مع الاحتفالات اليمنية بعيد الوحدة اليمنية في ربوع الوطن الجريح ومع المؤامرات الاستعمارية المستمرة في استهدافها واستهداف اليمن أرضا وإنسانا.
هناك وعي وطني كبير يتنامى ويتبلور على الواقع ويتجسد في مواقف وطنية للحفاظ على الوحدة اليمنية العظيمة ونحن في ذكراها الـ ٣٤ نتحدث عنها وعن أهميتها والمؤامرات الاستعمارية المستمرة لضربها وتشويهها مع ضرب الهوية الوطنية والنسيج الاجتماعي وتفكيك التماسك الشعبي وضرب الجبهة الداخلية لتمكين مشاريعهم الاستعمارية للنفوذ والاستقرار والبقاء المستدام وإشعال الفتن وإضرامها بين اليمنيين.

وهنا لا بد من التأكيد أن الوحدة منجز يمني تاريخي حققها الشعب اليمني ويحافظ عليها ولا قلق عليها وعلى اليمن الكبير ،ومع العمل الوطني الدؤوب وفي ظل الدولة وقائد الثورة يحفظه الله والإجماع الوطني والشعب كل الشعب.
وبالتالي الوحدة اليمنية هي مشروع وطني خالص ليست للمزايدة السياسية، وأبناء الشعب اليمني يؤمنون إيماناً كاملا بأنها هي المشروع الحقيقي الذي يضمن لهم الحياة ويضمن لهم الأرض والوجود كيمن حر مستقل وسلامة الثروة وديمومة الحياة.
في المقابل البريطاني والأمريكي يسعون اليوم لفرض عملية تشطير وتقسيم وتفتيت لليمن الكبير من جديد، والشعب اليمني لا يقبل بأن يكون هناك انفصال لأي جزء من أجزاء الوطن.
واليمن منذ الأزل هو كينونة واحدة، لا انفصام لها إطلاقا وعلى مر التاريخ وقف الشعب اليمني سدا منيعا أمام الاستعمار القديم والجديد وضد أي مشروع تقسيمي دائما ما تبناه الغازي الخارجي سيما وهناك في واقع اليوم لا يزال المستعمر الجديد في المناطق المحتلة، يعمل على مشروع التقسيم، وهنا نقول لهؤلاء ومن يحملون مشاريع التفتيت من الغازي الخارجي أو مرتزقة الداخل بأن أبناء الشعب اليمني ككل أنصار الله والقوى السياسية الوطنية لن يقبلوا بمثل هذه المشاريع مهما كان ومهما يكون، ومستحيل جداً بعد كل هذه التضحيات على مدى سنوات من العدوان والحصار أن نقبل بما تريده دول الغزو من مشاريع تآمرية على اليمن.
كما أن التاريخ أثبت أن بريطانيا وأمريكا والدول الإقليمية لا تريد وحدة لليمن، باعتبارها عنصر قوة لليمن عندما تكون دولة موحدة ولن تكون إلا كذلك لاسيما واليمن الكبير بطبيعته وتركيبته الجغرافية والاجتماعية هو مزيج واحد ونسيج اجتماعي واحد، حتى على مستوى الجغرافيا نجدها جغرافيا مترابطة، ولذلك كل مشاريع التقسيم حتى في مؤتمر الحوار الوطني حاولوا تقسيم اليمن لمصالح دول خارجية، وليس في التقسيم والتجزئة أي مصلحة يمنية.
ولذلك نقول للعدو إننا متمسكون بالوحدة مهما كان تآمرهم وسنواجه كل مظاهر إحياء الفتنة الطائفية والمناطقية، وهذا دور كل الأحرار والشعب والقوى السياسية الوطنية، فيما نرى اليوم القائد والدولة والإجماع الوطني والشعب يقفون الموقف الوطني المشهود والمعلن والواضح في مواجهة المشاريع الاستعمارية الشيطانية ومعهم في ميادين البطولة والشرف القوات المسلحة والأمن الذين يقومون بدورهم البطولي في حماية الوطن وسيادته واستقراره واستقلاله والعمل الدؤوب في أفشال المؤامرات وحماية الوحدة اليمنية ،وليس هذا فقط بل ووجود اليمن، كما أن الوحدة منجز وطني حققها كل اليمنيين ، والأخطاء التي ارتكبها النظام البائد تُعالج بما يطمئن كل اليمنيين، ويعالج مظلومية الجنوب والقضية الجنوبية ولا يجوز تحميل الوحدة أخطاء أدوات الإقليم، وهذا هو المسار الذي يتحرك من خلاله كل اليمنيين لإفشال مشاريع المستعمرين من تحقيق أهدافهم ، وإفشال كل المؤامرات التي تستهدف وحدة التراب اليمني وسلامة أراضيه.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الوحدة الیمنیة الشعب الیمنی

إقرأ أيضاً:

دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين

محمد الجوهري

تصريحات الرئيس الفلسطيني المزعوم محمود عباس (أبو مازن) عن مجاهدي حماس في غزة، وألفاظه النابية بحقهم، لا تقدم جديداً سوى المزيد من السقوط الأخلاقي للسلطات العميلة التي تستمد شرعيتها من البيت الأبيض، الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني. وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل هي عُرف سياسي متفشٍّ في أغلب الجمهوريات العربية، حيث تبقى تلك الأنظمة خانعة كماً وكيفاً، مقابل بقائها في السلطة الوهمية، واستفادة أصحابها من بعض الامتيازات الخاصة، كالأرصدة الضخمة وممارسة الفساد بحق الشعوب دون حسيب أو رقيب.

ولم يعد خافياً أن عباس وأفراد عائلته يملكون مصالح مشتركة مع الاحتلال، وبسببها لا يزال في السلطة منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث ترتبط هذه المصالح باستمرار خدماته للكيان الصهيوني. وينطبق هذا الوضع على أعضاء حكومته العميلة، المشاركين في قمع الشعب الفلسطيني، وتبرير كل إجرام إسرائيلي بحقه، كما هو الحال في غزة والضفة، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات قتل وخطف علني، بتواطؤ عباس وأزلامه.

في اليمن، كما في فلسطين، توجد حكومتان: إحداهما مرضيٌّ عنها دولياً وتحظى بدعم أمريكي، وأخرى منبوذة دولياً لكنها تستمد قوتها من الشارع اليمني. ومن البدهي أن تقف الأخيرة مع الشعب الفلسطيني في مظلوميته الكبرى، حيث لا ضغوطات غربية تمنعها من ذلك، بخلاف الأخرى التي يتمنى أعضاؤها أن يكون لهم موقف مشرف من غزة، لكن ذلك يتعارض مع مصدر شرعيتهم في البيت الأبيض، ما يفقدهم إياها بمجرد إعلان تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

وعلى هذا القياس تتشكل أغلب الحكومات العربية؛ فإذا أراد شعبٌ ما أن يسترد حريته، صُدم بالهيمنة الأمريكية التي بدورها تفرض عليه حكومة شكلية لا شرعية لها سوى من المجتمع الدولي، الذي تهيمن عليه الغطرسة الأمريكية. ولهذا، فإن ظاهرة “الدنابيع” هي الأكثر انتشاراً في عالمنا العربي.

وكلمة “دنبوع” -في الأصل- تشير إلى الفار عبد ربه منصور هادي، فهذا لقبه، وهو ليس أول رئيس شكلي في المنطقة، لكن غباءه الشديد فضح عمالته وتبعيته للسعودية وأسيادها الغربيين في أكثر من موقف، وأهمها تصريحه العفوي بشأن تفاجئه بالعدوان السعودي على بلاده، رغم أن الأخيرة زعمت أن عاصفة الحزم كانت بطلب منه. وله أيضاً تصريح سابق يكشف عبوديته لنظام عفاش، حين أكد أنه لم يستلم أي سلطة من سلفه سوى العلم الجمهوري.

مطلع العام 2022، اضطرت السعودية إلى استبدال الدنبوع بآخر لا يقل عنه عمالة للغرب، وهو المرتزق رشاد العليمي الذي لا يقل عنه ولاءً للخارج، إذ يطالب منذ عام ونصف بتدخل أمريكي لاحتلال بلاده بحجة حماية الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، في سقوطٍ أخلاقي لا نظير له في التاريخ اليمني الحديث أو القديم. فالعليمي لا يبالي بأي معايير أخلاقية، ولا يكترث لأي دوافع سوى عبوديته للمال، كما لا يحرص على تقديم أي صورة مشرفة له أمام المجتمع اليمني، إذ إن الشرف ليس من دوافعه هو وأمثاله في مجلس الثامنة الخونة الموالي للغرب والصهاينة.

وهكذا يتجلى المشهد العربي في صورته القاتمة: زعامات مستوردة، أنظمة مصطنعة، لا شرعية لها إلا بقدر خدمتها لمصالح الاستعمار الغربي، ولا قيمة لها لدى شعوبها إلا بمقدار ما تُمعن في قهرهم ونهبهم. وما محمود عباس سوى حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من دنابيع السياسة العربية الذين ما إن تهب عليهم رياح التحرر حتى ينكشف عوارهم، ويسقط قناع الزيف عن وجوههم الباهتة.

ولم يكن عباس حالة شاذة؛ فقد سبقه ولحقه كثيرون، كأنور السادات، الذي رهن القرار المصري لواشنطن، ووقع اتفاقيات الاستسلام مع الصهاينة، ثم سُمّي عهده “عصر الانفتاح على الغرب” ولو على حساب كرامة مصر، وكذلك خلفه حسني مبارك، الذي جعل من مصر مخفراً كبيراً لحماية حدود الكيان الصهيوني في وجه المقاومة الفلسطينية، وبارك حصار غزة لسنوات طويلة.

وكذلك حال ملوك الخليج والأردن، فالشرعية هناك مطلقة للطغاة، وليس للشعب أي حق في الحديث عن حقوقه المصادرة، وأولها حق التعبير والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وكل هؤلاء، وأمثالهم، يثبتون حقيقة أن الاحتلال العسكري ليس الشكل الوحيد للاستعمار، بل إن أخطر أشكاله هو الاحتلال السياسي الداخلي، عبر وكلاء صغار بلباس الزعماء.

مقالات مشابهة

  • دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
  • مجلس النواب يجددّ مخاطبته لرؤساء برلمانات العالم بشأن جرائم إدارة ترامب بحق الشعب اليمني
  • وردنا الآن من صنعاء.. خبر هام يخص كل أبناء الشعب اليمني (تفاصيل ما سيحدث)
  • التاسعة مساءً.. انطلاق حملة تغريدات حول تحرك الشعب اليمني لنصرة غزة كثمرة لثقته بالله
  • ترتيبات مع طيران اليمنية لنقل حجاج اليمن بما في ذلك وضع تسعيرة مناسبة للتذاكر
  • رئيس الوفد الوطني المفاوض: الوحشية الأمريكية لن تغطي الفشل العسكري في العدوان على اليمن
  • المركز اليمني لحقوق الإنسان يدين الاستهداف الأمريكي العدواني للمدنيين في اليمن
  • تكامل الموقف اليمني يصنع المتغيرات
  • مجلس النواب اليمني يفضح الجرائم الأمريكية أمام برلمانات العالم ويطالب بمواقف دولية لردع العدوان
  • مجلس النواب يوّجه عددًا من الرسائل بشأن جرائم إدارة ترامب بحق الشعب اليمني