حكم تعليم مناسك العمرة عن طريق عمل مجسم للكعبة سؤال يسأل فيه الكثير من الناس اجابت دار الافتاء المصرية عبر التواصل  الاجتماعى وقالت لا بأس بتعليم مناسك العمرة على النحو الوارد بالسؤال، بل إنه قد يرتقي إلى الاستحباب، وإذا لم يُمكِن فَهْمُ المنسك إلا به فقد يجب، على أن يتم ذلك في جو من التعظيم لشعائر الله كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].

فالإفراد هو: القيام بأعمال الحج فقط، ثم يؤدي العمرة بعد الانتهاء من مناسك الحج إذا أراد، ويحرم بالعمرة حينئذٍ من أدنى الحِلِّ.

والقِران هو: أن يُحرِم بالعمرة والحج معًا، أو بالعمرة ثم يُدخِل عليها الحج قبل شروعه في أعمالها، ثم يعمل عمل الحج في الصورتين.

والتمتع هو: أن يُقَدِّم العمرةَ على الحج ويتحلل بينهما؛ واسمه "تَمَتُّعٌ" لأن الحاج يتمتع فيه بمحظورات الإحرام بين الحج والعمرة.
واختلف العلماء في التفضيل بينها، والذي نراه هو أن يختار كل إنسانٍ ما يشاء، مع النصيحة باختيار الأيسر على النفس؛ لأن الحج بطبيعته شاقٌّ.

هذه الآية الكريمة أصل عظيم في الحج والعمرة، يقول الله : وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [البقرة:196] الآية، احتج بها العلماء على أن الواجب على من دخل في الحج والعمرة أن يتمهما، وأنه ليس له الخروج منهما بل يجب عليه إتمامهما، فإذا أحرم بالحج وجب عليه تمام الحج، وإذا أحرم بالعمرة وجب عليه تمامها، وليس له الخروج منها إلا بالطريقة الشرعية، وهي أداء الأنساك التي شرع الله في الحج والعمرة، فإذا لبى بالحج لم يخرج منه حتى يقف بعرفات وحتى يرمي الجمرة يوم العيد، ثم يحلق ويتحلل التحلل الأول، ثم بعد الطواف والسعي يتم له التحلل الكامل، هذا هو الذي شرعه الله سبحانه وتعالى، فالحاج حين يحرم بالحج يبقى حراماً، لا يتطيب ولا يقص أظفاره، ولا يأخذ من شعره، ولا يأتي أهله ولا يصيد إلى غير ذلك مما حرم الله في الإحرام.

فإذا وقف بعرفات في يوم التاسع، بات في مزدلفة ليلة العاشر، ثم في الصباح يرمي الجمرات، جمرة العقبة بسبع حصيات كما رماها النبي ﷺ، ثم بعد ذلك يشرع له أن ينحر هدياً إن كان عنده هدي ذبح، وإن لم يكن عنده ذبح أو لم يتيسر له حلق أو قصر وتحلل، يحلق رأسه أو يقصر أطرافه بالمقراض ويتحلل، وهذا يقال له: التحلل الأول، ثم بعدما يطوف ويسعى في يوم العيد أو بعده يتم حله من حجه الحل الكامل. بالتحلل الأول يباح له الطيب ولبس المخيط ونحوهما ما عدا النساء، وإذا طاف وسعى بعد الحلق والرمي حل الحل كله، حل له الطيب والنساء وجميع محظورات الإحرام، وبهذا تم حجه وعليه أن يكمل، ما بقي عليه من رمي الجمار أيام التشريق، وعليه مع ذلك المبيت في منى إن لم يعذر عن ذلك بمرض ونحوه، وعليه مع ذلك أن يطوف طواف الوداع عند كماله حجه، وعند إرادته السفر.

