بوابة الوفد:
2024-12-27@22:36:06 GMT

مطلوب حيًا أو ميتًا

تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT

فى رسالة خطية شديدة اللهجة هدد السناتور الجمهورى ليندسى جراهام، الحليف المتطرف لحكومة الحرب الاسرائيلية المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية المحامى البريطانى، كريم خان، الذى ولد فى أدنبره عاصمة اسكتلندا،  باتخاذ إجراءات عقابية غير مسبوقة ضده وضد قضاة المحكمة إذا قرر المساس بالمسئولين الاسرائيليين، لكنه تجاهل هذا التهديد الوقح ولأول مرة يقرر مسئول دولى أن يتحدى الخطوط الحمراء بأن يمضى قدماً بثبات نادر فى تحقيق مبدأ العدالة الغائبة لما يقرب من قرن فعصابة الهاجاناة الإرهابية عاثت فى فلسطين التاريخية فساداً وارتكبت أفظع جرائم الحرب ضد المدنيين العزل وكانت هى فيما بعد النواة الرئيسية لجيش الاحتلال الذى استمر على نفس النهج عقود، وظل الغرب بقيادة الولايات المتحدة يحمى انتهاكات هذا الكيان الغاصب من المسائلة القانونية حتى تيقن الجميع أن هذه الدولة المارقة فوق القانون الدولى وأن العدالة الغربية الزائفة تتحقق فقط على الضعفاء
بالرغم من أن واشنطن لم تنضم إلى معاهدة روما التى بموجبها أنشئت المحكمة الجنائية الدولية، إلا أنها كانت صاحبة الكلمة العليا فى معظم قراراتها التاريخية، لذا كانت التقديرات الاسرائيلية مطمئنة إلى براجماتية خان بسبب تاريخه الطويل فى قبول الدفاع عن مجرمين حرب سابقين ارتكبوا جرائم بشعة ضد الانسانية، أمثال الدكتاتور الليبيرى تشارلز تايلور، ويليام روتو نائب الرئيس الكينى، وسيف الإسلام القذافى، لكن مؤخراً يبدو أن خان تاثر بشخصية أحمد زكى فى فيلم ضد الحكومة وتبدل من النقيض إلى النقيض، فكانت زيارته إلى معبر رفح هى نقطة التحول بعدما شاهد مدى التعنت والجبروت للجيش الاسرائيلى فى منع عبور شاحنات المساعدات الغذائية والطبية إلى الجوعى والمرضى المحاصرين، وهنا تيقظ ضميره من السبات العميق وتذكر معاناة أهله من الطائفة الأحمدية الذين أجبروا صاغرين على النزوح من باكستان.


تصرف خان المفاجئ والشجاع وضع واشنطن وحلفائها فى مأزق أخلاقى كبير، فهم لن يستطيعوا بعد اليوم التباهى بالقيم الحضارية الغربية التى تدعى احترامها لحقوق الإنسان لاسيما بعد الإشادة بموقفه من ويلات الحرب الأوكرانية وإصداره منذ أسابيع قليلة مذكرة اعتقال للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وهنا تتجلى فضيحة ازدواجية المعايير الغربية!!
مما لاشك فيه أن إصدار مذكرة اعتقال نتنياهو و جالانت لحظة فارقة فى مصير النظام العالمى المهترئ، فقد فاض الكيل بالجميع وأضحى أن هناك من يستطيع التمرد على كل هذا الظلم والطغيان فهذه مجرد بداية سيتمخض عنها نظام جديد متعدد الأقطاب ترونه بعيدا وأراه قريباً، فقط علينا تذكر النهاية المشئومة للمقبور السفاح آرييل شارون صاحب التاريخ الأسود فى مجازر صبرا وشاتيلا، الذى دخل فى غيبوبة طويلة استمرت لمدة 8 سنوات منذ 2006 إثر تعرضه لجلطة دماغية قاتلة لقى بعدها حتفه غير مأسوفاً عليه، فقد مات معزولا ذليلا مشلولا، حيث أصبحت دماغه فى حجم البرتقالة وكان مثل من سبقه من عتاة الإجرام، مثواه النسيان حتى من أقرب الناس إليه، وبقيت ذكراه السيئة فى مزبلة التاريخ، أتوقع أن تلميذه النجيب سيلقى مصير أسوأ بكثير وسيصبح قريبا مطلوب حياً أو ميتاً ليكون عبرة لمن يعتبر، فهذا المتغطرس الفاشى وصل إلى حافة جنون العظمة لا يلقى بالاً لكل القوى الدولية ويتعامل مع حلفائه بمنتهى الغرور والصلف ويعتقد أنه قادر على تسيير مقادير الكون وهذه هى اللحظة المناسبة التى تتدخل فيها القدرة الإلهية لتنزل به ما يستحقه من العذاب المهين وهذا وعد غير مكذوب.
«ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رسالة خطية ليندسي جراهام حكومة الحرب الإسرائيلية للمحكمة الجنائية الدولية

