تطبيقات الصحة النسائية قد تعرض خصوصية المستعملات للخطر
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
بيانات تطلبها التطبيقات التي تستعين بها النساء لمراقبة صحتهن، اتضح أنها غير ضرورية، لكنها قد تعرضهن لمخاطر كبيرة تتعلق بالخصوصية. هذا ما أعلنت عنه نتائح بحث جديد أجرته كلية لندن الجامعية وجامعة كينغز كوليدج لندن.
تُعد الدراسة، التي تم تقديمها خلال مؤتمر ACM حول العوامل البشرية في أنظمة الحوسبة يوم 14 مايو/ أيار الجاري، التقييم الأكثر تركيزاً على فحص سلامة الخصوصية لتطبيقات الصحة النسائية حتى الآن.
وقام الفريق بتحليل سياسات الخصوصية وشروط سلامة البيانات لـ 20 من أكثر تطبيقات الصحة النسائية استخداما وانتشارا بين النساء، والمتوفرة في متجر تطبيقات غوغل، في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تستخدمها الملايين من النساء.
وكشفت الدراسة، حسب تقرير نشرته مجلة نيوز ميديكال، أنه في كثير من الحالات يمكن أن تستعمل بيانات المستخدم من قبل السلطات الأمنية. ومن بين التطبيقات العشرين، هناك تطبيق واحد فقط استعرضه الباحثون، تناول بشكل صريح حساسية بيانات الدورة الشهرية فيما يتعلق بتنفيذ القانون في سياسات الخصوصية، وبذل جهودًا لحماية المستخدمات من العواقب القانونية.
وجاء في الدراسة، أن العديد من تطبيقات تتبع الحمل مثلا، تشترط على المستخدمات الإجابة على سؤال إذا كن قد أجهضن سابقًا أو تعرضن للإجهاض، وبعض هذه التطبيقات تفتقر إلى خاصية حذف البيانات، أو كان صعباً بعد استعمالها حذف البيانات حتى بعد إدخالها بسرعة.
وكان أبرز ما حذر منه الباحثون أن الأمر يمكن أن يحمل مخاطر كبيرة على سلامة المستخدمات في البلدان التي يعتبر فيها الإجهاض جريمة جنائية.
وقالت الدكتورة ربا أبو سلمى، الباحثة الرئيسية في الدراسة من جامعة كينغز كوليدج لندن، إن "هذه التطبيقات تجمع معلومات حساسة حول الدورة الشهرية للمستخدمين، وحياتهم الجنسية، وحالة الحمل، بالإضافة إلى معلومات التعريف الشخصية مثل الأسماء وعناوين البريد الإلكتروني".
وأضافت "إن مطالبة المستخدمين بالكشف عن المعلومات الحساسة أو التي يمكن اعتبارها جريمة في قوانين بعض البلدان، هي ممارسة لها آثار وخيمة على السلامة الشخصية للمستخدمات". وأضافت أن "تسريب مثل هذه المعلومات الحساسة يمكن أن يؤدي إلى عواقب مثل التمييز في مكان العمل، والتمييز في التأمين الصحي، وعنف الشريك، والابتزاز. كلها مخاطر تؤدي إلى الاضطهاد القائم على النوع الاجتماعي، حتى في دولة مثل الولايات المتحدة حيث الإجهاض غير قانوني في 14 ولاية".
وأبرزت نتائج الدراسة أن 35% من التطبيقات زعمت عدم مشاركة البيانات الشخصية مع أطراف ثالثة، ولكنها تناقضت مع هذا الوعد في سياسات الخصوصية الخاصة بها من خلال تحديد مستوى معين من مشاركة الطرف الثالث بالمعلومات.
كما أوضحت الدراسة أن نصف التطبيقات، أكدت أن المعلومات الخاصة لن تتم مشاركتها مع المعلنين، لكنهم كانوا غير واضحين بشأن البيانات التي تم جمعها من خلال استخدام التطبيق. وأشارت 45% من التطبيقات إلى أنها غير مسؤولة عن ممارسات أي طرف ثالث تجاه المعلومات، على الرغم من ادعائها أيضًا بحمايتها.
ليزا مالكي، إحدى المساهمات الأساسيات في الدراسة عن كلية كينغز كوليدج في لندن، وطالبة دكتوراه في تخصص علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، قالت: "تتطلب الوضعيات السياسية غير الآمنة درجة أكبر من الحذر بخصوص سلامة المستخدمين، وابتكار حلول أفضل من "الإشعار والموافقة".
وأكدت الباحثة أنه "من الضروري أن يعي مطوري مثل هذه التطبيقات بمدى خطورة المعلومات المتعلقة بالخصوصية والسلامة، واعتماد آليات تعزز نهجا إنسانيًا واعيًا بالأمن المعلوماتي خلال تطوير التطبيقات الصحية".
ودعا فريق الباحثين إلى إجراء نقاشات نقدية حول هذا النوع من التطبيقات، بما في ذلك تطبيقات اللياقة البدنية والصحة العقلية والنفسية.
