«الجمارك»: نعمل على تطبيق أفضل الممارسات الدولية وجائحة «كورونا» أسهمت فى رواج هذا النوع من التجارة
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
أكد خبراء اقتصاديون أنّ التجارة الإلكترونية تسهم بشكل كبير فى تحقيق معدلات رواج للمنتجات المصرية والوصول بسرعة وسهولة إلى جمهور عالمى، كما تسهم فى خفض التكلفة والتوفير فى الميزانية مقارنة بالمتاجر التقليدية، من خلال التخلى عن استئجار العقارات التجارية أو الاستثمار فى أمن الممتلكات أو دفع الإيجارات لمرافق التخزين.
وقال الخبير الاقتصادى بلال شعيب إن مواقع التجارة الإلكترونية تعمل على مدار الساعة فلا تغلق أبداً، الأمر الذى يمكنها من مضاعفة الإيرادات على مدار الساعة خاصة مع استعمال حلول أتمتة التسويق، مثل تطبيق واتساب بزنس API بما يتضمنه من ردود تلقائية.
وأضاف أن من بين مزايا التجارة الإلكترونية القدرة على توفير تجربة تسوق مخصصة بشكل كبير مقارنة بالمتاجر التقليدية ويتم ذلك عن طريق استغلال الكم الهائل من بيانات العملاء التى يتم جمعها من خلال قنوات التواصل والتى تتضمن ما يفضله العملاء وتاريخ المشتريات والتصفح، الأمر الذى يسهم فى تقديم توصيات مخصصة واقتراحات للمنتجات وعروض مستهدفة ومحتوى ذى صلة لتعزيز رضا العملاء وزيادة معدلات التحويل، وأوضح «شعيب» أن أصحاب الأعمال فى مجال التجارة الإلكترونية يتمتعون بمرونة أكبر مقارنة بالأعمال التقليدية فيما يتعلق بالمخزون والشحن.
«أبوعلى»: تمثل ما بين 4.5 إلى 15% من حجم الناتج المحلى العالمى بإجمالى استثمارات 11 تريليون دولاروأوضح الخبير الاقتصادى أحمد أبوعلى أن الزيادة فى نسبة التجارة الإلكترونية بلغت 30% داخل مصر. وأضاف، لـ«الوطن»، أن هناك تقارير تفيد أن حجم التجارة الإلكترونية العالمية يمثل ما نسبته من 4.5 إلى 15% من حجم الناتج المحلى العالمى، وهذا الاختلاف فى النسبة يأتى نتيجة اختلاف التعريفات وتُقدَّر بنحو 11 تريليون دولار، ووفقاً لأرقام العام الماضى تقدر نسبة نمو التجارة الإلكترونية، أو الاقتصاد الرقمى، بما بين 5.5 و6.5% والترشيحات بزيادة هذه النسبة فى العام 2020 نتيجة العوامل الصحية، وخاصة مع انتشار جائحة كورونا.
وتابع «أبوعلى» أن زيادة التداول وحركة البيع عبر التجارة الإلكترونية فى مصر جعلتها محط اهتمام الحكومة، حيث بدأت فى اتخاذ خطوات نحو تنظيم هذا القطاع، ويبدو أن مستقبل التجارة سيأخذ طريقاً جديداً ليصبح لها شكل مختلف عن ماضيها.
ويرجع تاريخ التجارة الإلكترونية إلى عام 1979، عندما عرض رائد الأعمال الإنجليزى مايكل ألدريتش أول نظام للتسوق عبر الإنترنت، وكان 1981 هو عام انطلاق التسوق الإلكترونى بين الشركات عندما أطلق توماس هوليدايز أول موقع للتسوق الإلكترونى فى إنجلترا، وفى 1984 أنشئ أول موقع للتسوق بين الشركات والأفراد، بعد ذلك بدأت الشركات فى استخدام الإنترنت للتعاملات المالية، ففى 1985 تم إنشاء أمازون وإيباى، أهم مواقع التجارة الإلكترونية.
