“بالقاسم حفتر” و”غانيون” يبحثان خطة إعمار درنة
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
الوطن| متابعات
في إطار الاستراتيجية الوطنية الشاملة والمتبعة من قِبل صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، التي يتطلب فيها تعاون وإشراك أوسع للخبرات، والشركات والمؤسسات والمنظمات المحلية والدولية القادرة على تحقيق أهداف الصندوق المجدولة زمنياً ومكانياً.
استقبل مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا والمدير التنفيذي لصندوق إعادة إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة بلقاسم حفتر، وفداً من منظمة الأمم المتحدة، متمثلاً في نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية جورجيت غانيون، والوفد المرافق لها.
وناقش الحضور أثناء اللقاء الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والتنمية القائمة حالياً في مدينة درنة، حيث عرض مدير عام الصندوق الخطة الموضوعة لإعمار مدينة درنة والمدن والمناطق المتضررة التي من ضمنها البنى التحتية، والإسكان العام، والصرف الصحي والسدود وفقاً للمنهجية المتبعة من إدارة الصندوق.
وبدورها عبرت غانيون عن سعادتها بحالة التطور المستمر في المدينة وتطلُع الأمم المتحدة وبعثتها ومكتبها للشؤون الإنسانية في ليبيا إلى استمرار التنسيق والتعاون بغية تحقيق الاهداف المشتركة لصالح المواطنين بمدينة درنة والمدن والمناطق المتضررة.
الوسومالأمم المتّحدة بالقاسم حفتر جورجيت غانيون درنة ليبياالمصدر: صحيفة الوطن الليبية
كلمات دلالية: الأمم المت حدة بالقاسم حفتر جورجيت غانيون درنة ليبيا
إقرأ أيضاً:
التفكير من خارج الصندوق.. إلى أين يقود ترامب؟
أعلن قائد الإدارة الرئيسية للعمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي؛ أن القوات الروسية استعادت أكثر من 800 كيلومتر مربع من الأراضي من أوكرانيا في منطقة كورسك بغرب روسيا، وهو ما يمثل نحو 64 في المائة من الأراضي التي احتلتها أوكرانيا في آب/ أغسطس 2024 وقدرت في حينها بـ1268 كيلومترا مربعا.
الإعلان الروسي جاء بعد أيام قليلة على انعقاد اللقاء الأول للحوار الروسي الأمريكي في الدرعية، شمال العاصمة السعودية الرياض، وهو اللقاء الذي انتهى بالإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية الأمريكية الروسية وتحديد آليات الحوار بين البلدين في مختلف الملفات وعلى رأسها الملف الأوكراني.
فروسيا لا تبدو مستعجلة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهذا ما أكدته تصريحات سيرغي رودسكوي حول استعادة 64 في المائة من أراضي كورسك، والأهم تركيبة الوفد الروسي إلى الدرعية الذي ترأسه وزير الخارجية سيرغي لافروف، وضم مساعد الرئيس الروسي السفير السابق في واشنطن يوري أوشكوف، ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديميترييف؛ الذي صرح بعيد انتهاء اللقاء بالقول: من السابق لأوانه الحديث عن حلول وسط بين روسيا والولايات المتحدة بعد الاجتماع في السعودية، مضيفا أن الطرفين شرعا للتو في الاستماع إلى بعضهما.
تعدد وتشعب الملفات والتي تصل إلى حد مناقشة دور دول مجموعة بريكست ومستقبل العملات وأسواق الطاقة، وهي ملفات تؤرق واشنطن أكثر بكثير من ملف أوكرانيا الذي وضعته جانبا إلى حين التوافق مع الحلفاء والشركاء الغربيين بعد أن تصدعت تحالفاتهم وشراكاتهم مع الولايات المتحدة، بفعل كسر الرئيس الأمريكي الحصار على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين
تركيبة الوفد تشير إلى تعدد وتشعب الملفات والتي تصل إلى حد مناقشة دور دول مجموعة بريكست ومستقبل العملات وأسواق الطاقة، وهي ملفات تؤرق واشنطن أكثر بكثير من ملف أوكرانيا الذي وضعته جانبا إلى حين التوافق مع الحلفاء والشركاء الغربيين بعد أن تصدعت تحالفاتهم وشراكاتهم مع الولايات المتحدة، بفعل كسر الرئيس الأمريكي الحصار على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.
مزيد من الوقت يعني مزيدا من التصدعات في المعسكر الغربي والتدهور في الروح المعنوية على الجبهة الأوكرانية، سيكون أمرا مستحبا على الجانب الروسي، سامحا بمزيد من التقدم الميداني للقوات الروسية، الأمر الذي تحاول بريطانيا وفرنسا إعاقته ومنعه عبر إرسال قوات إلى أوكرانيا، وهو ما أعلنه رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر صراحة يوم الخميس.
