طهران- شهد تأبين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهم في صالة المؤتمرات الدولية بالعاصمة طهران، أمس الأربعاء، حضور وفود على مستويات مختلفة، ومشاركة قادة وكبار المسؤولين من 68 دولة.

ونقل، اليوم الخميس، جثمان الرئيس الراحل من طهران إلى مدينة بيرجند، حيث كان قد انتخب ممثلا عنها في مجلس الخبراء، إلى مسقط رأسه في مدينة مشهد شمالي شرقي البلاد، ليوارى الثرى في جوار مرقد الإمام الثامن لدى الشيعة علي بن موسى الرضا.

كما شُيع اليوم جثمان وزير الخارجية الراحل من مبنى الوزارة إلى مقام شاه عبد العظيم جنوبي طهران، حيث ووري الثرى.

وزير الدولة ووزير الخارجية السعودي يشاركان في مراسم عزاء الرئيس الإيراني ووزير خارجيته (الخارجية السعودية) حضور وغياب لافت

وعلى المستوى الخليجي، جاء التمثيل القطري على أعلى مستوى، حيث حضر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني مراسم الجنازة، والتقى بعد ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي، في حين فاق التمثيل السعودي التوقعات بحضور كلٍ من مستشار العاهل السعودي وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء منصور بن متعب، ووزير الخارجية فيصل بن فرحان.

وكان حضور وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني لافتا، في ظل القطيعة بين البلدين منذ مطلع عام 2015 وإغلاق السفارة البحرينية في طهران. وعلمت الجزيرة نت من مصادرها أن ترتيبات زيارة وزير الخارجية البحريني تمت من خلال السفارة العُمانية، التي استقبلت بدورها الوزير والسفير البحريني في مسقط.

كما حضر الجنازة وزير خارجية الكويت عبد الله علي اليحيا، ووفد إماراتي برئاسة وزير الخارجية عبد الله بن زايد آل نهيان، ووفد عُماني برئاسة وزير الإعلام عبد الله الحراصي.

وحضر رئيس المجلس الشعبي الجزائري إبراهيم بوغالي، وشارك في التأبين وزير الخارجية المصري سامح شكري، إذ كانت هناك محاولات لوزير الخارجية الإيراني الراحل عبد اللهيان لتحسين العلاقات بين البلدين.

وعربيا أيضا، حضر الرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية، والتقوا جميعهم المرشد الأعلى خامنئي.

وحضر كذلك وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بينما أعلنت أنقرة عن توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إيران، اليوم الخميس، لحضور مراسم دفن الرئيس الإيراني الراحل.

وبينما حضر رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس، كان من اللافت غياب الرئيس السوري بشار الأسد، وسط تكهنات بتوتر العلاقة بين البلدين، لكنه قال إنه سيزور طهران في أقرب فرصة لتقديم واجب العزاء.

إثبات المكانة

في السياق، قال الخبير السياسي برديا عطاران إنه رغم العقوبات الأجنبية المفروضة على إيران، فإنها أثبتت أنها ذات قدرة إقليمية وأحيانا دولية، ولها علاقات جيدة وعلى مستويات مختلفة مع دول المنطقة، ولا يمكن حصرها في زاوية منعزلة، مثل كوريا الشمالية.

وأوضح للجزيرة نت أن إيران لها علاقات اقتصادية كبيرة مع العراق، ولها حضور أمني وسياسي مباشر في جنوب الخليج، كما أنها حاضرة بشكل غير مباشر في التطورات الجيوسياسية في غرب آسيا، مشيرا إلى موقع إيران الجيوسياسي الذي يلقي بالمسؤولية على طهران لتؤدي دورا في مختلف القضايا.

ورأى عطاران أن حضور الوفود العربية والإقليمية والأفريقية يُظهر أنه لا يمكن حذف إيران من التأثير في غرب آسيا، لا سيما أن هناك بلدانا كانت تجري العلاقات معها نحو التحسن، وتابع أن بعض البلدان كان حضورها لافتا، مثل مصر والبحرين والأردن وتونس، واستغلت الفرصة بشكل جيد لتظهر حسن نياتها ورغبتها بتحسين العلاقات.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية علي رضا تقوي نيا إن إيران بلد مهم ومؤثر ومقتدر في المعادلات الإقليمية والدولية، لذا فإن العقوبات الأميركية لم تؤثر على المستوى السياسي لها، واقتصر تأثيرها على الاقتصاد.

وأضاف للجزيرة نت أن دول المنطقة والشرق تهتم بالعلاقات الجيدة مع إيران بسبب موقعها الجغرافي، وإمكاناتها في مجال الطاقة، ودورها المؤثر على المعادلات في غرب آسيا.

