وائل بدران (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة تستأنف نقل المساعدات من الرصيف البحري في غزة رئيس الدولة ونائباه ينعون حمد الخييلي

أشاد مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في حالات الطوارئ، بالدور الإنساني الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم الدعم الإغاثي والإنساني في قطاع غزة، وجهودها المبذولة لحل النزاعات وتلبية احتياجات من يعانون منها.

 
وأوضح غريفيث في حوار خاص مع «الاتحاد»، أن الإمارات لديها قدرة فريدة على الوصول ومساعدة الناس في أماكن النزاعات في أي مكان بالعالم.
وقال: انطلاقاً من تجربتي في التعاون مع الإمارات، فإن لديها دراية تامة بالأمور وقدرة عملية وإيجابية جداً على حل المشكلات، لافتاً إلى أن أبوظبي لديها مجموعة متنوعة من الكفاءات والموارد لتنفيذ المشاريع الإنسانية. 
وأضاف: «إن الإمارات كدولةٌ مانحة تقدّم المساعدات الإنسانية بشكل مذهل، وأتذكر بوضوح بعد الزلزالين اللذين ضربا سوريا وتركيا، العام الماضي، أن الإمارات أرسلت أكثر من 50 شحنة جوية من المساعدات بسرعة كبيرة جداً في الأيام القليلة الأولى إلى كل من سوريا وتركيا». 
وتابع: «لدى الإمارات قدرة فريدة على إيصال ما هو مطلوب في الوقت المحدد وبشكل عاجل، وقد فعلت ذلك في قطاع غزة، وما زالت تفعل ذلك هناك». 
وحول الوضع الإنساني في قطاع غزة، حذر غريفيث من أنه لا توجد أي مساعدات بحجم كاف يفي بالغرض تصل إلى القطاع، ولا يوجد وقود كافٍ داخل لنقل المساعدات إلى الأشخاص الذين غادروا رفح. 
وأوضح أن أكثر من 800,000 منهم غادروا حتى الآن رفح في الأيام العشرة الأخيرة، وهذا رقم غير عادي، ومن غير المعقول أن يكون المعبران البريان إلى جنوب غزة، معبر رفح وكرم أبوسالم، مغلقان أو لا يمكن إيصال المساعدات عبرهما. 
وتابع: «تمر إمدادات القطاع الخاص من خلال معبر كرم أبوسالم، لكن الأمر مكلف للغاية بالنسبة للأشخاص الذين يحتاجون حقاً إلى المساعدات وهم في أمس الحاجة إلى المساعدة العاجلة»، لذا لا يمكن أن يكون الوضع أسوأ من ذلك. 
ونوّه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى وصول مساعدات إنسانية بحراً عبر الرصيف العائم في اليومين الأولين من تشغيله، وكان ذلك قبل بضعة أيام، لكن معظمها لم يصل إلى المستودعات، مضيفاً: لم نتمكن من الوصول إلى مستودعاتنا في رفح، والعملية العسكرية تقترب من فريقنا هناك شيئاً فشيئاً مع توجّه المعارك نحو الغرب. 
وجدد غريفيث التحذير من أن المجاعة في قطاع غزة تبدو شبه حتمية، لأنه إذا لم يكن هناك طعام، فيمكن أن نكون متأكدين من أن الناس سيموتون من الجوع والأمراض التي تصاحب المجاعة.
وحول توقف وكالة «الأونروا» عن تقديم المساعدات في مدينة رفح، أشار إلى أن هناك مفاوضات مع الجانبين الإسرائيلي والأميركي، وغيرهم من الأطراف، حول كيفية إيصال المساعدات بأمان إلى المحتاجين إليها، مشيراً إلى أن العملية العسكرية في رفح تجعل من الصعب على «الأونروا» و«أوتشا» ووكالات الأمم المتحدة الأخرى القيام بمهامها. 
وأضاف غريفيث: «ندعم الوكالات الكبيرة التابعة للأمم المتحدة، وكذلك المنظمات غير الحكومية الدولية، إضافة إلى المنظمات المحلية التي تبذل جهوداً لإنقاذ الأرواح في الخطوط الأمامية». 
وحذر من أن إمدادات منظمة الصحة العالمية في غزة تنفد، قائلاً: «أخشى أن أفكر فيما سينتهي إليه هذا الأمر.. ولكن ما نعرفه هو أنه إذا لم يتم استئناف برنامج المساعدات قريباً سنرى عواقب وخيمة لم نشهدها حتى الآن في غزة».
وقال: نتفاوض مع الجانب الإسرائيلي وآخرين للحصول على طرق آمنة، ونتفاوض لفتح نقاط العبور البريّة من كرم ابو سالم ورفح، وعلى الشاطئ نستقبل المساعدات عندما تصل عبر الرصيف العائم. 
وأضاف: ندعم العمليات الغذائية والطبية وعمليات توفير المياه الصالحة للشرب والمساعدات الإنسانية بشكل عام، كما نقوم بحشد الأموال من الجهات كافة لدفع تكاليف كل ذلك، وندق ناقوس الخطر من أن كل هذا محكوم عليه بالفشل في الوقت الحالي، إذا لم يتم وقف إطلاق النار. 
