهاز المخابرات العامة المصرية، ولعل هذا الجهاز هو سر القوة والنصر في ذات الوقت مع باقي مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية.

سوف نظل ممتنين لرجاله دائمًا، وسوف تظل ثقتنا فيه ثابتة لن تتزحزح أبدًا، فأهم ما يميزه العقل والحكمة فضلًا عن المعلومة التي تخضع للقراءة المتأنية في سياقاتها الحقيقية، فليست المعلومة فقط هدفه ولكن قراءة وتحليل المعلومات على كل الأوجه ووضع السيناريوهات والسيناريوهات البديلة.

هذا المقال المختصر يُلمح للدور المصري ودور أجهزة الأمن وإنّ كنّا نعتقد أنّ هذا الدور يحتاج إلى مزيد من الكتابة؛ فهناك صفحات مصرية كثيرة ناصعة البياض، تمثل مصدر قوة وتحتاج إلى من يكشف الستار عنها حتى يراها مغمض العينين أو من أصابه القذي في عينيه، فهذا النوع من الحديث قد يكون مفيدًا في بعض الأوقات. 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جهاز المخابرات العامة مصر إسرائيل الموساد فلسطين الحرب الإسرائيلية الاستخبارات الإسرائیلی حرکة حماس فضل ا عن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعلن عدد جنودها المصابين في حرب غزة

أعلنت إسرائيل أمس، الأحد، أن نحو 16500 من جنودها تلقوا العلاج من إصابات بدنية ونفسية منذ بدأت عدوانها على قطاع غزة، في أكتوبر 2023.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن ما يقرب من نصف الجنود المصابين، 7300، تعرضوا لمشكلات نفسية منذ بدأ الجيش الإسرائيلي العمليات في غزة.

وقالت رئيسة قسم إعادة التأهيل في الوزارة ليمور لوريا، إن المصابين يعانون اضطرابات ما بعد الصدمة، ونوبات قلق واكتئاب.

غضب في إسرائيل.. دعوات لوقف الحرب ولابيد يطالب باستقالة نتنياهواسرائيل تروج لوثائق سرية تُشعل الاتهامات ضد إيران .. وطهران ترد بقوةغير مقبول.. وزير الخارجية البريطاني يدين طرد إسرائيل نائبتين من حزب العمالأول تعليق من لندن على احتجاز نائبين بريطانيين في إسرائيلإسرائيل تمنع دخول نائبتين بريطانيتين خوفًا من توثيقهما تجاوزات الجيش والشرطةأمريكا تعزز قدرات إسرائيل الدفاعية بـ 3 بطاريات باتريوت وثادفضحت تواطؤ مايكروسوفت مع إسرائيل.. حماس تشيد بالموظفة المغربية ابتهال أبو السعدحسن كعبية قنصل إسرائيل السابق بالإسكندرية يعبر عن خيبة أمله.. ما السبب ؟

وقالت إسرائيل إن مئات الجنود قتلوا منذ بدء العمليات في غزة، بعد مقتل أكثر من 1200 شخص في الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر عام 2023.

وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها وسعت بشكل كبير الخدمات المقدمة للجنود الذين تعرضوا لأذى نفسي منذ بداية حرب غزة، مشيرة إلى تجنيد أكثر من ألف متخصص في الصحة النفسية، وتشكيل فرق للتدخل في الأزمات.

في المقابل استشهد أكثر من 50 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في ضربات إسرائيلية على غزة، وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع.

مقالات مشابهة

  • وقفة لطلاب جامعة حلب تعبيراً عن تضامنهم مع أهالي غزة ورفضاً لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي
  • من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟
  • إسرائيل تعلن عدد جنودها المصابين في حرب غزة
  • عمرو أديب: إسرائيل تعمل على تنشيط التهجير الاختياري من غزة
  • عمرو أديب: إسرائيل تعمل على ما يسمى بالتهجير الاختياري.. وغزة تشهد مذ.ابح
  • إضراب عام في الضفة الغربية احتجاجًا على القصف الإسرائيلي على غزة
  • صدمة في جهاز الأمن الإسرائيلي مما تم كشفه في رسالة رئيس الشاباك
  • عمرو أديب لدعاة الحرب مع إسرائيل: ليه وإزاي وإمتى وبكام؟
  • حماس: لن ننقل "الرهائن" من المناطق التي طلبت إسرائيل إخلائها
  • حماس: لن ننقل "الرهائن" من المناطق التي طلبت إسرائيل إخلائها