الأمم المتحدة تعتمد 11 تموز يوما لذكرى الإبادة في سربرنيتسا.. وصربيا غاضبة
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، 1 يوليو/تموز من كل عام، يوما لذكرى الإبادة الجماعية في سربرنيتسا، التي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني على يد القوات الصربية.
وأقرت الجمعية العامة مشروع القرار المقدم من ألمانيا ورواندا وبمشاركة أكثر من 40 دولة، بأغلبية 84 صوتا من أصل 193 عضوا.
وامتنعت 68 دولة من التصويت على مشروع القرار، فيما رفضته 19 دولة.
ويدين القرار إنكار الإبادة الجماعية في سربرنيتسا، كما يدين تمجيد الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية ومجرمي الحرب.
ويشدد على أهمية مواصلة الجهود للتعرّف على ضحايا الإبادة والعثور على جثثهم، وضرورة تقديم جميع المجرمين إلى العدالة.
ويطالب القرار إقامة أنشطة في يوم 11 يوليو من كل عام، من شأنها إحياء ذكرى الضحايا وزيادة الوعي.
ويؤكد القرار على عدم استهداف أي مجموعة أو مجتمع عرقي أو ديني أو أي مجتمع آخر، عند معاقبة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية.
ورغم أن قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة، إلا أنها تتمتع بثقل سياسي وتبعث برسالة قوية إلى المجتمع الدولي.
وقبيل التصويت، وصف الرئيس الصربي ألكسندر فوجيج، مشروع القرار بأنه "سياسي".
وقال إنه "تمت معاقبة الجناة المتورطين في الإبادة الجماعية، والقرار لن يسهم في الاستقرار والوحدة في البوسنة والهرسك ولا في المنطقة، بل على العكس، سيزيد الانقسامات".
وقال فوجيج إن القرار قد "يسبب فوضى سياسية".
وأعلن أن هذا القرار "سيعيد فتح جروح قديمة وسيسبب فوضى سياسية، ليس في منطقتنا فقط بل هنا أيضا".
ودخلت القوات الصربية سربرنيتسا في 11 يوليو 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، راوحت أعمارهم بين 7 و70 عاما.
تجدر الإشارة أن القوات الصربية ارتكبت العديد من المجازر بحق مسلمين، خلال حرب البوسنة التي بدأت عام 1992 وانتهت في 1995 بعد توقيع اتفاقية دايتون، وتسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، باعتراف الأمم المتحدة.
وتعتبر مذبحة سربرنيتسا أسوأ الفظائع التي شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأصبحت رمزا "للتطهير العرقي".
في ما يأتي التسلسل الزمني للأحداث:
1995-1992: حصار سربرنيتسا
بعد وقت قصير من بدء حصار العاصمة ساراييفو في بداية حرب البوسنة في نيسان/أبريل 1992، طوقت قوات صرب البوسنة مدينة سربرنيتسا ذات الأغلبية المسلمة في شرق البوسنة.
كما سيطرت قوات صرب البوسنة على بلدات أخرى في حوض نهر درينا بمساعدة جماعات شبه عسكرية جاءت من صربيا المجاورة.
وفي نيسان/أبريل 1993، ومع تعرض المدينة لنيران الدبابات والمدفعية، أعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن سربرنيتسا "منطقة آمنة" تحت حماية قوات الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
لكن في تموز/يوليو 1995، اجتاحت قوات صرب البوسنة مواقع قوات حفظ السلام، واحتجزت حوالي 30 جنديا هولنديا رهائن.
وفي 11 تموز/يوليو، استولى جيش صرب البوسنة بقيادة راتكو ملاديتش على سربرنيتسا، ما أدى إلى فرار عشرات الآلاف من اللاجئين إلى مجمع القوات الهولندية في بوتوكاري على مشارف المدينة.
وانسحبت قوات حفظ السلام وآلاف اللاجئين، معظمهم من النساء والأطفال، إلى قاعدة الأمم المتحدة.
تموز/يوليو 1995: المجزرة
أمر ملاديتش بإجلاء جميع المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال والمسنين، بينما تم احتجاز جميع الرجال في سن القتال.
وفي الأيام التالية، قتلت قوات صرب البوسنة أكثر من 8000 رجل وفتى مسلم بشكل منهجي ودفنت جثثهم في مقابر جماعية.
أخرجت قوات الصرب فيما بعد العديد من الجثث وأعادت دفنها في قبور أخرى لمحاولة إخفاء الأدلة.
ويروي الناجون حكايات مروعة عن القتل والتعذيب والاغتصاب على أيدي قوات صرب البوسنة، وجهت على أساسها المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة اتهامات لملاديتش وزعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراديتش بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
وحتى الآن، تم التعرف على حوالي 7000 من ضحايا المذبحة ودفنهم - 6751 في مقبرة بوتوكاري و250 في مقابر أخرى بمنطقة سربرنيتسا. ولا يزال نحو 1200 شخص في عداد المفقودين، بحسب معهد الأشخاص المفقودين في البوسنة والهرسك.
إدانات بارتكاب إبادة جماعية
في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 1995، انتهت الحرب بإبرام اتفاقيات دايتون التي تم التوصل إليها تحت ضغط دولي.
وتقسم الاتفاقات البوسنة إلى كيانين، جمهورية صرب البوسنة واتحاد البوسنة المسلم-الكرواتي، ويتمتع كل منهما بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي وتوحدهما مؤسسات مركزية ضعيفة.
هرب كاراديتش وملاديتش ولم يتم القبض عليهما إلا في عامي 2008 و2011 على التوالي.