ووضح تقوي نيا أن الحديث عن إيران يتضمن حلفاءها أيضا، وهذا يضاعف من تأثيرها، ويفسر الحضور الرفيع للوفود العربية والعالمية، ورأى أن البلدان العربية قررت تحسين العلاقات مع إيران، وأن حضور وفودها أثبت ذلك، مما يعني تراجع تأثير العقوبات الأميركية، حسب وصفه.

رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية يلقي كلمة في أثناء حضوره صلاة الجنازة على الرئيس الإيراني (الأناضول) تطورات إيجابية

من جانب آخر، أشار الباحث في العلاقات الدولية برهام بور رمضان إلى أن إيران كانت في الفترة الأخيرة تتفاوض مع الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، معتبرا أن مستوى التمثيل السعودي والبحريني في ظل المباحثات الإيرانية مع واشنطن يُظهر أن الأيام القادمة تحمل تطورات إيجابية بشأن علاقات إيران الخارجية.

وعدّ الباحث، في حديث مع الجزيرة نت، حضور وزير الخارجية المصري تطورا إيجابيا في مسار محاولات تحسين العلاقات بين البلدين، لا سيما أنه بعد الثورة الإيرانية عام 1979 اتجهت العلاقات بين البلدين نحو التوتر ولم تستقر.

وعلى هامش مراسم دفن جثمان الرئيس الراحل، عُقد اجتماع بحضور مجموعة من وفود "فصائل المقاومة"، من فلسطين ولبنان واليمن، وبحضور القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، وقائد فيلق القدس إسماعيل قآني.

وحسب وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري، فقد ناقش اللقاء آخر الأوضاع السياسية والاجتماعية والعسكرية في غزة، وعملية طوفان الأقصى ودور جبهة المقاومة، و"مواصلة الجهاد والنضال حتى تحقيق النصر الكامل للمقاومة الفلسطينية في غزة"، وبمشاركة كافة فصائل وجبهات المقاومة في المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرئیس الإیرانی وزیر الخارجیة بین البلدین

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: مصر مستعدة للمشاركة في إقامة السدود مع دول إفريقيا

أكد بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، أن الدولة المصرية بكافة أجهزتها، جاهزة، وفق آليات تم استحداثها لتطوير العلاقات مع دول القارة الإفريقية بشكل عام، ومع الكاميرون بشكل خاص. 

وقال بدر عبد العاطي، خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر صحفي مع نظيره الكاميروني، إن هناك أهمية كبيرة للدولة في تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية الشقيقة في مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية ومجالات التدريب.

وتابع وزير الهجرة قائلاً إننا نسعى لمزيد من تطوير العلاقات مع القارة الإفريقية، مؤكداً أن الرئيس السيسي صدَّق على القانون الخاص بوجود آلية لضمان الصادرات والاستثمار في إفريقيا، وهي آلية تهدف إلى تشجيع القطاع الخاص المصري على الاستثمار في إفريقيا.

وأشار بدر عبد العاطي إلى أنه ستكون هناك مشروعات مائية مع دول حوض النيل الجنوبي، حيث تحرص مصر على دعم عملية التنمية في تلك الدول، بما في ذلك إقامة السدود، دون أن تسبب أي ضرر لمصر.

 

مقالات مشابهة

  • وزير الإسكان: المدن الجديدة تواصل استقبال الوفود الأجنبية المشاركة بالمنتدى للاطلاع على التجربة العمرانية المصرية
  • وزير الإسكان: المدن الجديدة تواصل استقبال الوفود المشاركة في المنتدى الحضري
  • وزير الإسكان: المدن الجديدة تواصل استقبال الوفود الأجنبية المشاركة بالمنتدى الحضري العالمي
  • وزير الخارجية يناقش المستجدات الإقليمية مع مستشارة الرئيس الفرنسي للشرق الأوسط
  • وزير الخارجية: مصر مستعدة للمشاركة في إقامة السدود مع دول إفريقيا
  • وزير الخارجية يتلقى رسالة من «الكاميرون» إلى الرئيس السيسي
  • وزير الخارجية: هناك توافق بشأن دفع وتطوير العلاقات بين مصر وهولندا
  • وزير الخارجية يعقد اجتماعاً افتراضياً مع نظيره الدنماركي
  • الوفود المشاركة في بطولة العالم الـ34 للرماية تغادر القاهرة
  • الوفود المشاركة في بطولة العالم الـ34 للرماية 2024 تغادر القاهرة