موسكو ستريسا (إيطاليا) "أ ف ب": حثت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين الخميس وزراء مجموعة السبع المجتمعين في إيطاليا على العمل على "خيارات أكثر طموحا" لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا.

ويجتمع الوزراء ومحافظو البنوك المركزية في المجموعة في ستريسا، على ضفاف بحيرة ماجوري بشمال إيطاليا، للتحضير لقمة رؤساء دول مجموعة السبع الشهر المقبل في بوليا.

وعلى جدول الأعمال خطة لتمويل المساعدات الحيوية لأوكرانيا باستخدام الفوائد الناتجة عن أصول البنك المركزي الروسي البالغة 300 مليار يورو (325 مليار دولار) المجمدة من قبل مجموعة السبع وأوروبا.

واتخذ الاتحاد الأوروبي الخطوة الأولى نحو الاتفاق هذا الشهر على مصادرة عائدات الأصول الروسية المجمدة لتسليح أوكرانيا، وهي مكاسب ستراوح بين 2,5 و3 مليارات يورو (2,7 إلى 3,3 مليار دولار) سنويا.

ورحبت يلين في مؤتمر صحفي قبل الاجتماع بهذه الخطة، ولكنها قالت "علينا أيضا أن نواصل عملنا الجماعي بشأن خيارات أكثر طموحا، مع الأخذ في الاعتبار جميع المخاطر ذات الصلة والعمل معا".

وبحسب يلين فإنها تريد تقديم "خيارات ملموسة" لزعماء مجموعة السبع، وأضافت " الفشل في اتخاذ إجراءات إضافية ليس خيارا - ليس لمستقبل أوكرانيا وليس لاستقرار اقتصاداتنا وأمن شعوبنا".

واقترحت الولايات المتحدة منح أوكرانيا، التي تحارب الغزو الروسي منذ أكثر من عامين، ما يصل إلى 50 مليار دولار على شكل قروض مضمونة بهذه الفائدة.

ولم تنجز بعد تفاصيل الخطة الأمريكية، بما في ذلك الجهة التي ستصدر الدين - الولايات المتحدة وحدها أم دول مجموعة السبع ككل.

لكنها ستكون بمثابة أساس لمناقشات مجموعة السبع، وفقًا لمصدر بوزارة الخزانة في إيطاليا، التي تستضيف محادثات ستريسا، بصفتها رئيسة مجموعة السبع هذا العام.

وقال المصدر إن الاقتراح الأمريكي هو "وسيلة مثيرة للاهتمام للمضي قدما" لكن "أي قرار يجب أن يكون له أساس قانوني متين".

ويشكل الوقت أهمية بالغة، حيث أن بطء وصول المساعدات الأوروبية إلى كييف، وشبه توقف المساعدات الأمريكية لعدة أشهر أثناء المشاحنات الداخلية في واشنطن، كانت سببا في إجهاد قدرات أوكرانيا، ما سمح لروسيا باستعادة زمام المبادرة على الأرض.

وبالإضافة إلى الولايات المتحدة وإيطاليا، تضم مجموعة السبع بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا واليابان.

نزاعات قانونية

وكانت يلين دعت سابقا إلى حل جذري يتمثل بمصادرة الأصول الروسية ذاتها.

لكن شعرت الدول الأوروبية بالقلق من حصول سابقة في القانون الدولي وخطر حدوث نزاعات قانونية خطرة مع موسكو.

ولم يخف جانكارلو جورجيتي، وزير الاقتصاد الإيطالي، تعقيدات القضية.

وأكد أن روما ستكون "وسيطا نزيها" في المناقشات لكنه قال إن المهمة "حساسة للغاية".

في ابريل الماضي، أرسلت موسكو تحذيرا مبطنا إلى إيطاليا بصفتها رئيسة مجموعة السبع، عبر قرار بوضع اليد على الفرع الروسي لمجموعة أريستون الإيطالية "ردا على أعمال عدائية ومخالفة للقانون الدولي مارستها الولايات المتحدة ودول أجنبية أخرى انضمت إليها".

ويحذر خبراء من أن أي إجراء آخر لمجموعة السبع ضد روسيا قد يؤدي إلى إجراءات رد مماثلة تضرب الشركات الأوروبية الأخرى التي لا تزال تعمل هناك.

