الجارديان: شهادات بوجود انتهاكات واسعة النطاق ضد الفلسطينيين في معسكر اعتقال إسرائيلي
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الخميس، أن الأسرى الفلسطينيين يتعرضون للضرب أو الإبقاء عليهم مكبلين في أسرة المستشفيات أو إجبارهم على الوقوف لساعات، وفقا لشاهدات من مصادر عملت في معسكر اعتقال إسرائيلي.
ونقلت الصحيفة على موقعها الإلتروني عن اثنين من المصادر عملا في الموقع أن الأسرى المحتجزين في معسكر اعتقال إسرائيلي في صحراء النقب يتعرضون إلى انتهاكات جسدية وعقلية واسعة النطاق، حيث تم الإبلاغ عن حالة واحدة على الأقل لرجل بتر طرفه نتيجة لإصابات أصيب بها من تكبيل يديه المستمر.
ووصفت المصادر المعاملة المروعة للأسرى في معسكر سدي تيمان الإسرائيلي، الذي يحتجز فيه فلسطينيون من غزة ومن يشتبه في أنهم عناصر من حماس، بما في ذلك الأسرى الذين يتم تقييدهم بشكل منتظم في أسرة المستشفيات ومعصوبي الأعين وإجبارهم على ارتداء الحفاضات.
ووفقا للمصدرين، فإن المنشأة، التي تقع على بعد حوالي 29 كيلومتر من حدود غزة، تتكون من قسمين متميزين: منطقة سياج حيث يجري فيها احتجاز ما يصل إلى 200 معتقل فلسطيني من غزة تحت قيود جسدية شديدة داخل أقفاص، ومستشفى ميداني، حيث يتم احتجاز العشرات من السجناء، ويجري تقييد أيدي المرضى الذين يعانون من إصابات الحرب في أسرتهم، وغالبا ما يتم حرمانهم من الحصول على مسكنات الألم.
وقال أحد المصادر، الذي عمل في المنشأة كحارس للسجن، إن المعتقلين أجبروا على الوقوف لساعات، أو الجلوس على ركبهم، وأضاف المصدر، الذي تحدث عن خطر أن يتعرض لأعمال انتقامية، إن العديد من المعتقلين تعرضوا للضرب بالهراوات ولم يتمكنوا من تحريك رؤوسهم أو التحدث في المنشأة.
وتابع "السجناء محتجزون في ما يشبه الأقفاص، وجميعهم معصوبي الأعين ومقيدوي الأيدي، وإذا تحدث شخص ما أو تحرك، يتم إسكاته على الفور أو يجبر على الوقوف ويداه مرفوعتان فوق رأسه ومقيد اليدين لمدة تصل إلى ساعة واحدة، وفي حال إذا لم يتمكنوا من رفع أيديهم، يقوم الجنود بربط الأصفاد بقضبان القفص، وكان العديد من المعتقلين مصابين بجروح ملتهبة ولا يجري علاجها كما يجب".
وأضاف: "الأرضية قذرة للغاية، ورائحتها كريهة لدرجة أننا اضطررنا إلى ارتداء أقنعة الوجه، كنت تسمع أحيانا صوت الضرب والصراخ، وصوت ضرب كما لو كان على جدار معدني، وبعض الأسرى الفلسطينيين كانوا يعانون من سوء تغذية، حيث يحصل الأسرى على خيارة واحدة وبضع شرائح من الخبز وكوب من الجبن".
وقال المصدر إن الجيش ليس لديه دليل على أن جميع الأسرى هم أعضاء في حماس، حيث تساءل بعض السجناء مرارا وتكرارا عن سبب وجودهم هناك، وجرى اعتبار معظمهم أنهم مشتبه بهم وتم إطلاق سراح بعضهم، لكن لم يتم توجيه اتهامات رسمية إليهم، لقد كان المكان بمثابة معسكر فرز، واحتجاز مؤقت.
وبحسب تقرير منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، الذي طالب بإغلاق المعسكر، فإنه، منذ بداية الحرب، تم تصنيف جميع سكان غزة المحتجزين على أنهم (مقاتلون غير شرعيين)، وهو تصنيف يحرمهم من أن يصنفوا كأسرى حرب، وهذا الوضع، يمكن إسرائيل من حظر زيارات المحامين لفترات طويلة، مما يؤدي إلى الافتقار إلى الرقابة الحاسمة خلال فترة تتزايد فيها مخاطر ظروف السجن القاسية والتعذيب.
