سجال إيراني تركي حول دور مسيرة أكنجي في تحديد موقع تحطم مروحية رئيسي .. ما القصة؟
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
أثارت الطائرة المسيرة التركية "أكنجي" التي شاركت في عملية البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، جدلا واسعا بشأن دورها وحجم مساهمتها في تحديد موقع الحطام، في حين تصاعدت نقاشات وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي إلى تراشق بالتصريحات بين البلدين المتجاورين.
وفي وقت متأخر من الأحد الماضي، عبرت المسيرة التركية الحدود إلى الأجواء الإيرانية بعد طلب طهران مساعدة أنقرة في عمليات الإنقاذ والبحث عن مروحية الرئيس الإيراني والوفد المرافق له التي فُقدت خلال عودتهم من مراسم افتتاح سد على الحدود بين إيران وأذربيجان.
وخلال ما يقرب من ساعتين على دخولها الأجواء الإيرانية، تمكنت "أكنجي" من تحديد موقع حطام طائرة رئيسي قبل أن تبلغ السلطات الإيرانية بإحداثيات المكان لتتوجه الأخيرة إلى هناك، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول التركية.
وصباح الاثنين، عادت الطائرة المسيرة التركية "أكنجي"، إلى تركيا بعد استكمال مهامها في رصد مكان حطام طائرة الرئيس الإيراني، وقامت قبل هبوطها في القاعدة العسكرية التي انطلقت منها في مدينة فان جنوبي البلاد بمسار يحاكي رمزي الهلال والنجمة على العلم التركي، في إشارة إلى إنجاز المهمة التي وكلت بها بـ"نجاح".
لماذا تؤكد طهران "فشل" المسيرة التركية؟
قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، إنه "على الرغم من أن تركيا أرسلت مسيرة مزودة بكاميرات رؤية ليلية وكاميرات حرارية، فإن هذه المسيرة فشلت في تحديد موقع التحطم بدقة بسبب عدم وجود معدات كشف ومراقبة النقاط تحت السحاب"، وذلك في إشارة إلى الأحوال الجوية السيئة في مكان سقوط مروحية رئيسي.
وأضافت في بيان، أن القوات المسلحة الإيرانية "لم يتسن لها نشر مسيراتها المتقدمة فور وقوع الحادث، والمجهزة برادارات ذات فتحات تركيبية، لأنها كانت في مهمة في شمال المحيط الهندي، إلا أنه جرى استدعاؤها مما ساعد في الوصول للموقع".
وتطرق البيان الإيراني إلى أسباب طلب طهران المساعدة من أنقرة، موضحا أن السلطات الإيرانية اختارت تركيا من بين "الدول الصديقة نظرا لقربها من موقع الحادث بشمال غرب البلاد".
وجاءت التصريحات الإيرانية بعدما ضجت وسائل الإعلام التركية بما وصفوه بـ"نجاح" المسيرة "أكنجي" في مهمتها بعد انضمامها إلى عمليات البحث والإنقاذ عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له.
يرى الباحث في العلاقات الدولية، محمود علوش أن "الإيرانيين محرجون للغاية أمام الرأي العام الداخلي والخارجي من دور المسيرة التركية في العثور على حطام المروحية لأن هذا الدور هز كبرياءهم وكشف ضعف قدراتهم التكنولوجية ولأنه منح فرصة لتركيا المنافسة لهم في صناعة الطائرات المسيرة لاستعراض قدراتها".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن "إيران منزعجة من قيام تركيا ببث نشاط المسيرة خلال أعمال البحث واعتبروا ذلك بمثابة توظيف تركي للقضية من أجل استعراض قدراتهم التكنولوجية. لذلك، سعوا للتقليل من دور المسيرة التركية في العثور على حطام المروحية".
وكانت وكالة الأناضول افتتحت بثا مباشرا عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) لمدة 6 ساعات متواصلة من أجل توثيق عمليات البحث التي نفذتها المسيرة التركية، وقد حاز البث على ملايين المشاهدات.
AKINCI İHA, İran semalarında İran Cumhurbaşkanı Reisi ve heyetini arama kurtarma çalışmalarına destek veriyor https://t.co/ovXnx13UcY — AA Canlı (@AACanli) May 19, 2024
تركيا تعلق على "حملات التشويه"
شدد وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي محمد فاتح كاجر، على نجاح المسيرة التركية في تحديد موقع حطام طائرة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له شمال غربي إيران خلال مدة لم تتجاوز الساعتين.
وقال في تصريحات لوكالة الأناضول التركية، إن المسيرة "أكنجي نفذت مهمة هامة من خلال المشاركة في أنشطة البحث وإيجاد حطام المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني".
وأضاف أنه "بناء على طلب السلطات الإيرانية لتحديد موقع المروحية، انتقلت إلى المنطقة طائرة مسيرة، وخلال وقت قصير بحدود ساعة ونصف الساعة تم تحديد مكان المروحية في منطقة جغرافية صعبة للغاية وقاسية وفي ظروف جوية سيئة وضبابية وغائمة".
وشدد على أن تركيا "تعاملت مع احتياجات صديقتها وجارتها إيران بنفس المنظور الحضاري وبمنهج مشاركة الإمكانات التي تمتلكها مع أصدقائها".
وفي ما بدا كرد على التشكيك في نجاح المسيرة التركية، لفت الوزير إلى أن "ما يقرب من 5 ملايين شخص تابعوا ذلك الحدث مباشرة في تلك الليلة (البحث عن الحطام) بواسطة وكالة الأناضول التي شاركت العملية مع العالم بأسره خطوة بخطوة".
واعتبر فاتح كاجر أن الطائرات التركية تعرضت في بعض المرات لحملات تشويه، مشيرا إلى أن "أفضل رد عليها هو هذه الأعمال الناجحة التي تقوم بها منتجاتنا التكنولوجية الوطنية"، حسب تعبيره.
وفي السياق، يرى علوش في حديثه لـ"عربي21"، أن "الصور المباشرة لنشاط المسيرة التركية تؤكد نجاحها في تحديد موقع حطام المروحية"، مشددا على أن "تركيا ما كان لها أن تؤكد على هذا النجاح لولا التشكيك الإيراني بجدوى المساعدة التركية".
ولفت إلى أن "التشكيك الإيراني بدور المسيرة التركية جحود ونكران للجميل"، موضحا أنه "كان ينبغي على النظام الإيراني أن يشكر تركيا على جهودها بدلا من تشويه الحقائق لإخفاء الحرج الإيراني".
تجدر الإشارة إلى أن تركيا وإيران تمتلكان ترسانة كبيرة من الطائرات المسيرة وتحرصان على استعراض قدراتها من أجل تعزيز وجودهما في أسواق التصدير، وفقا لرويترز.
ما هي قدرات مسيرة "أكنجي" التركية؟
تعد الطائرة التركية من طراز "أكنجي" من إنتاج شركة "بايكار" المتخصصة في تقنيات الطائرات المسيرة، والتي يرأس مجلس إدارتها المهندس سلجوق بيرقدار، وهو صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
و"أكنجي" هي واحدة من أحدث الطائرات المسيرة التركية، وهي طائرة قتال يتم التحكم بها بواسطة محطة تشغيل أرضية، وتمتلك تقنيات وتكنولوجيا عالية في الكشف وتتبع الأهداف، فضلا عن قدرات التحليق على ارتفاعات عالية.
تمتلك الطائرة محركين توربينيين بتقنية تصنيع حديثة، وتزن 4.5 أطنان، وقادرة على حمل ذخائر تزن قرابة 5 أطنان.
ظهرت للمرة الأولى لإجراء الاختبارات عام 2018، واستمرت عمليات الفحص، خلال الفترة اللاحقة، وفي عام 2019، أعلن اختبارات المحركات، التي أظهرت نجاحا، وفتحت الباب للمواصلة من أجل اختبارات التحليق.
وانطلقت الرحلة الأولى للطائرة في كانون الأول/ ديسمبر 2019، وحلقت لمدة طويلة، قبل أن تهبط بنجاح، ويعلن البدء في تصنيع المزيد منها لإدخالها ضمن نطاق القوات التركية.
وتبلغ السرعة القصوى للطائرة، المزودة بتقنيات اتصال بالأقمار الصناعية وتحديد المواقع الجغرافية، 195 عقدة، وتصل الحمولة القصوى لها إلى نحو 5500 كيلوغرام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية الإيراني رئيسي تركيا إيران تركيا آكنجي رئيسي سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطائرات المسیرة المسیرة الترکیة الرئیس الإیرانی حطام المروحیة فی تحدید موقع إلى أن من أجل
إقرأ أيضاً:
"المسيرة الكبرى".. حكاية ملحمية لا مثيل لها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صدرت حديثا عن صفصافة للنشر الترجمة العربية لكتاب "المسيرة الكبرى"، للكاتب جيانغ تينغيوي، والذي نقله عن الصينية يحيى مختار، والذي يتناول واحدة من الأحداث الكبرى في تاريخ الثورة الثقافية الصينية، والتي مهدت الطريق للصين الحديثة، وأسفرت عن نقل القاعدة الثورية الشيوعية من جنوب شرق الصين إلى شمال غربها، وظهور ماو تسي تونج باعتباره زعيم الحزب بلا منازع.
خلال المسيرة الكبرى، زحف الجيش الأحمر للعُمَّالِ والفلاحين الصينيين عبر مسافة تتجاوز ثلاثين ألف كيلومتر، محاربًا ببسالة عبر أربع عشرة مقاطعة، متسلقًا الجبال، وعابرًا الأنهار، متجاوزًا الأهوال والأخطار، متغلبًا على صعوبات وعقبات لا حصر لها، ومجسدًا بذلك الروح البطولية القائلة: "الجيش الأحمر لا يهاب صعاب المسيرة الكبرى؛ ويستخف بآلاف الأنهار والجبال".
ويقول الناشر: لقد تجاوزت روح المسيرة الكبرى حدود الزمان والمكان، وسارت نحو العالم، وأصبحت ثروة روحية ثمينة مشتركة للبشرية جمعاء. وقد أشاد العديد من الأصدقاء الدوليين بالمسيرة الكبرى للجيش الأحمر الصيني.
فقد وصف الصحفي الأمريكي إدجار سنو المسيرة الكبرى بأنها "حملة عسكرية ملحمية لا مثيل لها في العصر الحاضر". كما أشاد الكاتب الأمريكي هاريسون سالزبوري بالمسيرة الكبرى، ووصفها بأنها "الحدث الأكثر إلهامًا وشجاعة منذ أن شرعت البشرية في تدوين التاريخ"، وأنها نصب تذكاري للعزيمة والشجاعة الإنسانية، وستظل خالدة إلى أبد الآبدين.
يضيف: لم تكن المسيرة الكبرى مجرد إنجاز ثوري لا مثيل له في تاريخ البشرية أو ملحمة بطولية مزلزلة للأمة الصينية فحسب، بل كانت أيضًا إنجازًا صنعه جنود وجنرالات الجيش الأحمر بروحهم ودمائهم، مجسدين بذلك روح المسيرة الكبرى العظيمة، التي أصبحت بدورها ثروة روحية ثمينة للأمة الصينية.