رأي اليوم:
2025-02-04@17:01:18 GMT

هل ستتمكن السعودية من إدارة المرحلة القادمة؟!

تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT

هل ستتمكن السعودية من إدارة المرحلة القادمة؟!

 

د. محمد المعموري كل المؤشرات في الأفق تشير الى أن العالم يمر بمرحلة جديدة تتقطع فيها أوصال النظام العالمي القديم وسط رفض العالم للخضوع إلى الوصاية الأمريكية، ناهيك عن الدور الذي تلعبه “الصين” كقوة اقتصادية وعسكرية مؤثرة ، فلم يعد يخفى على القاصي والداني مكانة الصين كلاعب سياسي واقتصادي مهم مما جعلها  تراقب الاحداث التي تجري في العالم لتكون مركزا مهما في اتخاذ القرارات العالمية حتى ان امريكا اليوم اصبحت محتاجه للصين في تقوية موقفها وهذا ما جعل “كسنجر” وزير خارجية امريكا الاسبق يذهب الى الصين ليجري مباحثات دبلوماسية الغاية منها استمالة الصين نحو سياسة حيادية في حرب الغرب ضد بوتن وكذلك السعي في تهميش التحالف الروسي الصيني  الذي قلب موازين المرحلة التي يعيشها العالم   وكشفت أمريكا كقوة خاوية بإدارة ضعيفة “تهدد” مرة و”تسجدي” حلفائها الاستراتيجيين  مرة أخرى.

