فرصة ذهبية لتطوير المنظومة الصحية وتحسين جودة الخدمات
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
لا شك أن الحق فى الصحة يأتى على رأس الحقوق الاجتماعية التى تُشكل المقومات الأساسية للمجتمع، وقد حرصت الدساتير المتعاقبة على كفالة التزام الدولة بتقديم الخدمات والرعاية الصحية للمواطنين، وهو ما أكدته المادة (18) من الدستور الحالى بأن لكل مواطن الحق فى الصحة وفى الرعاية الصحية المتكاملة وفقًا لمعايير الجودة، وتكفل الدولة الحفاظ على مرافق الخدمات الصحية العامة التى تقدم خدماتها للشعب ودعمها والعمل على رفع كفاءتها، وانتشارها الجغرافى العادل.
وفى ضوء هذا الالتزام الدستورى، جاء مشروع القانون الذى قدمته الحكومة إلى البرلمان فى شأن تنظيم منح التزام المرافق العامة لإنشاء وإدارة وتشغيل وتطوير المنشآت الصحية، وشهد مناقشات موسعة ومستفيضة تحت قبة البرلمان، إذ إنه يفتح الباب لمشاركة القطاع الخاص والأهلى فى إدارة وتشغيل وتطوير المنشآت الصحية، وبالتالى هنا الهدف واضح بما يؤدى إلى تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والعمل على رفع كفاءتها وانتشارها الجغرافى العادل، مع وضع ضمانات لحفظ الحقوق العامة بما يتفق مع أحكام الدستور خاصة المادة (32) التى تنص على منح التزام المرافق العامة لمدة لا تتجاوز خمسة عشر عاماً بناء على قانون.
لذلك برزت الحاجة إلى استصدار قانون ينظم آلية منح التزام المرافق العامة لانشاء وإدارة وتشغيل المنشآت الصحية أو إدارة وتشغيل وتطوير المنشآت الصحية القائمة بما يسمح للقطاعين الخاص والأهلى تولى ذلك، فهذا المشروع بقانون يحدد ماهية المنشآت الصحية محل الالتزام والقواعد والإجراءات العامة الحاكمة لمنح الالتزام بما يتوافق مع أحكام الدستور وأهمها الحفاظ على المنشآت الصحية وما تشتمل عليه من تجهيزات وأجهزة طبية لازمة لتشغيلها، وجعلها صالحة للاستخدام طوال مدة الالتزام، والالتزام فى تقديم الخدمات الصحية بأحكام القوانين والقرارات المطبقة على المنشآت الصحية، وكذا المنظمة لتقديم الخدمات المكملة التى تعمل بها.
المشروع يلزم بأن تسرى على المنشآت الصحية محل الالتزام التشريعات ذات الصلة والشروط والمواصفات المطبقة على المنشآت الطبية الخاصة، وذلك حتى يتم إحكام الرقابة على جودة الخدمات الطبية المقدمة من جانب المنشأة الصحية خلال مدة الالتزام، وأوجب حال قيام الملتزم بإغلاق المنشأة الصحية محل الالتزام وعند انتهاء مدة الالتزام ضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية اللازمة للمرضى، كما نص على ألا تقل مدة الالتزام عن 3 أعوام ولا تزيد على 15 عاماً، مع أيلولة جميع المنشآت الصحية بما فيها من تجهيزات وأجهزة طبية لازمة لتشغيلها إلى الدولة فى نهاية مدة الالتزام دون مقابل وبحالة جيدة، بالتالى توضيحا للحقائق ودرءا للشائعات المغرضة، هذا القانون لا ينص على بيع المستشفيات الحكومية، والأمر قاصر على تطويرها وتشغيلها وإدارتها، وعدم المساس أو الانتقاص من الخدمات المقدمة للمواطن سواء الخدمات المجانية المُلزمة بها الدولة أو خدمات التأمين الصحى أو غيرها من الخدمات، وكذا عدم الإضرار بحقوق العاملين بهذه المنشآت سواء من الأطباء أو الإداريين أو الخدمات المعاونة.
