مظاهرة طلابية بنيويورك تندد بـتآمر السلطات مع أثرياء أميركيين
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
انطلقت اليوم مظاهرة كبيرة يقودها طلبة في مدينة نيويورك، للتعبير عن احتجاجهم ورفضهم لما اعتبروه تآمرا بين عمدة نيويورك إيريك آدامز ورئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق مع أثرياء أميركيين، لفض اعتصام جامعة كولومبيا وجامعات أخرى في المدينة، حسب بيان إعلامي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه.
وأكد الفريق الإعلامي للطلبة -في البيان- أن مشاركة محققين خاصين يعد تدخلا غير مقبول في حياة الحرم الجامعي، مشيرين إلى أنهم غاضبون من التجاهل الصارخ لحقهم في الاحتجاج على الإبادة الجماعية في غزة.
وقد كشفت صحيفة واشنطن بوست -في وقت سابق- عن قيام مجموعة من أثرياء أميركا، منهم مؤسس ستاربكس، بإنشاء مجموعة على واتساب للنقاش حول المظاهرات الطلابية في الجامعات الأميركية.
وذكر الكاتبان هانا ناتانسون وإيمانويل فيلتون -في تقريرهما المطول الذي نشرته الصحيفة- أن مديري الأعمال، بما في ذلك مؤسس شركة "كايند" للوجبات الخفيفة دانييل لوبيتزكي، ومدير صندوق التحوط الملياردير دانييل لوب، والملياردير لين بلافاتنيك، والمستثمر العقاري جوزيف سيت أجروا مكالمة فيديو عبر تطبيق "زوم" يوم 26 أبريل/نيسان الماضي مع عمدة المدينة، بعد نحو أسبوع من إرساله شرطة نيويورك لأول مرة إلى حرم جامعة كولومبيا.
وخلال المحادثة، ناقش بعض الحضور إمكانية تقديم تبرعات سياسية لآدامز، وكيف يمكن لأفراد المجموعة المساهمة في فرض الضغط على رئيسة جامعة كولومبيا وأمنائها للسماح لرئيس البلدية بإرسال الشرطة إلى الحرم الجامعي لفض الاعتصامات، حسبما جاء في رسائل الدردشة الملخصة.
كما نقل الكاتبان عن أحد أعضاء مجموعة الدردشة أنه تبرع بمبلغ 2100 دولار-وهو الحد الأقصى القانوني- لآدامز في ذلك الشهر، كما عرض بعض الأعضاء دفع أموال لمحققين خاصين لمساعدة شرطة نيويورك على التعامل مع الاحتجاجات.
وتأتي هذه المظاهرة بعد أسبوع تقريبا من المظاهرة التي انطلقت لإحياء ذكرى النكبة الـ76، التي أشار لها البيان الإعلامي -الذي اطلعت عليه الجزيرة نت- بأن شرطة نيويورك قد واجهت المتظاهرين بعنف شديد، واعتقلت عشرات منهم.
وصرحت فاطمة محمد للجزيرة نت، وهي إحدى المشاركات باستمرار في مظاهرات مدينة نيويورك، بأنهم لم يشهدوا هذا الكم من العنف تجاه المتظاهرين السلميين، إذ وضعتهم الشرطة على الأرض وبدؤوا بضربهم بمقابض أيديهم على وجوههم بعنف.
ونزعوا أيضا الحجاب عن كثير من المتظاهرات، ورشوا رذاذ الفلفل بصورة عشوائية، وقاموا حتى بضرب العائلات المشاركة.
