أ.د. جاسم يونس الحريري “أم قصر” هي مدينة عراقية تقع في أقصى جنوب العراق، ضمن محافظة البصرة، وتضم المدينة “ميناء أم قصر” وكانت قبل بناء الميناء عبارة عن قرية صغيرة يمتهن سكانها صيد السمك، بعد عام 1958م بُني ميناء أم قصر. وقد بنى فيها الشيخ “يوسف الإبراهيم النجدي” وهو من منطقة “الوشم” منذ اكثر من ثلاث قرون قصرين في بقعة تدعى” الحجيجية”، وكان القصر الأول في شمالها والثاني جنوبها، وهو يقصد بذلك النزهة والصيد، فلما مات اندثرت معالمها.

وقيل إنما سميت بـ”أم قصر” نسبة إلى التاجر المشهور “أحمد بن رزق” الذي بنى فيها قصرًا فخما سنة (1232هـ-1816م) وسوره بسور حصين ثم مونه بجميع الحاجيات واتخذ منه مشتًا ودارًا ربيعيًا للصيد ثم اتخذه كهمزة وصل لنقل البضائع واستيرادها. ولأن ساحلها يصلح لرسو السفن فقد أصبحت هذه المنطقة نقطة تفريغ حمولات السفن القادمة من خليج البصرة، وبما أنها لاتبعد عن البصرة اكثر من 75 كم فقد أصبحت تجارة البصرة تنقل عن طريقها أيضا إلى السفن البحرية، واتصلت أيضا بمنطقة الزبير، فكانت البضائع الآتية من الصحراء ومن شمال العراق ومن سوريا القادمة من أوروبا تشحن من منطقة أم قصر لتحمل بالسفن وتنقل إلى الهند والصين وإمارات الخليج العربي. وخلال الحرب العالمية الثانية تم إنشاء “ميناء مؤقت” هناك من قبل الحلفاء لإرسال الإمدادات إلى الاتحاد السوفياتي. وتراجعت أهميتها بعد الحرب، لكن حكومة “الملك فيصل الثاني” قامت بإنشاء “ميناء دائم” في عام 1950. و”ميناء ام قصر” هو أكبر ميناء عراقي يقع في محافظة البصرة في منطقة أم قصر بالقرب من الحدود العراقية الكويتية تديره الشركة العامة لموانىء العراق تأسس الميناء سنة 1930 وهو يعتبر من أهم موانئ العراق. إن ميناء أم قصر كان ولا زال من أفضل الموانئ العراقية المسيطرة على قسم مهم من الخليج العربي ولكنه يعاني فهو غير مؤهل ويحتاج لكثير من العمل حتى يكون من الموانئ المهمة في منطقة الخليج. ويستقبل الميناء البواخر العملاقة ذات الغاطس العميق التي يصعب مرورها بمياه شط العرب. علماً أنه تم شطر الميناء إلى قسمين من قبل وزارة النقل عام 2010 “جنوبي” و”شمالي” ولكل منهما إدارة خاصة، ثم استحدث “ميناء أم قصر الأوسط، ” والموانئ الثلاثة كلها متجاورة، ويمر من خلاله 80% من الواردات العراقية حيث أن وزارة التجارة العراقية تعتمد على الميناء بشكل مباشر باستيراد المواد والسلع الغذائية المختلفة.وفي تصريح غريب أعلن”سالم الصباح “وزيرالخارجية الكويتي خلال زيارته الاخيرة الى العراق ، ” استرجاع الأراضي الكويتية من العراق”. وقد ظهرت ردود فعل غاضبة وشاجبة نيابية وشعبية لذلك يمكن أستعراض أبرزها:- رد النائب عن محافظة البصرة “عدي عواد” من كتلة الصادقون النيابية، يوم الثلاثاء الموافق (1 آب 2023)، على الحديث عن تسليم أم قصر العراقية الى الكويت قائلا “على الكويت ان تعيد ما احتلته من مزارع سفوان والمنطقة البحرية (خور عبدالله) العراقي”. في بيان تحذيري نسب الى لفيف من “أهالي البصرة الفيحاء” جاء فيه”لقد تفاجئنا بتصريح وزير الخارجية الكو يتي بشأن تفريغ ، وأزالة منازل أهلنا في مدينة أم قصر ومنح المدينة العراقية العريقة الى دولة الكويت ماأثار في نفوسنا الغضب، والغيظ على مايجري، ويحاك حول وطننا، وأرضنا، ومساكن شعبنا”وأضاف البيان “ونحن من هنا نحذر التحذير الاخير والذي لايأتي بعده تحذير بل أقدام على العمل أذا ماتم تجريف شبر واحد من مدينة أم قصر”. تحليل وأستنتاج :- 1.لاأعرف لماذا تم توقيت زيارة وزير الخارجية الكويتي العراق ليلة ذكرى الغزو العراقي للكويت في 2أغسطس1990 ويعلن من بغداد أسترجاع مايدعي أنها أراضي كويتية تحت زعم تطبيق القرارات الدولية التي أصدرها مجلس الامن الدولي بين الاعوام1991-1992 لترسيم الحدود العراقية الكويتية التي وقع على العراق وسكان البصرة جراء ذلك حيف كبير من خلال السيطرة على منازل ومزارع السكان المدنيين البصريين. 2.أقترح أن يتم تشكيل “خلية أزمة” لاني أتصور أن في الافق “أزمة سياسية” ستنشب بين العراق والكويت وسينفجر الشارع البصري خصوصا والعراقي عموما جراء ذلك وأنا مستعد الاشتراك في هذه الخلية لتوظيف خبرتي العلمية والاكاديمية في الشأن الخليجي والعلاقات العراقية-الخليجية التي تجاوزت أكثر من ربع قرن في هذا المجال لتقديم الرؤى والحلول، والبدائل الى صانع القرارالعراقي قبل الوصول الى توتر بين العراق والكويت جراء ذلك في الايام القريبة القادمة أو في المستقبل المنظور على أقل تقدير. كاتب عراقي jasimunis@gmail.com