وهكذا العمرة إذا أحرم بها ليس له أن يتحلل منها حتى يطوف ويسعى ويقصر أو يحلق، فإذا طاف بالبيت العتيق سبعة أشواط، وصلى خلف المقام ركعتين وسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط ثم حلق أو قصر تمت عمرته، وهذا معنى قوله سبحانه: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ [البقرة:196] ثم قال تعالى: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة:196] إذا أحصر ساغ له حينئذٍ أن يتحلل؛ لأنه معذور، ساغ له أن يتحلل قبل أن يطوف ويسعى، مثلما أحصر النبي ﷺ في يوم الحديبية ومنعه كفار مكة أن يدخل مكة، فنحر هديه وحلق رأسه وتحلل، وأمر أصحابه بذلك.


وفي هذا المعنى يقول الله جل وعلا: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة:196] يعني: فاذبحوا ما تيسر من الهدي، وهو شاة واحدة عن الرجل والمرأة، وبدنة عن سبعة، وبقرة عن سبعة، .. هكذا المحصر يفعل إذا منع من مكة، منع من دخولها بعدو أو غيره مما يمنع من دخول مكة، أو مرض منعه حتى لا يستطيع على الراجح الدخول والعمل يتحلل فينحر هدياً: شاة، أو بقرة، أو بدنة، لكن الشاة عن الواحد فقط، أما البدنة والبقرة فتكون عن الواحد وعن السبعة، وإن ذبحها واحد فلا بأس، وإن ذبحها اثنان فلا بأس، وإن ذبحها ثلاثة فلا بأس، وإن ذبحها سبعة فلا بأس، يعني: البدنة والبقرة تجزئان عن الواحد وعن اثنين وعن ثلاثة وعن أربعة وعن خمسة وعن ستة وعن سبعة.

أما الشاة الواحدة من الضأن أو من المعز فإنها لا تجزئ إلا عن واحد، إما رجل وإما امرأة فقط في الحج، ثم قال: وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ [البقرة:196] معناه: أن المحصر لا يحلق حتى يذبح، هذا في المحصر إذا أحصر فإنه ينحر أولاً ثم يحلق، ولا يبدأ بالحلق، بل يبدأ بالنحر؛ ولهذا أمر النبي ﷺ أصحابه أن ينحروا ثم يحلقوا.

أما في الحج فله أن يبدأ بالحلق، لا بأس يجوز كما بين النبي ﷺ فإنه: سئل عمن حلق قبل أن يذبح؟ فقال: لا حرج عليه الصلاة والسلام لكن الأفضل في الحج أنه ينحر أول ثم يحلق، هذا هو الأفضل، لكن لو حلق قبل أن يذبح أو حلق قبل أن يرمي أجزأ ذلك، أما المحصر فلا، المحصر لابد أن يبدأ بالنحر ثم يحلق للآية الكريمة.

أما قوله سبحانه: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ [البقرة:196] فهذا في حق من أصيب بالمرض، الذي يحتاج معه إلى حلق الرأس أو إلى لبس المخيط، أو إلى الطيب، فهذا له رخصة أن يحلق رأسه كما فعل كعب بن عجرة في عهد النبي ﷺ، فإنه آذاه رأسه فرخص له النبي ﷺ أن يحلق رأسه ويصوم ثلاثة أيام أو يذبح شاة أو يتصدق بثلاثة آصع لستة مساكين كل مسكين له نصف الصاع، وهذا تفسير الآية الكريمة: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ [البقرة:196] وهو ثلاثة أيام أَوْ صَدَقَةٍ [البقرة:196] وهي إطعام ستة مساكين، أَوْ نُسُكٍ [البقرة:196] وهي ذبح شاة، هذا في حق من احتاج إلى لبس المخيط أو غيره من المحظورات، فإنه يلبس المخيط عند الحاجة أو يتطيب عند الحاجة بسبب المرض، أو يحلق رأسه عند الحاجة بسبب المرض، وعليه أن يفعل واحدة من هذه الثلاث: إما أن يذبح شاة، وإما أن يتصدق بشيء .... إطعام ستة مساكين، لكل مسكين نصف الصاع من التمر أو نحوه، من الأرز والحنطة ونحو ذلك من قوت البلد، أو يصوم ثلاثة أيام، هذه الأشياء الثلاثة التي أرادها الرب  في قوله سبحانه: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ [البقرة:196] فسرها النبي ﷺ في حديث كعب بن عجرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مناسك العمرة دار الافتاء المصرية أداء مناسك العمرة الحج والعمرة النبی ﷺ فی الحج لا بأس قبل أن