«الشرقاوى»: نسبة السكان المستخدمين لخدمات الإنترنت أكثر من 54%.. والترتيب المصرى ارتفع عدة مراتولفت الخبير الاقتصادى الدكتور يسرى الشرقاوى إلى أن تقدم جودة خدمات البنية التحتية الرقمية منذ التسعينات وحتى الآن، من المنطقى أن تتطور معها خدمات التجارة الإلكترونية داخل حدود البلاد، ذلك أن موقع مصر المتميز داخل منطقة الشرق الأوسط، وحجم سكانها المتزايد، وتعدد الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها، شجّع على تحسين وتيرة نمو التجارة الإلكترونية بها خلال السنوات الماضية، إذ تمثل نسبة السكان المستخدمين لخدمات الإنترنت أكثر من 54%، كما ارتفع الترتيب المصرى فى مجال التجارة الإلكترونية عالمياً عدة مرات.
وأضاف أنه رغم وجود العديد من الشركات العاملة فى هذا القطاع داخل مصر، فإن معظمها من الشركات الناشئة الجديدة، التى لم يبلغ عمرها خمسة أعوام، لكن العديد من الشركات التجارية العالمية بدأت عملها داخل مصر، وساعدت فى تحديد آليات السوق، وزيادة الوعى داخل شرائح المجتمع المستهدفة بخصائص هذا النوع من التجارة. على سبيل المثال، نجد أن شركات عالمية كبرى أصبحت لها مستودعات داخل مصر بعدما ضخت استثمارات بمئات الملايين من الدولارات.
وتسعى مؤسسات الدولة لتيسير حركة التجارة بما فيها المعاملات الإلكترونية التى شهدت نمواً متسارعاً بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات القليلة الماضية، فى أعقاب جائحة كورونا التى فرضت قيوداً على حركة التجارة التقليدية، فضلاً على التوجه العالمى الجديد الداعم للأسواق الإلكترونية نتيجة التطورات التكنولوجية المتسارعة، موضحاً أننا حريصون على الانفتاح على كل التجارب الدولية، وتوطين الخبرات المتميزة فى دعم وتيسير حركة التجارة الإلكترونية فى مصر.
ووفق بيان «المالية» فإن تطوير البنية التحتية الرقمية لمصلحة الجمارك، وتوحيد وميكنة الإجراءات الجمركية من خلال منظومة «نافذة» التى تغطى 99٫9% من الواردات والصادرات المصرية عبر 15 مركزاً لوجيستياً، تساعدنا فى تعزيز جهود التحول للاقتصاد الرقمى، لافتاً إلى أننا ملتزمون ببذل كل ما فى وسعنا لتقليص زمن الإفراج الجمركى، من خلال تبسيط الإجراءات والاعتماد بشكل أكبر على إدارة متطورة لقياس درجة المخاطر، ومن ثم التوسع فى المسار الأخضر، على نحو يسهم فى تخفيف أعباء الاستثمار عن مجتمع الأعمال.
من جهته، قال الشحات غتورى، رئيس مصلحة الجمارك، خلال ورشة عمل بعنوان «تفعيل آليات التعامل مع شحنات التجارة الإلكترونية»، التى نظمتها مصلحة الجمارك بالتعاون مع مشروع «تطوير التجارة وتنمية الصادرات فى مصر»، الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إن هذه الورشة تأتى فى إطار توفير رؤية مستقبلية حول سبل إحراز التقدم المأمول فى مسار تطوير منظومة العمل الجمركى وتطوير الشراكات مع شركات الشحن السريع لتأمين حصول مصلحة الجمارك على المعلومات المسبقة للشحنات، بما يسهم فى تيسير حركة التجارة ودعم تطوير منظومة المخاطر الحالية.
وكشف أن مصلحة الجمارك تعمل على تطبيق أفضل الممارسات الدولية فى مجال التجارة الإلكترونية، وآليات إدارة المخاطر الجمركية، وتيسير تبادل البيانات بشكل مسبق مع شركات «الشحن السريع» بما يسهم فى المعالجة السريعة للبيانات الجمركية مع تحديد مواطن الخطر لكل عنصر من عناصر العملية الاستيرادية، موضحاً أن المصلحة تعمل على الارتقاء بجودة الخدمات الجمركية فى مصر بما يتسق مع المتغيرات الاقتصادية المحلية والإقليمية والعالمية، من خلال استدامة تحديث استراتيجية العمل الجمركى، على نحو يلبى متطلبات التعامل مع التحديات والمستجدات، مع مراعاة أن يتزامن ذلك مع تطوير وميكنة المنظومة الجمركية، وتوفير الغطاء التشريعى الملائم، وتنمية القدرات البشرية، وتعزيز التعاون مع كل أطراف العملية الجمركية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التجارة الإلكترونية البنية التحتية الرقمية الاقتصاد الرقمى الغرفة التجارية التجارة الإلکترونیة مصلحة الجمارک حرکة التجارة داخل مصر تعمل على من خلال یسهم فى فى مصر
إقرأ أيضاً:
رغم انتهاء الجائحة.. الجدل والتشكيك في لقاحات كورونا ما زالا مستمرين
ترافقت جائحة كوفيد - 19 مع تفشٍ لـ"وباء معلومات"، وشكّلت الأزمة الصحية منبرًا لا مثيل له لشبكات التضليل، إذ أتاحت للمشككين في اللقاحات فرصة للبروز واكتساب شعبية لا تزال بعض الشخصيات تعيش عليها إلى اليوم، رغم مرور 5 سنوات.
من الكلام عن آثار جانبية خطرة إلى الادعاءات بشأن عدم خضوع اللقاحات إلى أي اختبارات مطلقًا، لم ينتظر مناهضو التطعيم حتى عام 2020 لنشر معلومات كاذبة عن اللقاحات.
لكن ظهور فيروس كورونا كان يمثل عاملًا مسرعًا ساعد في تحويل حركة كانت محصورة بفئات معينة إلى قوة أكثر نفوذًا، وفق دراسة نشرت نتائجها مجلة "ذي لانست" في عام 2023.
قد أعطت الجائحة للمشككين في اللقاحات فرصة لتغيير استراتيجيتهم، إذ كانت مواقفهم في السابق تستهدف الأهل، نظرًا إلى أن الأطفال يتلقون أكبر عدد من الحقن، لكنهم أصبحوا يعتمدون خطابًا أكثر تشعبًا يستهدفون فيه جمهورًا أوسع بكثير.
وتوضح رومي سوفير، المحاضر في علم الاجتماع والمتخصصة في المعتقدات الطبية، أنه "خلال هذه الفترة، لاحظنا مجموعات عادة ما كانت مغلقة بشكل جيد تتجه نحو معارضة التطعيم".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الجدل والتشكيك في لقاحات كورونا ما زالا مستمرين - اليوم (أرشيفية)
إلى جانب نظريات المؤامرة المعتادة، نشر معتنقو مبادئ الطب البديل وشخصيات سياسية، وحتى عاملون في المجال الطبي سلسلة واسعة من التصريحات الكاذبة، أو التي لا أساس لها من الصحة بشأن اللقاحات أو الفيروس نفسه.
معارضة الإجماع العلمي
أثارت المناقشات الدائرة عن فاعلية الهيدروكسي كلوروكين كعلاج لكوفيد - 19، والتي روج لها ديدييه راؤول، الذي جرى إبطال دراسته التأسيسية أخيرًا - قلق جزء من السكان.
ومثله، برزت شخصيات أخرى لها رصيد علمي أو طبي من خلال معارضة الإجماع العلمي.
ويشير جيريمي ورد، الباحث في المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية والمؤلف المشارك لتقرير واسع النطاق عن التطعيم في فرنسا منذ عام 2020، إلى أنه "وراء هؤلاء الأطباء المنتشرين إعلاميًا والمتطرفين في بعض الأحيان، هناك قضايا أوسع تتعلق بالثقة في السلطات الصحية".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الجدل والتشكيك في لقاحات كورونا ما زالا مستمرين - اليوم (أرشيفية)
يقول الباحث في علم النفس الصحي جوسلان رود، إنه إلى جانب المخاوف الصحية، فإن "هذه الحركة تتمحور بشكل أساسي حول الدفاع عن الحريات الفردية".
