تعد الاضطرابات الجوية جزءا لا مفر منه في أي رحلة طيران، وقد تحدث بصورة بسيطة لا تشعر بها، أو تكون عنيفة تزيد من ضغوط رحلتك. فإذا كنت ممن يشعرون بالخوف من الاضطرابات الجوية؛ فلا تقلق، أنت لست وحدك! إذ تعد حركة الطائرة بصورة مفاجئة وعنيفة من أصعب الكوابيس التي يخافها معظم الركاب.

دورية "إيروسبيس ميدسين آند هيومن برفورمانس" المتخصصة في السلوك الإنساني في الطيران، نشرت دراسة عن أكثر أسباب القلق أثناء رحلات الطيران، موضحةً أن المطبات الهوائية تعد مصدرا رئيسيا للتوتر أثناء الطيران، إذ يظن الركاب أنها علامة على أن الطائرة قد تسقط.

ما الاضطراب الجوي؟

غالبا ما تسير الطائرات بتيارات الرياح دون مشاكل، ما يجعل معظم الرحلات الجوية تمر بسلاسة. إلا أن بعض التغيرات المفاجئة تظهر أحيانا، لتؤثر على تجربة الطيران. فقد يتسبب التغير المفاجئ في سرعة الرياح أو اتجاهها في اندفاع الطائرة إلى الأمام بقوة أو إبطاء سرعتها بشكل غير متوقع، وهو ما يسبب اهتزازات جانبية.

ووفق موقع "ترافل أند ليجر"، يحتاج الطيارون في مثل هذه الحالات للاستجابة بسرعة للتغيرات لضمان استمرارية الرحلة بأمان، وهو ما يتطلب مهارات متقدمة في التحكم والتكيف مع الظروف المتغيرة في الجو.

يقول الخبراء إن أفضل مكان للجلوس في الطائرة هو في المقاعد القريبة من الأجنحة (بيكسابي) ما أسباب الاضطرابات؟

بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، فإن أي تغير قد يطرأ على الهواء المحيط بالطائرة قد يتسبب في اضطرابات جوية. على سبيل المثال، قد يكون الطيران خلال العواصف صعبا؛ لأن الطائرة ستواجه مستويات مختلفة من المقاومة أثناء تحركها عبر السحب الكثيفة. كما يمكن أن تتأثر بالرياح القادمة من اتجاهات مختلفة بسرعات مختلفة.

وتكون الرحلات الجوية فوق الجبال العالية مليئة بالاضطرابات عادة؛ نتيجة اصطدام تيارات الهواء بالتضاريس الجبلية وخلق تيارات هوائية غير مستقرة.

كما يمكن أن تتعرض الطائرة لبعض الصعوبات عند إقلاعها في النهار خلال درجات الحرارة المرتفعة وارتفاعها إلى مناطق شديدة البرودة في الجو، وهو أحد الأسباب التي تجعل الرحلات الليلية أكثر سلاسة.

ومن المعروف أن الرحلات فوق خط الاستواء تكون وعرة أيضا؛ حيث تتصادم الرياح القادمة من نصف الكرة الشمالي والجنوبي، وتجتمع درجات الحرارة المختلفة معا، وهو ما يجعل تكوّن العواصف أمرا أكثر شيوعا.

ثم يأتي عامل تحليق طائرات أخرى قريبة في المسارات المزدحمة، فعندما تتحرك إحدى الطائرات في الهواء، فإنها تسبب اضطرابات مشابهة لتأثير القوارب، وهو ما يعني وعورة إضافية للطائرات القريبة.

هل تُسقط الاضطرابات الجوية الطائرات؟

تم تصميم الطائرات لتحمل مختلف الظروف الجوية الصعبة، بدءا من الاضطرابات الخفيفة وحتى الاضطرابات المعتدلة، بنفس الطريقة التي تم بها تصميم السيارات للتعامل مع الطرق الوعرة أو القوارب للتعامل مع البحار المتلاطمة.

ورغم أن المطبات الهوائية والاضطرابات الجوية ليست العوامل الوحيدة التي قد تؤدي إلى حوادث الطائرات، فإن لها تأثيرا نفسيا كبيرا على ركاب الطائرات، وفق موقع "ترافل آند ليجر".

لكن وفقا لإدارة الطيران الفدرالية الأميركية، فإن الاضطرابات الجوية تسببت بحوالي 160 إصابة خطيرة بين عامي 2009 و2012. وبالنظر إلى أن إدارة الطيران الفدرالية تتعامل مع 45 ألف رحلة جوية يوميا، فإن هذا يجعل الإصابات نادرة جدا.

