أعرفها مذ كانت طفلة في الرابعة او الثالثة من العمر ، تأتي برفقة عمتها الصحفية الاستاذة عوضية سليمان التي سُميت عليها ، طفلة بريئة وديعة لطيفة نقية كما ودق السحاب ، تملأ الصحيفة ومكاتبنا بضحكتها الحلوة الجميع يحبها و يلاطفها ولكأن نفحة من السماء تنزلت بيننا ، لها تعليقاتها الخاطفة السريعة فهي قليلة الكلام خفيضته، تنساب كدفقة من نسيم ، وآخر مرة شاهدتها قبل اربع سنوات وهي تقترب من الثماني سنوات بروحها الطلقة وضحكتها العبير تتقافز وتحيينا وتتجول بينا ملاك بلا اجنحة .

.

غبت انا عن البلاد ولم تغب الطفلة عوضية بدر الدين سليمان عن الذاكرة ..
خطفها وحوش الدعم السريع اليوم من قريتها بولاية الجزيرة من منزل ذويها ، أكاد أني لا أصدق ، من ذا الذي يخطف طفلة مثل عوضية ..! ومن الذي يؤذيها وهي اليافعة الصغيرة التي لو قُسمت براءتها علي الدنيا لوسعتها كلها .

هذه جريمة تفطر القلب والفؤاد ، لهفي عليها وعلي ما تقاسيه الان في ظلمة الليل ووحشة الأسر والمهانة ، أي ريح هوجاء سوداء حلت بقري الجزيرة ؟ وأي بلاء و وباء وطاعون سري بين هذه البيادر اليانعة فأحالها الي ساقية سوداء قاحلة ..؟

هؤلاء القتلة وسفاكو الدماء ، أوباش بلا قلوب ، هوام بلا اخلاق ولا مروءة ولا شهامة و لا رجولة ولا انتماء ولا وطن ، ما أبشعهم وانيابهم الدامية وحوافرهم و مخالبهم تنهش لحم الاطفال، وتعتدي علي النساء يتلذذون بتقتل الشيوخ والرجال وتحصد أسلحتهم الجبانة المرتعدة الراجفة ارواح الشباب ..

لا ألم يساوي عندي هذه اللحظة ، ما أحسه من فجيعة و ألم و مرارة، عندما سمعت وتابعت خبر أختطاف هؤلاء الجبناء لعوضية الصغيرة ، لتنضم لقافلة طويلة من الاف الاطفال الذين قتلوا او خطفوا او شردوا ومئات الفتيات الللئي اختطفن ، و الملايين الذين هجروا قسراً وتم تشريدهم من ديارهم ،و المئات الذين دفنوا أحياء ، فكل هذه الجرائم من قتل وخطف واغتصاب وتشريد للابرياء تثبت بلا أي جدال أن هؤلاء ليسوا ببشر ولا هم رجال ..

ستعود عوضية حتماً لأهلها وبيتها سواء طالبوا بفدية او قدر الله لها مخرجاً ، لكن كيف ومتي يندمل هذا الجرح الغائر في فؤادها وقلبها الصغير ومن يداوي عندها شروخ الروح ..فهذه الجريمة وحدها تكفي لنعرف أي نوع من وحوش التمرد يواجه وطننا المكلوم المفجوع ..؟

الصادق الرزيقي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الخرطوم تكشف عن هروب جماعي لقوات الدعم السريع

متابعات ــ تاق برس  كشفت حكومة ولاية الخرطوم في تعميم صحفي مختصر عن هروب جماعي لقوات الدعم السريع من العاصمة الخرطوم عبر جسر جبل أولياء وان العاصمة الآن باتت أقرب للتحرير الكامل أكثر من أي وقت مضى.

وعزت حكومة ولاية الخرطوم الهروب الجماعي لقوات الدعم السريع من الخرطوم لحالة الرعب التي سيطرت عليهم بعد معارك وسط  الخرطوم الأمر الذي دفعهم للهروب خوفا من ذات المصير. الخرطومالدعم السريع

مقالات مشابهة

  • مأساة.. طفلة تفقد جزءاً من أمعائها بسبب مغناطيس لعبة
  • الجيش السوداني: استعادة جميع مواقع الشرطة في بري من الدعم السريع
  • الإعدام في مواجهة أجنبى متعاون مع الدعم السريع
  • زار القصر ودحض شائعة اغتياله.. العطا يتوعد الدعم السريع بالموت أين ما هرب
  • "الجمعية" تنقل ادعاءات إصابة طفلة بالسيدا داخل مستشفى عمومي إلى القضاء
  • لعبة تنهي حياة طفل من أعلى سطح منزل في الحوامدية
  • اشتداد حدة المعارك في العاصمة الخرطوم بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع
  • المشدد 3 سنوات لربة منزل في حيازة المواد المخدرة بالقاهرة
  • الخرطوم تكشف عن هروب جماعي لقوات الدعم السريع
  • مخطوفة ولا محبوسة .. حقيقة فيديو طفلة فيصل الصارخة من الطابق العاشر