وقال إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يسابق الزمن لتفادي مصير مؤلم ل 800,000 شخص في جنوب غزة، و1.1 مليون شخص في الشمال، مضيفاً: لقد هوجم مستشفى في الشمال واضطر المرضى والموظفون جميعاً للهروب تحت القصف. 
وأشار إلى وجود محادثات مع الجيش الإسرائيلي حول كيفية تحسين الوضع الأمني لعاملي الإغاثة، والبحث عن طرق جديدة وأكثر أمانًا يمكننا استخدامها بالفعل لنقل الإمدادات، على سبيل المثال عبر شاطئ ذلك الرصيف العائم، لنتمكن من نقل المساعدات بأمان في هذا الوقت، ربما على عكس ما كان يحدث قبل يومين. لقد تحدثنا معهم حول ضرورة فتح المعابر. 
وشدد على أنه دون فتح المعابر سيموت الناس، وربما يموت الناس أصلاً بسبب نقص الغذاء، إذ لا يمكننا الوصول إلى مستودعاتنا وهناك كميات أقل وأقل من المواد الغذائية في السوق.. إنه بكل وضوح وضع مأساوي للغاية.
وأشار إلى أنه من الجيد أن تمر شاحنات القطاع الخاص، لكنها تجلب إمدادات للسوق لا يستطيع معظم الناس تحمل تكلفتها، أما المساعدات فهي مجانية وفي هذه الظروف يجب أن تُعطى الأولوية. 
على صعيد التمويل، قال مارتن غريفيث ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في حالات الطوارئ: بالطبع نحن بحاجة دائماً إلى التمويل وهذه مشكلة شائعة، ولكن دعنا نضع ذلك جانبًا في الوقت الحالي وننظر إلى غزة. 
وأضاف: لدينا مشكلة فورية، وهي فتح المعابر، وتقديم المساعدات للناس الذين نزحوا الآن أكثر من 6 مرات في مختلف أنحاء القطاع، مستدركاً: «لكن هناك شيئاً آخر أعتقد أنه لا يقل أهمية عن ذلك وهو منح الأمل لسكان غزة بأن هناك مستقبل ينتظرهم.  وتابع: أدرك انطلاقاً من خبرتي الممتدة على مدار 50 عاماً في التعامل مع الحروب والنزاعات في جميع أنحاء العالم، أنه عندما يموت الأمل، يموت الناس معه لأن طاقة الصمود الضرورية للنجاة من هذه المآسي تفنى من دون أمل». 
وذكر غريفيث أن جامعة الدول العربية تطرقت مؤخراً خلال القمة العربية في البحرين، إلى إحياء الأمل والتركيز مرة أخرى على حل الدولتين مع إدارة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، وهذا بالطبع ما نعتقد أنه صحيح أيضاً. 
وتابع: دعونا نعطي أهل غزة الأمل، ودعونا لا نتركهم لا يعرفون أين سيجد أطفالهم مكانًا للعيش بعد ذلك، بينما لا نعرف متى سيستعيد أكثر من 800,000 طفل لم يذهبوا إلى المدرسة في غزة خلال الأشهر السبعة الماضية تعليمهم.. الأمل هو أمر لا يقل أهمية عن المساعدات.
وحول استقالته بحلول نهاية الشهر المقبل، قال غريفيث أنا لست مشاركًا في عملية اختيار خليفة لي، لكنني أعلم أن الأمين العام للأمم المتحدة قد دعا إلى تقديم الترشيحات، مؤكداً على أهمية اختيار شخص مناسب. 
وقال: «العالم لم يسبق أن عانى من أزمة إنسانية كما يعاني الآن، فلدينا أكثر من 100 صراع في جميع أنحاء العالم، ولم يتم حل أي منها تقريباً»، مضيفاً: «حتى في اليمن حيث كنا نأمل أن نرى تقدماً في حلها أصبح ذلك الآن في خطر، مما يعني أن الاستجابة الإنسانية للأزمات أصبحت أساسية بالنسبة للعالم». 
وتابع: لذا آمل أن يكون خليفتي، وأنا متأكد من أن هذا ما سيحدث، شخصاً يستطيع الاستجابة للأزمات، وأن يفعل ذلك بتوافق آراء المجتمع الإنساني. 
واختتم غريفيث حواره مع «الاتحاد»، بدعوة العالم إلى الالتزام بالقانون الدولي الذي يلزمنا ويضعنا تحت المساءلة جميعًا، قائلاً إن على العالم «وقف قصف المستشفيات، وقصف وقتل عمال الإغاثة الإنسانية، وقتل الصحفيين.. التزموا بالقانون وحافظوا على السلام».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المساعدات الإنسانية المساعدات الإماراتية المساعدات الغذائية الإمارات الأمم المتحدة النزاعات مارتن غريفيث المساعدات الإغاثية الأمین العام للأمم المتحدة فی قطاع غزة أکثر من فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار في غزة يبعث على الأمل رغم استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، اليوم الثلاثاء، إنه على الرغم من أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة دخل حيز التنفيذ وسمح لبعض السكان النازحين بالعودة لديارهم إلا أن مئات الآلاف في جميع أنحاء القطاع المنكوب لا يزالون يحتاجون المساعدات الإنسانية.