في مارس الماضي، هددت روسيا الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات قانونية "تدوم لعقود" إذا استخدمت عائدات أصولها المجمدة لصالح أوكرانيا، ووصفت ذلك بأنه "سرقة".

وقال جون كيرتون مدير مجموعة أبحاث مجموعة السبع في جامعة تورنتو لوكالة فرانس برس إن الاستفادة من الفوائد على الأصول الروسية فقط "من شأنها أن تقلل إلى حد كبير من المشاكل القانونية".

وأضاف "من الناحية القانونية، لن يكون ذلك بمثابة مصادرة للأصول".

ورحبت فرنسا الأربعاء بالخطة الأمريكية، قائلة إنها تأمل في أن يتوصل وزراء المال في مجموعة السبع إلى اتفاق هذا الأسبوع.

وقال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير "قدم الأميركيون مقترحات تندرج في إطار القانون الدولي، وسنعمل عليها بشكل علني وبناء".

فائض الانتاج الصيني

فيما يتعلق بفرض مزيد من العقوبات على موسكو، قالت يلين إن اجتماع ستريسا سينظر في "إجراءات إضافية، بما في ذلك فرض المزيد من القيود على وصول روسيا إلى السلع الحيوية لدعم قاعدتها الصناعية العسكرية" وفقا لمقتطفات من خطابها المقرر الخميس.

وبحسب يلين فإن المجموعة ستبحث أيضا في فائض انتاج الصين في مجال التكنولوجيا الخضراء الرئيسية، وهو ما تخشى واشنطن أن يؤدي إلى صادرات رخيصة الثمن ويخنق النمو في أماكن أخرى.

ودعت يلين اليوم إلى تشكيل "جبهة موحدة واضحة" في وجه "فائض الانتاج الصناعي" الصيني الذي يؤدي إلى "اختلال على صعيد الاقتصاد الكلي".

وأشارت "من المهم أن نقوم نحن والأعداد المتزايدة من الدول التي حددت هذا الأمر باعتباره مصدر قلق، بتقديم جبهة واضحة وموحدة".

ضحايا القصف المتبادل

قُتل شخصان اليوم في ضربات أوكرانية على بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا وعلى مدينة بشرق أوكرانيا تسيطر عليها جزئيا القوات الروسية، فيما قضى مدني في زابوريجيا بجنوب أوكرانيا وسبعة على الأقلّ في منطقة خاركيف.

وقُتلت امرأة في قرية كراسنيي فوستوك حين تحطّمت مسيّرة أوكرانية على منزل ودمّرت طابقه العلوي بعدما أسقطتها أنظمة الدفاع الجوي الروسية، حسبما قال حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف على تلغرام.

وتتعرض منطقة بيلغورد بشكل شبه يومي لضربات أوكرانية. وباشرت القوات الروسية في العاشر من مايو هجوما على الجانب الآخر من الحدود في منطقة خاركيف الأوكرانية لتضع حدا لهذه الهجمات خصوصا، على ما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي مدينة خاركيف، قُتل سبعة أشخاص حسبما قال حاكم المنطقة التي تحمل الاسم نفسه أوليغ سينيغوبوف على تلغرام.

وأوضح الحاكم في وقت سابق أن "الشركة المستهدفة بالضربة مدنية، إنها مطبعة عادية"، مشيرا إلى إصابة 16 شخصا بجروح.

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على منصة إكس الخميس أن " الروس يستفيدون من أن أوكرانيا لا تتمتّع بحماية كافية في مجال الدفاع الجوي".

وأضاف "الضعف ليس ضعفنا إنما ضعف العالم الذي لا يجرؤ على معاملة الروس كما يجب".

في زابوريجيا بجنوب أوكرانيا، قُتل مدني يبلغ 74 عاما بضربة أثناء عمله في باحة منزله في قرية مالا توكماتشكا، بحسب الحاكم إيفان فيدوروف.

