بوابة الفجر:
2025-04-22@21:05:03 GMT

متى تنتهي الحرب في السودان؟.. خبراء يجيبون

تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT

يشهد الصراع حالة من القتال الشديد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية الفاشر وذلك منذ الجمعة الماضي، ولم يتوقف القصف المدفعي العشوائي والغارات الجوية التي استهدفت شرق المدينة وشمالها، في محاولة من الدعم السريع، التي تفرض حصارا محكما على المدينة.

دعوة مصر لتهدئة الصراع 

حيث أعرب السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عن قلق مصر من الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في السودان إثر استمرار الأزمة الجارية، وآثارها البالغة على حماية المدنيين وتعرضهم للتجويع، والنزوح والمعاناة جراء المواجهات المسلحة.

وجدد دعوة مصر لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، واحترام القانون الدولي الإنساني، وتيسير النفاذ الإنساني، واحترام سيادة السودان ووحدة أراضيه والحفاظ على مؤسسات الدولة، والتوقف عن التدخل الخارجي في شئونه تمهيدًا لتحقيق تسوية شاملة يقودها ويمتلكها السودانيون. وأكد التزام مصر بالتواصل مع كافة الأطراف من أجل ذلك.

ولفت إلى تأكيد مصر على أن تزايد النزاعات المسلحة يعكس الحاجة لدفع الجهود الدولية الصادقة لضمان الامتثال للقانون الدولي الإنساني، وإحكام المساءلة في انتهاكات التجويع، والترويع، وعرقلة المساعدات الإغاثية وغيرها، وضرورة العمل بصورة موازية على منع وقوع النزاعات ومعالجة أسبابها الجذرية، وتسويتها عبر الوسائل السلمية والفعالة، فضلًا عن دفع أنشطة التنمية والنمو طويل الأجل لضمان استدامتها.

وأشار إلى مساهمة مصر خلال عضويتها الأخيرة في مجلس الأمن في إصدار القرار ٢٢٨٦ عام 2016 مع كل من اليابان، وإسبانيا ونيوزيلندا، وأوروجواي لتأكيد ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني من ضرورة حماية العاملين بالمجال الطبي والمنشآت الطبية في النزاعات المسلحة وأهمية اعتماد إجراءات فعالة الحماية هؤلاء العاملين وضمان النفاذ غير المعرقل للرعاية الطبية في حالات النزاعات. وتظل مصر ملتزمة بدعم كافة الجهود الرامية لتحقيق السلم والاستقرار الإقليمي والدولي والتأكد من الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

لا أحد يعرف

وتعليقا على الأمر، يقول محمد الأمين أبا زيد، المحلل السياسي السوداني،  عندما بدأت الحرب في السودان أبريل 2023 كانت التوقعات تشير إلى نهايتها في أيام قلائل وفقًا لتقديرات عسكرية استندت إلى قدرة القوات المسلحة وتفوقها الفني بأسلحة ذات ميزة تفضيلية على خصمها قوات الدعم السريع،وهى أسلحة الطيران والمدرعات ولكن للأسف سقطت هذه التقديرات وتبخرت في الهواء منذ أيام الحرب الأولى وسقطت معها الحقيقة التي تعتبر أول ضحايا الحروب.

وأضاف "أبا زيد" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تدخل الحرب في السودان الآن عامها الثاني بالرغم من وصف طرفيها المتنازعين لها أنها حرب عبثية لا منتصر فيها والخاسر الوحيد هو شعب السودان وكيان الدولة التي آلت للسقوط الكامل واستحالت إلى دولة فاشلة بضوء مترتبات الحرب على كافة المستويات.

تابع، أن التكهنات تشير إلى صعوبة انتهاء الحرب عسكريًا بالرغم من عدم توازن كفة الميدان عسكريًا ورهان القوى السياسية المساندة للجيش على مجاراته ودفعه للتعنت والاتجاه فى طريق الحسم العسكري الذي يبدو بعيد المنال فالقراءة الميدانية المتواضعة والتحليل لمجريات الحرب تقول بأن القوات الحكومية تخسر باستمرار في أغلب المحاور لافتًا إلى أنه في المقابل الإنهاك المستمر للطرف الآخر وتمدد رقعة المعارك التي بدأت كقطعة شطرنج في الخرطوم واتسعت لتشمل أكثر من 60%من رقعة البلاد.

أكمل أن غير المتوقع هو الذي يحدث دائما  مثل فرنسي يلخص ما يمكن ان يشكل نهاية للحرب العبثية التي تدور في السودان والذي يشكل الصراع حول السلطة مرتكزها الأساسي وكل المبررات الأخرى من الطرفين هي ظلال وسحب من الزيف والتضليل تحاول تغطية جوهر الصراع والاستقطاب حول الأوهام.

أكد المحلل السياسي السوداني، أنه لا أحد يمكنه التنبؤ بمتي تتوقف الحرب؟ لكن المؤكد أنه كلما يطول أمد الحرب تتعقد الظروف المؤدية إلى توقفها وحل النزاع،ويمكننا ان نشير إلى أن تتوقف الحرب عندما يتحلى طرفيها بالشجاعة الكافية والارادة المستقلة بعيدًا عن التأثيرات مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي والإقليمي هو من يستطيع وقف تلك الحرب.

طاولة المفاوضات هي الحل 

وأوضح صلاح غريبة الإعلامي والمحلل السياسي السوداني، أن انتهاء الحرب في السودان لن يحدث من خلال الحرب في ظل إصرار أطراف الصراع على الاستمرار في المعارك وعدم الجلوس على طاولة المفاوضات.

وأضاف “غريبة” في تصريحات خاصة لـ”الفجر”، أن حرب السودان ستنتهي بالحل السياسي وليس بالحل العسكري عند موافقة كل طرف على الجلوس على طاولة المفاوضات.

أكمل غربية، أن الأطراف السودانية يجب أن تعود إلى منبر جدة مرة من أجل عودة الاستقرار في السودان مرة أخرى، مشددًا على أن السودان يعاني تلك الفترة من تدهور الأوضاع وانهيار الدولة وملامحها ومؤسساتها.

واختتم المحلل السياسي السوداني، “أن السعودية ومصر يبذلان جهودا كبيرة من أجل إنهاء الحرب في السودان، وحرب السودان لن تنتهي بالصراع ولكن من خلال منبر جدة فهو أمل السودانيين لإنهاء ذلك الصراع”.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الحرب في السودان اتساع رقعة الحرب في السودان السودان السیاسی السودانی الحرب فی السودان الدولی الإنسانی

إقرأ أيضاً:

الرقائق.. والذكاء الاصطناعي تفتح أبواب الصراع العالمي بين أمريكا والصين

 

وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تواجه شركات تصنيع الرقائق أزمة متفاقمة، حيث باتت في قلب المواجهة الاقتصادية المحتدمة. ومع تشديد القيود وفرض رسوم جمركية متبادلة، أصبحت شركات مثل “إنفيديا” تواجه عقبات متزايدة تحدّ من تدفق التكنولوجيا وتقلّص فرص الابتكار.

الصراع بين أكبر اقتصادين في العالم لم يعد محصوراً في السلع والبضائع، بل امتد إلى ساحة أكثر تعقيداً تتعلق بالسيطرة على مفاتيح المستقبل: الذكاء الاصطناعي.

ومع تصاعد القيود على تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين، يواجه قادة صناعة التكنولوجيا ضغوطًا متزايدة من المستثمرين والمحللين لفهم التأثيرات المحتملة على سلاسل التوريد العالمية، وخطط التوسع في إنتاج وحدات المعالجة الرسومية المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. إذ تشكل هذه الرقائق حجر الأساس في تطوير نماذج لغوية متقدمة وأنظمة تعلم عميق تتطلب قدرات معالجة هائلة، ما يجعل أي تعثر في الإمدادات مسألة استراتيجية تمس الأمن التكنولوجي العالمي.

وبينما تسعى بكين إلى تسريع وتيرة الاكتفاء الذاتي في مجال أشباه الموصلات، تواجه الشركات الأميركية معضلة مزدوجة: الالتزام بالقيود الحكومية من جهة، ومواصلة السباق العالمي على الريادة التكنولوجية من جهة أخرى. في هذا السياق، يصبح السؤال أكثر إلحاحًا: إلى أي مدى ستؤثر هذه الحرب التجارية على وتيرة التقدم في الذكاء الاصطناعي؟

مؤشرات ومخاوف

وفي السياق، يشير تقرير لـ “نيويورك تايمز” إلى أن شركة إنفيديا وشركات أخرى أصبحت أحدث ضحايا التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين، في الوقت الذي يضغط فيه المحللون على قادة الأعمال بشأن تداعيات الرسوم الجمركية.

وأشار التقرير إلى مؤشرات على مخاوف جديدة تواجه صناعة أشباه الموصلات. فقد أمرت إدارة ترامب المصنّعين بالحصول على تصاريح لشحن المزيد من منتجاتهم إلى الصين ودول أخرى. ومن المرجح أن يُقلل هذا الإجراء البيروقراطي الإضافي من مبيعات إنفيديا من معالجات الماء المخصصة للسوق الصينية.

*يشعر القطاع بالقلق بالفعل بشأن التعريفات الجمركية المرتقبة، بعد فترة راحة قصيرة من ترامب.

*كما يحاول القطاع إيجاد طريقة للتعامل مع الموقف الصعب الذي تواجهه تايوان ، وهي مركز تصنيع رئيسي، في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

*كما وقع ترامب يوم الثلاثاء على أمر تنفيذي يكلف وزارة التجارة ببدء تحقيق قد ينتهي بفرض رسوم على المعادن الهامة ، والتي يستخدم الكثير منها في صنع المعدات التكنولوجية والعسكرية.

بدأت استراتيجية ترامب الصارمة تجاه الصين تتبلور. وتهدف محادثات التجارة بين الدول إلى انتزاع ضمانات بأن الدول ستعزل الصين كشريك تجاري ، بحسب الصحيفة، التي تضيف: “يقال إن وزير الخزانة سكوت بيسنت هو الذي يقف وراء هذه الاستراتيجية، التي تتضمن منع الصين من استخدام هذه الدول كقاعدة لشحن بضائعها إلى الولايات المتحدة وبالتالي تجنب الحواجز التجارية”.

ارتباك

يقول استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في G&K عاصم جلال، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”:

*ثمة صعوبة بالغة في تحليل مشهد يشوبه مستوى عالٍ من الإرباك، وتجاهل متصاعد لقواعد التجارة العالمية، وغياب الحد الأدنى من التفاهمات بين القوى الكبرى.

*العالم أمام مشهد عبثي يتبادل فيه الطرفان الاتهامات بالتسبب في زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي، بينما يخشى كل منهما، في الوقت ذاته، من انزلاق محتمل نحو ركود اقتصادي، حتى إذا تم التوصل إلى حلول جزئية لبعض القضايا العالقة.

*المشهد طويل الأمد للتجارة العالمية مقبل على تحوّلات عميقة؛ فقد أدركت دولٌ عدة خطورة الارتهان الكامل إلى التوازنات القائمة، وباتت تسعى إلى بناء قدر من الاكتفاء الاستراتيجي وإعادة توزيع المخاطر.

لكن هذا التحوّل قد لا يحدث بسلاسة، وقد يمر الاقتصاد العالمي أولاً عبر نفق مظلم تتخلله اضطرابات شديدة.

في خضمّ ذلك، تتضرر صناعة الرقائق، التي تُعدّ العمود الفقري لتطوّر الذكاء الاصطناعي، بشكل مباشر. فقيود التصدير، وصعوبة الوصول إلى التقنيات، وتهديد سلاسل التوريد، جميعها تحدّ من قدرة هذا القطاع على النمو والابتكار. والمفارقة أن الذكاء الاصطناعي، الذي يُعوَّل عليه في إيجاد حلول لأزمات معقدة، قد يُبطأ تطوره نتيجة تلك الصراعات الجيوسياسية التي باتت تفكك النظام الاقتصادي العالمي الذي دعمه في المقام الأول، وفق جلال.

أكثر الشركات المتأثرة

وصنف تقرير لـ “يورو نيوز” أبرز الشركات التي ستتأثر برسوم ترامب الجمركية على أشباه الموصلات، واضعاً إنفيديا في المقدمة، إذ قد تُشكّل الرسوم الجمركية الأميركية على أشباه الموصلات سلاحًا ذا حدين لشركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة إنفيديا، ويرجع ذلك إلى اعتماد الشركة على عدد من الشركاء الأجانب، مثل شركة إس كيه هاينكس الكورية الجنوبية، وشركة تي إس إم سي التايوانية، وشركة إيه إس إم إل الهولندية العملاقة للرقائق.

وفي المرتبة الثانية تأتل “إنتل”، إذ لا تزال الشركة تُعهِد بتصنيع بعض رقائقها الأكثر تطورًا، وخاصةً معالجات الهواتف المحمولة، إلى شركات أخرى. وإذا تأثرت هذه الرقائق بالرسوم الجمركية الأمريكية على أشباه الموصلات، فقد يُعيق ذلك بشكل كبير قدرة الولايات المتحدة على تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي لديها والمنافسة عالميًا.

