يوصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه الدامية على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وممارسة جرائمه في مدنية رفح على الحدود المصرية في حين تغض القاهرة النظر عن ذلك بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

ونشرت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية مقالا افتتاحيا الخميس بقلم الكاتب آفي يسسخروف، قال فيه إن السيطرة على رفح لن تجلب لنتنياهو أي نصر، وبالتأكيد ليس مطلقا، ومسيرة "السخافة" في غزة ستؤدي الى أن يعود جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الأماكن التي سبق أن احتلها وخرج منها.



وأضاف كاتب المقال أنه إذا لم تكن هناك تطورات مفاجئة في اللحظة الأخيرة، فبعد بضعة أسابيع، وربما أشهر معدودة، سينهي جيش الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على منطقة رفح، في ضوء ما يبدو كتغيير ذي مغزى في الموقف الأمريكي.

وأشار يسسخروف، إلى أنه لا يوجد الآن معارضة للعملية في رفح، وأن الإدارة سمحت للقوات بالتقدم وإخلاء السكان الفلسطينيين حتى وإن كان بالصمت، كما أن مصر، التي استعرضت العضلات أمام الاحتلال الإسرائيلي في مسألة رفح لا تبدي الآن بوادر مقاومة حقيقية للعملية.


وتابع كاتب المقال إلى أن القاهرة تغض البصر عن العملية في رفح نظرا لما حدث بعد المناورة "النتنة" - على حد وصفه - التي قام بها أحد قادة المخابرات المصرية، أحمد عبد الخالق في إطار المفاوضات مع حماس لتحرير الأسرى لذلك تسعي للعودة لمكانة "الوسيط النزيه".

وأردف يسسخروف أن المشكلة الأكبر لرئيس وزراء الاحتلال نتنياهو هي أنه بعد لحظة من احتلال مدينة رفح سيتعين عليه أن يتصدى للشعار الذي يرفعه هو وأبواقه في كل صوب عن "النصر المطلق"، في واقع الأمر، بعد أن تنتهي رفح سينتهي عصر المناورات البرية الكبرى – على نمط خانيونس، شمال القطاع ومدينة غزة، لكن فضلا عن ذلك لا توجد أي خطوة برية أخرى يمكن التلويح بها لأجل ضمان "النصر المطلق".

وقال يسسخروف، إن نتنياهو ودولة الاحتلال الإسرائيلي كلها سيضطرون لان يتصدوا للواقع الصعب في اليوم ما بعد رفح ولن يكون نصرا، مشيرا إلى أن حماس مازال عدد كبير من أعضاءها في أنفاق لم يصب لهم أذى، وحسب تقدير الاستخبارات الأمريكية فإن نحو 65 في المئة من الأنفاق في غزة لم تصب بأذى، كما يوجد في حوزتهم سلاح كثير، وهم ينجحون في تجنيد غير قليل من النشطاء الجدد في أوساط السكان، وبخاصة من الشباب.


واتبع كاتب المقال، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، سيجد نفسه يغرق أكثر فأكثر في القطاع، ويعود إلى معارك في خانيونس، بني سهيلا، رفح، وبيت حانون وكل تلك المناطق التي خرج منها، كما أن الأسري، لن ينالوا التحرر قريبا دون صفقة كاملة، ولشدة الأسف نتنياهو حتى بعد أن تنتهي الحملة الواسعة في رفح فان هزيمة حماس لن ترى في الأفق.

وقال يسسخروف، إن الطريق الوحيد الذي سيؤدي الانتصار هو قيام بديل سلطوي حقيقي في غزة، بديل يمكنه أن يتحدى حماس ويسمح أيضا بخطوة سياسية أوسع، لكن نتنياهو ليس مستعدا حتى لان ينظر في مثل هذه الإمكانية بسبب الخوف على سلامة حكومة اليمين على المليء - مليء خاصته.

وتابع: "الآن يمكن فقط تخيل ماذا كان سيحصل لو كان أجري قبل بضعة أشهر في إسرائيل بحث جدي في "اليوم التالي". فلئن كان أفضل العقول في دولة الاحتلال الإسرائيلي، والولايات المتحدة وفي أجزاء من العالم العربي – غير المعنيين ببقاء حماس – اجتمعوا معا للتفكير في بديل سلطوي".

وأضاف أنه يمكن لهذا البديل أن يستند إلى قوى عربية، توجد لها اتفاقات سلام مع الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب قوة مسلحة فلسطينية تأخذ أوامرها من السلطة الفلسطينية في رام الله، ينبغي أن نقول بصدق، حماس على ما يبدو ما كانت لتسلم المفاتيح للقطاع وتستسلم، ومع ذلك، فان مواجهة كهذه في القطاع بين قوة فلسطينية / عربية وبين مقاومي حماس كانت ستلحق بحماس ضررا إعلاميا قاسيا، وفي ضوء المشاهد الصعبة من قطاع غزة كانت ستثير غضبا شديدا بين السكان.


واختتم كاتب المقال أن التطبيع مع السعودية وخلق محور حقيقي وذي مغزى في وجه المحور الشيعي الإيراني يمكن أن يؤدي إلى إضعاف قوة حزب الله وسينهي الحرب في الشمال، هو التهديد الأكبر على الإيرانيين وعلى حماس، لكن لا يزال، نتنياهو متمسك بموقفه في أنه غير مستعد لإعادة السلطة إلى غزة، حتى وإن كان بشكل جزئي، فجيش الاحتلال الإسرائيلي يقاتل عودة حماس، وعمليا، حتى لو كان نتنياهو يقول أنه يعارض ذلك، فإنه يشق الطريق إلى عودة الاحتلال أو الحكم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، ويحتمل أن يكون بعض من مؤيدي سموتريتش وبن غفير يؤيدون ذلك، لكن الأغلبية الساحقة من المستوطنين يعارضون احتلالا كهذا ومعارضيه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال رفح حماس نتنياهو حماس نتنياهو الاحتلال رفح صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی کاتب المقال

إقرأ أيضاً:

سمير فرج: نتنياهو يقايض حماس على جثمان يحيى السنوار

قال الدكتور سمير فرج، المفكر السياسي والخبير الاستراتيجي والعسكري، إن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة مشكلة كبيرة تواجه نتنياهو وتسبب له قلق شديد، موضحا أنه يستهدف الدخول في هدنة قصيرة يتم خلالها استعادة الرهائن لتهدئة الرأي العام في إسرائيل، ولكن مصر وضعت شرطا لتنفيذ الهدنة وهو فتح معبر رفح لإدخال المساعدات وانسحاب قوات الاحتلال من المعبر.

وأضاف الدكتور سمير فرج،  في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، مصر تقدمت بمبادرة لوقف الحرب في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى الفلسطينيين، موضحا أن حضور رئيس الموساد ووفد الشاباك  إلى القاهرة يشير إلى أن نتنياهو أبدى موافقته على الدخول في مفاوضات لوقف الحرب في غزة خاصة أنه تخلص من يحيى السنوار وإسماعيل هنية وحسن نصر الله.

وأشار الخبير الاستراتيجي والعسكري، إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طالب إسرائيل بالموافقة على هدنة لمدة 6 أسابيع ولكن نتنياهو طالب ألا تزيد مدة الهدنة عن 3 أسابيع، مشيرا إلى أن الوفد الإسرائيلي طلب مدة للتشاور ومن ثم سيتم الاجتماع يوم الأحد في الدوحة لاستلام الرد، كما أن نتنياهو يقايض حماس على جثة يحيى السنوار.
 

مقالات مشابهة

  • سمير فرج: نتنياهو يقايض حماس على جثمان يحيى السنوار
  • "فورين بوليسي": ترامب طلب من نتنياهو إنهاء العمليات العسكرية في غزة
  • أ.د بني سلامة يكتب .. عبيدات قدم رؤيته الشاملة والبعيدة النظر حول الأخطار المحدقة بالأردن
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: علينا الاستعداد لتوسيع العمليات العسكرية في لبنان
  • حماس تبارك العملية الفدائية شمال رام الله وتعتبرها رداً مباشراً على الانتهاكات بحق الأسيرات
  • 2000 شهيد في العملية البرية للاحتلال الإسرائيلي خلال 32 يومًا
  • حركة حماس لرئيس أمريكا الجديد: ماضون في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي 
  • ثري مزيف يغرق خطيبته في الديون
  • نتنياهو: أنا ومن بعدي الطوفان
  • 1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة