الدوكسينغ.. ظاهرة منذ التسعينيات تعود لترهيب معارضي حرب غزة
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
برزت في الولايات المتحدة الأميركية منذ تسعينيات القرن الماضي ظاهرة "الدوكسينغ"، وهي مهاجمة شخص ما اتخذ موقفا معينا، بإشهار وترويج معلوماته الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما يؤدي إلى تلقيه تهديدات إلكترونية أو حتى في مكان السكن.
وزادت هذه الظاهرة مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، من خلال شن حملات ضد طلاب وناشطين وأشخاص عاديين، استخدموا ما لديهم من منصات لانتقاد ممارسات إسرائيل وحربها على القطاع.
ورصدت مراسلة الجزيرة بيسان أبو كويك، في تقرير لها، نماذج لبعض من تعرضوا لهذه الظاهرة، ومنهم محمد جهاد، وهو معلم من أصل فلسطيني، يعمل بإحدى المدارس الثانوية في نيويورك، والذي نشر تغريدات في بداية الحرب، انتقد فيها بيانا لمستشار التعليم، ندد بالسابع من أكتوبر، دون الإشارة إلى معاناة الفلسطينيين.
وتعرض محمد لهجوم من صحيفة نيويورك بوست في تقرير كان يهدف إلى انتقاد إدارة التعليم في نيويورك بعدم الوقوف بشكل كاف مع إسرائيل، حيث نشرت تغريداته وركزت عليه بوصفه معاديا لإسرائيل.
وقال محمد جهاد للجزيرة، إنه وعلى مدار أسبوعين، تم استهدافه بنشر مقالات تضمنت عنوان سكنه وكذلك مكان عمله، وتساؤلات استنكارية عن سبب عدم طرده من العمل.
تهديدات بالقتلوعرض التقرير مشاهد لحافلة تسيرها مجموعة يمينية تدعى "الدقة في الإعلام" حملت صورته حيث جابت محيط منزله والمدرسة التي يعمل بها، وكذلك مضايقة مراسل تلفزيوني له، ونتيجة لذلك، تعرض محمد لتهديدات بالقتل، حسب قوله.
وتابع محمد "ما حدث كان مخيفا لعائلتي، اختلف الأمر حين تعلق بالمدرسة لأن معلوماتها نشرت لفترة لكن حين حضروا إلى منزلي شعرنا بانعدام الأمن. فإذا تمكنوا من إيجاد عنواني فأي شخص بإمكانه العثور علي في منزلي ومنذ ذلك الحين نشعر بانعدام الأمن".
وكانت الجامعات المسرح الأكبر لهذه الظاهرة بعد الحرب على غزة، حيث جابت حافلات محيط جامعات مرموقة مثل كولومبيا وهارفارد، تحمل صور وأسماء طلاب تتهمهم بمعاداة السامية.
ودفع الأمر طلابا إلى إخفاء وجوههم في المظاهرات والاعتصامات خوفا من حملات تشن ضدهم، ومنهم طالب يهودي بجامعة كولومبيا، مناصر لفلسطين، تلقى مضايقات إلكترونية تشكك في يهوديته، لأنه يعارض الحرب على غزة، كما تلقى والده اتصالا من مجهول، بلغة تهديدية.
ولا يختلف ما تعرض له هذا الطالب عما تعرض له طلاب آخرون أغلبهم من أصول عربية منذ بدء الحرب، بسبب نشاطهم في الجامعات.
وتيرة متصاعدةوشملت ظاهرة الدوكسينغ مختلف القضايا السياسية والاجتماعية في المجتمع الأميركي، لكن وتيرتها تصاعدت ضد الطلبة منذ بدء الحرب على غزة.
وفي هذا السياق، قالت منظمة (بالستاين ليغال/ فلسطين الشرعية) الحقوقية، إنها تلقت 300 طلب لتقديم دعم أو مساعدة قانونية من أشخاص، قالوا إنهم تعرضوا للدوكسينغ منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحسب المحامية ليا غيليسبي، وهي ناشطة ورئيسة مشاركة للجنة فلسطين في النقابة الوطنية للمحامين، فإن هذه الممارسة بحد ذاتها لا تعد مخالفة للقانون، لأن المعلومات الشخصية لأي فرد في الولايات المتحدة متاحة عبر الإنترنت.
إلا أنها أضافت بأنه قد يتحول الأمر لجرم مختلف كجرم جنائي أو مدني كالمضايقة أو الملاحقة السيبرانية التي قد تلحق الأذى بشخص آخر، لافتة إلى أن الأمر مرتبط بنية المرتكب والأذى الذي يُلحقه.
ويشدد كثيرون من ضحايا الدوكسينغ وهم من فئاتٍ وخلفيات مختلفة، على أن إرهابهم أو إسكاتهم عن الحديث بشأن فلسطين وما يحدث في غزة، لن يتحقق، لكنه في الوقت نفسه يثير مخاوف من تزايد الإسلاموفوبيا والعداء لمن هم من أصول فلسطينية أو عربية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
محمد عبدالقادر: يَتَجَلَّى نهاية العميل حمدوك
وكلما حلَّت الهزائم بالمليشيا اعتمر عبدالله حمدوك (كدموله السياسي) ولبس (ثياب الواعظينا)، وخرج على الناس منادياً بوقف الحرب.