إضافة إلى شركة TSMC التايوانيةعلاوة على سامسونغ للإلكترونيات، والتي قد تتأثر بشدة بالرسوم الجمركية الأميركية المرتقبة على أشباه الموصلات، لا سيما وأن الشركة تُصدّر الشركة الرقائق الإلكترونية إلى عدد من العملاء الأميرييين، مثل إنتل وآبل وإنفيديا وكوالكوم. كما تُزوّد ​​مصانعها الرقائق الإلكترونية لشركات مثل تيسلا، إلى جانب عدد من الشركات المصنعة الأصغر حجماً.

كذلك شركة “آبل” ليست في مأمن من التأثيرات المحتملة؛ ذلك أنها قد تواجه ضربة مزدوجة من الرسوم الجمركية الأميركية المرتقبة على أشباه الموصلات والإلكترونيات، إذ تستعين الشركة بشركة TSMC لتصنيع رقائق السيليكون. كما تستورد الشركة الرقائق من SK Hynix وSamsung Electronics. مع ذلك، تُصمّم آبل رقائقها بنفسها.

نيران الحرب التجارية

وإلى ذلك، يشير أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إلى أن:

*شركات تصنيع الرقائق عالقة في مرمى نيران الحرب التجارية.

*دخلت شركات تصنيع الرقائق في قلب الصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين، لتصبح أكثر من مجرد كيانات تكنولوجية؛ بل أدوات استراتيجية في صراع النفوذ العالمي.

هذا التوتر المتصاعد لم يمر مرور الكرام على مسار تطور الذكاء الاصطناعي، بل بدأ يشكّل عائقًا متناميًا أمام تقدمه المتسارع.

منذ أن فرضت واشنطن قيودًا على تصدير الرقائق المتقدمة مثل NVIDIA H100 إلى الصين، بات واضحاً أن السباق نحو الذكاء الاصطناعي لن يُحسم فقط في المختبرات، بل في سلاسل التوريد ومراكز القرار السياسي.

هذه القيود لا تحرم الصين من التكنولوجيا فحسب، بل تؤخر قدرتها على تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، الأمر الذي قد يخلّ بتوازن المنافسة في هذا القطاع الحاسم.

وفي المقابل، تواجه شركات تصنيع الرقائق نفسها تحديات متزايدة بسبب هشاشة سلاسل الإمداد العالمية، وتداخل المصالح بين قوى متعددة، في طليعتها تايوان وكوريا الجنوبية وهولندا، وفق العمري، الذي يعتقد بأن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى اضطرابات في الإنتاج أو نقص في المعدات الدقيقة، ما يعني تباطؤًا في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي.

ليس هذا فحسب، بل إن التكلفة العالية لبناء مصانع محلية بديلة، سواء في أميركا أو الصين، تستهلك وقتًا وموارد ضخمة، مما يعيد رسم خريطة الابتكار بشكل بطيء وثقيل. وبينما تحاول بعض الدول النهوض بمنظوماتها الصناعية عبر دعم سيادي واستثمارات ضخمة، تبقى الفجوة التقنية معقدة وصعبة التجسير في المدى القصير.

ويستطرد: من جهة أخرى، أدّت هذه التوترات إلى ما يمكن تسميته بالانقسام التكنولوجي العالمي، حيث تتجه المنظومات الغربية والشرقية إلى بناء أنظمتها الذكية الخاصة، المدعومة ببياناتها وقيمها وسياقاتها المحلية. وهذا يحمل في طياته تحولًا جذريًا في طبيعة الذكاء الاصطناعي نفسه، الذي لم يعد مجرد تقنية، بل أداة تعكس سياسات ووجهات نظر ثقافية متباينة.

إن استمرار الحرب التجارية على أشباه الموصلات ينذر بتباطؤ الابتكار العالمي في الذكاء الاصطناعي، ويهدد بتحويله إلى تكنولوجيا مجزأة تفتقر إلى التعاون الدولي وتوحيد المعايير.

لذا، فإن الحل لا يكمن في الانعزال أو فرض المزيد من القيود، بل في إعادة التفكير في أطر التعاون التكنولوجي عبر الحدود، وبناء جسور تبادل آمن للمعرفة والمكونات الأساسية، بما يضمن توازنًا بين الأمن القومي والتقدم العلمي، وفق العمري.

الرقائق.. سلاح رئيسي

ويوضح المستشار الأكاديمي في جامعة “سان خوسيه” الحكومية في كاليفورنيا، الدكتور أحمد بانافع، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أنه في ظل اشتداد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي أصبحت ساحة رئيسية فيها هي صناعة الرقائق الإلكترونية، فإنهذه الحرب لا تؤثر فقط على التجارة التقليدية، بل تضرب في قلب الابتكار، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI).. ويشير إلى تأثير ذلك على وتيرة التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، على النحو التالي:

أولاً- تباطؤ الابتكار في الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل جوهري على الرقائق المتقدمة (مثل وحدات المعالجة الرسومية GPUs من NVIDIA وشرائح AI من AMD، وTPUs من Google)، وأن أي قيود على تصدير هذه الرقائق أو تصنيعها يؤدي إلى:

تأخير في تدريب النماذج الضخمة للذكاء الاصطناعي، وصعوبة في بناء البنية التحتية للحوسبة السحابية AI Cloud Infrastructure.

نقص في القدرة التنافسية للدول التي تتعرض للعقوبات أو القيود.

ثانياً- السباق نحو السيادة التكنولوجية:

كل طرف في الحرب التجارية يحاول الآن بناء نظام AI خاص به، دون الاعتماد على الآخر:

الصين تستثمر في إنتاج رقائقها الخاصة (مثل شرائح هواوي Kirin 9000S)، وتدعم شركات ناشئة محلية مثل Biren وCambricon.

الولايات المتحدة تقيد تصدير الرقائق المتقدمة وتمنع شركات مثل NVIDIA من بيع شرائح A100 وH100 للصين.

لكن هذا يؤدي إلى: (انقسام العالم إلى معسكرات تقنية، وتكرار الجهود بدلًا من التكامل العالمي، وبالتالي إبطاء التطور الجماعي في الذكاء الاصطناعي).

ثالثاً- تضخم تكاليف البحث والتطوير:

عندما يُمنع بلد من استيراد رقائق متقدمة، يضطر إلى بناء خطوط إنتاج محلية، ما يؤدي إلى: (ارتفاع تكلفة تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، وإبطاء وتيرة النشر التجاري لتقنيات AI، وتحول في الأولويات من الابتكار إلى الأمن التقني).

رابعاً- مخاطر الاحتكار التكنولوجي

إذا سيطرت دولة أو تحالف معين على إنتاج الرقائق، فقد يؤدي ذلك إلى:

فرض شروط سياسية واقتصادية على استخدام الذكاء الاصطناعي عالميًا.

صعوبة وصول الدول النامية إلى تقنيات AI حديثة.

خامساً: الدفع نحو بدائل جديدة:

بعض الشركات بدأت تنظر في تصميم نماذج أكثر كفاءة في استخدام الطاقة والموارد (Efficient AI)، كما تنظر في استخدام تقنيات بديلة مثل الحوسبة الكمومية أو AI على الحافة (Edge AI).

ويختتم حديثه بقوله إن الحرب التجارية تضغط على نقطة الاختناق الكبرى في مسار الذكاء الاصطناعي، وهي “الرقائق”، مما يؤدي إلى إبطاء التقدم عالميًا، وتعميق الفجوة التكنولوجية، وتحفيز سباق جديد نحو السيادة الرقمية

 

مقالات مشابهة

  • اطلاق مجموعة العمل الإنساني في السودان (هاس)
  • الرقائق.. والذكاء الاصطناعي تفتح أبواب الصراع العالمي بين أمريكا والصين
  • مآلات الصراع على السلطة في جنوب السودان .. هل ينجح سلفاكير في إقصاء مشار من المشهد؟
  • المجتمع الدولي وإدمان الفشل حول السودان
  • المفارقات في المشهد السوداني!
  • السودان مأساة لا تنتهي: آلاف النازحين يصلون شمال دارفور هربًا من قوات حميدتي
  • يجب منح الجهاز صلاحيات جديدة تتناسب مع حالة الحرب وتتلاءم مع طبيعة المهددات الأمنية التي تهدد السودان
  • برلمان موريتانيا يعلن موقفه من الصراع في السودان
  • من شمال بحري الى جنوب الجزيرة!
  • السودان… حرب تُدار بالذهب والولاءات لا بالبنادق