هذا التشريع يعد تطبيقا حقيقيا لوثيقة سياسة ملكية الدولة وتشجيع مشاركة القطاع الخاص مع الدولة فى التنمية، فلا تنمية بدون صحة جيدة، وأى سعى من الحكومة من أجل تطوير المنظومة الصحية وتحسين جودة خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمواطن هو سعى محمود ندعمه ونسانده، شرط التوازن بين جذب الاستثمار فى القطاع الصحى وضمان توفير كافة الخدمات المقدمة للمواطنين خاصة غير القادرين ومحدودى الدخل وعدم المساس بالخدمات المجانية من قريب أو بعيد، والحفاظ على الخدمات المحدد سعرها من قبل.
هناك مشاكل وتحديات فى تطبيق قانون التأمين الصحى الشامل بسبب الحاجة إلى بنية تحتية مؤهلة للمستشفيات، ومشاكل تتعلق بهجرة الأطباء والأجور ورفع كفاءة الوحدات الأولية، وهناك مستشفيات عديدة فى مختلف المحافظات عبارة عن مبانى وإنشاءات فقط وغير مجهزة، وهناك نحو 500 مستشفى من مستشفيات التكامل غير مجهزة للتشغيل وأصول غير مستغلة، وفى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة الحكومة غير قادرة على تدبير التمويل اللازم لتشغيلها وتطويرها وتأهيلها، بالتالى تتأكد أهمية مشاركة القطاع الخاص فى تطوير وتشغيل وإدارة هذه المنشآت الصحية، وهو ما سيساهم فى تسريع وتيرة تطبيق التأمين الصحى الشامل من ناحية، وتحسين كفاءة إدارة المنشآت الصحية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمرضى، والمساهمة فى توسيع نطاق تقديم الخدمات الصحية، خاصة فى المناطق النائية أو التى تعانى من نقص فى الخدمات الصحية الحكومية، وجذب الاستثمارات فى مجال الرعاية الصحية، ما يُتيح توفير أحدث التقنيات الطبية والمعدات والأجهزة الطبية، هذا إلى جانب تطوير البنية التحتية للمنشآت الصحية، ومشاركة القطاع الخاص فى تمويل مشاريع بناء وتطوير المنشآت الصحية، ما يُخفف العبء عن الموازنة العامة للدولة.
لذا هذا القانون فلسفته جيدة إلا أن نجاح أى فكرة أو مشروع لا يتوقف على مجرد إعداد تشريع، وإنما رهين بتطبيق وممارسات سليمة على أرض الواقع، بما يضمن عدم المساس بجودة الخدمات المقدمة للمرضى، والحفاظ على مبدأ العدالة فى الحصول على الخدمات الصحية، ومنع استغلال المرضى من خلال فرض رسوم عالية، وحماية حقوق العاملين فى المنشآت الصحية.
ووجود إطار قانونى واضح ينظم مشاركة القطاع الخاص فى إدارة المنشآت الصحية، أمر ضرورى، مع وجود رقابة حكومية لضمان تقديم الخدمات وجودتها والتسعير العادل وعدم الإخلال بشروط الالتزام.
ختاماً.. أؤكد أننا أمام فرصة ذهبية لاستغلال موارد وأصول الدولة فى المنشآت الصحية غير المستغلة أو التى تحتاج إلى التطوير والتأهيل، وزيادة الإنفاق على قطاع الصحة دون تحميل موازنة الدولة أعباء، فرصة لتأهيل وتطوير البنية التحتية للمنشآت الصحية وتحسين جودة الخدمات الصحية، وتحفيز النمو الاقتصادى والتنمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حازم الجندى الحق فى الصحة الدوله الرعاية الصحية الدستور وتطویر المنشآت الصحیة الصحیة وتحسین جودة الخدمات المقدمة الخدمات الصحیة تقدیم الخدمات القطاع الخاص إدارة وتشغیل جودة الخدمات مدة الالتزام على المنشآت
إقرأ أيضاً:
التأمين الصحي تواصل اجتماعاتها مع أعضاء النواب والشيوخ بمحافظات تطبيق المنظومة
أكدت الهيئة العامة للتأمين الصحي ، تعاملها الإيجابي والسريع مع كافة الشكاوى والاستفسارات التي استقبلتها من نواب مجلسي النواب والشيوخ خلال الفترة الماضية، حيث تم حلها بنسبة 93%، وجار العمل على إنجاز باقي الاستفسارات المتبقية في أقرب وقت.
