اختتم مجلس الأمن الدولى أمس مناقشاته حول حماية المدنيين فى مناطق النزاع حول العالم.. وخلصت الاجتماعات إلى ضرورة إيجاد حلول عملية لحماية المدنيين وإعطاء المجتمع الدولى المزيد من الصلاحيات لتوفير الحماية «الكاملة» للمدنيين.. واستحوذت كل من غزة والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار ونيجيريا ومنطقة الساحل والصومال وسوريا وأوكرانيا، على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة.

وذكر التقرير أن الأمم المتحدة وحدها سجلت أكثر من 33 ألف حالة وفاة بين المدنيين فى الصراعات المسلحة فى عام 2023، بزيادة بنسبة 72% اعتباراً من عام 2022. ورغم أنه كان لقطاع غزة نصيب الأسد من أعداد الضحايا من المدنيين ودمار البنى التحتية وحملة التجويع الممنهج لسكانه فى 3 أشهر فقط من الفترة الزمنية للتقرير.. إلا أن إشارات التقرير للانتهاكات الإسرائيلية جاءت على استحياء.. فيما تم الإقران بين ما قامت به «حماس» فى السابع من أكتوبر وبين ما مارسته إسرائيل من جرائم طيلة الـ 8 أشهر الماضية.. واتهم التقرير حركة حماس بممارسة اعتداءات جنسية ضد الرهائن الذين تحتجزهم فى مقابل الانتهاكات التى تقوم بها السلطات الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين سواء الاغتصاب أو التهديد بالاغتصاب للنساء والرجال على حد سواء.

وأشار التقرير الأممى إلى تورط الشركات العسكرية والأمنية الخاصة فى الانتهاكات ضد المدنيين من خلال المشاركة فى أعمال قتالية إلى جانب دولة ما أو بالنيابة عنها.

وأشار إلى أنه بحلول منتصف العام بلغ النزوح القسرى 110 ملايين نازح حول العالم.. وتصدرت السودان قائمة الدول الأكثر نزوحا ثم الكونغو.. فيما بلغ عدد النازحين فى غزة  1.9 مليون مدني وهو ما يمثل أكثر من  85% من سكان القطاع. 

وفيما يتعلق بالهجمات ضد العاملين فى المجال الإنساني، قتل 91 من العاملين فى المجال الإنسانى فى 14 نزاعا فى عام 2023، بينما فى  الأراضى الفلسطينية وحدها، فقدت الأونروا 142 موظفا فى أعمال عنف فى الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر. وفقد أيضا كل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائى ومنظمة الصحة العالمية موظفاً واحداً.

وخلال جلسات مجلس الأمن قالت جويس مسويا، الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية: «كان وضع المدنيين فى النزاعات المسلحة فى عام 2023 مروعاً للغاية». وأكدت أنه على المجلس والدول الأعضاء توفير الحماية الكاملة للمدنيين.

وحذرت أليس وايريمو نديريتو، وكيلة الأمين العام والمستشارة الخاصة للأمين العام المعنية بمنع الإبادة الجماعية، من أن «رد الفعل غير الكافي» من المجتمع الدولي، وأكدت أن الأطراف المتحاربة هى وحدها القادرة على وقف القتال. 

وأشار توماس جوربر، وزير الدولة للشؤون الخارجية فى سويسرا، إلى اقتراح مشروع قرار، يجرى التفاوض عليه حاليا يطالب بالوصول السريع والآمن ودون عوائق إلى المساعدات الإنسانية، وحماية العاملين فى منظمات الإغاثة. 

وانتقد ممثل روسيا تقرير الأمين العام قائلاً إن الجوع فى غزة مذكور فى فقرة واحدة ولم تعالجها توصياته، وكأن المجاعة فى غزة مجرد حلقة من بين العديد من الصراعات المسلحة. وأشار إلى أن التقرير لسبب ما، لا يذكر أن جزءًا من الأراضى السورية يقع تحت احتلال الولايات المتحدة وهذا الاحتلال مخالف للقانون مصدر لعدم الاستقرار ووفيات بين المدنيين. 

وتجاهلت الولايات المتحدة الحديث عن حماية المدنيين فى غزة أو الإشارة للجرائم التى تعرضوا لها. مشيرا إلى الأوضاع فى جمهورية إفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وهايتي. 

وأشار الأردن إلى التآكل المستمر فى الامتثال للقانون الإنسانى الدولي، وأن الوضع الحالى يعطى الضوء الأخضر للمعتدى ويضمن إفلاته من العقاب. 

