مدبولي: مصر تتمتع بإمكانات هائلة وواعدة في مجال إنتاج الطاقة المتجددة بأسعار تنافسية
تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الأربعاء، النسخة الرابعة من المائدة المستديرة حول صناعة الهيدروجين الأخضر في مصر، والتي أقيمت بمدينة العلمين الجديدة، وذلك بحضور الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ووليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وأيمن سليمان، المدير التنفيذي لـ«صندوق مصر السيادي».
أخبار متعلقة
خلال اجتماع الحكومة.. رئيس الوزراء يستعرض الرسائل المُهمة بكلمة الرئيس بالقمة الروسية ـ الأفريقية الثانية
رئيس الوزراء: الدولة تعمل جاهدة لتوفير سبل الدعم لأبنائها بالخارج
رئيس الوزراء يُلقي الكلمة الافتتاحية لمؤتمر المصريين في الخارج
حضرت المائدة المستديرة هايكه هارمجارت، المديرة التنفيذية لجنوب وشرق المتوسط بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وعدد من ممثلي كبريات الشركات العاملة في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة المحلية والعالمية.
وفي كلمته خلال المائدة المستديرة، قال رئيس الوزراء إن مصر اتخذت إجراءات مهمة جعلتها تحتل مكانة تنافسية في قطاع الهيدروجين الأخضر؛ بفضل توافر الإرادة السياسية للانتقال إلى الاقتصاد الأخضر على النحو المُبين في «رؤية مصر 2030».
وتطرق رئيس الوزراء إلى الانتهاء من التحديث الثاني لخطة المساهمات المُحددة وطنيًا، التي تستهدف مصر من خلالها رفع نسبة إسهام الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 42% بحلول عام 2030 بدلًا من 2035.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن مصر تتمتع بإمكانات هائلة وواعدة في مجال إنتاج الطاقة المتجددة بأسعار تنافسية، موضحًا في هذا الصدد أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تُعدان من المكونات الرئيسة لصناعة الهيدروجين الأخضر.
وقال مدبولي: إن القرب الجغرافي بين مصر وأوروبا يعد أمرًا مُهمًا للغاية، لاسيما مع توقعات زيادة اعتماد القارة الأوروبية على الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر خلال المستقبل القريب، مؤكدًا في هذا السياق أن مصر تمتلك البنية التحتية اللازمة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومن ثم تصديره إلى أوروبا.
وأضاف أنه يوجد ارتفاع في الطلب المحلي على استخدام الهيدروجين الأخضر في القطاعات الصناعية كثيفة استهلاك الطاقة، كما أوضح رئيس الوزراء أن قناة السويس، التي تعد أهم ممر مائي في العالم، يعبرها نحو 15% من التجارة البحرية العالمية سنويًا، ما يُعد فرصة مهمة لتقديم خدمات تزويد السفن المارة بالقناة بالوقود الأخضر.
وانتقل مدبولى بعد ذلك -خلال حديثه بالمائدة المستديرة التي عُقدت اليوم بحضور ممثلي عدد من الشركات العالمية المُطورة للهيدروجين الأخضر- إلى الحديث عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لتهيئة بيئة عمل جاذبة لهذا القطاع المُهم، مؤكدًا أن «مصر تتعامل بمنتهى الجدية فيما يتعلق بملف الاستثمار في مجال الهيدروجين الأخضر، ومن أجل ذلك اتخذت مؤخرًا العديد من الإجراءات المُهمة لجذب المزيد من هذه الاستثمارات».
وأوضح أن هذه الإجراءات تمثلت في صياغة «استراتيجية الهيدروجين الأخضر»، وكذلك الموافقة على نظام الحوافز التنظيمية والمالية على مستوى الصناعة لجذب الشركات العالمية، مضيفًا: كما نسابق الزمن من أجل إعداد مسودة القانون الذي من المُقرر أن يتضمن جميع الحوافز التي ستُمنح لمطوري الهيدروجين الأخضر.
وتابع الدكتور مصطفى مدبولي: كما تشمل الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية أيضًا إنشاء مركز رئيسي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في العين السخنة وشرق بورسعيد.
وأضاف رئيس الوزراء: هناك جهات حكومية بعينها هي المسئولة عن ملف الهيدروجين الأخضر، وهي: وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، ووزارة البترول والثروة المعدنية، ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، و«صندوق مصر السيادي»، والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومؤخرًا شكّلْتُ وحدة تحت إشرافي مباشرة لتتولى إدارة ملف الهيدروجين الأخضر بالكامل.
وتابع: نجحنا في توقيع ما يزيد على 20 مذكرة تفاهم مع كبريات الشركات المطورة للهيدروجين الأخضر، كما استطعنا تطوير نحو 10 من هذه الشراكات إلى مستوى الاتفاقيات الإطارية لتنفيذ استثمارات بقيمة نحو 83 مليار دولار، لإنتاج 15 مليون طن سنويًا من الأمونيا الخضراء والميثان الاخضر المُصنّع.
وأوضح أن مصر حريصة للغاية على تعزيز الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، وهو أحد أهم الأولويات بالنسبة لنا، مضيفًا: قابلت العديد من المستثمرين، ومستعد لمقابلة المزيد من الشركات الراغبة بالاستثمار، واتطلع إلى الخروج من هذه المائدة المستديرة بتوصيات مجدية تخدم توجهات الحكومة للمضي قدمًا نحو تطوير هذه الصناعة المهمة للغاية بالنسبة لنا.