 ان تقلب السياسة الأمريكية بين الحزب “الجمهوري والديمقراطي” وانتهاجهما اسلوب ( المد والجزر ) في سياستيهما اتجاه حلفائها في الشرق الأوسط وخاصة اتجاه دول الخليج ومنها السعودية ادى الى تعميق الفجوة في العلاقات بين البلدين  بالرغم من  التحالفات  الاستراتيجية التي تربط كلا البلدين   ويشمل كافة الأمور الاقتصادية والسياسية وبالأخص تلك الاتفاقيات الأمنية التي كانت تطمئن السعودية بأنها الحليف الأكثر تواجدا لحمايتها من أي خطر خارجي يهددها …  “ولم تفعل امريكا  في مواطن كثيرة “،…!. ماذا تريد أمريكا من سياستها المتأرجحة مع السعودية؟ سؤال يطرحه المراقب للعلاقات الأمريكية السعودية ومن هذا المنطلق  لو  فتحنا ملف العلاقات السعودية  الامريكية   لوجدنا أن العلاقات السعودية الأمريكية كانت تسير بخطى ثابتة وعلى منوال واحد ، إلا أنها سرعان ما انحرفت عن مسارها حتى اصبحت  العلاقات السعودية الأمريكية أكثر استقرارا عند تولي الجمهوريين الإدارة في البيت الأبيض بعكس تولي الديمقراطيين للسلطة هناك ؛   وحتى اعتقد بعض المحللين أن السعودية اتجاهها مع الحزب الجمهوري إلا أن هذه النظرية تحمل بين دفتيها تناقضات كثيرة لأن العلاقة  الخارجية الامريكية لا تحددها احزاب ولا ترسم خطاها  ايديولوجيات متناقضة  إنما تحددها المصالح الأمريكية التي هي الأخرى لا تخضع لمزاجية رئيسها لأنها دولة مؤسسات تنبثق سياساتها من واقع مبني على العلمية والبحث الذي يستند على إيجاد السبل الكفيلة في رسم خارطة طريق السياسة الامريكية والتي قد ترغم الرئيس الامريكي على السير في  مساراتها وتجنب الحياد عنها واضعتا مصالحها في مقدمة نهجها السياسي. وماذا يحدث الان إذن…؟ الذي يحدث الآن في البيت الأبيض هو التخبط  السياسي الذي  أنتجته عدم وضوح الرؤيا لقادة البيت الابيض؛ تبعتها  سياسات غير متزنة مع العالم وخاصة  الشرق الأوسط حتى انها “بكذبة “الارهاب دمرت دول عديدة ، فأصبحت يشار اليها بالإرهاب   ، وكذلك فإنها تزعم انها تحكم العالم وكونها  اعتقدت أنها القطب الأوحد في العالم أصبحت لا تعير الاهتمام لتجنب إي “شرخ” في علاقاتها مع دول الخليج  “خاصة”  وخاصة بعد أن دخلت أمريكا بقواتها إلى الخليج العربي لتحرير الكويت عام 1990، وتسابقت الاحداث لتخدم امريكا في توليها زعامة العالم بعد تفتت الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات من القرن العشرين  وما تلاها من تطورات خطيرة في الموقف العالمي بعد خلو ساحة الزعامة العالمية  من منافس  لها كقطب مؤثر في السياسة الدولية، الى ان أصبح التواجد الأمريكي في الخليج أمر واقع استطاعت من خلاله  السيطرة  على المنطقة “عسكريا ” مما جعلها  تتغافل عن حلفائها في الخليج فاصبح تأثير دول الخليج  (حسب اعتقادها) لا يوازي ما تقدمه لهم من مسانده ودعم  لذلك اتسمت السياسة الامريكية “متعمدة ”   بالتأرجح وقد تبينت معالمها  منذ تولي “أوباما” إدارة البيت الابيض وما تلاها من تناقضات في تلك السياسة الامريكية ….، هنا برزت معالم “إسفاف” امريكا التدريجي، الى ان زجت نفسها وحلفائها بمحرقتها في الحرب الاوكرانية الروسية   فتهاوت اسطورتها واصبحت بعد ذلك تبحث عن حلفائها الذين تركتهم في منتصف طريقها، وتفاجأت بتخلي حلفائها عنها وسعيهم لإيجاد حلفاء جدد ….    فاتجهت السعودية شرقا نحن الحلف “الروسي الصيني” حتى ادركت  إدارة البيت الابيض انها لن تستطيع ان تجعل السعودية “دولة منبوذة” كما كان يعتقد رئيسها. لاحظنا  أن سياسة  السعودية قد اتجهت إلى الابتعاد عن السطوة الأمريكية وكذلك هي الآن تسعى لمسك العصي من الوسط وتتجه باتجاه مصالحها لتجنب هيمنة أمريكا على سلوكها وكذلك لم تكن لتعطي  “بوتين ” الحق في اتخاذها قرار مساندته أو إدانته في حربه التي خاضها ويخوضها مع أوكرانيا وقد تجسد هذا الامر  بدعوة الرئيس الأوكراني للقمة  العربية التي عقدت بتاريخ (    19مايو 2023 )في جدة   مع البقاء على قنواتها السياسية فعالة في استقطاب السياسة الروسية والتخلي بشكل كامل عن السياسات المتناقضة الأمريكية فكان الاتفاق الإيراني السعودي تحت مظلة الصين هو الألم الأكثر قوة الذي وجهته السعودية للإدارة الأمريكية مما جعلها  تسارع في     ايجاد السبل   للتقارب مع السعودية من خلال فتح القنوات السياسية مع الرياض  للتفاوض في لإرجاع تلك العلاقات الى سابق عهدها من اجل ابعاد السعودية من” الحلف الشرقي ” مرة  واخرى طلبا للطاقة التي اصبحت في بودقة الخطر الروسي   … ، حتى تحولت السياسة الامريكية من الناكر لحليفتها السعودية الى “الحريصة “على تعزيزها. بإمكان  السعودية الان ان تضع شروطها لحماية الامن القومي العربي ، واعتقد طلبها لإنشاء مفاعل نووي سلمي ليس كافيا كونها لو حصلت على هذا المفاعل بمفردها  ستتعرض بعد حين لما تعرض له المفاعل العراقي في بداية الثمانينات من القرن الماضي لذلك عليها ان تدرس هذه الخطوة فيما اذا حصلت على  هذا المفاعل سواء من امريكا او الدول التحالف  الشرقي ، ان يكون مفاعل عربي  منبثق من  مجموعة من الاقطار    العربية  ذات التأثير الاستراتيجي الاقليمي   ودولي كونها   الفكرة الاكثر نضوج لتفادي “الغدر” السياسي،ا والسؤال الاكثر الحاحا هو: “هل سترجح السعودية مصالحها الوطنية على المصالح القومية للامة العربية …؟!.” ومن هنا نستطيع أن ننطلق لبناء الاستراتيجية العربية التي تعتمد على القدرات العربية الخالصة ولا ضير في تحالفات سواء كانت  إقليمية أو دولية لتعزيز مكانة الأمة العربي على ان لا يكون تقدم بلد وتخلف آخر لاننا لو تفرقنا في التحالفات وتجمعنا على المصالح العربية فإننا أكيد سنستغني عن أي تحالفات تقييد العرب امتلاكهم التكنولوجيا وبالأخص التكنولوجية النووية. صحيح ان طموحنا وحدة امتنا العربية لكننا لو حصلنا في هذا الظرف على ناصية العلم النووية وتمكنا من اطلاق سراح المغيبين في سجون الاحتلال الصهيوني وبناء اتحاد اقتصادي عربي رصين نكون قد وصلنا الى منتصف الطريق ونستطيع ان نسلم اجيالنا مفاتيح النصر المبين. والله المستعان … كاتب وباحث عراقي mohmus94@yahoo.com

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

أسرار التطبيق الصيني الذي أودى بأسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم

أثار إطلاق تطبيق الدردشة الصيني "ديبسيك" موجة من التغيير في قطاع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بعد أن تفوق سريعاً على تطبيق "تشات جي بي تي" التابع لشركة "أوبن إيه آي"، ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلاً على أنظمة تشغيل آيفون في الولايات المتحدة، وهو ما تسبب في إلحاق خسارة فادحة لشركة "إن فيديا"، المتخصصة في تصنيع الرقائق، بلغت نحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال يوم واحد، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً في سوق الأسهم الأمريكية.

تكلفة قليلة
يتمتع النموذج اللغوي الكبير (LLM) الذي يغذي التطبيق بقدرات تحليلية تقارب نماذج أمريكية مثل نموذج "o1" التابع لشركة "أوبن إيه آي"، لكنه، بحسب خبراء، يتطلب تكلفة قليلة لتدريبه وتشغيله، بحسب نقرير لـ"بي بي سي".



وتقول "ديبسيك" إنها حققت ذلك من خلال اعتماد استراتيجيات تقنية قلّلت من الوقت الحسابي المطلوب لتدريب نموذجها المسمى "آر1"، ومن حجم الذاكرة اللازمة لتخزينه، وتقول الشركة إن تقليل هذه التكاليف الإضافية أدى إلى خفض هائل في التكلفة.

وبحسب تقارير فإن تدريب النموذج الأساسي "آر1-الإصدار الثالث" استغرق نحو 2.788 مليون ساعة تشغيل من خلال العديد من وحدات معالجة الرسومات في وقت واحد، بتكلفة تقديرية تقل عن 6 ملايين دولار، مقارنة بأكثر من 100 مليون دولار التي صرّح بها سام ألتمان، رئيس شركة "أوبن إيه آي"، كتكلفة لازمة لتدريب "جي بي تي-الإصدار الرابع".

رقائق "إنفيديا"
جرى تدريب نماذج "ديبسيك" باستخدام ما يقرب من ألفي وحدة معالجة رسومات من طراز "إنفيديا إتش800"، وفقاً لورقة بحثية أصدرتها الشركة.

وتعدّ هذه الرقائق نسخة معدّلة من شريحة "إتش100" الشائعة، وقد صُممت خصيصاً لتناسب قوانين التصدير إلى الصين، وثمة احتمال أن تكون الشركة قد لجأت إلى تخزين كميات من هذه الشرائح قبل أن تشدّد إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، القيود في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وهي خطوة أدت بالفعل إلى حظر تصدير رقائق "إتش800" إلى الصين.