الدور المرسوم لـ(حمدوك) بات واضحاً وهو محاولة لعب الوسيط حينما تضيق الأرض بالمليشيا، فقد أعدَّهُ الكفيل الأماراتي لهذه المهمة الت يمارسها بلا خجل أو حياء في محاولة لإنقاذ التمرد الذي يذيقه الجيش وقواته المساندة كؤوس الهزائم والموت الزؤوام فى كل مكان.
بخطابه الأخير المتزامن مع إنتصارات القوات المسلحة
فى مسارح العمليات كافة كشف حمدوك القناع عن وجهه الجنجويدي القبيح، وأطلق الرصاصة الأخيرة على صورة الحكيم الكاذب الذي إدَّخرهُ الشعب السوداني أملاً فما وجده إلا ألماً وأذىً بممارسته عمالةً مفضوحة لم تعد خافية عن الشعب السوداني الذي يعلم كل شيء.
كيف تراجع حمدوك وإنحط إلى هذا الدرك السحيق وهو يتحول إلى لعبة تحركها أصابع آل دقلو في مسرح العمالة والعبث السياسي، وكيف إنهارت (شكراً حمدوك) وتحولت إلى لعنات تلاحق الرجل في كل مكان؟!.
تحوَّل حمدوك المنقذ الثائر إلى مسخ مُشوَّه وكلب صيد فى مارثون السباق الإماراتي البغيض الذي أراد إحتلال السودان وتحويله إلى إقطاعية خاصة بأولاد زايد، كيف إرتضى حمدوك لنفسه أن يكون ضد الشعب والوطن وتمادى فى عمالته للحد الذي جعله يساوي بين الجيش الوطني والمليشيا المتمردة؟!.
ومن عجب أن حمدوك خان بعمالته مبادئ ثورة ديسمبر التي رفعت شعارات (مافي مليشيا بتحكم دولة)، و(الجنججويد ينحل)، قبل أن يخون وطنه وشعبه، ويُنَصِّب نفسه راعياً سياسياً خفياً لمشروع المليشيا الدموي الإنقلابي الذي سرق المواطنين وإغتصب نساءهم ومارس قتل وتشريد وتنزيح الناس وارتكب السبع الموبقات بحق السودانيين.
بلا خجل طالب حمدوك في خطابه الأخير ببعثة أممية، ودعا لحظر توريد السلاح للأطراف المتحاربة، فالجيش فى نظر حمدوك طرف يحارب الدعم السريع الذي يعمل حمدوك تحت إمرته الآن برعاية الكفيل الإماراتي.
الرجل ظل متمسكاً بقوله “لا منتصر في هذه الحرب”، العبارة التي ما زالت تُراوِح مكانها منذ إحتلال المليشيا لأجزاء واسعة في الخرطوم والجزيرة وسنار، وبعد أن أُخرِج الجنجويد من كل هذه المناطق وبات النصر قاب قوسين أو أدنى، مازال حمدوك يرى أنه لا أحد سينتصر في الحرب، فكيف نُفَسِّر هذا الإصرار الذي يتغاضى عن حقائق الميدان ويمارس التضليل البائن وحمدوك يتحول إلى بوق مليشي يُسَبِّح بحمد حميدتي وكفيله الإماراتي؟!.
لم تَعُد عمالة حمدوك خافية، فمقاساتها لا تتناسب ورداء الحكمة الذي يتجوَّل به بين المنابر ولا يكاد يُغطِّي عورته البائنة، حمدوك يُمثِّل الجنجويد وهو جزء من مشروعهم السياسي، لم يعد الأمر مجرد تمثيل بعد أن إستبانت المواقف وسقطت ورقة التوت وظهر حمدوك للعلن بوجهه الكدمولي القبيح.
الظاهرة الحمدوكية فى دورتها الأخيرة ينبغي أن تصمت مع آخر طلقة من الجيش في صدر مشروع الجنجويد التآمُري، إذ لن يجد الرجل طرفين فى الحرب، ليبدأ مشروع عمالة جديد يبحث فيه عن موطئ قدم في السودان الخالي من الجنجويد وأذيالهم من القحاتة الذين خانوا الوطن وشعبه وباعوه بدراهم معدودات فى مزادات الإمارات.
سينتهي الدور الحمدوكي البغيض مع نهاية المليشيا بإذن الله وسيشيعه السودانيون باللعنات، وسيكتب الوطن فصلاً جديداً من التَحَرُّر والإنعتاق من العملاء والخونة مع إعلان النصر فى معركة إجتثاث تمرد آل دقلو وإنهاء وجودهم فى السودان إلى الأبد.
محمد عبدالقادر
إنضم لقناة النيلين على واتساب