وفي منطقة دونيتسك الأوكرانية التي تسيطر عليها جزئيا قوات موسكو، قُتل رجل الخميس عندما تعرّضت سيارته لضربة أوكرانية في مدينة غورليفكا، حسبما قال رئيس البلدية المعيّن من السلطات الروسية إيفان بريخودكو على تلغرام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأصول الروسیة مجموعة السبع

إقرأ أيضاً:

اقتربت على النهاية.. تطورات الحرب الروسية الأوكرانية| ماذا يحدث؟

دعا اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، روسيا إلى الموافقة على وقف إطلاق النار على خلفية استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، بشروط متساوية وتنفيذ الاتفاق بالكامل.

تطورات الحرب الروسية الأوكرانية 

وجاء في مسودة البيان التي تمت نشر مقتطفات منها: "دعت أعضاء مجموعة السبع روسيا إلى المقابلة بالموافقة على وقف إطلاق النار بشروط متساوية وتنفيذه بالكامل"، وفقًا لموقع «روسيا اليوم» الإخباري.

وأضافت: "أكد الأعضاء أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يتم احترامه، وشددوا على الحاجة إلى ترتيبات أمنية قوية وموثوقة لضمان أن تتمكن أوكرانيا من ردع أي أعمال عدوانية جديدة والدفاع ضدها".

ووفقًا لثلاثة مسؤولين من مجموعة دول السبع فإن الدبلوماسيين توصلوا إلى اتفاق على بيان مشترك يهدف إلى إظهار الوحدة، بعد أسابيع من التوتر بين حلفاء الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بشأن تغييره للسياسات الغربية في التجارة والأمن والملف الأوكراني.

وأوضح الدبلوماسيون أن البيان، وهو وثيقة شاملة تتناول قضايا جيوسياسية من جميع أنحاء العالم، لا يزال بحاجة إلى موافقة الوزراء قبل اختتام المحادثات صباح الجمعة.

واجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي)، في بلدة لا مالباي السياحية النائية، الواقعة على تلال كيبيك، يومي الخميس والجمعة، في اجتماعات كانت تحظى في السابق بإجماع واسع.

ولكن في الفترة التي سبقت أول اجتماع لمجموعة السبع برئاسة كندا، واجه صياغة بيان ختامي متفق عليه صعوبة بسبب الخلافات حول الصياغة المتعلقة بأوكرانيا والشرق الأوسط، ورغبة واشنطن في صياغة أكثر صرامة تجاه الصين.

وأمس، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن موسكو توافق على المقترحات بشأن إنهاء الأعمال القتالية، مبينا أن هذا الموافقة تنطلق من مبدأ أن ذلك ينبغي أن يؤدي إلى سلام طويل الأمد، ويزيل أسباب الأزمة.

وفي في 11 مارس الحالي، جرت مفاوضات بين وفدين أمريكي وأوكراني في مدينة جدة السعودية، وأعربت أوكرانيا في بيان مشترك صدر من قبل الأطراف، عن استعدادها لقبول الاقتراح الأمريكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، وأن واشنطن سترفع على الفور التوقف عن تقديم المعلومات الاستخباراتية وتستأنف تقديم المساعدة إلى كييف.

الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتمل

في هذا الصدد قال أحمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتمل في ظل ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة أنه تبنى إنهاء هذه الحرب قبل أن يفوز بالانتخابات الرئاسية، وذلك لعلاقاته مع الرئيس الروسى بوتين، لكن الأهم في اعتقادى أن روسيا أيضا رغم تحقيقها انتصارات في أرض الميدان وتتفاوض من واقع القوة إلا أنها ترغب في إنهاء هذه الحرب، بما يحقق شروطها، والولايات المتحدة في ظل حكم ترامب تريد أن تنهى الحرب لكن بمقابل، والمقابل هو صفقة المعادن النادرة التي يحص الرئيس ترامب على عقدها مع أوكرانيا، لكن في الوقت ذاته، هناك اعتبارات سياسية للولايات المتحدة أخرى خاصة أنها ترى ضرورة مواجهة التحالف الاستراتيجيى الكبير الذى عظم بعد هذه الحرب بين الصين وروسيا.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد": لكن الصراع الفلسطيني الإسرائيلى له خصوصية خاصة في ظل دعم الولايات المتحدة اللامحدود لإسرائيل وارتباطه باللوبى الصهيونية وبمعتقدات دينية واستعمارية تتجلى منذ بدء هذا الصراع، لكن تسوية في أوكرونيا ستكون بمثابة بادرة لأمل على الأقل لإنهاء الحرب على غزة، من خلال تنفيذ وقف إطلاق النار من خلال الضغط على إسرائيل لتنفيذ المرحلة الثانية.