جاء ذلك خلال الاجتماع الدورى الخامس الذي عقدته الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل مع أعضاء بمجلسي النواب والشيوخ ممثلين عن محافظات المرحلة الأولى بهدف رصد التحديات التي تواجه المواطنين والعمل على سرعة حلها، بما يتيح للمستفيدين من المنظومة الحصول على كافة الخدمات بسهولة ويسر ووفقا لمعايير الجودة.
وأكدت الهيئة أن إجمالي المترددين على المنافذ خلال الفترات المسائية الممتدة حتى الساعة العاشرة مساء تتراوح من 25- 31% من إجمالي المترددين، كما بلغ حجم الخدمات المقدمة للمستفيدين خلال تلك الفترات المسائية والعطلات الرسمية بين 18 - 38% من إجمالي الخدمات المقدمة خلال تلك الفترة.
ونوهت الهيئة بجهودها التوعوية بهدف التنبيه على المُستفيدين غير المُسددين للاشتراكات، بسرعة التوجه لفروع الهيئة لسداد الاشتراكات حتى لا تتراكم المديونية ويستطيعون الحصول على الخدمات غير الطارئة.
وأشارت إلى أنها أرسلت أيضاً لجميع الفروع بالمحافظات نماذج استرشاديه توضح كيفية تقسيط الاشتراكات المتراكمة على المستفيدين لفترات تمتد حتى أكثر من ثلاثة سنوات.
وطلب الدكتور إيهاب أبو عيش نائب رئيس الهيئة، من النواب المشاركين في الاجتماع بالمشاركة في تشجيع القطاع الخاص بالمحافظات على الانضمام للمنظومة والاستفادة من التسهيلات الائتمانية المقدمة لهم، مشيرا إلى أن الهيئة ستتجه خلال الفترة المقبلة للتوسع في التعاقد مع صيدليات القطاع الخاص بالمحافظات للدخول في المنظومة، وأنه يتم سداد المستحقات المالية خلال 30 يوماً على أقصى تقدير وليس 60 يوماً كما هو متعارف عليه.
بدوره، قالت مي فريد المدير التنفيذي للهيئة إن الهيئة منفتحة تماما على القطاع الخاص وتعظيم دوره في المنظومة ولذا تسعى دائما لتقديم تسهيلات لتشجيعه على المشاركة بهدف التيسير على المستفيدين، منوهة في ذات السياق باتفاقية إتاحة التمويل منخفض التكلفة التي عقدتها الهيئة مؤخرًا مع البنك الأهلي المصري والنقابة العامة للأطباء، والتي دخلت حيز التنفيذ وتهدف تقديم تسهيلات ائتمانية منخفضة التكلفة لمقدمي الخدمة من القطاع الخاص للدخول في المنظومة.
وقدمت المدير التنفيذي للهيئة، عرضا تفصيليًا عن الإجراءات التي اتخذت مؤخرًا للتعامل مع استفسارات بعض النواب في محافظات التطبيق، ومن بينها توفير موظف يعمل على مدار الساعة بالمنافذ التابعة للهيئة في مجمع الفيروز الطبي بجنوب سيناء، وأيضاً التواصل مع البنك الأهلي وبنك مصر لبحث إمكانية توفير ماكينات صرف آلي داخل أفرع الهيئة في أسوان استجابة لطلب النواب.