وكانت مصر قد طالبت المجتمع الدولى قبل أيام بسرعة التحرك لوقف الجرائم الإسرائيلية فى حق الشعب الفلسطينى فى غزة.

ولفت ممثل مصر الانتباه إلى معاناة الشعب الفلسطينى وسط انتهاكات إسرائيل المستمرة لقواعد القانون الدولي. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ولايات المتحدة مجلس الأمن الأمم المتحدة فلسطينيين الأمین العام المدنیین فى فى غزة

إقرأ أيضاً:

وزارة الخارجية تستنكر انجرار أمين عام الأمم المتحدة وراء الأهداف الأمريكية لتسييس العمل الإنساني

عبرت وزارة الخارجية والمغتربين عن استغرابها لانجرار الأمين العام للأمم المتحدة وراء الأهداف الأمريكية لتسييس العمل الإنساني كأحد أدوات الضغط على الحكومة اليمنية.
وأوضحت وزارة الخارجية في بيان ، أن الأكثر غرابة يتمثل بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش بإصدار بيان في العاشر من فبراير الماضي، أعلن فيه تعليق عمليات وبرامج المساعدات الإنسانية في محافظة صعدة.
وقالت “مع ما يمثله هذا الإعلان من تقصّد لعقاب منطقة بعينها تعد من أكثر المحافظات اليمنية تضررًا واستهدافًا من قبل عدوان التحالف سابقًا بقيادة السعودية الذي أعلن محافظة صعدة منطقة عسكرية، مستهدفا كل أبناء المحافظة في عملية تجويع مميت، والأكثر تضررًا جراء العدوان الأمريكي في الفترة الحالية والذي ما يزال قائما وبوتيرة متصاعدة”.
وفيما ندد البيان بالقرار غير الإنساني المنتهك لكافة القوانين الإنسانية، اعتبر ذلك موقفًا عدائيًا غير مقبول، وبالذات حين يكون صادرًا من أعلى مسؤول في الأمم المتحدة وهو ما لا يمكن تبريره تحت أي مسمى، نظرًا للتبعات الخطيرة التي طالت الجميع بالإضافة إلى المواطنين المشمولين بالمعونات الغذائية، وتأثيره على الجوانب الصحية المتمثلة بالخدمات الصحية في مختلف مستشفيات المحافظة، ما قد يعرض آلاف المرضى للموت ومنهم المستهدفون من المهاجرين غير الشرعيين بنيران حرس الحدود السعودي.
وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية حاولت ثني الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام عن استمرار سريان القرار الذي يُضاعف من الحصار منذ صدوره وكان تتويجًا لعمليات تقليص لكافة المساعدات وإلغاء كثير منها والاقتصار على ماله علاقة بالمساعدات المنقذة للحياة، منذ اتخذت القيادة اليمنية قرار مساندة مظلومية غزة ورفض حرب الإبادة التي طالت أبناءها وفق معادلة وقف التوتر في البحر الأحمر مقابل وقف حصار وحرب إبادة المدنيين في غزة.
وجددّت وزارة الخارجية إدانتها لاستخدام المساعدات الإنسانية بغرض فرض ضغوط سياسية، مؤكدة ضرورة التراجع عن كل القرارات المتخذة بهذا الخصوص أو الكف عن استمرار استجلاب أموال الداعمين بدعوى إنقاذ الأعمال الإنسانية في اليمن.

مقالات مشابهة

  • بمشاركة المجتمع المدني.. الأمم المتحدة تناقش الأمن والسلم الأهلي في ليبيا
  • وزارة الخارجية تستنكر انجرار أمين عام الأمم المتحدة وراء الأهداف الأمريكية لتسييس العمل الإنساني
  • «جوتيريش» يدعو إلى استرداد عافية الأرض بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة
  • تقرير: هجمات الحوثيين في اليمن تمثل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة
  • الأمم المتحدة تنعى البابا فرنسيس: كان رسولا للأمل والإنسانية
  • الأمم المتحدة تجدد دعوتها لتقديم دعم عاجل لليمن
  • الأمم المتحدة تصدر تحذيرا بشأن العصابات في هايتي
  • كارثة إنسانية تلوح في الأفق… استيلاء صادم على المساعدات يدفع الأمم المتحدة لوقف توزيع الغذاء!
  • قلق دولي بعد الضربات الأمريكية.. ماذا قال أمين عام الأمم المتحدة؟
  • الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد على حضوره القمة العربية في بغداد