زبناء بنك في تطوان يحصون خسائرهم جراء اختلاسات مسؤول "كان الجميع يحترمه" (+فيديو)
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
صدمة كبيرة بين زبناء فرع الاتحاد المغربي للأبناك في تطوان، يوما بعد اعتقال مديره، دانيال زيوزيو (55 عاما) على ذمة التحقيق، في قضية اختلاسات تبلغ خسائرها عشرات الملايين من الدراهم وفق إحصائيات مؤقتة.
والخميس، تقاطر عدة زبناء إلى هذه الوكالة البنكية في شارع محمد الخامس في مسعى للتحقق من مآل الودائع التي كانت بحوزة هذا البنك.
على ما يبدو حتى الآن، فإن أكثرية الزبائن قد جردوا كليا من الودائع التي سلموها إلى هذا البنك، أو تعرضوا لخسائر جزئية؛ من شركات، ورجال أعمال، وجمعيات موظفين، وأشخاص ذاتيين. تنكب الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الوقت الحالي، على تحديد حجم الخسائر في التحقيق الذي تجريه مع مدير فرع هذا البنك، دانيال زيوزيو، وشريكه، موظفه الأدنى درجة والمكلف بالصندوق. لكن من الواضح أن حجم الاختلاسات قد يصل إلى المليارات قام بها هذا المسؤول الذي كان أيضا من بين المؤتمنين على نادي المغرب التطواني الذي عانى صعوبات منذ العام الماضي.
وفق الشهادات الأولية المستقاة من الضحايا، لم يكن للمشتبه في إدارته عمليات الاختلاس هذه تمييز بين الحسابات، فقد كان يأخذ من ودائع بسيطة تقدر بآلاف الدراهم، كما يفعل مع حسابات تعج بمئات الملايين.
التقى مراسل « اليوم 24 » في تطوان عينة من الضحايا. مسن كان يملك وديعة في هذا البنك قدرها 110 ملايين سنتيم، لم يجد متبقيا سوى 1100 درهم. سيدة كانت وديعتها تصل إلى 100 مليون سنتيم، تبقت لها 1900 درهم. رجل آخر عمل لسنوات في جمع مدخرات تصل إلى 27 مليون سنتيم، وجد ألفي درهم فقط تنتظره. سيدة أخرى، تبخرت وديعتها بالكامل: 45 مليون سنتيم، وكذلك كان مصير سيدة بلغت وديعتها 37 مليونا ثم لم تجد فلسا. أيضا، تاجر فقد لتوه 300 مليون سنتيم.
تلخص هذه الودائع قصصا مؤسفة لأشخاص عملوا بكد في الادخار، وقد ضُربت الثقة التي وضعوها في البنك في الصميم. ليست لدى الضحايا سوى آمال في العثور على طريقة لاسترداد هذه الأموال. والبنك بدأ إجراءات مع زبنائه لتقييم الخسائر.
في القصة التي يرويها واحد من هؤلاء الضحايا الذين التقاهم مراسل « اليوم24 » خارجين للتو من هذه الوكالة البنكية، يقف مذهولا وقد فقد 12 مليونا. هو شخص بسيط، كان يحاول الادخار طيلة حياته ثم تبخرت وديعته. ليس هو فقط، بل وأيضا ابنه وقد خسر 20 مليونا، وزوجته التي فقدت 12 ألف درهم. بعض الضحايا يقولون إن عمليات الاختلاس بدأت من حساباتهم منذ 2020.
لا يتوقف الناس عن التدفق إلى فرع هذا البنك الذي تضرر بشدة في سمعته، وهو يسعى إلى تطويق خسائره. يقول ضحية إن « وثوقه في هذا البنك كان بسبب السمعة الجيدة، كما الاحترام الشديد الذي يتمتع بها مسؤولوه في تطوان »، يقصد بذلك دانيال زيوزيو، الذي كان جزءا من الطبقة المترفة في تطوان، ولم يعان بهدف كسب الاحترام.
هذا الرجل باعتباره مسؤولا في حزب الاستقلال، قادما من حزب العدالة والتنمية، لم يكن وجها للفضيحة في هذه المدينة المفعمة بالتقاليد السياسية. لكن من المؤكد أن مستقبله السياسي قد انتهى بمجرد أن قاده رجال شرطة خارج مكتبه في ذلك البنك.
بوصفه نائبا لرئيس جماعة تطوان، فقد ألقى بمزيد من الظلمة أيضا على مستقبل المكتب المسير لهذه الجماعة، التي لم يحدث في تاريخها أن تحول السجن إلى باب جانبي لأعضائها البارزين.
بدأت مثل هذه المشاكل في التطور داخل هذه الجماعة باعتقال عضوة في الأغلبية، سارة العمراني (حزب الاستقلال) في يناير 2022، كانت بصدد إدخال كمية من المخدرات إلى السجن المحلي بهذه المدينة. نالت حكما بثلاثة أشهر حبسا، وقد عادت إلى مقعدها في الجماعة بعد خروجها من السجن.
عضو آخر في هذه الأغلبية التي شكلها رئيسها، مصطفى البكوري (التجمع الوطني للأحرار) سيجد نفسه في السجن على ذمة قضية كبيرة في تزوير العقود بهدف الاستيلاء على العقارات، فمحمد نبيل الكوهن (حزب الأصالة والمعاصرة) ما زال ينتظر مصير استئنافه حكما ابتدائيا صدر في حقه في مارس 2023 بخمس سنوات سجنا.
ثم تصاعد الموقف باعتقال النائب الثالث لرئيس هذه الجماعة، أنس اليملاحي. فهذا الشاب (37 عاما)، أدين هذا الشهر بـ10 أشهر حبسا في قضية احتيال باتت الآن تعرف بتسمية « المال مقابل الوظيفة »، وهي تلخيص لوعود كان يطلقها هذا المسؤول بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لتوظيف أشخاص في وزارة العدل مقابل مبالغ من المال تصل إلى 30 مليونا.
كلمات دلالية أحزاب المغرب تطوان سياسية فساد
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: أحزاب المغرب تطوان سياسية فساد ملیون سنتیم هذا البنک فی تطوان
إقرأ أيضاً:
حفتر يهدد الجميع ويحتمي بالجيش.. هل يخشى مصير بشار الأسد؟
أثار ظهور اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، لأول مرة في ذكرى يوم الاستقلال في ليبيا وتوجيه التهم بالفشل للحكومات وللمبادرات المطروحة مزيدا من الأسئلة عن أهدافه من هذا الظهور والهجوم، ودلالة استخدامه لغة التهديد وكذلك حالة الخوف التي بدا عليها.
وأكد حفتر خلال خطاب ألقاه لأول مرة في هذه الذكرى أن "جميع المساعي والمبادرات السالفة والحالية فاشلة واستهلكت جهدا مضنيا ووقتا ثمينا لبناء دولة نرى أن الواقع يشهد فشلها، والحل الحقيقي الآن هو تكاتف الجهود المحلية والدولية على حد سواء للعمل على مشروع جاد يتجنب تكرار التجارب الفاشلة السابقة، ونحن على استعداد لدعم هذا المشروع وتبنيه".
"تخوفات من مصير الأسد"
وبدت على حفتر المعروف بـ"المشير"، علامات الخوف من ملاقاة مصير حليفه الهارب، بشار الأسد، حين أشار إلى أن "قواته تراقب المتغيرات الخطيرة التي تجتاح المنطقة، وأنها على درجة عالية من اليقظة والجاهزية لحماية مكتسباتنا ومقدراتنا والحفاظ على ما تحقق من أمن واستقرار"، وفق قوله.
وكرر الجنرال الليبي، المتواري عن الأنظار منذ فترة طويلة، هجومه على الأطراف الليبية وحتى على ذكرى الاستقلال بقوله: "نتساءل اليوم كيف لنا أن نحتفل بالاستقلال في دولة تصدعت أركانها وأساساتها وتحولت إلى حقل تجارب فاشلة وصراع من أجل السلطة، وما يحدث اليوم يعرض كل المكاسب والمنجزات التي تحققت خلال سنوات إلى خطر كبير"، حسب خطابه.
يأتي هذا الخطاب بعد أيام قليلة من طرح المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني خوري لمبادرة جديدة لحل الأزمة الليبية ممثلة في تشكيل لجنة استشارية لحل الخلافات العالقة والقوانين الانتخابية وتشكيل حكومة جديدة.
