صور الأقمار الاصطناعية تظهر دمارا واسعا في الفاشر غربي السودان
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
أظهرت صور بالأقمار الاصطناعية بين 5 و22 مايو/أيار الجاري دمارا واسعا في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بشمال غرب السودان، جراء القتال المستعر بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.
وتظهر الصور الأضرار الواسعة التي لحقت بمربعات سكنية كاملة في شرق المدينة وجنوبها جراء الحرق والتدمير.
وتبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بالمسؤولية عن هذا الدمار، حيث نشر حساب تابع للدعم السريع يوم الاثنين الماضي لقطات تظهر آثار احتراق عدد من المنازل بادعاء أنها بسبب استهداف الطيران الحربي السوداني لأحياء ومناطق في المدينة.
غير أن تقارير أخرى أشارت بأصابع الاتهام إلى قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر بحق المدنيين في الفاشر، حيث تعرضت المنطقة الغربية لمعسكر أبو شوك للنازحين لقصف مكثف أمس الأربعاء.
وبحسب تقرير لموقع "سودان تريبيون"، قال عبد الحفيظ الغالي عضو غرفة طوارئ معسكر أبو شوك إن قوات الدعم السريع اقتحمت المعسكر وارتكبت "جرائم وحشية" ضد الشباب العزل، شملت الضرب والتعذيب والاحتجاز والنهب.
وأضاف التقرير أن قوات الدعم السريع دفعت بعدد كبير من عناصرها وتسللت إلى المعسكر من الشمال بعد الانسحاب المفاجئ للجيش السوداني من نقطة أمنية.
وقد أدان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الهجوم، واتهم قوات الدعم السريع بقصف عرقي يهدف إلى ترويع وتهجير السكان والتدمير والحرق عن عمد لتسهيل عمليات النهب والاستيلاء على المنطقة.
ووفقا لـ"راديو دبنقا"، فقد قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، صباح أمس الأربعاء، مواقع وتجمعات لقوات الدعم السريع في شرق الفاشر وشمالها الشرقي، وردت مدفعية الدعم السريع بقصف "عشوائي" على أحياء المدينة، واستمرت الاشتباكات بين الجانبين.
في غضون ذلك، أفاد بيان للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو بأن الولايات المتحدة أبلغت قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية مرارا بضرورة التراجع عن القتال في الفاشر، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وتوفير الممرات الآمنة للسكان هناك وفي جميع أنحاء السودان.
من جهة أخرى، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل إن تصاعد القتال في ولاية شمال دارفور بالسودان أدى إلى "خسائر بشرية مأساوية بين الأطفال في الأسابيع الأخيرة، وتسبب بنزوح قسري لأكثر من 500 ألف شخص".
وأضافت راسل، في بيان، أن "هناك أكثر من 750 ألف طفل تتعرض حياتهم للخطر في الفاشر"، داعية أطراف النزاع إلى التراجع عن هذه المواجهة الخطيرة بشكل عاجل.
ووفقا لأحدث تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، المنشور أمس، فقد نزح ما يقرب من 9 ملايين شخص قسرا بسبب الحرب الحالية في السودان، وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن 65% من السكان يفتقرون للرعاية الصحية، والعديد من المواقع لا تتوفر بها تجهيزات التوليد أو رعاية المواليد، كما توقفت عمليات التطعيم، وارتفعت معدلات انتشار الأمراض المعدية بما في ذلك الكوليرا والحصبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع فی الفاشر
إقرأ أيضاً:
«الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة أم كدادة .. عشرات الضحايا في الفاشر ومعسكر أبوشوك بشمال دارفور
الشرق الأوسط: قُتل وأصيب العشرات من المدنيين، الخميس، في الفاشر ومعسكر أبوشوك، في شمال دارفور، بقصف لـ«قوات الدعم السريع» بالمدفعية الثقيلة، وفق ما أفادت مصادر عسكرية ومحلية، وأعلنت «الدعم السريع» سيطرتها على منطقة أم كدادة الواقعة على بعد 187 كيلومتراً، جنوب شرقي الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب السودان.
وقالت في بيان على منصة «تلغرام»، إن قواتها حققت نصراً كبيراً بتحرير اللواء 24 بمحلية أم كدادة التابع للفرقة السادسة مشاة، من قبضة الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح التي تقاتل إلى جانبه.
أضافت أنه تم تسلم مركبات قتالية بكامل عتادها، وأسلحة متنوعة كانت بحوزة قوات العدو.
وقال شهود عيان لــ«الشرق الأوسط» إن «الدعم السريع» شنت صباح الخميس هجوماً من ثلاثة محاور، قبل أن تفرض سيطرتها بالكامل على أم كدادة.
بالتزامن، قالت «الدعم السريع» إنها صدت صباح الخميس هجوماً شنته قوات الجيش على منطقة أم عدارة غرب ولاية كردفان؛ ما أسفر عن مقتل المئات، وإنها تمكنت من الاستيلاء على عدد 18 عربة قتالية مجهزة بالكامل.
وكانت «الدعم السريع» استولت الأربعاء على وادي العطرون في صحراء شمال دارفور، وهي منطقة استراتيجية تسمح لها بالتقدم نحو ولايات شمال البلاد، التي سبق أن هددت باجتياحها.
وفي الفاشر قُتل وأصيب العشرات من المدنيين جراء القصف المدفعي، من قِبل «الدعم السريع»، على سوق المواشي والأحياء الجنوبية، وفق ما أفادت مصادر محلية.
وكانت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر، أحصت مقتل أكثر من 20 شخصاً وإصابة 27 آخرين في القصف العشوائي الذي استهدف المدينة الأربعاء.
وكشفت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك، يبعد 4 كيلومترات شمال الفاشر، عن مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 20 في هجمات بالمدفعية الثقيلة من قِبل «الدعم السريع».
وأعلن «تحالف السودان التأسيسي» (تأسيس) أن قواته تواصل إجلاء المواطنين من الفاشر ومخيمات النازحين حولها، واستطاعت نقل نحو 4000 إلى مناطق في محلية طويلة بشمال الولاية.
وأدى تفاقم الأوضاع الإنسانية، وتصاعد الهجمات المتبادلة بين الجيش السودان والقوة المشتركة المتحالفة معها من جهة، و«الدعم السريع» من جهة أخرى، إلى فرار الآلاف من الفاشر ومعسكري زمزم وأبوشوك.
وكانت القوة المحايدة المكونة من حركات مسلحة إلى اتفاق مع «قوات الدعم السريع» التي تحاصر الفاشر إلى اتفاق بفتح ممرات آمنة لإجلاء الرجال والنساء مع عائلاتهم من المدينة، وتوفير الحماية الكاملة من قبل قواتهم.
ووفقاً لتنسيقية لجان مقاومة الفاشر (جماعة محلية) تحتضن المدينة أكثر من 800 ألف، بينهم أكثر من 120 ألفاً نزحوا إليها منذ اندلاع القتال في دارفور، ويحتاج أكثر من 70 في المائة من سكان الفاشر إلى الغذاء والماء والدواء.
وتحاصر «الدعم السريع» منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الفاشر، وسط قتال عنيف ضد الجيش والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح (أبرزها حركة جيش تحرير السودان، وحركة العدل والمساواة).
واستقبلت محليات في شمال دارفور، خارج نطاق النزاع، في الأيام الماضية المئات من الأسر الفارة من الفاشر ومعسكر زمزم بسبب الجوع، وتواجه أوضاعاً قاسية وهي تعيش في العراء.
وتسيطر «الدعم السريع» بشكل شبه كامل على إقليم دارفور ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان.