يحذر خبراء في جنوب أفريقيا من عودة الرئيس السابق جاكوب زوما لتصدر المشهد السياسي في البلاد، على الرغم من منعه قضائيا من الترشح، وذلك لاستمرار تحكمه في خيوط العمل السياسي.

وقال الكاتب سيسونك مسيمانغ، في مقال له بمجلة فورين بوليسي الأميركية، إنه لا ينبغي لأجد أن يتفاجأ إذا ما رأى أن زوما بدأ يعود لممارسة السلطة من وراء الستار متكيفا مع الواقع السياسي الجديد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: العالم يستيقظ لأجل العدالة فهل نفعل نحن؟كاتب إسرائيلي: العالم يستيقظ ...list 2 of 2إنترسبت: ثغرة أمنية في واتساب تمكن الحكومات من مراقبة الدردشاتإنترسبت: ثغرة أمنية في واتساب ...end of list

ونقل عن المحللة السياسية في كيب تاون أساندا نغواشنغ قولها إن زوما على استعداد لاستغلال أي منطقة في الدستور قد تبدو رمادية، موضحا أنه على الرغم من خطورة الأمر فإنه مفيد جدا في إظهار الثغرات التي قد توجد بالدستور والتي يبادر النسق السياسي على سدها.

وأوضح الكاتب مسيمانغ أن زوما هو عبارة عن "رجل بسيط ذي إمكانيات متواضعة" وهو لا يخفي ذلك، فهناك العديد من مقاطع الفيديو له وهو "يكافح لأجل قراءة خطبه"، وفي الوقت الذي تسخر فيه الصحافة منه، تبادر قاعدته الجماهيرية لإبداء تعاطفها معه.

ضد مانديلا

وبحسب مسيمانغ فإن زوما يقدم نفسه باعتباره نموذجا مناقضا لنموذج الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا، حيث يصفه نفسه بالرجل العملي، وفي حين صاغ مانديلا ورفاقه دستور جنوب أفريقيا، يصور جاكوب زوما نفسه "ضحية" لهذا الدستور.

وتابع أنه بينما كان مانديلا سفيرا مثاليا لحركة سياسية تتحدث عن الأمل والطموح في لحظة ولادة سياسية جديدة، لا يوجد أحد يجسد الانكسار والفوضى الأخلاقية لثورة جنوب أفريقيا أكثر من جاكوب زوما نفسه.

وبالنسبة لنغواشنغ فإن زوما لديه موهبة التهرب من المسؤولية والارتهان لتوجيه الانتقادات للبنية السياسية بالبلد، علما أنه قضى الثلاثين عاما الماضية في رحابها.

وأشارت إلى أن مواطني جنوب أفريقيا اعتادوا على تناقضات زوما الماهر في القتال من أجل السلطة ومصلحته الخاصة، فهو مثل كثير من قيادات حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، لا تحركه دوافع فكرية أو سياسية، بل مصلحية.

مع ترامب

وقارن مقال فورين بوليسي بين زوما والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وقال إنه هو الآخر يستغل ذهابه للمحاكمة كفرصة للظهور الإعلامي، حيث يتجمع المئات من المؤيدين للاستماع إليه وهو يهاجم الدستور والنظام القضائي.

وحذر المقال من تكرار سيناريو ترامب في جنوب أفريقيا، إذ إن الأميركيين كانوا ضحية لسياسات الرئيس الأميركي السابق كما كان الحال أيام انتشار وباء كورونا، وشاهدوه وهو يحاول إحراق الديمقراطية الأميركية، لكن برغم ذلك ها هو يستعد للعودة للحكم.

وقال الكاتب إن الناخبين عليهم الحذر وهم يختارون قادة البلاد الجدد، إذ إن زوما قد لا يستطيع العودة للحكم مباشرة خلال السنوات الخمس المقبلة -بسبب حكم قضائي ضده- لكنه قد يحرك الخيوط من خلف الستار عبر الأسماء المرشحة والمعروفة بتأييدها له.

وقد أدين زوما بازدراء القضاء في انتخابات 2021، ولن تظهر صورته على بطاقة الاقتراع لكنها ستكون أساسية في شعار حزبه.

وأسس زوما حزبا جديدا يسمى حزب أومكونتو ويسيزوي (MKP)، نسبة لاسم الجناح المسلح لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي خلال النضال ضد نظام الفصل العنصري، لكنه ما يزال محتفظا بعضويته في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الطاعة أن تعبد الله كما يريد بعيدا عن العقل والهوى

قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الطاعة أن تعبد الله كما يريد لا كما تريد، وهذه الحقيقة الواضحة يلتف عليها كثير من الناس، في حين أنها هي الأصل في عصيان إبليس الذي قص الله علينا حاله، وأكد لنا الإنكار عليه وعلى ما فعله في كثير من آيات القرآن الكريم.

ونوه عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أن إبليس لم يعترض على عبادة الله في ذاتها، ولم يكفر بوجوده، ولم يُشرك به غيره، بل إنه أراد أن يعبده سبحانه وحده وامتنع عن السجود لآدم، والذي منعه هو الكبر وليس الإنكار.

هل يجوز الكذب خوفا من الحسد .. علي جمعة يوضح الموقف الشرعيعلي جمعة: كيف نبقي أثر شهر رمضان حيًا في حياتنا ؟كيف تكون مسرورا؟.. علي جمعة يصحح مفاهيم خاطئة عن السعادةعلي جمعة يعدد مواطن النفحات الإلهية المخفية خارج شهر رمضان

واشار  الى ان الكبر أحد مكونات الهوى الرئيسية، والهوى يتحول إلى إله مطاعٍ في النفس البشرية، وهنا نصل إلى مرحلة الشرك بالله، فالله أغنى الأغنياء عن الشرك. قال تعالى في هذا الحوار : (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِى لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ) .

ضل فريقان فى مسألة الطاعة

ولفت الى انه في مسألة الطاعة ضل فريقان : فريق أراد الالتزام فزاد على أمر الله وحرّف، وفريق أنكر وفرّط وانحرف.

فالأول أراد أن يعبد الله كما يريد هو؛ فاختزل المعاني وتشدّد وأكمل من هواه ما يريد، وقال: هذا معقول المعنى عندي.

والثاني أراد أن يتفلّت وأن يسير تبع هواه؛ وقال: إن هذا هو المعقول عندي، في حين أنه يريد الشهوات.

وذكر أن ربنا يحدثنا عن كل من الفريقين، وهما يحتجان بالعقل، ولا ندري أي عقل هذا؟ وما هو العقل المرجوع إليه والحاكم في هذا؟ وهما معًا يؤمنان ببعض الكتاب ويكفران ببعض آخر، والقرآن كله كالكلمة الواحدة. قال تعالى : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)، وقال سبحانه : (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا) وقال سبحانه : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ).

أما الذين يدّعون العقل ويتبعون من حولهم من أصحاب الأهواء، ويغترون بكثرتهم، فهم يتبعونهم في الضلال، ولا ينبغي أن يغتر هؤلاء بالكثر؛ فدور العقل هو الفهم وإدراك الواقع ومحاولة الوصل بين أوامر الوحي وبين الحياة، واستنباط المعاني بالعلم ومنهجه، وليس دور العقل إنشاء الأحكام واختراعها؛ فإن هذا من شأن الله سبحانه وحده. قال تعالى : (إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ).

مقالات مشابهة

  • وزارة الرياضة توصد الأبواب أمام أوراش رئيس جامعة السلة بعد فشله في التأهل لكأس أفريقيا
  • كاتب إسرائيلي: خفض التمويل يهدف لتفكيك المجتمع العربي بإسرائيل
  • كوريا الجنوبية.. مقترح بتعديل الدستور للحد من صلاحيات الرئيس
  • علي جمعة: الطاعة أن تعبد الله كما يريد بعيدا عن العقل والهوى
  • بطريرك الموارنة: بعض من يدعون لتغيير الدستور اللبناني يهدفون إلى توسيع سلطتهم
  • حفيد مانديلا لـ”الثورة ” :التزام جنوب أفريقيا بدعم النضال الفلسطيني مبدئي وثابت
  • جنوب أفريقيا: لا نخطط للرد على التعريفات التي فرضها ترامب
  • فايننشال تايمز: هل يستفيد أقصى اليمين من إدانة مارين لوبان؟
  • التحكيم الملكي في قضية “الساعة الإضافية”..بين الدستور والمطلب الشعبي
  • حينما يصنع اليُتم العظماء| من عبدالحليم حافظ إلى نيلسون مانديلا.. قصص نجاح ألهمت العالم