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: میناء أم قصر

إقرأ أيضاً:

السفارة العراقية في لبنان تكشف لـ بغداد اليوم أوضاع العراقيين القادمين من دمشق الى بيروت

بغداد اليوم - متابعة

كشفت السفارة العراقية في لبنان، اليوم الأحد (22 كانون الأول 2024)، عن تفاصيل مهمة تتعلق بإيواء العراقيين القادمين من دمشق الى بيروت عبر منفذ المصنع الرابط بين الدولتين، مبينة أنها تكفلت بتأمين كل متطلباتهم لحين عودتهم الى سوريا او العراق حسب رغبتهم.

وقالت القائم بأعمال السفارة العراقية ببيروت ندى كريم مجول في حديث لـ "بغداد اليوم" إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ونائبه وزير الخارجية فؤاد حسين يتابعون عمل السفارة والتوجيهات منهم مستمرة لتقديم افضل خدمة لمواطنينا الذين تركوا سوريا باتجاه لبنان، وعليه فان السفارة عملت على تهيئة كل الظروف الملائمة لخدمتهم بغية تجاوز المحنة الحالية التي يمرون بها، سيما وان اغلبهم لا يمتلك قوت يومه.

وعن موضوع مستمسكاتهم الرسمية أوضحت مجول أن السفارة أصدرت جوازات للمواطنين الذين عبروا الحدود السورية باتجاه لبنان بغية تهيئة الأجواء المناسبة لغرض مغادرتهم لبنان باتجاه العراق حال رغبتهم بذلك، حيث ان مدة هذه الجوازات تصل لستة اشهر وبالتالي هي مدة كافية لتحديد خيارهم بالعودة الى سوريا او بلدهم العراق.