وتمت محاكمتهما بشكل منفصل في لاهاي وحكم عليهما بالسجن مدى الحياة بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم أخرى.
وإجمالا، أصدرت محاكم في لاهاي وساراييفو والعاصمة الصربية بلغراد أحكاما بحق نحو 50 شخصا بتهم جرائم تتعلق بمذبحة سربرنيتسا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإبادة الجماعية سربرنيتسا البوسنة الأمم المتحدة صربيا الأمم المتحدة إبادة جماعية البوسنة صربيا سربرنيتسا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة الأمم المتحدة أکثر من
إقرأ أيضاً:
إحداث مجموعة برلمانية للدفاع عن مصالح المغرب داخل الكونغريس الأمريكي
زنقة 20 . الرباط
كشف عضو الكونغرس الأمريكي البارز عن الحزب الجمهوري جو ويلسون، أنه يترأس الكتلة البرلمانية المغربية داخل الكونغريس الأمريكي باشتراك مع برادلي شنايدر.
ونشر ويلسون السيناتور الأمريكي المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تغريدة على حسابه بموقع X احتفى فيها بمرور 250 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والمغرب.
و قال ويلسون في تغريدته أنه بصفته رئيسا للكتلة البرلمانية المغربية في الكونغريس، يشيد بمرور 250 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية.
وأكد ويلسون على الدور الريادي للمملكة التي كانت أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة عام 1777، كما أبرز أهمية الشراكة بين البلدين في مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة في المنطقة.
وقال ويلسون:“بصفتي الرئيس المشارك للكتلة البرلمانية المغربية، أقدر الاحتفال بمرور 250 عامًا من الصداقة بين الولايات المتحدة والمغرب. في عام 1777، أصبحت المملكة المغربية أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة، ولا تزال شريكًا أساسيًا في معالجة التحديات في المنطقة اليوم”.
و تم مؤخرا بالكونغرس الأمريكي إدراج قرار يحتفي بالصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية التي تربط بين المغرب والولايات المتحدة، مع قرب تخليد الذكرى الـ250 لمعاهدة السلام والصداقة، التي كانت المملكة بموجبها أول بلد في العالم يعترف بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتم تقديم القرار، الذي يحمل عنوان “الاعتراف بالصداقة العريقة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية”، أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، من طرف عضوي الكونغرس، الجمهوري جو ويلسون، والديمقراطي برادلي شنايدر.
ويكرس القرار التزام الحزبين في واشنطن بتوطيد التحالف “التاريخي والاستراتيجي” بين البلدين، كما يعترف بالدور الذي يضطلع به المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل إحلال السلام والاستقرار الإقليمي.
وجاء في ديباجة القرار، أنه “بالنظر لكون تاريخ فاتح دجنبر 2027 سيتزامن مع الذكرى الـ250 للاعتراف بالولايات المتحدة الأمريكية من طرف المملكة المغربية، أول بلد قام بذلك، مما يشكل مرحلة هامة في إحدى أعرق العلاقات الدبلوماسية في تاريخ الولايات المتحدة”، مذكرا بأن الولايات المتحدة صادقت، في الثامن عشر من يوليوز 1787 على معاهدة السلام والصداقة التي أرست العلاقات الدبلوماسية والتجارية الرسمية بين الولايات المتحدة والمغرب.
ويذكر القرار بأن هذه المعاهدة “تظل أقدم علاقة دبلوماسية متواصلة في تاريخ الولايات المتحدة”، وبأن المغرب “عمل، على الدوام، على تحفيز التعايش بين الأديان، لا سيما من خلال حماية أبناء الطائفة اليهودية، والتزم بتشجيع حوار الأديان”، وبأن الجاليات المغربية الأمريكية تساهم في إثراء التنوع الثقافي للولايات المتحدة.
وأشار القرار الذي تم تقديمه للكونغرس، إلى أن البلدين الحليفين أرسيا شراكة “متعددة الأبعاد تقوم على المصالح الاستراتيجية، والاقتصادية، والثقافية المشتركة”، مبرزا أن المغرب “يظل البلد الإفريقي الوحيد الذي أبرم اتفاقية للتبادل التجاري الحر مع الولايات المتحدة، حيث شهدت المبادلات الفلاحية الثنائية تطورا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 2006”.
كما استعرض القرار التعاون الثنائي “الوثيق” في مجال الأمن الإقليمي، ومكافحة الإرهاب والتنسيق العسكري، وفي مجالات الحد من انتشار الأسلحة النووية، ومكافحة الاتجار غير المشروع في الأسلحة، وتعزيز مبادرات الأمن الإقليمي.
وسلط القرار الضوء، كذلك، على الدور الذي يضطلع به المغرب لفائدة الاستقرار الإقليمي، لا سيما في إطار اتفاقيات أبراهام، وكثافة العلاقات المغربية الأمريكية في المجالات الثقافية والتربوية والإنسانية، مؤكدا أهمية هذه العلاقات في النهوض بالمصالح الاقتصادية والأمنية المتبادلة ، ومشيدا “بانخراط المغرب في الدبلوماسية الإقليمية، لاسيما مشاركته في اتفاقيات أبراهام”.
ويحث القرار الذي تم تقديمه إلى الكونغرس، على مواصلة التعاون بين الولايات المتحدة والمغرب في مجالات التجارة، والأمن، والانتقال الرقمي، والعمل الإنساني، مؤكدا وجود فرص وتحديات مشتركة في إطار الشراكة، بما يدعم الجهود الرامية إلى تخليد هذه المرحلة الهامة في أفق 2027، لترقى إلى الأهمية التاريخية والاستراتيجية للتحالف بين البلدين.