وأشارت إلى أنه تم الاستجابة أيضاً لطلبات النواب بشأن التعاقد مع أبناء المحافظة وأبناء نفس المنطقة، على الوظائف التي تحتاجها الهيئة في بعض الفروع التابعة لها، خاصة المنطق البعيدة والمترامية الأطراف التي تفصل بينها مسافات بعيدة مثل جنوب سيناء وأسوان، مؤكدة أن الأولوية دائما في المفاضلة والاختيار بين المتقدمين، تكون لأبناء نفس المحافظة.
من جانبهم، وجه النواب المشاركون في الاجتماع الشكر لقيادات الهيئة ومديري أفرع الهيئة بالمحافظات، على الجهد المبذول في المتابعة الدورية لتحديات المنظومة وإنهاء الاستفسارات المقدمة من المواطنين، وكذا حرصهم على استمرار اللقاء الدوري لبحث تطورات التطبيق على أرض الواقع، والتعامل الفوري مع التحديات التي تواجه المواطنين.
كما أثنى النواب على الخطوة التي اتخذتها الهيئة مؤخراً بشأن استمرار عمل المنافذ التابعة لها في المحافظات خلال فترة الأعياد والعطلات الرسمية على مدار الأسبوع لمساعدة المستفيدين في إنهاء كافة التعاملات والإجراءات الإدارية الخاصة بهم.
فيما عرض النواب عددا من التحديات التي تواجه بعض المستفيدين في المحافظات التي بدأت التطبيق الفعلي، من بينها شكوى بعض المواطنين من عدم إدراج أمراض معينة متعلقة بالأورام وأمراض الدم والتصلب المتعدد، داخل البرتوكولات العلاجية المعتدة داخل للمنظومة، فيما أكدت الهيئة أن طلبات الإجراءات الطبية والأدوية خارج حزمة الخدمات والأدوية المعتمدة، تعرض بشكل منفصل على المجلس الاستشاري الطبي الذي يضم قامات طبية متخصصة، وينظر في كل طلب على حده ويتخذ القرار الأنسب لمصلحة المريض.
كما اقترح النواب المشاركون في اللقاء على قيادات الهيئة القيام بجولات تفقدية مفاجئة على بعض المنافذ واختيار عدة ملفات لمرضى بشكل عشوائي لرصد التسلسل الزمني وقت دخول المريض وحتى صرف الدواء، وهل تستغرق تلك الدورة وقتا طويلا وتسبب إرهاقاً لبعض المرضى ام تتم بسهولة ويسر، وأبدت الهيئة استعدادها للقيام بذلك في عدة فروع تابعة لها خلال الفترة المقبلة، وإحاطة السادة النواب بالنتيجة خلال الاجتماع المقبل.
وفي نهاية الاجتماع، أثنى النواب على الجهود المبذولة من قِبل الهيئة لتطوير ودعم المنظومة، وحرصها على التواصل مع ممثلي الشعب والاستماع لمطالبهم واستفساراتهم خاصةً فيما يتعلق بتحسين جودة الخدمات، وتقديم الدعم لفئات غير القادرين، وتلبية احتياجات المواطنين لضمان تحقيق التغطية الصحية الشاملة.
وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، الممثلون عن محافظات المرحلة الأولى، ممن حضروا الاجتماع، هم عفاف زهران عضو النواب، وسيد عبده وأحمد خشانة عضوي الشيوخ عن السويس.. وبهجت الصن عضو النواب عن الأقصر.. وعن محافظة أسوان خالد العوني عضو مجلس الشيوخ، ونيفين حمدي عضو وحسن خليل وأحمد صالح وعلي البدري الملاوي أعضاء مجلس النواب.. وعن بورسعيد محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بالنواب، وأحمد فرغلي وحسن عمار عضوي المجلس.. كما حضر محمد طلبة وأحمد دندش عضوي النواب عن الإسماعيلية، ورمضان إمام عضو مجلس الشيوخ عن المحافظة.. ومن جنوب سيناء سيد عوض عضو النواب.