وأضافت أنه "تم التنسيق مع السلطات اللبنانية منذ اليوم الأول للازمة بسوريا وتابعت موضوع تسهيل دخول العراقيين الى لبنان والتكفل بعدها بتدقيق اوراقهم امنيا لضمان وضعهم الأمني حسب رغبة الجانب اللبناني، وعليه ذللنا كل العقبات اتجاه مواطنينا لضمان سلامة دخولهم ووصولهم للعاصمة بيروت"، موضحة أن "بعضهم ذهب الى مدينة بعلبك اللبنانية التي تابعت السفارة وضعهم حيث تفاجئت بوجود موكب حسيني مقدم من ال الصدر لتقديم الطعام والشراب على مدار اليوم للعراقيين وغيرهم ممن قدم الى لبنان، وهذا يعبر عن شيم العراقيين في فتح ابوابهم أينما كانوا لخدمة أبناء بلدهم وباقي المواطنين".

وبينت مجول ان السفارة تفتح أبوابها لجميع العراقيين لمعالجة موضوع مستمسكاتهم وجوازات السفر بغية تسهيل مهمتهم كون البعض منهم قد يرغب بالعودة الى العراق من سوريا او لبنان عبر الطائرات المجانية ( طائرات الاجلاء ) التي تحدث عنها رئيس الوزراء لإعادة مواطنينا الى بلدهم كالتزام حكومي اتجاه أبناء الشعب العراقي.

وعن الأطفال العراقيين الذين ولدوا في سوريا وليس لديهم جوازات أكدت مجول أن السفارة يسرت دخولهم الى لبنان مع بداية الازمة بدمشق وبينت انها تواصلت مع مدير عام الأحوال المدنية والإقامة والجوازات في العراق اللواء نشأت الخفاجي لإيجاد الحلول السريعة لهم لغرض اصدار جواز رسمي للأطفال بعدها يتمكنون من اكمال مستمسكاتهم في العراق وبالتالي فانها طرحت جملة من الحلول على اللواء الخفاجي والأخير تعهد بدراستها لتسهيل مهمة الأطفال العراقيين الذين ولدو في سوريا وليس لديهم مستمسك عراقي عدا بيان الولادة السوري وبالتالي فان سفارة العراق ببيروت تنتظر الحل لإصدار الجواز لهم كون إصداره دون موافقات من الجهات المعنية ليس من صلاحياتها.

ونفت مجول ما ذكرته وسائل اعلام وصفحات تواصل اجتماعي عن وجود مواطنين عراقيين عالقين بين الحدود السورية اللبنانية في منفذ المصنع مبينة انها توجهت رفقة وفد من السفارة العراقية وتحدثت مع الجهات الأمنية بالمنفذ المذكور فلم تجد أي مواطن عراقي عدا الذين دخلوا من بداية الازمة.

وأكدت القائم بأعمال السفارة العراقية في بيروت عبر "بغداد اليوم" بان السفارة وكونها تمثل وزارة الخارجية العراقية فأنها تتابع ملف العراقيين في لبنان وملف العراقيين القادمين من سوريا الى بيروت وهي تسعى لتذليل أي مشاكل بناء على توجيهات أصدرها وزير الخارجية فؤاد حسين.

مقالات مشابهة

  • العثور على جثة كابتن بحري سوري في ميناء أم قصر جنوبي العراق
  • بدر بن حمد: العلاقات العُمانية العراقية تاريخية ومتجذرة على أوتاد راسخة
  • السعودية تدين حادثة الدهس التي وقعت بأحد أسواق مدينة ماغديبورغ الألمانية
  • السوداني: الورقة العراقية بشأن سوريا حظيت بترحيب جميع الأشقاء
  • السفارة العراقية في لبنان تكشف لـ بغداد اليوم أوضاع العراقيين القادمين من دمشق الى بيروت
  • رابطةُ العالَم الإسلامي تُدين عملية الدهس التي وقعت في مدينة ماغديبورغ شرقي ألمانيا
  • البصرة تفتح أبوابها لعودة المسيحيين والصابئة وتمنحهم أراضٍ
  • مقرب منها يكشف لـبغداد اليوم حقيقة تلقي الفصائل العراقية طلبات لحل نفسها
  • وفد منتخب العراق يصل إلى الكويت استعداداً لخليجي26
  • قادمة من العراق واليمن ..طائرات مسيرة تقصف أهدافا عسكرية للاحتلال