كيف استفاد النظام الإيراني من مقتل رئيسي؟
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
جمعت إيران عددا من الشخصيات الأجنبية وحشدت الإيرانيين في شوارع المدن الكبرى في جنازة الرئيس، إبراهيم رئيسي، في محاولة لإظهار أن النظام الذي تضرر من العقوبات والذي لا يحظى بشعبية كبيرة لا يزال لديه مؤيدون.
وتنقل صحيفة "وول ستريت جورنال" أن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بثت لقطات لما بدا أنه مئات الآلاف من الأشخاص في شوارع بعض أكبر مدن البلاد وهم ينعون رئيسي، الذي توفي عن عمر يناهز 63 عاما في حادث تحطم مروحية كانت تقله في منطقة جبلية يوم الأحد.
كما حضر مسؤولون من حوالي 50 دولة، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية الإيرانية. وحضر أمير قطر ووزراء خارجية السعودية والكويت والإمارات إلى جانب رئيسي تونس وطاجيكستان ورؤساء وزراء العراق وباكستان وأرمينيا وأذربيجان وسوريا.
وتقول أنيسة تبريزي، الخبيرة في الشؤون الإيرانية في شركة "كونترول ريسكس" الاستشارية ومقرها أبوظبي، إن القيادة الإيرانية تحاول إظهار أنها ليست معزولة، وأن رئيسي والنظام نفسه لا يتمتعان بالشرعية داخليا فحسب، بل خارجيا أيضا.
وبقي العديد من الإيرانيين في منازلهم بعيدا عن المواكب في الشوارع، حتى أن بعضهم احتفل بوفاة الرئيس، بما في ذلك من خلال مشاركة مقاطع فيديو للألعاب النارية، وفق ما تنقل الصحيفة.
وأصبحت علاقات إيران مع الغرب وبعض حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة عدائية بشكل متزايد، وغاب المسؤولون الغربيون، وبينما أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن تعازيها الرسمية لرئيسي، قال وزير الأمن البريطاني إنه رفض الحداد على الرئيس الراحل بسبب ما وصفه بدور طهران في قتل آلاف الإيرانيين في الداخل، فضلا عن استهداف الناس في المملكة المتحدة وعبر أوروبا.
وقالت التبريزي إن القادة الإيرانيين لم ينزعجوا على الأرجح من عدم وجود حضور غربي.
وقاد رئيسي إيران بعيدا عن الدبلوماسية مع الغرب وعمل بدلا من ذلك على تعزيز الشراكات مع روسيا والصين ودول في آسيا الوسطى والخليج الفارسي.
وأتاحت الجنازة الرسمية للقيادة الإيرانية فرصة لمحاولة إظهار الوحدة الوطنية في وقت يبدو أن الدعم لحكم رجال الدين في أدنى مستوياته، ولا تزال إيران تعاني من الاحتجاجات الجماهيرية المناهضة للحكومة في عام 2022 والتي مثلت أخطر تحد للقيادة في طهران منذ أكثر من عقد.
وأضافت التبريزي أن مواكب الجنازة كانت أول تجمعات عامة حاشدة منذ احتجاجات 2022 ، والمعروفة بشعار "المرأة ، الحياة ، الحرية". وهذه فرصة للقيادة الإيرانية لحشد قاعدة دعمها، وتزويدها بشعور بالوحدة واستعادة شوارع البلاد، على الأقل لبضعة أيام، بعد أن أصبحت أساسا رمزا للاحتجاج والمقاومة ضد الدولة.
وبثت وسائل الإعلام المرتبطة بالدولة مقابلات مع الإيرانيين، و لقطات لحاخامات يهود إيرانيين يحضرون الجنازة.
وترى التبريزي أن موكب الجنازة أنتج "بالضبط نوع صور الدعم الشعبي الذي يرغب النظام الإيراني في أن يراه العالم منذ احتجاجات 'المرأة، الحياة، الحرية'".
ولقي رئيسي البالغ 63 عاما حتفه الأحد إلى جانب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وستة أشخاص آخرين عندما تحطمت المروحية التي كانوا يستقلونها في منطقة جبلية في شمال غرب البلاد خلال عودتهم من مراسم تدشين سد عند الحدود مع أذربيجان.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
«ملاحقة فلول النظام السابق وتوترات متصاعدة غرب سوريا».. آخر التطورات في سوريا
تشهد سوريا تطورات متسارعة على الصعيدين الأمني والسياسي، مع إطلاق السلطات الجديدة عملية واسعة في محافظة طرطوس لملاحقة فلول النظام السابق بقيادة بشار الأسد، وسط احتجاجات شعبية غير مسبوقة في مناطق ذات غالبية علوية.
وبينما تتواصل العمليات العسكرية، تدخلت قوى إقليمية ودولية لتحديد ملامح المرحلة الجديدة في البلاد، مما يزيد من تعقيد المشهد السوري.
ملاحقة نظام الأسد
أطلقت السلطات السورية الجديدة بالتعاون مع وزارة الداخلية، اليوم الخميس، عملية أمنية في محافظة طرطوس لملاحقة ما وصفته بـ "فلول ميليشيات النظام السابق" بقيادة الرئيس المخلوع بشار الأسد.
حيث بدأت العملية بعد يوم من اشتباكات دامية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
حسب "سانا"، نجحت العملية في اعتقال عدد من العناصر الموالية للنظام السابق، وتحييد آخرين كانوا يتحصنون في تلال وأحراش ريف طرطوس.
الهدف من هذه الخطوة، وفق تصريحات رسمية، هو "إرساء الأمن والاستقرار والسلم الأهلي".
من جهته، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بمقتل ثلاثة مقاتلين موالين للنظام خلال الاشتباكات، بينما استمرت قوات الأمن في مطاردة العناصر المتبقية.
المظاهرات وردود الفعلتزامنت العملية مع احتجاجات واسعة في مناطق ذات غالبية علوية، بعد تداول مقطع فيديو يُظهر هجومًا على مقام ديني في مدينة حلب.
هذه المظاهرات تُعد الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الجاري، بعد هجوم خاطف قادته "هيئة تحرير الشام" وتحالف فصائل معارضة سيطر خلاله على أجزاء واسعة من البلاد.
تصريحات دولية وتصعيد إقليميعلى الصعيد الدولي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن القيادة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع تنتهج علاقات استراتيجية طويلة الأمد مع روسيا.
كما أعرب عن تفهم موسكو للمخاوف الأمنية التركية على الحدود السورية، مشددًا على ضرورة ضمان سلامة الأراضي السورية ووحدتها.
تطورات كردية ومشاورات داخلية
في المقابل، توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسلحي "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بتصعيد عسكري إذا لم يسلموا أسلحتهم، قائلًا: "إما أن يُلقوا أسلحتهم أو يُدفنوا في الأراضي السورية".
في شمال شرقي سوريا، تتواصل المشاورات بين القوى السياسية الكردية لتشكيل وفد موحد للتفاوض مع الحكومة الجديدة في دمشق، وبحسب المتحدث باسم "المجلس الوطني الكردي"، فإن اجتماعًا عُقد مع قائد "قسد" مظلوم عبدي، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا.
على خلفية الاحتجاجات، فرضت السلطات حظر تجول ليليًا في مدينة حمص، حيث شهدت المنطقة مظاهرات حاشدة. وأفاد المرصد السوري بأن الاحتجاجات امتدت إلى الساحل ومناطق أخرى وسط البلاد، تزامنًا مع التوترات المتزايدة في عدة محافظات.