ووفقا للمعلومات التي تم الحصول عليها من مصلحة السجون الإسرائيلية، قامت اعتبارا من مطلع إبريل بتصنيف 849 شخصا مصنفين على أنهم "مقاتلون غير شرعيين" محتجزون لدى المصلحة.
ووصف المصدر المستشفى الميداني داخل المعتقل بأنه عبارة عن خيام مع غرفة طوارئ، حيث يجري إجراء العمليات الجراحية للمرضى على نقالات لعدم وجود طاولة عمليات، وكان المرضى مقيدين إلى الأسرة، وكانوا جميعا يرتدون الحفاضات وكانت أعينهم معصوبة.
وادعى المصدر أنه تم إبلاغه " أن بعض المرضى تم إحضارهم من مستشفيات في غزة، وأن هؤلاء هم المرضى الذين أسرهم الجيش الإسرائيلي أثناء علاجهم في مستشفيات غزة وتم إحضارهم إلى هذا المكان، وكانت أطرافهم وجروحهم ملتهبة، وكانوا يئنون من الألم"، وقال إنه علم في إحدى الحالات تم بتر يد أحد المعتقلين لأن معصميه أصيبا بالغرغرينا بسبب الجروح الناتجة عن تكبيله.
وقدم تقرير أطباء من أجل حقوق الإنسان تفاصيل حالة عز الدين البنا، وهو من سكان غزة يبلغ من العمر 34 عاما، وكان يستخدم كرسي متحرك قبل اعتقاله، والذي توفي في مركز طبي آخر في فبراير الماضي بعد نقله من سدي تيمان لتلقي العلاج، وذكر سجناء آخرون أنه ظل يشكو من الألم لعدة أيام ولم يستجب له أحد ولم يحصل على العلاج المناسب.
وقد تم تأكيد تصريحات حارس السجن من قبل مصدر آخر تحدث إلى صحيفة الجارديان وكان جزءا من الطاقم الطبي العامل في المستشفى الميداني في سدي تيمان، وقال "كان هناك نحو 15 مريضا في المجمل، وكانوا جميعا مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، كانوا عراة ويرتدون حفاضات ومغطين بالبطانيات، وبدا أن معظمهم مصابون بإصابات حرب واضحة، وخضع بعضهم لعمليات بتر أطراف، وخضع آخرون لعمليات جراحية كبيرة في البطن أو الصدر. لقد كانوا عراة تقريباً باستثناء الحفاضات".
وأضاف عضو الطاقم الطبي: "أفهم أنه من الصعب علاج مريض متهم بارتكاب جرائم بشعة، لكنها الوظيفة التي اخترناها، وكأطباء يجب أن ندرك أن كل إنسان له الحق في الحصول على الرعاية الصحية المناسبة بغض النظر عن خلفياتهم".
وردا على هذه الادعاءات، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، "من بين المعتقلين المحتجزين في منشأة سدي تيمان، هناك نشطاء عسكريون ماهرون على مستوى عال جدا من الخطر، ويتم تكبيل أيدي المعتقلين وفقا لمستوى الخطر الذي يمثلونه وحالتهم الصحية، ويتم تنفيذ إجراءات روتينية بشأن تكبيل اليدين للتأكد من أن الأصفاد تتم بطريقة لا تؤذي المعتقلين، في وقت مبكر من الحرب وبعد ورود تقارير عن إصابات بسبب الأصفاد، تم تغيير نوع الأصفاد في المنشأة لتقليل الضرر المحتمل نتيجة للأصفاد قدر الإمكان".
وأضافت أنه يسمح للمحتجزين بالوصول بانتظام إلى المراحيض الموجودة في مجمع السجن، وأنه يجري استخدام الحفاضات فقط لأولئك الذين خضعوا لإجراءات طبية كانت حركتهم محدودة، وكان الهدف منها الحفاظ على نظافتهم.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه عامل المعتقلين "بطريقة لائقة وبعناية"، وإنه يجري مراجعة أي ادعاء يتعلق بسوء سلوك جنود الجيش الإسرائيلي والتعامل معه على هذا الأساس، وفي حالات معينة، تفتح الشرطة العسكرية تحقيقات جنائية".
اقرأ أيضاًأسامة الأزهري لـ يوسف زيدان: «منذ سنوات وأنت تطرح أفكارك على البسطاء.. فلماذا تريد حرمانهم من المناظرة؟»
استطلاع: 2 من بين كل 3 في الولايات المتحدة قلقون من تصاعد العنف السياسي بعد انتخابات ترامب ضد بايدن
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الفلسطينيين الجارديان انتهاكات الجیش الإسرائیلی سدی تیمان فی معسکر
إقرأ أيضاً:
والدة أسير إسرائيلي لترامب: لا أثق في نتنياهو ليعيد ابني من غزة
#سواليف
طالبت #والدة_أسير_إسرائيلي في #غزة الرئيسَ الأميركي دونالد #ترامب بالتدخل لإعادة ابنها، مؤكدة عدم ثقتها برئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو الذي يواجه اتهامات بمحاولة #عرقلة_المرحلة_الثانية من #صفقة_التبادل.
وقالت والدة الأسير -اليوم الثلاثاء- إنها “تثق بترامب” لإعادة #الأسرى من #غزة. كما اتهمت من سمتهم المتطرفين في حكومة نتنياهو بمحاولة تخريب الصفقة، مشيرة إلى أنهم يسعون لاستئناف الحرب على حساب حياة الأسرى.
يأتي ذلك بينما يوجد رئيس الوزراء الإسرائيلي في واشنطن للقاء الرئيس الأميركي، في زيارة رسمية من المتوقع أن تستمر حتى الخميس المقبل.
مقالات ذات صلة مراقبون: عملية “تياسير” اختبار لفشل عملية “السور الحديدي” 2025/02/04العائلات تطالب بتنفيذ الاتفاق
وتأمل عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية أن يفضي اجتماع نتنياهو ترامب، بالبيت الأبيض، إلى مواصلة تطبيق اتفاق تبادل الأسرى.
وخلال اجتماع نتنياهو مع ترامب، أعلنت هذه العائلات -عبر منصة “إكس”- عن تنظيم وقفات قبالة مقر السفارة الأميركية للمطالبة بمواصلة تطبيق الاتفاق.
وتريد عائلات الأسرى الإسرائيليين أن تستمر الحكومة في تطبيق الاتفاق حتى إعادة جميع الأسرى من قطاع غزة.
وتخشى هذه العائلات من اكتفاء نتنياهو بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق وعدم تنفيذ المرحلتين الثانية والثانية، وهو ما يعني عدم عودة عشرات الأسرى الأحياء والأموات.
ومؤخراً، لوح وزير المالية زعيم حزب “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش بإسقاط الحكومة في حال عدم استئناف الحرب على غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد نحو 16 شهرا من حرب الإبادة الإسرائيلية للشعب الفلسطيني بالقطاع.
لم يسمح لهم بمرافقته
رفض نتنياهو طلب ذوي أسرى إسرائيليين بالسفر على متن طائرته إلى واشنطن، من أجل الدفع بقضية إطلاق سراح أبنائهم.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن عائلات أسرى طلبت السفر على متن طائرة نتنياهو، إلا أن مكتب الأخير أبلغهم أنها “رحلة عمل” تجمعه بالرئيس الأميركي، وليست بعثة مخصصة لمناقشة قضية التفاوض بشأن “المحتجزين” ولذلك لن يُسمح لهم بذلك.
كما أشارت إلى أن أفراد عائلات الأسرى حاولوا السفر بشكل مستقل حيث تمكن البعض من العثور على رحلات في اللحظات الأخيرة وسافروا بالفعل، بينما لا يزال آخرون يحاولون إيجاد رحلات متاحة.
وفي 19 يناير/كانون الثاني المنصرم، بدأ سريان اتفاق وقف النار وتبادل أسرى من 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم في الأولى التفاوض لبدء كل من الثانية والثالثة، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وتشمل المرحلة الأولى من ذلك الاتفاق تسليم الأسرى المدنيين والمجندات الإسرائيليات، والثانية الجنود، والثالثة جثث الأسرى.
وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل -بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025- إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية العالمية.