فى رسالة خطية شديدة اللهجة هدد السناتور الجمهورى ليندسى جراهام، الحليف المتطرف لحكومة الحرب الاسرائيلية المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية المحامى البريطانى، كريم خان، الذى ولد فى أدنبره عاصمة اسكتلندا، باتخاذ إجراءات عقابية غير مسبوقة ضده وضد قضاة المحكمة إذا قرر المساس بالمسئولين الاسرائيليين، لكنه تجاهل هذا التهديد الوقح ولأول مرة يقرر مسئول دولى أن يتحدى الخطوط الحمراء بأن يمضى قدماً بثبات نادر فى تحقيق مبدأ العدالة الغائبة لما يقرب من قرن فعصابة الهاجاناة الإرهابية عاثت فى فلسطين التاريخية فساداً وارتكبت أفظع جرائم الحرب ضد المدنيين العزل وكانت هى فيما بعد النواة الرئيسية لجيش الاحتلال الذى استمر على نفس النهج عقود، وظل الغرب بقيادة الولايات المتحدة يحمى انتهاكات هذا الكيان الغاصب من المسائلة القانونية حتى تيقن الجميع أن هذه الدولة المارقة فوق القانون الدولى وأن العدالة الغربية الزائفة تتحقق فقط على الضعفاء
بالرغم من أن واشنطن لم تنضم إلى معاهدة روما التى بموجبها أنشئت المحكمة الجنائية الدولية، إلا أنها كانت صاحبة الكلمة العليا فى معظم قراراتها التاريخية، لذا كانت التقديرات الاسرائيلية مطمئنة إلى براجماتية خان بسبب تاريخه الطويل فى قبول الدفاع عن مجرمين حرب سابقين ارتكبوا جرائم بشعة ضد الانسانية، أمثال الدكتاتور الليبيرى تشارلز تايلور، ويليام روتو نائب الرئيس الكينى، وسيف الإسلام القذافى، لكن مؤخراً يبدو أن خان تاثر بشخصية أحمد زكى فى فيلم ضد الحكومة وتبدل من النقيض إلى النقيض، فكانت زيارته إلى معبر رفح هى نقطة التحول بعدما شاهد مدى التعنت والجبروت للجيش الاسرائيلى فى منع عبور شاحنات المساعدات الغذائية والطبية إلى الجوعى والمرضى المحاصرين، وهنا تيقظ ضميره من السبات العميق وتذكر معاناة أهله من الطائفة الأحمدية الذين أجبروا صاغرين على النزوح من باكستان.
تصرف خان المفاجئ والشجاع وضع واشنطن وحلفائها فى مأزق أخلاقى كبير، فهم لن يستطيعوا بعد اليوم التباهى بالقيم الحضارية الغربية التى تدعى احترامها لحقوق الإنسان لاسيما بعد الإشادة بموقفه من ويلات الحرب الأوكرانية وإصداره منذ أسابيع قليلة مذكرة اعتقال للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وهنا تتجلى فضيحة ازدواجية المعايير الغربية!!
مما لاشك فيه أن إصدار مذكرة اعتقال نتنياهو و جالانت لحظة فارقة فى مصير النظام العالمى المهترئ، فقد فاض الكيل بالجميع وأضحى أن هناك من يستطيع التمرد على كل هذا الظلم والطغيان فهذه مجرد بداية سيتمخض عنها نظام جديد متعدد الأقطاب ترونه بعيدا وأراه قريباً، فقط علينا تذكر النهاية المشئومة للمقبور السفاح آرييل شارون صاحب التاريخ الأسود فى مجازر صبرا وشاتيلا، الذى دخل فى غيبوبة طويلة استمرت لمدة 8 سنوات منذ 2006 إثر تعرضه لجلطة دماغية قاتلة لقى بعدها حتفه غير مأسوفاً عليه، فقد مات معزولا ذليلا مشلولا، حيث أصبحت دماغه فى حجم البرتقالة وكان مثل من سبقه من عتاة الإجرام، مثواه النسيان حتى من أقرب الناس إليه، وبقيت ذكراه السيئة فى مزبلة التاريخ، أتوقع أن تلميذه النجيب سيلقى مصير أسوأ بكثير وسيصبح قريبا مطلوب حياً أو ميتاً ليكون عبرة لمن يعتبر، فهذا المتغطرس الفاشى وصل إلى حافة جنون العظمة لا يلقى بالاً لكل القوى الدولية ويتعامل مع حلفائه بمنتهى الغرور والصلف ويعتقد أنه قادر على تسيير مقادير الكون وهذه هى اللحظة المناسبة التى تتدخل فيها القدرة الإلهية لتنزل به ما يستحقه من العذاب المهين وهذا وعد غير مكذوب.
«ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رسالة خطية ليندسي جراهام حكومة الحرب الإسرائيلية للمحكمة الجنائية الدولية
إقرأ أيضاً:
الصين تنجح في تفجير أول رأس حربي هيدروجيني غير نووي
نجحت الصين فى إجراء تجربة عسكرية، هى الأولى من نوعها فى العالم، بتفجيرها رأساً حربياً هيدروجينياً غير نووى فى اختبار ميدانى داخل البلاد، وتمكن الرأس الحربى من استثارة سلسلة من التفاعلات الكيميائية المدمرة التى أحدثت بدورها انفجاراً هائلاً فاق فى قوته المتفجرات التقليدية المصنوعة من مادة «تى إن تي».
وكشفت مجلة «ميليترى ووتش» أن القنبلة، الذى بلغت زنتها 2 كيلوجرام، تسببت فى إحداث كرة لهب تجاوزت 1000 درجة مئوية لمدة ثانيتين، وهو ما يعادل 15 ضعفاً لما تحدثه كمية مماثلة من متفجرات مادة الـ «تي إن تي.» مشددة على أن تلك النتائج تعد مضاعفاً للقوة بالنسبة للعديد من التسليحات والذخائر الصينية، بدءاً من الصواريخ الباليسيتية وقذائف المدفعية وصولاً إلى الصواريخ جو- جو.
وقالت المجلة، المعنية بالشؤون العسكرية، إن «معهد 705 للبحوث» التابع لـ «مؤسسة بناء السفن» المملوكة للدولة، قام بتطوير جهاز التفجير الفريد من نوعه، الذى استخدم مخزون الهيدروجين المستند بالحالة الصلبة فى مادة الماغنسيوم، والمعروفة بـ «هيدريد الماغنسيوم» التى تختزن كميات من الهيدروجين أكبر كثيراً من خزان الهيدروجين المضغوط.
وتتم استثارة هذا المركب باستخدام متفجرات تقليدية، التي تتسبب بدورها في حدوث تفكيك حرارى سريع ينجم عنه انطلاق غاز الهيدروجين، الذى يشتعل فى صورة لهب هائل مستدام.
وعلق باحثون فى «معهد 705 للبحوث» على نتائج التجربة بقولهم: «إن انفجارات غاز الهيدروجين يمكن استثارتها بطاقة إشعال ضئيلة، وتتسبب فى تفجيرات واسعة النطاق، وتنطلق منها ألسنة لهب هائلة سرعان ما تنتشر في المحيط الخارجي. ويتيح هذا المزيج السيطرة الدقيقة على شدة التفجيرات، كما تسهم بسهولة فى إحداث تدمير موحد لأهداف موجودة على مساحات شاسعة».
وأشارت المجلة إلى أن الصين هى الدولة الوحيدة فى العالم القادرة على إنتاج مادة «هيدريد الماغنسيوم» بكميات تجارية واسعة النطاق، إذ يمكنها أن تصل بحجم إنتاج تلك المادة إلى أكثر من 150 طناً سنوياُ.
اقرأ أيضاًسفير الصين: العلاقات الاقتصادية بين بكين والقاهرة تعيش عصرها الذهبي
الاقتصاد الصيني ينمو بنسبة 5.4% خلال الربع الأول 2025
الصين تدين الهجمات الإلكترونية الأمريكية على بنيتها التحتية المعلوماتية الحيوية