نيويورك تايمز: القصف الإسرائيلي المدمر لغزة أخرج العالم من سباته
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن القضية الفلسطينية التي كانت في سبات أصبحت الآن في محور اهتمام العواصم الغربية والعواصم الأخرى.
وذكرت الصحيفة الأمريكية - في سياق تقرير نشرته اليوم، الخميس، على موقعها الإلكتروني - أن الهجوم على إسرائيل والقصف الإسرائيلي المدمر لغزة رداً عليه، كان سبباً في إخراج العالم من سباته إزاء صراع استعصى حله، فنادراً ما ذكرت الإدارة الأمريكية الحالية إلى جانب القوى الأوروبية، نتيجة حل الدولتين في السنوات السابقة، معتقدة أنه يمكن حل القضية الفلسطينية في بعض التطبيع الأوسع في الشرق الأوسط للعلاقات مع إسرائيل، ولكن ثبت أن ذلك كان مجرد تفكير بالتمني.
وأشارت الصحيفة إلى أن اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بالدولة فلسطينية يعكس تزايد السخط تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى من جانب أصدقائه التقليديين ويشير إلى تزايد الضغوط الدولية عليه.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه ليس من المحتم أن تتخذ الدول الأوروبية الكبرى نفس الخطوة على الرغم من التصريح السابق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال فيه "إن مثل هذا الاعتراف ليس من المحرمات"، كما قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في فبراير الماضي "إن مثل هذا الاعتراف لا يمكن أن يأتي في بداية عملية مفاوضات إسرائيل مع القيادة الفلسطينية، ولكن ليس من الضروري أن ينتظر حتى نهاية العملية".
وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوات الصغيرة رغم أنها تتجاوز كل ما قالوه سابقًا، ولكنها أقل بكثير من الاعتراف بالدولة الفلسطينية نفسها، وأنه إذا توحدت أوروبا وانضمت دولها الكبرى إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتركت الولايات المتحدة معزولة في رفض مثل هذه الخطوة فسيكون لها تأثير أعظم، ولكن هذه المرحلة لا تزال بعيدة.
هل تعترف فرنسا بالدولة الفلسطينية؟وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني في بيان حول الاعتراف المحتمل بالدولة الفلسطينية: "يجب أن يكون هذا القرار مجدياً يسمح بخطوة حاسمة للأمام على المستوى السياسي، وفرنسا لا تعتبر أن الشروط قد استوفيت حتى الآن لكي يكون لهذا القرار تأثير حقيقي"، وهذا يشير إلى أن فرنسا سوف تنتظر وكذلك الحال بالنسبة لألمانيا، التي يأتي دعمها لإسرائيل في المرتبة الثانية بعد دعم الولايات المتحدة.
ولقد أوضح القرار الذي اتخذته أسبانيا والنرويج وأيرلندا أمراً واحداً وهو أنه لن تكون هناك وحدة أوروبية أو على الأقل توقيت متسق بشأن مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
أما الولايات المتحدة فتظل مصرة على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يأتي من خلال المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وإلا فإن مجرد الاعتراف لا يغير شيئا على أرض الواقع.
وأشار التقرير إلى أن الحياة العملية لنتنياهو مبنية إلى حد كبير على تجنب التوصل إلى اتفاق حل الدولتين، ويبدو من غير المرجح أن يتغير ذلك، ما لم تتمكن الولايات المتحدة بطريقة أو بأخرى من إلزام إسرائيل لفظياً بعملية تنتهي بحل الدولتين وإنهاء الحرب في غزة.
وأكد السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة إيتامار رابينوفيتش أن إنهاء حرب غزة سيؤدي حتماً إلى إجراء تحقيق رسمي في المسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر ومواجهة نتنياهو بتهم الاحتيال والفساد الموجهة إليه، وقال "بالنسبة لأي رئيس وزراء فإن العرض الأمريكي جذاب للغاية، ولكن لأسباب نتنياهو الشخصية فإنه يرفض أي دور فلسطيني مهم في حكم غزة في فترة ما بعد الحرب".
وقال زعماء الدول الأوروبية الثلاث التي اعترفت بفلسطين إنهم عازمون على إبقاء فكرة الدولتين حية، وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز "لن نسمح بتدمير إمكانية حل الدولتين بالقوة".
كانت تلك كلمات مؤثرة ويبدو من المحتمل أنه في وقت المعاناة الرهيبة فإن الاعتراف سيوفر دفعة معنوية للفلسطينيين الذين يسعون إلى حقهم في تقرير المصير، لكن الحقيقة أن أوروبا المنقسمة لم يكن لها أي نفوذ حقيقي على الصراع، فقد كانت لاعباً هامشياً منذ أن أسفرت محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في أوائل التسعينيات عن اتفاقيات أوسلو، والصوت الوحيد الذي قد تستمع إليه إسرائيل في الوقت الراهن هو الصوت الأمريكي.
وقال إيتامار رابينوفيتش "ليس للأوروبيين أي تأثير فعلي فالاعتراف بالدولة الفلسطينية هو أمر رمزي بحت ولا يغير شيئا، إذا أرسلوا 30 ألف جندي أوروبي إلى غزة لإنهاء الحرب فسيكون الأمر مختلفًا لكننا نعلم أنه إذا قُتل 10 منهم فسوف يغادرون جميعًا على الفور".