وقال الدكتور مارك وارنر، مساهم في البجث، إنه "من المهم أن نتذكر مدى أهمية هذه التطبيقات في مساعدة النساء على الاهتمام وإدارة جوانب مختلفة حول صحتهن، وبالتالي فإن مطالبتهن بحذف هذه التطبيقات ليس حلاً". ويرى الباحثون أن المسؤولية تقع على عاتق مطوري التطبيقات للتأكد من أنهم يصممون هذه التطبيقات بطريقة تراعي وتحترم الحساسيات المرتبطة بالبيانات التي يتم جمعها مباشرة من المستخدمات.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: هذه التطبیقات
إقرأ أيضاً:
معهد التخطيط القومي يعقد الاجتماع الأول للجنة الاستشارية لإعداد الدراسة البحثية
عقد معهد التخطيط القومي الاجتماع الأول للجنة الاستشارية لإعداد الدراسة البحثية " الاستثمار من أجل إنهاء وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها في مصر" بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.
جاء ذلك في إطار حرص المعهد على تقديم خدمات استشارية وتدريبية تنافسية تعزز قدرة الدولة والمجتمع والقطاع الخاص على التخطيط وصنع السياسات ورفع الوعي المجتمعي بقضايا التنمية المستدامة عبر توظيف البحوث القائمة على الأدلة.
وفي مستهل الاجتماع أعربت د. هالة أبو علي الباحث الرئيسي للدراسة ومستشار رئيس معهد التخطيط القومي، عن سعادتها بالتعاون القائم بين صندوق الأمم المتحدة للسكان لتقدير التكاليف الممكنة للقضاء على وفيات الأمهات في الحالات التي يمكن تجنبها في ظل التقدم الذي أحرزته الدولة المصرية في هذا المجال، لافتة إلى دور الدراسة في تحقيق مزيداً من المكاسب الصحية، ودعم الاستدامة، وكسر حاجز ثبات معدل بوفيات الأمهات.
وأشارت الباحث الرئيسي للدراسة إلى وجود أربعة سيناريوهات يمكن حساب دراسة الجدوى من خلالها الأول: سيناريو الوضع الراهن والذي يرتكز على استمرار الاتجاهات الأساسية الحالية في تغطية تدخلات صحة الأم حيث إن الإبقاء على مستوى التغطية الحالي لتدخلات وفيات الأمهات يترتب عليه ثبات معدل وفيات الأمهات (41 لكل مائة ألف ولادة حية)، والسيناريو الثاني يعتمد على إجراء تحسينات تدريجية في نتائج صحة الأمهات من خلال تحقيق زيادة مستوى الخدمات الصحية التي تستهدف صحة الأم والطفل بحيث يقل معدل وفيات الأمهات إلى 35 لكل مائة ألف ولادة حية،
ويعتمد السيناريو الثالث على أهداف رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة لزيادة تغطية جميع التدخلات ذات الأولوية العالية بحيث يصل معدل وفيات الأمهات إلى 31 لكل مائة ألف ولادة حية بحلول عام 2030.
ويعد السيناريو الرابع الأكثر طموحا من خلال القضاء على وفيات الأمهات في الحالات التي يمكن تجنبها من خلال زيادة تغطية جميع التدخلات المرتبطة بصحة الأم والطفل بحيث يصل معدل وفيات الأمهات إلى أقل ما يمكن بحلول عام 2030 (4% لكل مائة ألف ولادة حية).
وفي سياق متصل لفت د. تيج رام جات أخصائي الصحة بالمكتب القطري لصندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر إلى أهمية الدراسة في وضع تحليل منهجي منظم للوقوف على أسباب وفيات الأمهات في مصر بما يُمكن من تحديد السيناريوهات الأكثر فعالية والتي تتوافق مع أهداف تنظيم الأسرة، لافتا إلى أن عدم وجود بيانات دقيقة يمثل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه التصدي لوفيات الأمهات.
وتطرقت المناقشات خلال الاجتماع إلى ماهية التدخلات الصحية للأمهات التي من المتوقع أن يكون لها أكبر تأثير في حالة مصر للحد من وفيات الأمهات، واستعراض السيناريوهات الأكثر فعالية والتي تتوافق مع أهداف تنظيم الأسرة، وكذلك التكاليف المحتملة المرتبطة بكل تدخل، فضلا عن بحث آلية الاستفادة القصوى من المشروع البحثي لزيادة الاستثمار في صحة الأم وبرامج تنظيم الأسرة.
جدير بالذكر أن الاجتماع شهد حضور ومشاركة كل من د. مها الرباط وزيرة الصحة والسكان الأسبق، ود. خالد طارق توفيق نائب وزير الصحة والسكان السابق، ود. مها العدوي مدير إدارة تعزيز صحة السكان بمنظمة الصحة العالمية، وعدد من الباحثين بالمعهد، بالإضافة إلى نخبة متميزة من الخبراء من ممثلي الجامعات المصرية، وصندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، وزارة الصحة والسكان، ووزارة المالية، ووزارة التضامن الاجتماعي، والمركز الديموغرافي، والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ومنظمة الصحة العالمية في مصر.