وأضاف أحد المنظمين للمظاهرات، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن كل هذه المعطيات تشير إلى أن هذا المستوى من العنف غير المبرر لا يقود إلا لنتيجة واحدة، وهي أن عمدة نيويورك، وشرطة نيويورك، يأتمرون بأوامر أولئك الأثرياء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جامعة کولومبیا
إقرأ أيضاً:
مقاطعة كولومبيا.. الاستثناء الفيدرالي للعاصمة
أكرم ألفي (القاهرة)
أخبار ذات صلة ولاية ديلاوير.. الإعلام يبحث عن نتائج انتخابات الكونجرس! ولاية ماساتشوستس.. الديموجرافية وغروب شمس التأثير انتخابات الرئاسة الأميركية تابع التغطية كاملة«هنا مقاطعة كولومبيا، هنا العاصمة واشنطن، هنا الاستثناء الأميركي»، سكان العاصمة يذهبون للتصويت في الانتخابات الرئاسية ليعلنوا وجودهم ووحدة البلاد، فأصواتهم الـ3 في المجمع الانتخابي هي التعبير الوحيد عن سيادة الحكومة الفيدرالية سياسياً، حيث إن المقاطعة هي المنطقة الفيدرالية الوحيدة في الولايات المتحدة.
إن سكان العاصمة وعددهم 690 ألف نسمة يتمتعون بامتياز خاص في الانتخابات الرئاسية منذ 1964 بحصولهم على تمثيل في المجمع الانتخابي، فمقاطعة كولمبيا قديماً كانت جزءاً من ولاية ميريلاند حتى 1791، حيث تنازلت الولاية عن المقاطعة للحكومة الفيدرالية لتصبح عاصمة البلاد، ووفقاً لتعديل الدستور الأميركي أصبحت المقاطعة التي تضم العاصمة تابعة مباشرة للحكومة الفيدرالية ويحكمها الكونجرس.
أصوات العاصمة الـ3 ستذهب لا محالة للمرشحة الديمقراطية، حيث إن نحو 92% من الناخبين في واشنطن يعتزمون التصويت لكامالا هاريس، فالعاصمة منذ أن أصبح لها حق التصويت في الانتخابات الرئاسية، وهي تؤيد المرشح الديمقراطي بنسبة تتجاوز 75% من الأصوات، فالبيروقراطية تحب الديمقراطيين الذين يستهدفون زيادة الإنفاق الحكومي على المؤسسات الفيدرالية وفي قلبها مؤسسات المقاطعة الفيدرالية الوحيدة في البلاد.
إن سكان العاصمة أكثريتهم من أصحاب الأصول الأفريقية بنسبة 41%، فيما لا تزيد نسبة البيض عن 39%%، ويأتي اللاتينيون «الهسبانيك» في المرتبة الثالثة بنسبة 11% وهناك 5% من الآسيويين، وهذه الكتلة السكانية «البيروقراطية» تفتقر إلى التمثيل في مجلس الشيوخ أو مجلس النواب، ويقتصر تمثيلهم على مندوب ليس له حق التصويت في مجلس النواب وعضو مجلس الشيوخ في الظل.
هكذا فإن سكان الـ10 أميال المربعة - بحسب الدستور الأميركي- هم سكان الدولة الأميركية الفيدرالية وليس سكان ولاية، هذا الوضع الخاص كان تعبيراً عن رغبة المؤسسين الأوائل للولايات المتحدة في الحفاظ على الدولة الفيدرالية، فبعد أن كانت العاصمة في نيويورك أو فيلادلفيا، بحثوا عن منطقة محايدة، فكان اختيار مقاطعة كولومبيا التي تقع بين فيرجينيا وميريلاند لتصبح مقر البيت الأبيض والكونجرس، فهنا في واشنطن يلتقي الشمال بالجنوب «ميريلاند شمال- وفيرجينيا جنوب».
هذا البحث عن الاستثناء حرم سكان واشنطن من الكثير من الحقوق السياسية، فهذه المدينة التي تضم أكبر كفاءات البيروقراطية في العالم ليس لهم صوت انتخابي في الكونجرس وليس لهم الحق في إدارة مدينتهم، فالمدينة تحت حكم الكونجرس مباشرة.
في النهاية هنا واشنطن، هنا الاستثناء، هنا البيروقراطية التي تؤيد الحزب الديمقراطي وتمنح لمرشحه 3 أصوات في مشهد انتخابي وحيد لا يعرفه سكان العاصمة إلا كل 4 سنوات.