فالرئيس الروسي بوتين أشار في وقت لاحق إلى حالة عدم الارتياح لدى الأوروبيين وأوكرانيا؛ بسبب عدم مشاركتهم في لقاء الوفدين الروسي والأمريكي بسخرية كبيرة، مؤكدا أن "اللقاء يهدف لضمان إعادة العلاقات الروسية الأمريكية" بشكل أساسي، وهو ما كان أكده دونالد ترامب، وأعضاء الوفد الأمريكي في الدرعية؛ مبعوث الرئيس ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز.
بوتين كشف عن أوجه التعاون المستقبلي الذي يشغل واشنطن بالقول: إن روسيا والولايات المتحدة اتخذتا الخطوات الأولى للتعاون في ملفات الشرق الأوسط، بما فيها سوريا وفلسطين، مردفا بأنه كانت ثمة قضايا ثنائية بين بلاده والولايات المتحدة حول الاقتصاد وأسواق الطاقة العالمية والفضاء؛ ملفات لا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية معالجتها دون التعاون مع روسيا كون كلفتها آخذة في الارتفاع وكذلك الأزمات الناجمة عنها.
الفوضى تعم المعسكر الغربي، فأوروبا منغمسة في فوضى الهزيمة، في حين يظهر بوتين منتصرا بعد مفاوضات الدرعية في السعودية، خصوصا بعد أن أعرب المفاوض الروسي ديميترييف عن ارتياحه لمسار المفاوضات، مؤكدا أن المخرجات الأولية تشير إلى تقدُّم كبير على طريق إعادة ترتيب العلاقات وإطلاق "خريطة طريق" للتطبيع الكامل وتسوية المشكلات المتراكمة، وهي خارطة طريق تغيب عنها أوكرانيا، في حين تبدو السعودية أكثر حضورا من أوروبا واتحادها الهش.
أولويات أمريكا باتت مختلفة عن أوروبا، فهي اليوم منشغلة في مكافحة التضخم والمديونة التي تجاوزت 36 تريليون دولار؛ متجاوزة الناتج القومي الإجمالي بمقدار 9 ترليون دولار، أي ما يعادل الموازنة الفيدرالية الأمريكية السنوية مرتين، فالموازنة التي تحولت إلى فجوة وثقب أسود يهدد بابتلاع الناتج القومي الإجمالي الأمريكي بأكمله، فالتقديرات تشير إلى أن العجز لشهر كانون الثاني/ يناير في الموازنة الأمريكية تجاوز 100 مليار دولار؛ بعد أن كان لا يتجاوز 30 مليار دولار من الشهر ذاته في العام الماضي.
لن ترفع روسيا الراية البيضاء وليست في عجلة من أمرها، والحال ذاته بات واضحا مع إيران وتركيا بل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فالعالم على موعد مع مفاوضات طويلة مسلية أحيانا وشاقة ودموية في أحيان أخرى؛ مع أمريكا وإدارتها التي تفكر من خارج صندوق النقد الدولي
تخفيضات الموازنة في أمريكا طالت الذراع الناعمة لأمريكا ممثلة بالمساعدات الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID)، وإلى جانبها الخارجية الأمريكية التي تشهد تقليصا لموظفي سفاراتها المتخمة في الصين وأرجاء مختلفة من العالم وعلى رأسها منطقتنا العربية، وكذلك الذراع الخشنة ممثلة بوزارة الدفاع (البنتاغون) التي ستشهد خفضا لموازنتها بمقدار 8 في المائة، ويتوقع أن تطال في المستقبل أجهزة الاستخبارات والقواعد العسكرية، ما يعني أن طبع الدولارات وبيع السندات ورفع الفائدة لم يعد يجدي نفعا من منظور دونالد ترامب ورئيس إدارة الكفاءة الحكومية إيلون ماسك.
ترامب وإدارته ماضيان في سياساتها المالية لخفض النفقات ومكافحة التضخم وفي سياساتها الجيوسياسية عبر التفاوض مع روسيا لخفض الكلف السياسية والعسكرية، وهو ما جسده الوفد المفاوض الروسي الذي خلا من العسكريين، فالمعركة من منظور ترامب معركة تخاض في أسواق المال والعقار وليس في ميدان الحرب والقتال.
حلول ترامب وإيلون ماسك من خارج الصندوق، وإن كان يراها آخرون من خارج العقل، وعلى رأسهم توماس فريدمان الذي انتقد بشدة مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة كونه يشعل المنطقة ويلحق ضرر بالعلاقة مع الحلفاء والشركاء في المنطقة.
خلاصة القول؛ لن ترفع روسيا الراية البيضاء وليست في عجلة من أمرها، والحال ذاته بات واضحا مع إيران وتركيا بل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فالعالم على موعد مع مفاوضات طويلة مسلية أحيانا وشاقة ودموية في أحيان أخرى؛ مع أمريكا وإدارتها التي تفكر من خارج صندوق النقد الدولي، على أمل خلق صندوق جديد من رحم العملات المشفرة التي أضاف إليها ترامب عملته المسماة "عملة الميم".
x.com/hma36