فما وراء تهديدات وهجوم حفتر على جميع المبادرات السابقة والحالية وكذلك الحكومات والمؤسسات؟، هل يرفض مبادرة "خوري" ضمنيا؟ أم يرسل رسالة لمن يحاول تهديد وجوده وإزاحته على غرار "بشار الأسد"؟
"خطاب مختلف ويحمل رسائل"
من جهته، قال وزير التخطيط الليبي السابق ورئيس حزب العمل، عيسى التويجر إن "خطاب "المشير" يأتي مختلفا هذه المرة، ولأول مرة يتحدث عن الدستور وبناء الدولة، وشكل هذا الخطاب عاملان رئيسيان هما: سقوط نظام الأسد بشكل درامي، والثاني وجود توتر داخل أتباع حفتر بعد تهميش الضباط الذين قامت على أكتافهم حركة "الكرامة"، وهم ممتعضون من تلقي الأوامر من أبناء المشير الذين تحصلوا على رتب عالية دون أن ينخرطوا في الخدمة العسكرية ويتلقوا التدريب والتجربة المطلوبة".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "حفتر ركز على الإنجازات والإعمار وكأنه ينشد دعم أنصاره الذين أصبح التململ بينهم محسوسا لكثير من المراقبين، وخلال الخطاب حاول المشير أن يحذر ممن قد يستغل هذه الظروف للثورة ضده، فالخطاب يعكس القلق الذي يساوره جراء التغيرات الدولية والاقليمية وما قد يترتب عنها من تغييرات"، وفق تقديره.
وتابع: "حفتر يحاول إيصال رسالة مفادها أنه يدعم بناء الدولة ووجود دستور مستفتى عليه للبلاد وهو ما لم يفعله من قبل رغم أنه ترشح للانتخابات في 2021".
"مغازلة روسيا ورفض مبادرة خوري "
في حين قالت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص إن "ظهور حفتر في ذكرى الاستقلال وهجومه على جميع الأطراف يعكس استياءه من المبادرات الدولية، بما فيها مبادرة المبعوثة الأممية، التي يعتبرها تهديدا للمكتسبات التي حققها عبر نفوذه العسكري في شرق وجنوب البلاد سواء القانونية أو الاقتصادية أو الأمنية".
وأكدت خلال تصريح لـ"عربي21" أن "رفض حفتر لهذه المبادرات قد يكون رسالة ضمنية لروسيا، التي تدعمه عسكرياً، تعبر عن عدم رضاه عن مبادرة خوري، والتي أبدت روسيا تحفظاتها عليها من خلال ممثلها في مجلس الأمن".
وأضافت: "إعلان حفتر استعداد قواته لدعم أي مشروع وطني يشير إلى رغبته في الحفاظ على موقعه كلاعب أساسي، مع تحذير من أي محاولات لتهميشه، والهجوم على الأطراف الليبية يعكس محاولة لترسيخ صورته كقائد وطني مستقل، لكنه يحمل أيضا رسائل لحلفائه تؤكد ضرورة مراعاة مصالحه في أي تسوية سياسية"، وفق رأيها.
ورأت البرلمانية الليبية أن "تزامن حديث حفتر عن الدستور مع تصريحات الدبيبة عن نفس الأمر يبرز تقاربا في الأهداف بين الطرفين، رغم اختلاف المصطلحات، ما يشير إلى احتمالية وجود تنسيق ضمني للحفاظ على الوضع الراهن وضمان استمرار نفوذ كل منهما"، كما توقعت.
"الاحتماء بالجيش"
المحلل السياسي الليبي، خالد الغول قال من جانبه إن "حفتر ظهر لليبيين وكأنه يبارك لهم ذكرى الاستقلال، رغم أنه بدأ بتهنئة الجيش الذي يقوده والذي لاعلاقة له وقتها بالاستقلال، لذا أراد بالخطاب كسب الجيش وتأييدهم له، رغم أن كلامه ضمنيا يعد هجوم على الاستقلال".
وأوضح أن حفتر أراد فقط تسويق وتضخيم حجم قواته وجيشه ودورهم في تخليص البلاد من "الإرهابيين" عبر معركة الكرامة، وذلك بهدف أن ينسى الناس ومعهم المجتمع الدولي ما قامت به قواته من تدمير وفرقة وانقلاب على شرعية المؤتمر الوطني العام السابق"، حسب قوله.
وتابع: "لغة الخطاب ومصطلحاته تحمل رسالة أهم وهي أن حفتر غير راضٍ عن البعثة الأممية واتفاقاتها، ويعتقد أنها فاشلة فقط لأنها لم تحقق مراده في حكم البلاد، وكذلك يتضح من الخطاب أنه يخشى شيئا ما، فربما تم إرسال رسالة له دوليا أزعجته فأراد أن يحتمي بالجيش ويبين أنه جاهز للتصدي لأي حراك يحدث"، وفق تصريحه لـ"عربي21".