وأفاد العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة بأن الأزمة الإنسانية في غزة مستمرة في التفاقم في ظل النقص الحاد في المياه والغذاء وجهود توصيل المساعدات الحيوية إلى المنطقة التي مزقتها الحرب، وفي الوقت نفسه أدى تصاعد العنف في الضفة الغربية إلى تعميق المخاوف بشأن سلامة المدنيين والوصول إلى المساعدات، وفقا لما نشرته الأمم المتحدة.

وقال المتحدث الأممي -في مؤتمر صحفي- "مع سريان وقف إطلاق النار بدأ الفلسطينيون النازحون في العودة إلى ديارهم ليجد العديد منهم جبالا من الأنقاض"، موضحا أن أكثر من 90 بالمائة من المباني السكنية في غزة تضررت أو دمرت على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية.

وأضاف المتحدث الأممي "نظرا لحجم الدمار والاحتياجات في غزة، فإننا نعمل على توصيل المساعدات الحيوية للناس بأسرع ما يمكن، كما نحث الدول الأعضاء والشركاء على ضمان تمويل عمليات المساعدة لدينا لتلبية الاحتياجات الهائلة".

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، دخلت اليوم الثلاثاء 897 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

كما أعرب المتحدث الأممي عن قلقه العميق إزاء الوضع في الضفة الغربية، وخاصة سلامة الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها للاجئين، حيث أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية اليوم عن سقوط قتلى وجرحى، وقال "وفقا للتقارير الأولية، أسفرت الغارات الجوية والجرافات الثقيلة وعمليات القوات السرية عن سقوط العديد من القتلى وعشرات الجرحى منهم أفراد من الطاقم الطبي".

يأتي ذلك بعد أسابيع من الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين المسلحين، وقد أدت أعمال العنف السابقة إلى نزوح حوالي ألفي أسرة من مخيم جنين، مع تعطيل الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وقد كافح العاملون في المجال الإنساني للوصول إلى المنطقة بأمان، مما حد من توزيع المساعدات مثل المراتب والبطانيات.

ووصف نائب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط مهند هادي زيارته لغزة بأنها واحدة من أكثر اللحظات التي تبعث على الأمل في حياته المهنية الإنسانية، وقال إنه لأول مرة منذ أشهر يرى الناس في الشوارع وهم يبدأون في تنظيف الطرق ومحاولة إعادة بناء حياتهم.

ولفت هادي إلى تحول الموقف بين سكان غزة حيث أعرب العديد منهم عن رغبتهم القوية في العودة إلى العمل وإعادة البناء بدلا من الاعتماد على المساعدات، وأكد ضرورة عودة وسائل الإعلام الدولية إلى غزة وتقديم تقارير مباشرة عن الوضع.

ومن جانبها، أكدت مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جولييت توما أن الأونروا لا تزال ملتزمة بالبقاء في كل من قطاع غزة والضفة الغربية وتقديم المساعدة والخدمات الحيوية للأشخاص المحتاجين.

مقالات مشابهة

  • زايد الإنسانية تواصل تقديم المساعدات الإغاثية لأهالي غزة
  • "زايد الإنسانية" تواصل تقديم المساعدات الإغاثية لأهالي غزة
  • الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار في غزة يبعث على الأمل رغم استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية
  • الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار في غزة يبعث على الأمل رغم استمرار الأزمة الإنسانية
  • الأمم المتحدة: شاحنات الإغاثة تدخل غزة والحاجات الإنسانية مهولة
  • أطباء بلا حدود: هناك حاجة مُلحة لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية لغزة
  • وفد أممي في العريش ورفح لمتابعة ترتيبات إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • دعوات أممية لتوسيع نطاق الإغاثة الإنسانية في غزة
  • الأمم المتحدة: دخول أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • الأمم المتحدة تعلن دخول أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة