الجمهوريةُ الإسلامية الإيرانية.. مواقفُ مشرِّفة
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
عبدالخالق القاسمي
سيذكُرُ التاريخُ أن إيران بعد الثورة الإسلامية أصبحت ذُخراً للمسلمين وعوناً لهم، وعمت القضية الفلسطينية دعماً غير محدود، بدايةً باتِّخاذ العداءِ لـ “إسرائيل” موقفًا رسميًّا للبلاد، وبتخصيص الجمعة الأخيرة من رمضان يوماً للقدس العالمي، وبالعمل الإعلامي الدؤوب لصالح القضية الفلسطينية، وبالمقاطعة الاقتصادية للمنتجات الصهيونية، وحتى بدعم فصائل المقاومة الفلسطينية بالسلاح، بل وبتكنولوجيا صناعة السلاح، أَيْـضاً بالتخطيط المسبق لمواجهة أي اعتداء صهيوني، على سبيل المثال حفر الأنفاق كما قال أحد ممثلي حماس في لبنان إن فكرةَ الأنفاق يرجع الفضل فيها بعد الله إلى قائد قوة القدس في الحرس الثوري سابقًا الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد اللبناني عماد مغنية.
وسيذكُرُ التاريخُ أن إيران -في ظل الصمت العربي والإسلامي المطبق تجاه أحداث غزة وعملية (طوفان الأقصى)- تهاجِمُ “إسرائيل” إعلامياً وتناصِرُ فصائل المقاومة الفلسطينية علناً وتؤيد قراراتهم.
وسيذكُرُ التاريخُ أن إيران نظّمت العديدَ من التظاهرات؛ نصرة لأبناء غزة، في حين يُمنع ذلك في دولٍ عربية وإسلامية ويُقتاد الكثير من الشباب إلى السجون في الأردن وتركيا، وهذا رأيناه في الإعلام، حَيثُ ألقت الشرطة الأردنية ومثلها التركية القبض على عدد من المتظاهرين؛ مِن أجلِ غزة، وخرج تصريح عن ابن سلمان نقلته قناة “الجزيرة” معتبرًا الخروج في الأردن من مسببات إقلاق الأمن والسكينة وأكّـد أنه مع النظام الأردني في فرض الأمن، على اعتبار التضامن مع غزة عملاً خاطئاً مقلقاً للسكينة العامة، وكما هو ظاهر يمنع في السعوديّة حتى التضامن الفردي الصادق والجاد مع أبناء غزةَ وفصائلَ المقاومةِ الفلسطينية في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام السعوديّ، بل يتخذون موقفاً من فصائل المقاومة الفلسطينية ويهاجمونها ويتبنون وجهةَ النظر الصهيونية.
وسيذكُرُ التاريخُ أن “إسرائيل” استهدفت قنصليةَ إيران في سوريا واغتالت أحد المتهمين لديها بإدخَال السلاح إلى الفلسطينيين؛ ولأن إيران دولة مؤسّسات وأحزاب وفيها الكثير من المتربصين والحاقدين وغير المسلمين تم اختيار الوقت المناسب للرد على جرائم الصهاينة في غزة، وعلى هذا الأَسَاس نؤكّـد أن الرد على استهداف القنصلية الإيرانية أَسَاساً مرتبطٌ بالقضية الفلسطينية، وذلك الرد الإيراني المرعب على “إسرائيل” كما يقول الناطق باسم القسام قد أربك حسابات الصهاينة؛ وكان في صالح الفلسطينيين، حَيثُ توقف الطيران الحربي والاستطلاعي الصهيوني عن التحليق فوق أجواء غزة ولأول مرة بعد الطوفان.
وحلَّقت الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية فوق الكنيست الإسرائيلي واستهدفت أهم القواعد الصهيونية التي تقلع منها طائرات الإف16 والإف35، والكثير من الصواريخ الإيرانية وصلت إلى أهدافها ورصدت لحظات الاستهداف لعدد من الصواريخ، من غير الصواريخ التي وصلت ولم يتم تصويرُها؛ مع العلم بأن العدوّ يتكتم على الخسائر من قبل ومن بعد؛ حفاظاً على ما تبقى من نفسيات الصهاينة الذين يخرجون مراراً وتكراراً في مظاهرات غاضبة ضد حكومة نتنياهو؛ فضلاً عن الاستيلاء على سفينة إسرائيلية من قبل البحرية الإيرانية.
ورغم كُـلِّ هذه المواقفِ المشرِّفة التي تُحسَبُ لإيران تجدُ بعضَ المغفَّلين والحاقدين يحوِّلون العداءَ تجاهَ إيران بدلًا عن “إسرائيلَ” وهذا من عجائب النفاق!
فسلامُ الله على إيران وعلى القيادةُ الإيرانية ألفُ سلام.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أن إیران
إقرأ أيضاً:
"الخارجية الفلسطينية": استهداف إسرائيل مكتب تابع للأمم المتحدة في غزة جريمة حرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس الأربعاء، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مقرا تابعا للأمم المتحدة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، الذي أسفر عن استشهاد موظف وإصابة 5 آخرين، معتبرة أن استهداف إسرائيل، سلطة الاحتلال غير الشرعي، للمؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة، وخاصة الأونروا، يشكل إرهاب دولة منظم، وسياسات وجرائم ممنهجة وواسعة النطاق، يجب مساءلتها عليها، وتهدف إلى تقويض عملها وفقًا للمبادئ والمواثيق الدولية.
وأشارت الخارجية الفلسطينية، في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية، إلى أن جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعب فلسطين تمتد لتستهدف المتعاطفين، والعاملين في المنظمات الدولية والأممية وهو ما يعد انتهاكًا فاضحًا وخطيرًا لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقيات جنيف.
وطالبت المجتمع الدولي ببذل المزيد من الجهود للضغط على دولة الاحتلال لوقف العدوان وحرب الإبادة والتهجير ضد الفلسطينيين وتوفير الحماية الدولية له، وبحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني والمنشآت الحيوية التي تقدم الخدمات الأساسية، والمرافق الإنسانية ومراكز الإيواء من بطش الاحتلال.