موقع النيلين:
2024-12-25@05:07:13 GMT

مارقة من البلد والتكينة فايتاها

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

كتب د كرار محمد التهامي
رسالة إلى عبد الله حمدنا الله في عليائه
—————————-
اليك والروح ماوراء البرزخ والذكرى الخالدة كأصوات المآذن وأجراس الكنائس تتواتر كلما أشرقت شمس او لاحت في الليالي الأنجم الطوالع والكواكب تسبح لربها الخالق الباري
????اليك هذا الوسم الرائع من امير شعراء بلادي حبيبك خالد نوارة المجلس العامر الذي تفرق وانصرم وتولى مثل الدنيا سراب بقيعة وساعة من الزمان قصيرة لا تساوي في ملكوت الرب سوى غمضة عين
رحل الزمن الجميل ،،،،،،
و تفرقنا مرتين
مرة بعد رحيلك انت وماجد يوسف ويسن وكان ذلك الرحيل القدري نذرا بان الافتراق سيكون طويلا،،،وإننا لن نلتقي من ثم في هذه الفانية
والمرة الثانية بدخول الأعراب و الأغراب والمشردين وبائعي الذمم والقتلة واللصوص عنوة في شوارعنا وبيوتنا وبين أحلامنا ليسرقوا التاريخ وقيم المساكنة التي قامت عليها هذي البلاد
لم نعد مع بعض يا ود الزعيم ،،،،،،
ولم نعد نسمع عن بعض كثيرا ،،،،،،
عدا همس خالد في الفلوات كلما انفتح جرح في ضمير الامة فيهمس خالد ويعزف على قيثارة الكلمات فنسمع صوتك داخل ذلك الهمس
وانت تعارض الشعر وتقوم المعاني ،،،،،،،،
وتجرح وتعدل وتضيف وترص الحديث من جديد كل مدماك من النقد فوق مدماك من الأدب
????ياعبد الله التكينة التي تحبها
حاول البغاة اذلالها كبقية المدن لكنهم لم يكونوا يعرفون قدرها وقدرتها على القتال و بسالتها عند الوغى وأنها ارض المحاص منذ غابر الأزمان
وان جيوش العبدلاب والقواسمة وأبناء عمومتهم من البشاقرة والعوامرة والعركيين والحلاوين والعسليات تزودوا في تخومها بالتكبير وصلاة الحرب وهي في طريقها إلى سوبا لتقيم دولة السودان،
ولم يعرف المتمردون انها رمز القبيلة التي صنعت السودان بسيوفها وخيولها ،،،
لم يستطع خالد ان يكتم حبوره وافتخاره ،،،، ومشاعره الجياشة فانفجرت القصيدة عندما رأى الجرح ينزف ورأى الدم يسقي المروءات وشباب التكينة يقاتلون بضراوة اولئك الغزاة المؤجرين
????رأى وسمع ببسالات الذين استعذبوا طعم الموت في الزود عن الحمى والقبيلة والشرف والعرض والوطن
????خرج الهمس من خالد هذه المرة و ذكراك تطوف بخاطره وهو على ثقة انك سترد عليه حتى ولو في صمت ،،،،،وان الرسالة ستصل اليك وانت في مغارة الأقدار متبتلا في محرابك تسبح مع الملائك
????هي باقة ورد نسقيها بالدموع
نضعها على قبرك مكتوب على ديباجتها ؛ من المحبين المشتاقين لسماع صوتك في أمسيات المدينة عندما كنت شجرة الكلم الوريفة التي نتفيأها كل أمسية وكنت عازف القيثارة و حادينا الذي ينظم درر الكلمات ويرص المعاني .

