ارتفاع الهجمات على العاملين فى الصحة والمستشفيات بنسبة 25% فى مناطق الصراع
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف تقرير جديد أن الهجمات على العاملين فى مجال الصحة والمستشفيات والعيادات فى مناطق النزاع قفزت بنسبة ٢٥٪ العام الماضى إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.
وسلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تقرير جديد صادر عن "تحالف حماية الصحة فى النزاعات" كشف عن تصاعد العنف ضد الطواقم الطبية خلال العام الماضي، حيث سُجِّلت أكثر من ٢٥٠٠ حادثة تتضمن قتل واختطاف العاملين فى المجال الطبي، واستهداف وتدمير المستشفيات فى مناطق مختلفة حول العالم، بما فيها غزة والسودان وأوكرانيا وميانمار.
وأشار التقرير إلى أن استمرار هذه الصراعات أدت إلى تصاعد الهجمات على المرافق الصحية بوتيرة متزايدة.
وأكد التحالف على ضرورة حماية المدنيين والعاملين فى القطاع الطبي، وضمان وصول الرعاية الصحية إلى المحتاجين دون تعرضها للتجاوزات والانتهاكات، فى ظل التحديات الجسيمة التى يواجهها العالم نتيجة الصراعات والحروب المستمرة.
كما سلط التقرير الضوء على الهجمات التى طالت مستشفيات الأطفال ومواقع حملات التحصين، مما يجعل السكان عُرضة لخطر الإصابة بالأمراض المعدية.
وحذر التقرير أيضًا من استخدام الطائرات بدون طيار المسلحة بأسلحة متفجرة لاستهداف المرافق الصحية، وهو أمر ينطوى على تصعيد خطير يهدد الحياة البشرية ويعرّض الرعاية الصحية وسلامة المرضى للخطر.
وطالب التحالف بإجراء محاكمات وطنية ودولية لمحاسبة مرتكبى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التى تتضمن هجمات على المرافق الصحية، والعاملين فى مجال الصحة، بالإضافة إلى الجرحى والمرضى. يأتى هذا فى ظل تزايد الانتهاكات المرتبطة بالقطاع الصحى وتدهور الأوضاع الإنسانية فى العديد من مناطق الصراع حول العالم".
ويتكون التحالف من أكثر من ٤٠ منظمة غير حكومية، وقد أصدر تقارير سنوية على مدى السنوات الـ ١١ الماضية. وحددت ٢٥٦٢ حادثة عنف أو عرقلة للرعاية الصحية فى النزاعات فى عام ٢٠٢٣.
وشملت هذه ٦٨٥ حالة تم فيها اعتقال أو اختطاف العاملين الصحيين - بما فى ذلك الأطباء والممرضات وسائقى سيارات الإسعاف، و٤٨٧ حالة قُتلوا فيها، وهو ما يقرب من ضعف العدد فى عام ٢٠٢٢.
وفى حالات أخرى، تضررت المرافق الصحية أو دمرت على يد القوات الحكومية والجماعات المسلحة غير الحكومية. وخلص التقرير إلى أن تلك المنشآت "تم احتلالها بشكل متزايد أو أعيد استخدامها لأغراض عسكرية"، فى انتهاك للقانون الإنساني.
وقال الباحثون إنه ينبغى اعتبار هذه الأرقام أقل من الواقع، لأنه من الصعب الحصول على معلومات من مناطق النزاع.
وحددوا ١١ دولة ومنطقة تأثرت فيها الخدمات الصحية للأطفال، بما فى ذلك قصف أو احتلال مستشفى النصر للأطفال فى مدينة غزة، ومركز جوانا أمل للأطفال المصابين بالسرطان فى الخرطوم، ومستشفى خيرسون الإقليمى للأطفال السريرى فى أوكرانيا.
وحذر التقرير من أن الصراعات الطويلة الأمد لها "آثار تراكمية ودائمة"، مما يترك نظامًا صحيًا فاعلًا قليلًا أو معدومًا حتى بعد انتهاء أعمال العنف.
قال ليونارد روبنشتاين، رئيس التحالف وأستاذ فى كلية جونز هوبكنز للصحة العامة، إن مستوى العنف الذى تعرض له العاملون فى مجال الرعاية الصحية والمرافق قد وصل إلى مستويات مروعة. وأضاف أن التقرير يوثق حالات استهداف متعمد للعمال، بالإضافة إلى أمثلة توضح تهور المقاتلين أو غياب اهتمامهم بالآثار البشرية لأفعالهم.