ويأتي هذا الاعتراف في أعقاب طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وفي الوقت الذي وصفت فيه الولايات المتحدة قرار المدعي العام بأنه "مخز"، قالت فرنسا إنها "تدعم المحكمة الجنائية الدولية واستقلالها ومكافحة الإفلات من العقاب في كل المواقف"، وهو ما يعتبر علامة أخرى محتملة على انقسام الحلفاء مع تفاقم الحرب.
ورداً على الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بمنع قواتها من ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية أو التحريض عليها.
وبعبارة أخرى، فإن الضغط على إسرائيل يتزايد وكذلك عزلتها، وفي الوقت الذي نجد فيه أن مصير نتنياهو السياسي والقضائي على المحك فإن قراره بإطالة أمد الحرب يأتي بثمن باهظ.
إحياء فكرة حل الدولتينواختتمت الصحيفة تقريرها بقولها إن الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني اللذين يتقاتلان من أجل نفس القطعة الضيقة من الأرض الواقعة بين البحر المتوسط ونهر الأردن يظلان يشكلان جوهر الصراع غير القابل للتصرف، فلن يرحل أي منهما إذ يعتقد كل منهما أن ادعاءه لا يمكن دحضه، والآن مع ظهور مواجهة إقليمية أوسع نطاقاً، فقد حدث تدافع لإحياء فكرة حل الدولتين على الرغم من أن الظروف الملائمة لتحقيقها تبدو أقل ملاءمة من أي وقت مضى.
ويشكل اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بالدولة الفلسطينية جزءا من هذا التدافع وجزء من السخط العالمي الذي قد يساهم في دفع الزخم إلى الأمام.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الولايات المتحدة القصف الإسرائيلي غزة الدولة الفلسطينية الاعتراف بالدولة الفلسطینیة الولایات المتحدة حل الدولتین
إقرأ أيضاً:
متحدث "فتح": الأراضي الفلسطينية ليست للبيع وغير قابلة للتفاوض أو التفريط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد المتحدث باسم حركة فتح إياد أبو زنيط، أن الأراضي الفلسطينية ليست للبيع وغير قابلة للتفاوض أو التفريط، مشيرا إلى أن هذه ثوابت فلسطينية وطنية لا يمكن لفصيل أو تنظيم أو أي أحد التنازل عنها يوما ما، ففلسطين وطن لجميع المقدسات الدينية المختلفة.
وقال أبو زنيط - في مداخلة لقناة (العربية) اليوم الاثنين - "إن الولايات المتحدة الأمريكية، تعتقد أن العالم عبارة عن شارع واحد، وتريد أن تجبر الدول على السير فيه وفقا لهواها، وهذا أمر مخالف للقواعد والقوانين والأعراف الدولية، التي ناضل الإنسان من أجلها لسنوات حتى استقر العالم بشكله الطبيعي".
وأضاف أنه إذا استمرت الإدارة الأمريكية في هذه التصريحات، سيدير العالم شؤونه بعيدا عنها؛ لأنها تعادي بذلك أغلب دول العالم وليس فلسطين فحسب، لافتا إلى أن هذه التصريحات تدل على أن حدود سيادة إسرائيل مزيفة ومدعية؛ لذلك فهي تحتاج إلى الولايات المتحدة حتى تشرعن سطوها على الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أنه لا يمكن أن تتصرف الولايات المتحدة وكأنها سيدة العالم، فالعالم له قوانينه ومصالحه وتحالفاته، لافتا إلى أن تلك التصريحات عبارة عن "أحلام" وتصريحات ترامب، إهداء لإسرائيل وإحلال كامل للاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، ومخطط خطير يهدد الأمن والسلم العالمي وليس فلسطين فقط، خاصة بعد تصريحاته عن كندا وبنما.
وأوضح المتحدث باسم حركة فتح، أن الدول التي أدانت التصريحات الأمريكية تتفق وتتسق مع الموقف الدولي الرافض لهذه التصريحات، وتستشعر خطرها علي الأمن العالمي برمته، لافتا إلى أن القمة العربية هي موقف يحدد رفض التهجير، كما أن البيان السداسي الصادر من القاهرة في وقت سابق، كان رافضا لموضوع التهجير قطعيا.
وأكد أن الرد على تلك التصريحات سيكون من خلال تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في أرضه والإغاثة السريعة للقطاع وإعادة ضبط العلاقة مع الولايات المتحدة بعد تلك التهديدات وإعادة ضبط العلاقة مع إسرائيل؛ لأن هذا الخطر يحيط بالدول العربية والإقليم والمنطقة.
وتابع أبو زنيط "إن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس ترامب تنطلق من مبدأ امتلاك القوة لتقسيم العالم" لافتا إلى أن الخطر سينعكس على الدول الأوروبية، والتي تتعرض لفرض رسوم على صادرتها وواردتها في محاولة من الولايات المتحدة للسيطرة على العالم، مشيرا إلى أن إسرائيل حصلت على كل الضمانات من سنوات طويلة، وحصلت على أكبر دعم في حربها الإبادية لقطاع غزة لمدة 470 يوما، واليوم تنقل إسرائيل الحرب إلى ساحة الضفة الغربية؛ لتخلق بيئة طاغية تتوافق مع مخططات التهجير.