بعضها فوق بعض درجاً إلى سماء المعرفة والحديث الطروب
????تصدق يا عبد الله ود الزعيم
من زمن كنت اخشى في هذه المعركة ما قد يحدث في التكينة دون كل البلدان والمدن والقرى والدساكر ،،،،كنت شايل التكينة هم
لأنه إذا انكسرت التكينة سنخجل من انفسنا لانها عاصمة كبريائنا ورمز تاريخ البسالة لكل القبيلة
???? ذلك ليس طارفا لكنه تيلاد غنى فيه الشعراء وغرد المغنون وشعراء الحماسة غنى فيها بابا للناظر التهامي
صالد قلبك حديد وفي زحل دربك بعيد
و غنت عمتنا فاطمة بت الحاج التهامي لأولاد عمها في التكينة في معركة من المعارك :
بقول قولي المو بجاح
لى درق العنزة اب وشاح
مثيلكم لي قط ما لاح
الًا عزرائيل الضباح
والنعمة بت مردس والطريفي الشيخ العباس وعوض الله ود قسم السيد
????هذا التاريخ التالد الخالد ليس صنعة اليوم لكنه منذ هبوط قبائل رفاعة على شواطيء الانهار قبل الاخربن حتى ردد الناس مقولة( البحر رفاعي)ايضا والسيف رفاعي والصمود رفاعي
????و منذ ان كنا صغارا كانت روايات بطولات اهلنا في التكينة وفراستهم مشهورة في المنطقة في حكاوي الصغار والكبار
????وكان كلما تنمر حاكم او شخص غريب او استبد مستبد الناس يدعون عليه ان يؤدّبه اهل التكينة
????خفت علي التكينة ان تموت هذه الأسطورة والسودان كله مكسور الخاطر
خاصة مع قعقعة السلاح والمدافع الثنائية والرباعية وطغيان المتمردين القتلة وقسوتهم لكنهم هذه المرة اصطدموا بحائط رفاعة العالي
و وصلوا خندق الرجال في تخوم التكينة
فرجعوا خاسرين مهزومين مكسورين يشكون الظلم على لسان قائدهم
لدرجة ان كيكل الارزقي يستجدي السيد اب جلابية ابن العمدة عوض الله قائلا ( انا يا اب جلابية جيت احميهم كتلوا مننا تلطاشر رأيكم شنو يا ناس الادارة الأهلية ؟????!!!)
انحط ذلك الارزقي وارتفع راس القبيلة
????من زمان كنا بنقول التكينة عاصمة قبيلة رفاعة
التكينة منصة العلم ومعاهد العلم والشيوخ الأبرار
التكينة مهد العموديات ونظارة ود التهامي التي غطت البر والبحر و الصعيد والسافل في شمال الجزيرة و اكثر مناطق السودان وعيا وتحضرا
التكينة بلد الشجعان وملاحم الفرسان ولوح القران
????صنع كبارهم وأجدادهم تاريخ البسالة والفراسة ,,,,,,,
والان حافظ شبابهم وهم يقاتلون جيش العدو ليموتوا في الخطوط الامامية ويحيا الوطن و يحافظوا على ال legacy ( لم اجد كلمة اعمق تعبيرا من هذه المفردة الفرنجية فالمعذرة ) ً
????وقفة اهل التكينة ضد السطوة والقوة والتسلط والحقارة ليست جديدة ،،،،
لهم مئات المواقع والمعارك في تاريخنا المعاصر وفي القديم التالد،،،،،
????في الثلاثينات عندما اصطدموا بالمفتش الإنجليزي بخصوص الارض المسماة ب(البارا )في قلب مشروع الجزيرة والتي وضع اجدادنا يدهم عليها قبل دخول الإنجليز واراد الحاكم ان يقلعها عنوة ويوزعها على الزبانية واستعان الحاكم ببعض الأعيان والدمي من القيادات الاهلية الذي صنعهم الإنجليز واستخدموهم
????عندما سمع اهل التكينة بذلك
خرج جماعة من أعمامنا في التكينة وصلوا صلاة الموت وذهبوا إلى ذلك المكان ليجدوا الحاكم الإنجليزي ومعه الجند والأعيان المصطنعين كياكل ذلك الزمان
وانتهت المواجهة بأخذ الحق بالقوة
وغنت الشاعرة القصيدة المشهورة :
الجنيات نمور الغيب
تيران الدواس في البارا سوا العجب
والتي تنتهي بنذرها الشهير
“كان يبقى صحيح البارا شقاها
مارقة من البلد والتكينة فايتاها”
الملحمة الأخيرة صفحة من صغحات كتاب تاريخ القبيلة
وموقف من تراث واخلاق الفوارس جيلا اثر جيل

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: علينا الانشغال بمحاسبة أنفسنا في هذه الأيام قبل نهاية العام

قال الشيخ خالد الجندى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنه علينا هذه الأيام فى نهاية العام أن ينشغل كل منا بمحاسبة نفسه على ما مضى حتى يغفر الله له ما فات ونخرج من هذا العام بلا ذنب أو خطيئة، مضيفا: "إذا كان فى أى حسابات للناس ترد الحقوق إلى أصحابها واستغفر لذنوبك".

وأضاف خالد الجندى، خلال تقديم برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة دى إم سى، علينا أن نجعل الخوافى من صدقة والبر والاحسان هذه الأيام لما سلف من ذنوب وأعمال، قائلا: "إذا انشغل الناس بمعصية الله نرجوا منك أن تفعل العكس وهذه هى العبادة الحقيقية والأصل فيها مخالفة ما يفعله الناس إذا فعلوا معاصى وموبقات".

وتابع: "احرص على النهايات يغفر الله لك ما حدث من البدايات وتمر خلال أيام سنة بحلوها ومرها وفاضل سبع أيام وهذه مدة كافية لختم القرآن وتقدر تملئ هذا الاسبوع بأعمال الطاعات ليغفر الله لك ونقدر نتوب ونستغفر خلال هذه الايام".

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: علينا الانشغال بمحاسبة أنفسنا في هذه الأيام قبل نهاية العام
  • التهامي: حكومة الدبيبة تدرك أن الاعتراف الدولي بها يمكن أن ينهار بسهولة
  • لا وجود لرأس حكمة في القبيلة بعد ابتلاع جزلان آل دقلو للجميع
  • خالد الغندور يوجه نصيحة لـ إمام عاشور: حافظ على النعمة التي تعيش فيها
  • عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن تفجيرات البيجر التي هزت حزب الله
  • الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله
  • خالد جاد الله: جمهور الأهلي عظيم ويشجع بلا مقابل
  • حذيفة عبد الله: سوف تسقط قريباً الدعاوي “الزائفة” التي تسوق خطاب حكومة المنفى
  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • معاوية عوض الله: العقوبات التي تصدر تجاه قادة الجيش لن تزيدنا إلا قوة وصلابة