ويتجلى ذلك من خلال المظاهرات الكثيرة في مختلف أنحاء العالم ضد القيود المتخذة لمكافحة الوباء والتطعيم الإجباري.
وسمحت الجائحة للحركة المناهضة للقاحات بمواصلة تقاربها مع اليمين المحافظ، ما حمل نشطاءها في بعض الأحيان إلى أعلى مستويات السلطة السياسية، ويظل روبرت كينيدي جونيور أفضل مثال على ذلك.
فقد رُشح هذا المحامي البيئي السابق، وابن شقيق الرئيس الأمريكي جون كينيدي، من جانب دونالد ترامب لتولي وزارة الصحة الأمريكية.
ويشكل ذلك انتصارًا واعترافًا بمعارضي التطعيم الذين كان روبرت كينيدي جونيور يسير بجانبهم خلال المظاهرات، كما كان يؤكد على سبيل المثال أن كوفيد - 19 هو فيروس "مستهدف عرقيًا".
نشر أخبار مزيفة خلال الجائحةبحسب "مركز مكافحة الكراهية الرقمية" (CCDH)، وهي منظمة غير حكومية تحارب التضليل عبر الإنترنت، فإن كينيدي ومنظمته المناهضة للقاحات "تشيلدرنز هلث ديفنس" ("Children's Health Defense") التي انسحب منها مؤقتًا، كانت من بين أكبر 12 ناشرًا للأخبار المزيفة خلال الجائحة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الجدل والتشكيك في لقاحات كورونا ما زالا مستمرين - اليوم (أرشيفية)
ويوضح رئيس قسم الأبحاث في المركز كالوم هود أن روبرت كينيدي جونيور كان يدير أحد أسرع الحسابات المناهضة للقاحات نموًا خلال الجائحة.
وقال: نحن نتحدث عن جمهور من مئات الآلاف أو الملايين من الأشخاص، هذا موقف قوي جدًا لبناء قاعدة من المتابعين لدعم طموحاته السياسية.
خلال الجائحة، كانت وسائل التواصل الاجتماعي بالفعل "رأس الحربة لمحاولات نشر معلومات مضللة عن اللقاحات"، على ما يلاحظ نويل تي بروير، الأستاذ في كلية الصحة العامة بجامعة نورث كارولينا، وأحد معدي الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "ذي لانست".
ولكن من الصعب تحليل العواقب على الصحة العامة.
ويقول جوسلان رود: "يعتقد بعض الباحثين أن التعرض المتكرر للمعلومات المضللة قد يدفع الناس إلى الامتناع عن تلقي التطعيم، في حين يعتقد آخرون أن آثار هذا التعرض محدودة نسبيًا، لأنه يسمح لهم فقط بتبرير التردد القائم أصلًا لديهم قبل التطعيم".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الجدل والتشكيك في لقاحات كورونا ما زالا مستمرين - اليوم (أرشيفية)
اليوم، فقدت الحركة بعض زخمها مع تراجع الاهتمام بكوفيد - 19، لكن أولئك الذين اكتسبوا شهرة من خلال نشر المعلومات المضللة خلال الجائحة تعلموا كيفية تجديد أنفسهم.
ويوضح لوران كوردونييه، عالم الاجتماع ومدير الأبحاث في مؤسسة ديكارت، أن "هذه هي الحسابات نفسها التي تشارك الآن محتوى يؤيد روسيا أو يشكك في تغير المناخ".
ويضيف الباحث: "هناك جانب استراتيجي، ولكن هناك أيضًا تماسك حقيقي في التعامل مع هذه الموضوعات المختلفة التي لا يبدو أن هناك أي رابط بينها، وقوة الدفع هنا هي النظام المضاد".