إقرأ أيضاً:

كيف يخنق الاحتلال الإسرائيلي الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة؟

يعمل الاحتلال الإسرائيلي على خنق الاقتصاد الفلسطيني، الذي كان يواجه صعوبات عدة حتى قبل انطلاق عملية طوفان الأقصى على يد الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023.

تجميد أموال السلطة الفلسطينية

بدأت محاولات التضييق على الاقتصاد الإسرائيلي بتجميد 789 مليون دولار من أموال المقاصة بحجة استخدامها لدعم الإرهاب، وجرى إصدار قوانين تسمح لعائلات إسرائيلية برفع دعاوى ضد السلطة الفلسطينية، ما يفاقم الأزمة المالية.

إلغاء الخصم الضريبي للعمال الفلسطينيين

قرار الاحتلال إلغاء الخصومات الضريبة أدى إلى زيادة العبء المالي على العمال الفلسطينيين، مع انخفاض عدد العمال في الداخل المحتل من 200 ألف إلى 27 ألف عامل بسبب قيود الاحتلال.

قانون حظر الأونروا

أدى قرار حظر عمل وكالة الأونروا في الأراضي المحتلة إلى توقف خدماتها التعليمية والصحية مفاقما التحديات الاجتماعية والاقتصادية، ويستفيد أكثر من 340 ألف طالب وأكثر من 4 ملايين شخص من خدمات الوكالة.

الاحتلال يخنق الاقتصاد الفلسطيني بالضفة وغزة

وذكرت أحدث بيانات العمل لدى الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، انخفاض عدد العاملين الفلسطينيين في الداخل المحتل والمستوطنات حتى الربع الثاني من عام 2024 إلى حوالي 27 ألفا، بعد أن كان هذا العدد يصل إلى حوالي 200 ألف عامل قبل 7 أكتوبر، وهو الأمر الذي زاد من حدة البطالة في الضفة الغربية.

استمرار الحرب ضد غزة

ويمر على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة أكثر من 442 يومًا وسط ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين إلى أكثر من 150 ألف شخص، أغلبهم من الأطفال والسيدات، وسط محاولات إقليمية ودولية مستمرة لوقف الحرب، فيما ترددت مؤخرًا أنباء عن صفقة قريبة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال لوقف جزئي للحرب.

مقالات مشابهة

  • الاستسلام العربى
  • فشلنا في التأثير على جوارنا الأفريقي منذ بداية الحرب
  • حنان أبوالضياء تكتب: رعب سينما 2024 تحركه الدوافع النفسية ويسيطر عليه الشيطان
  • دبابات البابا
  • قدر مكتوب.. الزناتى: المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن
  • اللواء وائل ربيع: الجيش السوري لم يتلق رواتبه منذ 6 أشهر
  • كيف يخنق الاحتلال الإسرائيلي الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة؟
  • فى ندوة "سوريا ومستقبل المنطقة".. الزناتى: الدول العربية تعيش على صفيح ساخن
  • مصطفى الفقي: أوباما كان سيلقي خطابه في مصر من جامعة الأزهر وليس القاهرة
  • فخ العسل والموت .. فى بلاط صاحبة الجلالة