وتنصح الإدارة الركاب بالبقاء جالسين قدر المستطاع، وربط حزام الأمان دائما، وعدم الوقوف أبدا عندما تكون إشارة حزام الأمان مضاءة لمنع الإصابات المرتبطة بالمطبات الهوائية.

المطبات الهوائية والاضطرابات الجوية لها تأثير نفسي كبير على ركاب الطائرات (شترستوك) كيف تتجنب الطائرات الاضطرابات الجوية؟

بعيدا عن الأفلام الحركية والوثائقيات المرعبة عن الكوارث الجوية، فإن الطائرات الحديثة مصممة بميزات تسمح لها بالتعامل مع مختلف الظروف الجوية بفعالية.

إليك بعض الطرق التي تمكّن الطائرات من تجنب الاضطرابات الجوية، وضمان سلامة الرحلات، وهو ما يعزز الثقة في قطاع الطيران ويضمن تجربة سفر آمنة للمسافرين:

تصميم الطائرات الحديثة: تم تطوير الطائرات الحديثة لتتحمل الضغوط الجوية المختلفة، بدءا من حوادث الطيور، وصولا إلى العواصف الشديدة والبرق. وهذا التصميم يسمح للطائرة بالتكيف مع مختلف الظروف الجوية. تقنيات المراقبة الجوية والتنبؤ بالطقس: توفر تقنيات المراقبة الجوية وتنبؤات الطقس قراءات دقيقة للظروف الجوية المتوقعة على مدى الرحلة، وهذه المعلومات تمكّن الطيارين من اتخاذ القرارات اللازمة لضمان سلامة الرحلة. التواصل مع مراقبي الحركة الجوية: عند مواجهة تقلبات هوائية غير متوقعة، يتواصل الطيارون مع مراقبي الحركة الجوية للحصول على تحديثات وتوجيهات حول الظروف الجوية المحيطة.

إلغاء الرحلة أو تحويلها: في حال وجود ظروف جوية سيئة بشكل كبير، يتم إلغاء الرحلة أو تحويلها إلى وجهة بديلة لضمان سلامة الركاب والطاقم.

اطلب مساعدة أحد أفراد طاقم الطائرة إذا شعرت بالخوف أو التوتر أثناء رحلتك (شترستوك) كيف تحافظ على هدوئك؟

إليك كيفية الحفاظ على هدوئك خلال رحلة جوية مليئة بالاضطرابات الجوية:

استمع إلى طيارك جيدا: إذا كنت تشعر بالقلق من الاضطرابات الجوية، فعليك أن تنتبه بشدة إلى الإعلانات الصادرة من قمرة قيادة الطائرة، ففي معظم الأوقات يقوم الطيارون بالإبلاغ عن الهواء الشديد والمطبات الجوية المتوقعة، ويحددون الفترة الزمنية والأسباب مثل تغيرات الارتفاع أو الرياح وتلك المعلومات بالتأكيد ستجعلك أقل اضطرابا. اهدأ وتنفس بعمق: قد تبدو تلك النصيحة نمطية، لكنها بالفعل من أهم الأمور التي عليك القيام بها، بل إن شركات الطيران نفسها أصبحت على ثقة من هذا الأمر فقد تعاقدت مجموعة من بعض كبرى شركات الطيران مع متخصصين في الصحة النفسية والتأمل لتقديم خدماتهم على متن طائرتها.

إن كنت تشعر بالقلق خذ نفسا عميقا للمساعدة في إبطاء تنفسك وأخرج الزفير من فمك ببطء وحاول أن تفكر في أمور أخرى غير الرحلة مثل إجازتك كيف ستقضيها وتخيل الشاطئ، ولا تفكر في أمور مزعجة.

شتت انتباهك: حاول ألا تشعر بالفراغ أثناء رحلتك، مارس أي نشاط يشغل تفكيرك، استغل الوقت المتاح لك أثناء الرحلة لقراءة كتاب، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو إعداد قائمة المهام. استكشف الأفلام والعروض على شاشة ظهر مقعدك أو قم بتنزيل وسائل ترفيهك الخاصة قبل الرحلة. إذا كنت مسافرا مع زوجتك أو صديقك، فتحدث معه عن شيء لا علاقة له بالرحلة. استكشف الأفلام والعروض على شاشة ظهر مقعدك أو قم بتنزيل وسائل ترفيهك الخاصة قبل الرحلة (شترستوك) اختر مقعدك بحكمة: أثناء حجز مقعدك، تجنب اختيار المقاعد الخلفية في الطائرة. طبقا للطيار باتريك سميث وصاحب موقع "أسك ذا بيلوت" المتخصص في تقديم نصائح ومعلومات عن الرحلات الجوية، فإن أفضل مكان للجلوس في الطائرة هو القريبة من الأجنحة، وهو الأقرب إلى مراكز الرفع والجاذبية في الطائرة، فعندما تؤثر الرياح على الطائرة أو يحدث اضطراب فإن أقل الأماكن تأثرا هي المقاعدُ بالقرب من الأجنحة، أما أكثرها تأثرا المقاعدُ في مؤخرة الطائرة.

وإن لم تكن الطائرةُ ممتلئة وشعرت بعدم الراحة أو عدم الأمان في مكانك، فلا تخجل من أن تطلب من المضيفة تغيير مقعدك.

تحدث إلى طاقم الطائرة: لا يقتصر دور طاقم الطائرة على توزيع الوجبات والعصائر، بل يتم تدريبهم أيضا على الحفاظ على النظام وتعزيز السلامة وتقديم الدعم للركاب، لذلك لا تتردد في التواصل مع أحد أفراد طاقم الطائرة إذا كنت بحاجة إلى الطمأنينة أو حتى إلى لحظة من الإلهاء.

في النهاية عليك أن تعرف أنه على الرغم من أن الطيران في السماء قد يبدو أمرا شاقا وقد تبدو الفكرة مخيفة قليلا، فإن الطائرات تعد واحدة من أكثر وسائل النقل أمانا.

كما أن الطيارين والمضيفين محترفون ومدربون تدريبا عاليا، وأهم هدف لأي رحلة طيران هي أن تصل إلى وجهتك بأمان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الاضطرابات الجویة الظروف الجویة طاقم الطائرة فی الطائرة إذا کنت وهو ما

إقرأ أيضاً:

أمر مرعب.. لماذا يشعر بعض الأمريكيين بالقلق بشأن السفر إلى الخارج في عهد دونالد ترامب؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--  باعتباره خبير سفر متمرس، يدرك مؤسس شركة "socialtours" السياحية، ومقرّها العاصمة النيبالية كاتماندو، راج جياوالي، أنّ إلغاء العملاء للحجوزات أحيانًا لظروف مثل المرض جزء طبيعي من رحلات السفر.

شهد جياوالي الذي تتخصص شركته في تصميم برامج رحلات تركز على السوق المحلية، مؤخرًا أول حالة من نوعها بالنسبة له خلال مسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من 20 عامًا، تتمثل بتَراجُع عميل أمريكي عن رحلة إلى نيبال خوفًا من السفر إلى الخارج في ظل الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب.

يشعر بعض السيّاح الأمريكيين بالقلق من السفر إلى الخارج، لا سيّما إلى أماكن مثل كوبنهاغن، في ظل تدنّي نسبة التأييد للولايات المتحدة بين الدنماركيين إلى 20% فقط. Credit: Volha Shukaila/SOPA Images/Shutterstock

وقال جياوالي لـCNN: "تم إلغاء حجز مؤكد عندما شعر الشخص أنّ السفر غير آمن"، مضيفًا أنّه "لاحظ ارتفاعًا في عدد العملاء الأمريكيين الآخرين الذين أعربوا عن مخاوف مماثلة".

وأضاف: "أتفهم هذا الشعور تمامًا لأنّ الأشخاص يشعرون بعدم الارتياح للقدوم من بلد سيضطرون للدفاع فيه عن أنفسهم أو الاعتذار عما يحدث حاليًا بسببه. وأعتقد أن هذا سيؤثر على العديد من البلدان وخطط السفر بلا شك".

كشفت بيانات أولية، بعد بضعة أشهر من بدء الولاية الثانية لترامب، عن تراجع في إقبال المسافرين من الخارج على زيارة الولايات المتحدة.

وفقًا لبيانات شركة أبحاث "Tourism Economics"، من المتوقع أن تنخفض زيارات السياح الدوليين بنسبة 5.1%، وينخفض ​​الإنفاق بنسبة 11%، ما يمثل خسارة قدرها 18 مليار دولار هذا العام.

لكن هذا التردّد لا يأتي من اتجاه واحد فحسب، إذ أصبح بعض الأمريكيين الذين يخططون لرحلات إلى الخارج، أو الذين يسافرون بالفعل، يشعرون بتأثيرات سياسة ترامب الثانية بالفعل، ويحاولون التكيف مع التصورات الجديدة لأمريكا من حول العالم.

أفادت أخصائية العلاقات العامة والتسويق الرقمي، سييرا مالون، لـCNN أنّها شعرت "بتوتر أكبر" من المعتاد قبل رحلة طويلة الأمد إلى أوروبا، والتي بدأت في فرنسا هذا الشهر.

تُمثل الرحلة بالنسبة لمالون، وهي مسافرة متمرسة عاشت في إنجلترا لثلاث سنوات أثناء حصولها على درجة البكالوريوس، فصلاً جديدًا في حياتها كرحالة رقمية.

لكن خفّفت مشاعر الخوف من حماسها، إذ قالت: "في المرة الأخيرة (عندما كان ترامب رئيسًا)، كان الأمر محرجًا، ولكن الأمر مرعب هذه المرة".

هل تغير مستوى الترحيب؟

كشفت بيانات حديثة من شركة " YouGov" البريطانية لأبحاث السوق وتحليل البيانات عن انخفاض "التأييد الأوروبي للولايات المتحدة" بشكلٍ كبير في سبع دول أوروبية رئيسية منذ تولي ترامب منصبه للمرة الثانية.

ذكر التقرير أنّه "عند مقارنة أحدث بياناتنا الفصلية مع آخر استطلاع رأي قبل إعادة انتخاب دونالد ترامب، تراجعت المواقف الإيجابية تجاه الولايات المتحدة بنسبة تتراوح بين 6 و28 نقطة مئوية".

وأوضح التقرير أنّ أدنى نسبة تأييد للولايات المتحدة سُجِّلت في الدنمارك، وذلك ليس غريبًا بما أنّ غرينلاند، التي تعهّد ترامب بضمّها لأمريكا، تُعدّ إقليمًا مستقلاً تابعًا للدنمارك. 

لم يُبدِ سوى 20% من الدنماركيين رأيًا إيجابيًا تجاه أمريكا، مقارنة بـ48٪% في أغسطس/آب من عام 2024. 

لم تتجاوز نسبة المؤيدين ثلث المشاركين في السويد، وألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، ،فيما بلغت 42% في إيطاليا و43% في إسبانيا.

"حماية السياحة في هذا العالم المتأثر بترامب" يسعى بعض السياح الأمريكيين إلى اختيار ملابس تتماشى مع أسلوب المحليين في وجهات مثل برلين. Credit: David Gannon/AFP/Getty Images

أكّد الرئيس التنفيذي لمفوضية السفر الأوروبية، إدواردو سانتاندير، لـ CNN في رسالة عبر البريد الإلكتروني أنّ أحدث بيانات الوافدين "لا تُظهر أي مؤشر على أنّ الأحداث السياسية الأخيرة قد أثرت على سفر الأمريكيين إلى أوروبا"، موضحًا أنّ "السوق الأمريكية لا تزال حجر أساس السياحة الأوروبية".

لكن، يستعد بعض خبراء السياحة للتغييرات القادمة. 

رأى جياوالي أنّ قطاع السفر ككل بحاجة إلى اتخاذ خطوات أكثر استباقية للتكيف مع التحديات الراهنة التي تؤثر على المسافرين والشركات التي يدعمونها.

مقالات مشابهة

  • هيئة الطيران تخصص مطار ملهم كمطار للطيران العام بالرياض
  • الخطوط الجوية السورية ‏تعلن عن مسابقة مفتوحة لتحديث هويتها البصرية
  • شاهد| حطام الطائرة الأمريكية MQ_9 التي أسقطتها الدفاعات الجوية في أجواء محافظة الجوف بصاروخ أرض-جو محلي الصنع
  • صور| حطام الطائرة الأمريكية MQ_9 التي أسقطتها الدفاعات الجوية في أجواء محافظة الجوف بصاروخ أرض- جو محلي الصنع
  • أمر مرعب.. لماذا يشعر بعض الأمريكيين بالقلق بشأن السفر إلى الخارج في عهد دونالد ترامب؟
  • الأنواء الجوية العراقية تحذر الطائرات من سحب ركامية
  • نصائح مهمة لمرضى الحساسية للوقاية من الاضطرابات الجوية .. احذرها
  • كارثة جوية كادت تقع فوق المحيط.. راكب أردني يثير الذعر في طائرة أسترالية
  • الجزائر تمنع الرحلات الجوية من مالي بعد إسقاط طائرة مسيرة
  • أردني حاول فتح أبواب طائرة متجهة إلى سيدني