أكد تحليل نشره مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أن تصعيد مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، هجماتها في البحر الأحمر تحت غطاء نصرة غزة، قطعَ الطريق على الجهود الأممية والدولية لإحلال السلام، ومثل فرصة ضائعة جديدة لإنهاء الأزمة اليمنية، خصوصا عقب إعلان المبعوث الأممي أواخر سبتمبر 2023 مسوّدة خارطة طريق.

وسارع الحوثيون إلى الانخراط في معركة بحرية جنوب البحر الأحمر بدعوى إسناد الفلسطينيين في غزة، وربطها بتوقف الحرب في القطاع. إلا أن التعهدات الحوثية بدعم إيران في أية مواجهة إقليمية يسقط فرضية توقف الهجمات البحرية مع توقف الحرب في غزة.

وقال التحليل: " الحوثيون تعهدوا بدعم إيران في أية مواجهة إقليمية، وهو ما أكدته الجماعة أكثر من مرة. ففي أعقاب تلويح قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، في 7 مايو 2024، بنقل التهديد إلى شرق المتوسط، أعلن الحوثيون إمكانية تطوير هجماتهم لاستهداف السفن في البحر المتوسط. 

أعد التحليل الباحث أحمد عليبة، رئيس وحدة الاتجاهات الأمنية في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، وحمل عنوان "تشابكات معقدة: معضلة "اليوم التالي" في اليمن وتحديات التسوية السياسية". وأكد أن التحدي الفعلي في الأزمة اليمنية يتمثل في إجراء عملية تسوية سياسية شاملة، ولكن في ظل الوضع الحالي لا يزال وجود مشروع وطني جامع للقوى السياسية غائباً، وحتى لو تم الاتفاق على إطار سياسي برعاية الأمم المتحدة وفي سياق الحل الإقليمي، فإن فرص تنفيذه على أرض الواقع ستظل غير ممكنة على الأقل في المدى المتوسط. 

فصل الملفات 

ومع كل تصعيد عسكري حوثي، تبرز الدعوات التي تطلقها قيادات الجماعة بشأن استئناف "عملية السلام" في اليمن. وهذا التناقض يكشف حقيقة أن الجماعة تحاول فصل الملفات للوصول إلى صفقات منفصلة تحقق لها أهدافها ورغباتها.

وأشار التحليل إلى أن الجماعة الحوثية، دعت في مارس الماضي، السعودية إلى استئناف "عملية السلام" في اليمن، وهو ما يبدو معه ظاهرياً أن الجماعة تراجعت خطوة إلى الوراء أو أنها بصدد فصل الملفات، لكن عملياً كانت هناك دوافع لذلك، منها أن تلك الدعوة جاءت عقب دخول التصنيف الأمريكي للحوثيين "ككيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص"، حيز التنفيذ، وزيادة العقوبات والقيود الاقتصادية على الجماعة. وأعقب ذلك متغير الموقف الإيراني كمحرك رئيسي للسلوك الحوثي في ظل إجراء واشنطن وطهران جولة تفاوض جديدة في مايو الجاري في سلطنة عُمان، ومن المتوقع انعكاس تأثيرها في الملفات الإقليمية، ومنها الهجمات الحوثية على الملاحة في جنوب البحر الأحمر. 

وأكد التحليل أن التطورات اللاحقة تشير إلى فصل الأدوار عن الأهداف الفعلية لكل ساحة من الساحات التي تلعب فيه أذرع ووكلاء إيران في المنطقة؛ إذ يتم التفاوض في كل ساحة على قضايا مختلفة للتوصل إلى صفقات بالقطعة ليس لها علاقة بالحرب في غزة. وبشكل عام، توظف إيران كل هذه الصفقات لإبرام صفقة أكبر، فقد اتجهت طهران بعد استهداف إسرائيل لأصفهان في 19 أبريل الماضي، إلى إعادة ترتيب أوراقها، والاهتمام بقدراتها النووية. وفي هذا الإطار، كشفت تقارير أمريكية عن أن السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، بدأ مساعي المفاوضات مع واشنطن، ثم تحولت المحادثات بين البلدين إلى عُمان.

صفقات متعددة

بحسب أحمد عليبة، رئيس وحدة الاتجاهات الأمنية في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، فإن كل ساحة من الساحات الإقليمية التي تلعب فيها إيران حققت مطالب منفصلة، ففي العراق تراجع تصعيد المليشيات العراقية ضد القوات الأمريكية، في ضوء رد الفعل الأمريكي على الهجوم على قاعدة "البرج 22"، والتفاوض بين بغداد وواشنطن حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق.

في سوريا، تراجع مستوى التصعيد على الساحة السورية في المرحلة التي تلت الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل في أبريل الماضي، وتقريباً لم تُسجل هجمات من المليشيات على القواعد الأمريكية في سوريا. وعلى الرغم من تأكيد حزب الله اللبناني على ربط التصعيد ضد إسرائيل بدعم غزة، فإنه من الواضح أن معادلة الصراع مع إسرائيل تتعلق حالياً بالتفاوض حول "منطقة عازلة" ستحدد مستقبل تحولات الصراع وقواعد الاشتباك بين الطرفين. 

بالنسبة لليمن، تكشف دورة التصعيد الحوثي في جنوب البحر الأحمر والممتدة على مدار نحو ستة أشهر، عن أهداف مختلفة؛ يأتي في مقدمتها الضغط الإيراني على القوى الغربية، مع ملاحظة أن هذه القوى التي تشارك بمهام عسكرية سواء مع الولايات المتحدة أم بشكل مستقل كانت أطرافاً في الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015. 

وعلى الجانب الآخر، لدى إيران طموحات جيوسياسية في الوجود في البحر الأحمر كنقطة انطلاق إلى أعالي البحار، ودلالة ذلك تحرك السفينة "مهدوي" التابعة للحرس الثوري في رحلة بحرية هي الأولى من نوعها في المحيط الهندي جنوب خط الاستواء انطلاقاً من خليج عدن. 

وأكد التحليل أن السياسة الإيرانية قد تكون على أعتاب يوم تالٍ في أعقاب حادث سقوط طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير حسين عبداللهيان ورفاقهما يوم 19 مايو الجاري، والإعلان عن وفاتهم. وعلى الأقل، فإن التحركات التي كان يقوم بها وزير الخارجية الإيراني الجديد، علي باقري كني، في ملف المفاوضات مع واشنطن قد تتأجل بعض الوقت لحين تجاوز طهران هذه الأزمة. وبالتبعية ستكون أولوية السياسة الإيرانية هي الملف الداخلي الذي سيحظى بالاهتمام الرئيسي على الأقل في الأشهر الثلاثة المقبلة لحين ترتيب البيت الداخلي وإعادة تشكيل السلطة التنفيذية بعد وفاة رئيسي. 

نتائج كاشفة

في إحاطته الأخيرة حول اليمن في مجلس الأمن يوم 13 مايو الجاري، أدلى نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، بشهادة لافتة تُلخص نتائج المواجهة مع الحوثيين في البحر الأحمر. فقد كشف وود عن أن عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن متواصلة بشكل غير مسبوق، مع أن أحد أهداف تحالف "حارس الازدهار" في البحر الأحمر هو وقف عمليات تهريب السلاح. 

وأكد تحليل مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة أن السفن الإيرانية كانت تتحرك من بندر عباس إلى الصومال ثم الساحل الغربي في اليمن من دون قيود، بزعم أن العديد منها يحمل مواد بناء، وهي حمولات لا تخضع للتفتيش لعدة اعتبارات؛ منها أن اتفاق التهدئة يتضمن تخفيف القيود على ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه الجماعة الحوثية، ولا تخضع مواد البناء للعقوبات الأمريكية. فضلاً عن الحذر الأمريكي من استهداف سفن إيرانية؛ إذ لا تريد واشنطن التصعيد مع طهران. 

ووفقاً للتحليل، يعكس مؤشر أداء المهام البحرية الدولية في البحر الأحمر تراجعاً في العمليات الهجومية والاستباقية، ويمكن القول إن تحالف "حارس الازدهار" تحول إلى عملية روتينية تقتصر على الدفاع. في وقت لجأ الحوثيون للقيام بعمليات حفر وتوسيع أنفاق وكهوف في الجبال؛ بهدف تأمين مخازن للأسلحة. وخلال العمليات الهجومية الأمريكية والبريطانية لاستهداف المنظومات العسكرية الحوثية، كان بإمكان القوات المشاركة في "حارس الازدهار" استهدافها على قمم وسفوح الجبال، لكن وجود هذه المخازن يسمح للحوثيين بالمناورة السريعة وإعادة الأسلحة مرة أخرى إلى المخازن. وبطبيعة الحال، سيكون لهذه المخازن أهميتها في تأمين الأسلحة الحوثية في مواقع مختلفة من اليمن حالياً ومستقبلاً.  

وقال الباحث أحمد عليبة، رئيس وحدة الاتجاهات الأمنية في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، إن إخضاع البنية الأمنية والعسكرية في المنطقة لصفقات سياسية دون إظهار القدرة على الردع النشط ضد العدائيات التي تهدد المنطقة البحرية؛ يشكل فجوة في الأهداف الفعلية للانتشار الأمريكي في الإقليم، وربما تتعين إعادة تقييم هيكل هذه البنية في مقابل التهديدات والمخاطر في ضوء ما يجري منذ اندلاع حرب غزة. 

استحقاقات التسوية

تشير الجماعة الحوثية إلى "عملية سلام" وليس "خارطة طريق" في اليمن في تصريحاتها المتكررة، وبحسب رئيس وحدة الاتجاهات الأمنية في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة فإن هناك فارقاً بين الحالتين، فالأولى قد تتعلق بالمفاوضات الحوثية على المستوى الثنائي مع الرياض، بينما تشير الثانية إلى عملية تسوية سياسية شاملة مع مختلف القوى اليمنية؛ وهي نقطة لا تزال بعيدة نسبياً في المرحلة الحالية، وفقاً لإحاطة المبعوث الأممي غروندبيرغ في مجلس الأمن يوم 13 مايو الجاري. 

وأوضح التحليل، أن الجماعة الحوثية لا تريد الالتزام بترتيبات داخلية في المرحلة الحالية، فالهجمات الأخيرة على العديد من الجبهات في اليمن (مأرب وشبوة والجوف)؛ تكشف أن الجماعة قد تعود إلى تحويل فائض استخدام القوة من البحر الأحمر إلى الداخل لإعادة صياغة موازين القوى قبل الانخراط في عملية تسوية سياسية يكون لها استحقاقات مختلفة. 

وحول استحقاقات التسوية الشاملة وجود سلطة موحدة، فإن ذلك تحدٍّ كبير في ظل أزمة الهوية مع تكريس المشروع الأيديولوجي الحوثي، بحسب التحليل، مضيفاً إن هذا أمر ضروري من الناحية الإجرائية بالنظر إلى أن وحدة السلطة تعني احتكار الدولة لأدوات القوة؛ ومن ثم القرار السيادي، فلا يمكن استمرار الحوثيين في الانفراد بقرار الحرب. ومن هنا تأتي إشكالية رئيسية أخرى تتعلق بالتعامل مع السلاح الحوثي، ويصعب من الناحية العملية أن تشاركه الجماعة مع باقي الأطراف. 

وأكد التحليل أنه مع كل تفاوض على أساس التوصل إلى "خارطة طريق"، تقيم الجماعة الحوثية عرضاً عسكرياً، الهدف منه التأكيد على عدم التفاوض على سلاحها، بل توظفه كورقة في عملية التفاوض ووفق رغباتها المستقبلية دون إخضاعه لمؤسسات الدولة الشرعية، وقد يعني ذلك أن من حق باقي القوى والتيارات الأخرى الاحتكام إلى سلاحها.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الجماعة الحوثیة فی البحر الأحمر مایو الجاری أن الجماعة فی الیمن إیران فی

إقرأ أيضاً:

كيف تداول الإعلام الأمريكي والدولي خبر إسقاط طائرة إف 18 في اشتباك مع اليمن؟

يمانيون../
أشبه بزلزال دوى في وسائل الإعلام الأمريكية؛ عقب الاعتراف بسقوط مقاتلة من طراز F/A-18 سوبر هورنيت، من على متن حاملة الطائرات يو إس إس هاري، خلال مواجهة مع الجيش اليمني.

اعتراف أمريكي جاء بعد ساعات من إعلان القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عملية اشتباك مشتركة وواسعة مستمرة، مع حاملة الطائرات “هاري ترومان” ومجموعتها المرافقة، في عملية نفذت بأعداد من الصواريخ المجنحة والبالستية والطائرات المسيّرة وتكللت بإجبار “ترومان” على التراجع والابتعاد عن موقع تمركزها السابق، لتتجه نحو أقصى شمال البحر الأحمر.

“انزلاق” وغرق طائرة تُعد أحد أهم أركان التفوق الجوي الأمريكي حول العالم، وتكلف قيمتها قرابة 70 مليون دولار، ومن على متن حاملة طائرات عملاقة، ارتد كالزلزال المدوي الذي اجتاح الإعلام الأمريكي خصوصاً، والعالمي بشكل عام.

وعلى الرغم من تبني الإعلام الأمريكي للرواية الرسمية الصادرة من البحرية الأمريكية، إلا أن حجم الخسارة وهول الصدمة والقلق كان واضحاً، في تناول الخبر والتطرق للمبررات الأمريكية التي تحاول فرض روايتها، فيما لم يخف الإعلام الأمريكي سخطه من أداء البيت الأبيض وتخبطه في المواجهة أمام اليمن.

ويستذكر الإعلام الأمريكية أن هذه هي العملية الثانية التي تخسر فيها الولايات المتحدة طائرة من ذات الطراز وفي ذات مسرح العمليات وفي مواجهة مع اليمن، كانت المرة الأولى في ديسمبر 2024، وادّعت واشنطن حينها أن العملية تمت “بنيران صديقة”، واليوم تتكرر العملية لكن واشنطن تنسب عملية الإسقاط إلى “خلل فني”.

وقد رصد موقع “المسيرة نت” ارتدادات العملية وأهم ما تناولته أبرز وسائل الإعلام الأمريكية، بشأن إسقاط “طائرة إف 18” أمس الاثنين:

“سي إن إن”: عدم كفاءة صارخ

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أمريكي قوله: إن سقوط المقاتلة F18 في البحر الأحمر، جاء نتيجة لقيام حاملة الطائرات “هاري إس ترومان” بانعطافة كبيرة لتفادي صواريخ القوات المسلحة اليمنية أثناء الهجوم الذي تعرضت له، الاثنين، برفقة القطع الحربية المرافقة لها في البحر الأحمر.

وفي تقرير لها ذكرت شبكة “CNN” أنه بعد ساعات فقط من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة نُشرت حديثًا، بأنه يعتقد أن وزير الدفاع، بيت هيغسيث “سيُصلح الأمور”، واصفًا منصب وزير الدفاع المثير للجدل بأنه “آمن”، فقدت البحرية الأمريكية مقاتلة بقيمة 60 مليون دولار عندما سقطت في البحر الأحمر.

ووفقاً للشبكة فقد سارع المنتقدون إلى الرد، فكتبت الصحفية مارسي ويلر، المختصة بالأمن القومي والحريات المدنية: “لهذا السبب قلت إن عدم كفاءة بيت هيغسيث الفاضح يحتاج إلى تدقيق أكبر، يواصل الادعاء بأن حملته المرتجلة ضد اليمن ناجحة، ومع ذلك، لا تزال هذه الكوارث تحدث، طائرات تسقط من حاملات الطائرات”.

وأضافت ويلر: “هؤلاء هم البحارة الذين عرّضهم “ويسكي بيت” للخطر من خلال تعامله المتهور مع المعلومات السرية”.

كما سخر السيناتور الأمريكي كريس ميرفي (ديمقراطي من كونيتيكت) قائلًا: “انتصار آخر لهذا الفريق الأمني القومي شديد الكفاءة، كنت أظن أن ضرباتنا في اليمن كانت لاستعادة الردع”.

وأضاف المستشار السياسي الديمقراطي كريس دي. جاكسون: “هذا ما يحدث عندما يعامل ترامب وبيت هيغسيث القيادة العسكرية وكأنها نادٍ طلابي، القيادة غير المؤهلة لها عواقب حقيقية على أرض الواقع”.

وأشارت الصحفية باربرا ستار، المراسلة السابقة للأمن القومي في CNN لأكثر من عقدين، إلا أن الأمر قد يكون أخطر مما يبدو، وقالت “إذا اضطرت حاملة الطائرات ترومان إلى القيام بمناورة حادة فجائية لتفادي نيران معادية، فهذا أمر بالغ الأهمية. الهدف بالنسبة للقوات الأمريكية دائمًا هو إسقاط العدوّ من مسافة بعيدة، وليس من مسافة قريبة. وهذا قد يشير إلى تحسينات إضافية في دقة الجيش اليمني وقدرات استهدافهم. هناك المزيد مما ينبغي معرفته هنا”، مضيفة “وبالمثل، من المهم أن نسأل: لماذا لم يكشف البيان الصحفي العسكري عن هذا الاحتمال؟”

وفي تشكيك برواية البحرية الأمريكية التي زعمت أن غرق الطائرة تم خلال انعطاف حاملة الطائرات، ذكرت الشبكة أن ترومان هي أكبر السفن الحربية في العالم بطول يقارب 1100 قدم وإزاحة تبلغ حوالي 100 ألف طن – تتمتع بقدرة مدهشة على المناورة بالنسبة لحجمها.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة، صعدت وفي الأسابيع الأخيرة، من غاراتها الجوية على أهداف في اليمن، مما دفع القوات المسلحة اليمنية إلى إطلاق الرد ضد السفن الحربية الأمريكية، لافتة إلى أن القوات المسلحة اليمنية أكّدت بعد غارات أمريكية على ميناء راس عيسى، أن “اليمن لن يتراجع عن مواصلة عمليات الدعم للشعب الفلسطيني حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ويرفع الحصار”، مشددة على أن العدوان الأمريكي على اليمن لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد.

المقاتلة غرقتموقع المونيتور:

فيما ذكر موقع “المونيتور” أن المقاتلة F/A-18 سقطت في البحر بعدما قامت حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» بمناورة مراوغة لتجنب مسار نيران يمنية قادمة، وفق ما ذكره مسؤولون أمريكيون، مشيرًا إلى أنه لا يزال غير واضح نوع الصاروخ أو ما إذا جرى اعتراضه، مؤكدة أن المقاتلة قد غرقت في البحر الأحمر.

شبكة أخبار USNI: انزلقت المقاتلة الهجومية فوق الحافة

إلى ذلك، نقلت شبكة أخبار USNI الاثنين، قولَ مسؤول عسكري أمريكي إن الطائرة التي سقطت كانت تُجري “مناورة مراوغة” خلال الحادث، فيما صرح مسؤول دفاعي آخر للشبكة أن طائرة سوبر هورنت كانت تُحمّل على مصعد الطائرة عندما انزلقت المقاتلة الهجومية فوق الحافة، حدّ زعمه.

وأوضحت أن السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر هي أهداف يومية لطائرات مسيّرة هجومية أحادية الاتجاه وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية التابعة للقوات المسلحة اليمنية منذ استئناف العدوان الأمريكي ضد أهداف في اليمن في 15 مارس الفائت.

ولفتت الشبكة إلى أن حاملة الطائرات “ترومان” تعمل في البحر الأحمر منذ أواخر فبراير بعد إصلاحات طارئة إثر اصطدامها بسفينة تجارية، أدى هذا الاصطدام إلى إقالة قائد حاملة الطائرات ترومان آنذاك. في أواخر العام الماضي، وفقاً للرواية الأمريكية.

واستذكرت الشبكة إسقاط طائرة من طراز F/A-18F تابعة للجناح الجوي الأول لحاملة الطائرات أثناء محاولة هبوطها على متنها، والذي زعمت البحرية الأمريكية حينها أنها بنيرات صديقة.

(أسوشيتد برس): أحدُ البحارة أصيب بجروح

وقالت وكالة “أسوشيتد برس” انزلقت طائرة مقاتلة من طراز F/A-18 من على سطح حظيرة حاملة طائرات مُرسلة إلى الشرق الأوسط، بينما كان البحارة يسحبونها إلى مكانها في حظيرة حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان يوم الاثنين، وفقًا لما ذكرته البحرية.

وأشارت إلى أنه قفز أفراد الطاقم الذين كانوا يجلسون على مقعد الطيار في طائرة سوبر هورنت وعلى جرار السحب الصغير قبل أن تهبط الطائرة والقاطرة في البحر الأحمر. وأضافت البحرية أن أحد البحارة أصيب بجروح طفيفة.

وقالت البحرية في بيان: “كانت طائرة F/A-18E قيد السحب في حظيرة الطائرات عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها. وفُقدت الطائرة وجرار السحب في البحر”. وكانت الطائرة جزءًا من سرب سترايك فايتر 136.

يتم سحب الطائرات المقاتلة بشكل روتيني حول سطح الحظيرة لإيقافها حيثما تكون هناك حاجة إليها لأي عمليات طيران أو أعمال أخرى. ومن غير الواضح ما إذا كانت هناك جهود لاستعادة الطائرة، التي تبلغ تكلفتها حوالي 60 مليون دولار. الحادث قيد التحقيق.

قناة الجزيرة: تطور بالغ الأهمية

من جهتها ذكرت قناة “الجزيرة” أنه “في تطور بالغ الأهمية، كشف تصريح مسؤول أمريكي لمراسل الجزيرة أن مقاتلة أمريكية من طراز F-18 سقطت من على متن حاملة الطائرات “ترومان” أثناء مناورتها لتفادي نيران أطلقها اليمنيون، مشيرة إلى أن هذا الخبر جاء بعد تصريح البحرية الأمريكية بسقوط مقاتلة من طراز “إف 18” من على متن حاملة الطائرات ترومان في البحر الأحمر.

وأضافت يبدو هذا التطور مهما لأنها المرة الأولى التي يصدر فيها اعتراف أمريكي مباشر بأن هجمات القوات المسلحة اليمنية، على القطع البحرية الأمريكية، وخصوصًا على حاملة الطائرات “ترومان”، لم تكن مجرد تهديدات أو محاولات فاشلة، بل إنها وصلت إلى مستوى التأثير العملياتي الفعلي.

وأشارت إلى أن هذا الاعتراف يتوافق مع ما كان يقوله اليمنيون خلال الأسابيع الماضية، حول استهداف مباشر وفعال لحاملات الطائرات والسفن الأمريكية في البحر الأحمر، وهو ما كان يُقابل بالتشكيك أو الصمت من الجانب الأمريكي.

واعتبرت أن واشنطن تقف اليوم أمام خيارين في تعاملها مع التصعيد إما أن تبدأ مراجعة وتقييم شاملة للأداء العسكري ولحجم الخطر اليمني الحقيقي، بحيث تعيد الولايات المتحدة حساباتها التكتيكية والاستراتيجية لمستقبل الحملة، سواء عبر تقليص الضربات، أو عبر تغيير قواعد الاشتباك، وثانياً أن تقوم بتهيئة المعركة نحو تصعيد أكبر مما يعني أن وتيرة المعركة ستتجه إلى مستوى أخطر وأكثر تأثيراً في المرحلة المقبلة، وفقاً للقناة المهتمة بالشأن الأمريكي.

موقع “ريسيونسبل ستيت كرافت”: خسارة تضاف إلى 3 مليارات دولار

من جانبه ذكر موقع “ريسيونسبل ستيت كرافت” الأمريكي أن الولايات المتحدة أنفقت حوالي ثلاث مليارات دولار في حملتها الأخيرة ضد اليمن منذ انطلاقها في منتصف مارس، وتُضاف إليها خسارة طائرة مقاتلة بعشرات الملايين.

وأشار الموقع ساخرًا إلى أن المليارات التي أنفقتها الولايات المتحدة في هذه الحملة أسفرت عن نتائج مشكوك فيها، موضحاً أن تقارير القيادة المركزية الأمريكية تقول إن جهودها قد أضعفت القدرات القتالية لليمنيين؛ إلا أن تقارير شبكة CNN الشهر الماضي أشارت إلى أن الحملة لم تحقق سوى نتائج محدودة ضدهم.

ولفتت إلى أنه وفي وقت سابق من هذا الشهر، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “مسؤولي البنتاغون أقروا في إحاطات مغلقة بأن نجاح تدمير ترسانة القوات المسلحة اليمنية الهائلة، والمتمركزة في معظمها تحت الأرض، من الصواريخ والطائرات المسيّرة ومنصات الإطلاق، كان محدودًا”.

وختم الموقع بقوله إن الأهم من ذلك، أن الولايات المتحدة تقول إن حملتها تهدف إلى ضمان عبور السفن للبحر الأحمر دون تعرضها لهجماتهم، لكن اليمن يهدف إلى الضغط على الكيان الصهيوني حليفة الولايات المتحدة، لوقف هجومها على قطاع غزة.

معاريف: الحادثةُ أحرجت الجيشَ الأمريكي

ولم يخف الإعلام الصهيوني هو الآخر قلقه من العملية، حيثُ أشارت صحيفة “معاريف” الصهيونية إلى أنه في الوقت الذي تتوالى فيه التقارير عن الضربات الأمريكية في اليمن، سقطت مقاتلة أمريكية من حاملة الطائرات “ترومان”.

نيوزويك: اليمن أدخل ترامب مستنقعًا

فيما قالت مجلة “نيوزويك” إن مقاتلة سقطت من على متن سفينة تابعة للبحرية الأمريكية وفقاً للمسؤولين العسكريين، منوة إلى أن قادةَ اليمن توعدوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علناً بأنه دخل في “مستنقع استراتيجي يسمى اليمن”.

واشنطن تايمز: إف/إيه-18 تسقط في البحر الأحمر

وأفادت صحيفة واشنطن تايمز بأنه بفقدان طائرة مقاتلة تابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر بعد سقوطها في البحر من على متن حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان، يأتي في ظل الحملة العسكرية الأمريكية المستمرة ضد اليمن، حدّ وصفها.

ولفتت إلى أن القوات المسلحة اليمنية هاجمت مراراً وتكراراً السفن العسكرية الأمريكية بطائرات مسيّرة وصواريخ بعيدة المدى – وهو عمل تصاعد في أعقاب العدوان الصهيوني على غزة.

فوكس نيوز: نعم سقطت في البحر

من جهتها، ذكرت شبكة “فوكس نيوز” إن مقاتلة إف-18 تابعة للبحرية الأمريكية بقيمة 70 مليون دولار تسقط في البحر الأحمر قبالة حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان.

وأشارت إلى أنه في ديسمبر 2024، أُسقطت مقاتلة F/A-18 سوبر هورنت فوق البحر الأحمر في حادث “نيران صديقة”، وفقًا لما ذكره الجيش الأمريكي في ذلك الوقت.

وقالت: إن مجموعة حاملة الطائرات ترومان تتكون من وتسعة أسراب من الجناح الجوي 1، وثلاث مدمرات موجهة صواريخ من سرب المدمرات 28، والطراد من فئة تيكونديروغا يو إس إس غيتيسبرغ.

ونوهت إلى أن الهجمات تصاعدت بعد أن أطلق ترامب عدواناً عسكريًّا ضد اليمن في 15 مارس، الماضي، مضيفة أن عمليات اليمن تضامنًا مع المقاومة الفلسطينية.

واشنطن بوست: الحاملة هربت والطائرة سقطت

فيما عنونت صحيفة واشنطن بوست عنوان تغطيتها الإخبارية للعملية، بـ “سقوط مقاتلة تابعة للبحرية الأمريكية في البحر بعد هروب حاملة طائرات أمريكية من نيران القوات المسلحة”.

ونقلت الصحيفةُ عن مسؤول أمريكي قوله: إن حاملة الطائرات هاري إس ترومان انحرفت بشكل حاد لتجنب هجوم حوثي في ​​البحر الأحمر عندما سقطت طائرة إف/إيه-18 إي سوبر هورنت في البحر وفقدت السيطرة عليها.

يذكر أنه على الصعيد العالمي عمت حالة من السخرية العارمة والتندر على الرواية الأمريكية بانزلاق طائرتها من على “ترومان”، في الأوساط الإعلامية وعلى القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا: قوات أمريكية وبريطانية نفذت عملية عسكرية مشتركة ضد الحوثيين في اليمن
  • الولايات المتحدة: قصف أكثر من 1000 هدف في اليمن منذ منتصف مارس
  • رويترز: كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن
  • كيف تداول الإعلام الأمريكي والدولي خبر إسقاط طائرة إف 18 في اشتباك مع اليمن؟
  • من قلب البحر الأحمر.. اليمن يتوشّح النصر ويكسر الكبرياء الأمريكي
  • اليمن يسقط ثاني طائرة أمريكية نوع F-18 في البحر الأحمر (إنفوجرافيك)
  • كيف تطورت الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن؟
  • 68 قتيلا في قصف أمريكي على مركز للمهاجرين بشمال اليمن
  • انتشال 68 جثة بعد غارة أمريكية على اليمن
  • السلطات السودانية تقبض على 2 طن في أكبر عملية بعمق البحر الأحمر