إقرأ أيضاً:

3 أدعية تعينك على الطاعة في رمضان أوصى بها النبي.. رددها بعد كل صلاة

أكد الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، أن هناك ثلاثة أدعية أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، تحمل فضلاً عظيماً وتساعد الإنسان على الطاعة، وتفتح له الأبواب المغلقة، وتزيل عنه الحقد والحسد، وتحفظه من شر الظالمين، وتيسر له الرزق من حيث لا يدري ولا يحتسب.

 كما أنها تمنح المسلم طاقة روحية ونشاطاً في العبادة، وتقويه على الصبر عن المعصية.

وأوضح الشيخ أن المواظبة على ترديد هذه الأدعية تجعل الله سبحانه وتعالى يغلق أمامك أبواب المعصية، ويفتح لك أبواب الطاعة والهداية، مشدداً على ضرورة حفظها وتكرارها في كل وقت، خاصة بعد الصلوات الخمس.

الأدعية الثلاثة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم:

1- "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر."
2- "يا حي يا قيوم، برحمتك استغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين." – وهو الدعاء الذي علمه النبي ﷺ لابنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
3- "سبحان الله وبحمده." – وهو الذكر الذي وصفه النبي ﷺ بأنه تسبيح الخلائق جميعًا، وأنه يجلب الرزق ويفتح أبواب الخير.

وأشار الشيخ محمد أبو بكر إلى أن هناك دعاءً آخر يساعد في التخلص من الخوف عند مواجهة أي شخص أو موقف صعب، فقال: "اللهم أخرجني من حولي وقوتي إلى حولك وقوتك يا أكرم الأكرمين." وأكد أن من اعتاد على هذا الدعاء وجد فيه العجب العجاب بفضل الله.

هل تأخير الصلاة بسبب اللعب حرام؟.. أمين الفتوى يرد على سؤال طفلصلاة التراويح للنساء في المسجد.. الأزهر للفتوى يوضح الأفضل للمرأةهل يشترط التلفظ بالنية في كل يوم من أيام رمضان؟ فتوى الأزهر تردحكم الإفطار بسبب المرض المفاجئ في نهار رمضان.. الأزهر للفتوى يوضح

المفتي السابق ينصح بالباقيات الصالحات 

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن هناك أذكارًا تُعرف بـ "الباقيات الصالحات"، وهي من أعظم الأذكار التي تنير القبر، وتغفر الذنوب، وتستر العيوب.

واستشهد بقول الله تعالى: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملًا"، مشيراً إلى أن النبي ﷺ قال: "استكثروا من الباقيات الصالحات"، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: "التكبير، والتهليل، والتسبيح، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله."

وأكد أن ترديد هذه الكلمات بعد كل صلاة يجعل الإنسان في معية الله، ويحصّنه من الذنوب، ويرفع درجته عند الله، ويعينه على الطاعة خلال شهر رمضان المبارك.

مقالات مشابهة

  • دعاء اليوم الرابع من رمضان مستجاب.. ماذا كان يقول النبي؟
  • 3 أدعية تعينك على الطاعة في رمضان أوصى بها النبي.. رددها بعد كل صلاة
  • احذر أن تكون منهم.. 4 صفات للمنافقين كشف عنها القرآن
  • ضيوف خادم الحرمين للعمرة والزيارة يصلون مكة ويؤدون مناسك العمرة
  • أحمد عمر هاشم: حب آل بيت النبي ليس بالمظاهر
  • دعاء بعد الفجر في رمضان.. 3 آيات من سورة البقرة تعجل زواجك
  • مختار جمعة: الصيام عبادة خالصة لله.. وفضائله تُعادل أجر الحج
  • شيخ الأزهر: الصحابة اختلفوا في عهد النبي لكنهم لم يسلوا السيوف على أنفسهم
  • شهر رمضان.. سنن مهجورة عن النبي تنقص أجر الصيام «لا تفوتك»
  • هل صلى النبي التراويح؟