وأضاف أن الإفلات المستمر من العقاب لهذه الجرائم يعكس فشل الحكومات فى تطبيق قوانين حماية الرعاية الصحية، وهو ما يوحى بأنه لم يعد لها أى تأثير على المقاتلين".
وأكد على أن السمة الوحيدة المستمرة فى هذه الهجمات هى الإفلات من العقاب، حتى بعد التزامات دولية متكررة، مما يعكس الفشل فى محاسبة المسئولين وإصلاح الممارسات العسكرية.
وأضاف روبنشتاين: “إن التأثير على حصول السكان على الرعاية الصحية هائل فى أعقاب هذه الهجمات – ويستمر حتى مع تراجع الصراعات، وهو ما نراه فى تيغراي، إثيوبيا، فى اليمن – بسبب الدمار، أو الأضرار الشديدة. الأضرار التى لحقت بالنظام الصحي، ورحيل الكثير من العاملين فى مجال الصحة”.
وأشار إلى أن تصريحات الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، ومسئولين آخرين يدينون العنف تجاه الرعاية الصحية يمكن أن تكون "أساسًا لقيادة عالمية أكثر تضافرًا".
وأكد روبنشتاين إن ذلك يجب أن يشمل الملاحقات القضائية لتوفير العدالة ويكون بمثابة رادع.
كما رحب بإعلان المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، يوم الإثنين الماضي، أنه يسعى للحصول على أوامر اعتقال بحق حماس ومسئولين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وقال روبنشتاين: "نحن بحاجة إلى المساءلة عن العديد من الجرائم فى تلك الحرب، ولكن من المهم أيضًا توجيه الاتهام إلى الجرائم التى تتعلق على وجه التحديد بتوفير الرعاية الصحية أو إساءة استخدام المرافق الصحية". "وأعتقد أننا لم نر ذلك بعد".
وفى تصريح مؤثر، أكد روبنشتاين على أهمية المساءلة فى مواجهة الجرائم التى ارتُكبت خلال تلك الحروب، ولكنه شدد أيضًا على أهمية توجيه الاتهامات للجرائم التى تتعلق بتقديم الرعاية الصحية أو إساءة استخدام المرافق الصحية. وأضاف: "أعتقد أننا لم نصل بعد إلى هذا الأمر، وهو ما يجب أن نعمل عليه بتوحيد الجهود وتعزيز التحقيقات".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مجال الصحة غزة أوكرنيا المرافق الصحیة الرعایة الصحیة العاملین فى فى مجال وهو ما
إقرأ أيضاً:
السبكي : استراتيجيتنا الجديدة تعزز مكانة مصر كوجهة رائدة إقليميًا ودوليًا في الرعاية الصحية
أطلقت الهيئة العامة للرعاية الصحية، برئاسة الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، ورشة عمل موسعة لتحديث استراتيجيتها 2025-2032، بمشاركة قيادات رئاسة الهيئة وممثلين عن أطقم المهن الطبية من منشآتها الصحية بمحافظات المرحلة الأولى لمنظومة التأمين الصحي الشامل، بالإضافة إلى خبراء دوليين في الإدارة الاستراتيجية، وذلك بهدف وضع خارطة طريق واضحة لمستقبل الهيئة وتعزيز تنافسيتها على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد الدكتور أحمد السبكي، أن الاستراتيجية الجديدة تستند إلى التحولات العالمية المتسارعة في قطاع الرعاية الصحية، والذكاء الاصطناعي، والبحث العلمي، مع التركيز على ضبط وتنظيم الخدمات الصحية، وتحقيق الاستدامة، والتوسع في تقديم خدمات السياحة العلاجية واستيعاب احتياجات الوافدين، بما يعزز دور مصر كوجهة علاجية متميزة على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار الدكتور السبكي، إلى أن ورشة العمل تضمنت جلسات مكثفة للنقاش والعصف الذهني بمشاركة خبراء الإدارة الاستراتيجية الدوليين، حيث جرى العمل على إعادة تصميم الأهداف الاستراتيجية للهيئة ومخرجات كل هدف، بالإضافة إلى تطوير الرؤية والرسالة والقيم المؤسسية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 واستراتيجية منظومة التأمين الصحي الشامل.
وأضاف، أن الورشة شهدت تحليلًا عميقًا لنقاط القوة والضعف والتحديات والفرص، إلى جانب وضع حلول مبتكرة لضمان استدامة الخدمات الصحية وتعزيز كفاءة الأداء المؤسسي، واستمرت على مدار ثلاثة أيام من العمل التفاعلي والمناقشات المثمرة.
إحداث نقلة نوعية في تقديم الرعاية الصحيةوأكد السبكي، أن الهيئة تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في تقديم الرعاية الصحية، من خلال تبني نهج متطور يركز على صحة الأفراد والمجتمعات، وليس فقط على علاج المرضى، عبر إطلاق برامج ومبادرات صحية مبتكرة، وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الأولية، والفحوصات الطبية الشاملة والمتابعة الدورية، مما يسهم في تقليل معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة وتحسين جودة الحياة.
وأضاف، أن الاستراتيجية الجديدة تعزز مكانة مصر كوجهة إقليمية ودولية رائدة في مجال الرعاية الصحية، كما تدعم إشراك القطاع الخاص في منظومة التأمين الصحي الشامل، تماشيًا مع توجهات الدولة المصرية ورؤية القيادة السياسية، لضمان تحقيق نظام صحي مستدام يوفر التغطية الصحية الشاملة كركيزة أساسية للتنمية المستدامة.
وتابع، أن ورشة العمل تمثل محطة رئيسية في مسيرة تطوير الهيئة العامة للرعاية الصحية، حيث أتاحت الفرصة لتبادل الرؤى والخبرات، وصياغة استراتيجيات مبتكرة تواكب أحدث المعايير العالمية، وأكد أن الهيئة حريصة على تبني أفضل الممارسات الدولية لضمان تقديم خدمات صحية متكاملة ومستدامة، بما يعزز ثقة المواطنين في منظومة التأمين الصحي الشامل، ويحقق الأهداف الطموحة للقطاع الصحي المصري.
ومن جانبهم، أشاد خبراء الإدارة الاستراتيجية الدوليون المشاركون في ورشة العمل بالرؤية الطموحة للهيئة العامة للرعاية الصحية، مؤكدين أنها تتبنى نهجًا مرنًا ومتطورًا يواكب أحدث التحولات العالمية في قطاع الرعاية الصحية.
كما أعربوا عن إعجابهم بقدرة الهيئة على التغيير والتكيف مع المتغيرات الدولية، وحرصها على التطوير المستمر والابتكار لمواكبة متطلبات العصر والاستجابة لاحتياجات المستقبل، خاصة من خلال تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتبادل الخبرات مع نظرائها في مختلف الدول العربية والإقليمية والعالمية.
وتجدر الإشارة إلى أنه في نهاية عام 2024، قام مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية بتشكيل لجنة عليا رفيعة المستوى لتحديث استراتيجية الهيئة، برئاسة الدكتور هاني راشد، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة، وعضوية نخبة من قيادات الهيئة وخبرائها، وهم: الدكتور أمير التلواني، المدير التنفيذي للهيئة، الدكتور وائل عبدالعال، عضو مجلس إدارة الهيئة عن المجتمع المدني، الدكتور إيهاب هيكل، عضو مجلس إدارة الهيئة والنقيب العام لأطباء الأسنان، الدكتور مجدي بكر، مستشار رئيس الهيئة للشئون الفنية والحوكمة الإكلينيكية، الدكتور أحمد عثمان، مستشار رئيس الهيئة لشئون التدريب والتعليم الطبي المستمر، الدكتورة سالي عبدالرؤوف، مساعد المدير التنفيذي لشئون تهيئة المنشآت العلاجية ومدير عام الإدارة العامة لشئون الأفرع، الدكتورة هبة عويضة، مدير عام الإدارة العامة للبحوث والتطوير، الدكتور أحمد حسن، مدير فرع الهيئة ببورسعيد، الدكتورة إيريني فرج، مدير إدارة تخطيط المشروعات، والدكتور مازن علاء الدين، المشرف العام على منظمات التنمية الدولية ومساعد مدير عام الإدارة العامة للتعاون الدولي.
كما شارك في الورشة من خبراء الإدارة الاستراتيجية الدوليين كل من: السيد أندي وارد، السيد لابيرت مونتفيتش، السيدة كارول كرو، بالإضافة إلى السيد مجدي عيسى، مدير مشروع الدعم الفني والتقني لمنظومة التأمين الصحي الشامل، الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية، وبدعم منها.
ومن أعضاء مجلس إدارة الهيئة، الدكتورة كوثر محمود، نقيب عام التمريض والمشرف العام على منظومة التمريض بالهيئة وعضو مجلس الشيوخ، والدكتور إبراهيم فخر، عضو المجتمع المدني من خبراء الرعاية الصحية، كما شارك الدكتور شريف وديع، رئيس المجلس الاستشاري الطبي للهيئة ورئيس المجلس الأعلى لمراجعة أخلاقيات البحوث الإكلينيكية ومستشار وزير الصحة والسكان لشئون الطوارئ والرعاية العاجلة.