سرعة الانتشار
إن الأمر الذي أثار دهشة العديد من الأشخاص هو سرعة إنطلاق "ديبسيك" على الساحة بنموذج لغة كبير بهذا التنافس، لذا يعتبر مؤسس الشركة ليانغ وينفنغ، التي أسسها في 2023، في الصين "بطلاً للذكاء الاصطناعي".

ويلفت الإصدار الأخير من "ديبسيك" الأنظار أيضاً بسبب ما يعرف بـ "الأوزان" الخاصة به، وهي المعاملات الرقمية للنموذج التي يجري الحصول عليها من خلال عملية التدريب، وكانت الشركة قد نشرت تلك المعلومات علناً، بالإضافة إلى ورقة تقنية تشرح عملية تطوير النموذج، وهو ما يتيح للمجموعات الأخرى إمكانية تشغيل النموذج على معداتها الخاصة وتكييفه ليلائم مهام أخرى.

وتعني هذه الشفافية النسبية أيضاً أن الباحثين في شتى أرجاء العالم، أصبح بمقدورهم معرفة أسرار النموذج واكتشاف طريقة عمله، على عكس نماذج "o1" و"o3" لشركة "أوبن إيه آي" والتي تعتبر بالفعل بمثابة صناديق مغلقة.

لكن هناك بعض التفاصيل المفقودة، مثل مجموعات البيانات والشفرة المستخدمة في تدريب النماذج، وهو ما دفع مجموعة من الباحثين إلى السعي حاليا لتجميع هذه التفاصيل معاً.

مستقبل الذكاء الاصطناعي
ربما تبرهن "ديبسيك" على أنه ليس من الضروري امتلاك موارد ضخمة لبناء نماذج ذكاء اصطناعي معقدة. ومن المتوقع أننا سنرى نماذج ذكاء اصطناعي قوية يجري تطويرها باستخدام موارد أقل بشكل متزايد، في ظل بحث الشركات عن طرق لزيادة كفاءة تدريب النماذج وتشغيلها.



وتهيمن شركات "التكنولوجيا الكبرى" في الولايات المتحدة، حتى الآن، على قطاع الذكاء الاصطناعي، وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد وصف صعود "ديبسيك" بأنه "دعوة لاستيقاظ" قطاع التكنولوجيا الأمريكي.

إلا أن هذا التطور قد لا يكون خبراً سيئاً لشركات مثل "إنفيديا" على المدى الطويل، ففي ظل تراجع تكاليف تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي سواء من حيث المال أو الوقت، سيكون من الأسهل على الشركات والحكومات تبني هذه التكنولوجيا، وهو ما سيؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على المنتجات الجديدة والرقائق التي تستخدمها، وهكذا يستمر العمل.


مقالات مشابهة

  • الوطنية للنفط: الدبيبة تعهد بحل مشكلة العسر المالي الذي تمر به شركات النفط
  • الأهلي يضم مصطفى الدكش من دلفي
  • «الخليج العربي» تفتتح «مركز بيانات» مزوّد بأحدث التقنيات بالشرق الأوسط
  • الخليج العربي تفتح مركزًا للبيانات مزودًا بأحدث التقنيات في الشرق الأوسط
  • تعقد فى العراق| حسام زكى: القمة العربية القادمة ستكون سياسية
  • مؤسسة النفط تناقش في بنغازي مشروعات شركات الخليج والوطنية للإنشاءات والجوف 
  • «جمعية مؤسسة النفط» تناقش مشاريع شركات «الخليج والوطنية للإنشاءات والجوف»
  • أسرار التطبيق الصيني الذي أودى بأسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم
  • الصين تتعهد بإجراءات مضادة ردا على الجمركية الأمريكية
  • السياسة الأمريكية الجديدة