مصر وموقفها من الحرب الروسية الأوكرانية 

وأكدت مصر في بيان لوزارة الخارجية،  أهمية الحلول السياسية للأزمات الدولية، تعليقا على المشاورات التي استضافتها السعودية خلال الأيام الماضية في محاولة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022.

وقالت وزارة الخارجية: "تابعت مصر باهتمام المشاورات التي جرت في المملكة العربية السعودية لمحاولة التوصل لتفاهمات تفضي إلى إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية". 

وأضافت الخارجية في بيانها: "لطالما ظلت مصر على مدار عقود طويلة تؤكد على ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية والاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة ومختلف مبادئ القانون الدولي، باعتبارها المرجعيات الرئيسية التي يرتكز عليها النظام الدولي والمبادئ الأساسية الراسخة التي تحكم العلاقات الدولية، وإيمانا منها بأن تسوية النزاعات بالطرق السلمية ومعالجة جذورها هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار والسلام".

وتابعت: "من هذا المنطلق شاركت جمهورية مصر العربية في المبادرات العربية والأفريقية ومبادرة "أصدقاء السلام"، وتعرب عن دعمها لكل مبادرة وجهد يهدف إلى إنهاء الأزمة، وتؤكد في هذا الصدد على ضرورة ترسيخ الحلول السياسية كقاعدة رئيسية لتسوية الأزمات الدولية، وهو ما انعكس في الانخراط المصري في عدد من المبادرات التي كانت تهدف إلى تسوية الأزمة، ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر ۲۰۲۲ لأهمية إيجاد تسوية سلمية لهذه الأزمة في ظل تداعياتها الإنسانية والاقتصادية والأمنية".

وأوضحت أنه من هنا، فإن التوجهات الحالية، بما في ذلك توجهات الإدارة الأمريكية، الداعية لإنهاء الحروب والصراعات في أنحاء العالم، وبالأخص في الشرق الأوسط، من شأنها أن تعطي قوة دفع وبارقة أمل في إنهاء المواجهات العسكرية المختلفة التي تستشري في مناطق عدة في أنحاء العالم، عبر تسويات سياسية عادلة تحظى بالتوافق الدولي تأخذ في الاعتبار مصالح أطرافها، بما في ذلك اتصالا بالقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط.

واختتمت الخارجية بيانها بالقول: "لقد عانت الإنسانية طويلا من ويلات الحروب والصراعات، وقد آن الأوان للبرهنة لشعوب العالم بأننا نعيش بالفعل في عالم تسوده قيم التحضر والتسامح والتفاهم والعدالة، من خلال التغلب على التوجهات الأحادية التي تشعل الخصومات المدمرة، والسمو إلى المبادئ الإنسانية المشتركة بما يعطي الأمل في غد أفضل للبشرية".

مقالات مشابهة

  • اقتربت على النهاية.. تطورات الحرب الروسية الأوكرانية| ماذا يحدث؟
  • غير واردة..ميلوني: لا قوات من إيطاليا إلى أوكرانيا
  • مجموعة السبع تدعو للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة
  • تقارب أمريكي أوروبي بشأن هدنة أوكرانيا
  • "دون معوقات".. مجموعة السبع تدعو لاستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • مجموعة السبع تدعو لاستئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • "أ ف ب": مجموعة السبع تتوعد روسيا بعقوبات جديدة إذا لم تدعم الهدنة في أوكرانيا
  • وزراء خارجية مجموعة السبع يجتمعون في كندا.. أبرز الملفات المطروحة
  • عمدة موسكو: الدفاع الجوي تصدى لهجوم 4 مسيرات باتجاه العاصمة الروسية
  • إيطاليا تستدعي السفير الروسي احتجاجًا على تصريحات موسكو ضد الرئيس ماتاريلا