الدكتور مصطفى مدبولي الهيدروجين الأخضر الطاقة النظيفةالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين الدكتور مصطفى مدبولي الهيدروجين الأخضر الطاقة النظيفة زي النهاردة الدکتور مصطفى مدبولی الهیدروجین الأخضر الطاقة المتجددة رئیس الوزراء فی مجال من الم
إقرأ أيضاً:
ميناء الدقم وأول ممر تجاري لتصدير الهيدروجين المسال
يومًا بعد آخر تزداد الأهمية الاقتصادية للدقم في التاريخ الحديث، وإذا كنا قد شهدنا قبل عام افتتاح ميناء الدقم تحت الرعاية السامية لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- فإننا نشهد اليوم دورًا آخر للدقم من خلال اتفاقية التطوير المشترك لإنشاء أول ممر تجاري في العالم لتصدير الهيدروجين المسال يربط بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا وجمهورية ألمانيا الاتحادية.
الاتفاقية التي تم توقيعها الأسبوع الماضي في إطار زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى مملكة هولندا تعد واحدة من الاتفاقيات التي ترسّخ دور سلطنة عُمان في قيادة مشروعات الهيدروجين الأخضر عالميًّا، كما أنها تؤكد الأهمية التي اكتسبتها الدقم خلال السنوات الماضية منذ إنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في عام 2011 لتكون مشروعًا حيويًّا يستهدف تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق التنويع الاقتصادي واستحداث مناطق نمو جديدة.
يقع ميناء الدقم في موقع استراتيجي على طرق التجارة العالمية يتيح له سهولة الربط مع الأسواق الدولية في آسيا وإفريقيا وأوروبا، ولعل هذا الموقع هو سر نجاح الميناء في تحقيق العديد من التطلعات والخطط الاقتصادية والتنموية، ولعله من المهم الإشارة إلى أن قيمة البضائع الصادرة والواردة وإعادة التصدير عبر الميناء تجاوزت العام الماضي 2.2 مليار ريال عُماني، وإذا كان موقع ميناء الدقم قد أتاح له تعزيز التجارة الخارجية لسلطنة عُمان خلال الفترة الماضية سواء عبر الرصيف النفطي حيث يتم تصدير المنتجات النفطية أو عبر الرصيف التجاري حيث يتم تصدير واستيراد البضائع العامة والحاويات فإنه من المتوقع أن يكون للميناء دور أكبر خلال المرحلة المقبلة ليكون نقطة رئيسة لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا.
تشير التقارير الصحفية التي نُشرت عند توقيع الاتفاقية إلى أن الممر عند اكتمال تطويره سيفتح «خط تصدير مباشر للهيدروجين المسال المتوافق مع معايير الاتحاد الأوروبي للوقود المتجدد من ميناء الدقم إلى ميناء أمستردام ومنه إلى مراكز لوجستية استراتيجية في ألمانيا تشمل ميناء دويسبورج، ليتم منها تصديره إلى أسواق أوروبية أخرى»، وهو ما يجعل هذا الممر حيويًّا للاقتصاد العُماني ومن المتوقع أن تكون لمشروعات الهيدروجين الأخضر التي يتم تنفيذها في سلطنة عُمان دورٌ مستقبليٌّ في زيادة الإيرادات الحكومية وتقليل الاعتماد على النفط والغاز بالإضافة إلى دور هذه المشروعات في تقليل الانبعاثات الكربونية وصولًا إلى تحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050.
يتيح إنشاء ممر الهيدروجين الأخضر أيضًا استقطاب المزيد من مشروعات الهيدروجين الأخضر إلى سلطنة عُمان، وكما نعلم شهدت السنوات الماضية توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لإنشاء مشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، ومع إنشاء ممر الهيدروجين الأخضر انطلاقًا من ميناء الدقم فإنه من المتوقع أن نشهد خلال السنوات المقبلة إقبالًا أكثر على الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر خاصة أن الاتفاقية التي تم توقيعها في هولندا الأسبوع الماضي أكدت التزام 11 جهة من القطاعين العام والخاص من سلطنة عُمان ومملكة هولندا وجمهورية ألمانيا الاتحادية بالعمل على نجاح هذا الممر العالمي.
محليًّا ستتولى شركة هيدروجين عُمان المعروفة اختصارًا بـ«هايدروم» مسؤولية مواءمة الإنتاج مع الخطط الوطنية وضمان تكامل المشروع مع البنية الأساسية والاستراتيجية الشاملة للقطاع، فيما ستعمل مجموعة أوكيو على تطوير محطة الهيدروجين المسال والمنشآت المرتبطة بها؛ بما في ذلك مرافق التخزين والتصدير.
وبالإضافة إلى الالتزام الدولي لنجاح ممر الهيدروجين الأخضر ومساهمة كل من هايدروم ومجموعة أوكيو وميناء الدقم في ذلك؛ فإن الدقم تتميز بإمكانيات عالية لنجاح مشروعات الهيدروجين الأخضر من خلال توفر إمكانات الطاقة المتجددة سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح التي سيتم استخدامها لتوليد الطاقة الكهربائية لمشروعات الهيدروجين الأخضر.
وهناك إشارة أخرى إلى المستقبل الواعد لقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان فقد أعلنت مجموعة أكمي مطلع الأسبوع الجاري عن حصولها على الدفعة الأولى من تمويلٍ بقيمة 540 مليون دولار أمريكي لمشروع الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بدأت الشركة بتنفيذه في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم باستثمار يبلغ 750 مليون دولار أمريكي.
ما أشرنا إليه في هذا المقال هو واحد من النجاحات التي تحققها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ونتطلع إلى أن نشهد اليوم الذي يبدأ فيه الهيدروجين المسال رحلة التصدير عبر ميناء الدقم، ولدينا الثقة في أن يكون هذا اليومُ قريبًا جدًا.