شاركت هيئة الإذاعة والتلفزيون في المعرض الدولي للإعلام الرقمي واتصالات الأقمار الصناعية (كابسات)، المقام خلال الفترة 21-23 مايو في دبي، وتأتي هذه المشاركة ضمن مساعي الهيئة لتعزيز التواجد الإعلامي على الصعيد الإقليمي والدولي، حيث يُعد المعرض تظاهرة إعلامية بلغت ثلاثين نسخة سابقة، يقصدها صناع الإعلام من الهيئات والشركات والأفراد العاملين في مجال الصناعة الإعلامية.

وتمثلت مشاركة الهيئة في جناح معرض مستقبل الإعلام (فومكس) الذي تنظمه الهيئة بشكل سنوي في الرياض، حيث استطاعت الهيئة من خلال هذه المشاركة استقطاب العديد من الزوار والمسؤولين والأفراد والمختصين للتعريف بدور هيئة الإذاعة والتلفزيون والمعرض الذي تقيمه، بجانب الاطلاع على أحدث التقنيات في الصناعة الإعلامية والبحث عن الأساليب الجديدة التي تسهم في تقويم وتعزيز جودة المنتج الإعلامي المحلي.

وجرى خلال المعرض توقيع اتفاقية استراتيجية طويلة المدى بين الهيئة و المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية "عرب سات" بهدف تحقيق شمولية التغطية العالمية وتعزيز وصول القنوات الإعلامية السعودية إلى كلاً من القارة الأمريكية الشمالية، والقارة الأمريكية الجنوبية، وقارة آسيا، وإفريقيا.

وذكر رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ محمد بن فهد الحارثي أن هذه المشاركة تعكس حرص الهيئة على متابعة كل ماهو جديد في عالم الإنتاج الإعلامي، حرصًا منها لمواكبة تشكل العالم اليوم، باعتبارها ضرورة للحفاظ على مكانة الوسيلة الإعلامية التقليدية وتحقيق أثرها.

الجدير بالذكر، أعلن فريق (فومكس) خلال المعرض فتح باب التسجيل للجهات الراغبة بالمشاركة في النسخة القادمة من المعرض، مشيرة أنها بدأت بالتخطيط المبكر لضمان تلبية احتياجات وتطلعات زوار المعرض.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: هيئة الإذاعة والتلفزيون هیئة الإذاعة والتلفزیون

إقرأ أيضاً:

حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد

 

 

 

نور المعشنية

 

في كل عام، حين تفتح أبواب معرض مسقط الدولي للكتاب، لا نكون على موعد مع حدث ثقافي اعتيادي، بل مع لحظة احتفاء بالإنسان، بفكره، وبحثه، وحنينه الذي لا ينتهي إلى المعنى. كأنما المعرض لا يُقام في مركز المعارض فحسب، بل يُقام في أعماق كل من مرّ ذات يوم بكتاب غيّر نظرته للحياة، أو سطرٍ مسح عن قلبه غبار التعب.

ليس غريبًا أن يشعر زوّاره بشيء يشبه الحنين، حتى قبل أن يدخلوا قاعاته. فالمعرض لا يُشبه سواه، له مذاقٌ خاص، يشبه أول كتاب وقعنا في حبه، وأول جملةٍ لم ننساها منذ الطفولة، له رائحة الصفحات القديمة التي احتضنت قلوبنا ذات يوم.

في هذا المكان، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تُعرض الأحلام المؤجلة، والأسئلة التي لم تجد جوابًا بعد، وتُعرض الأرواح الباحثة عن ذاتها في سطورٍ قد تكون كُتبت في بلدٍ بعيد، لكنّها - لسببٍ لا نعرفه - تحدّثنا نحن، تمسّنا، تفتح فينا نوافذ كانت مغلقة.

الطفل الذي يركض نحو ركن القصص لا يبحث فقط عن حكاية، بل عن بدايةٍ جديدة لعالمه، الشاب الذي يفتّش عن عنوان قرأ عنه ذات مساء لا يبحث عن كتاب، بل عن صوتٍ يشبهه، والسيدة التي تشتري كتابًا لصديقتها لا تشتري غلافًا؛ بل تهديها ما قد يُحدث الفرق في يومها. كل هؤلاء، وكلنا، نأتي إلى المعرض لا لنقتني فقط، بل لنكتشف ما لم نكن نعرف أننا نحتاجه.

إنه طقس سنويّ يعيد إلينا شعور الانتماء، ويذكّرنا أن القراءة ليست ترفًا، ولا عادة نُخبوية، بل ممارسة وجودية. نقرأ لأننا نبحث عن أنفسنا، عن إجاباتنا، عن طرق جديدة لنفهم بها العالم. نقرأ لنبقى أحياء من الداخل.

ووسط الزحام، يحدث أن يتوقف الزمن. رفٌ معيّن يشدّك، عنوانٌ يستوقفك، تقرأ أول صفحة... فتبتسم. لأنك ببساطة، وجدت نفسك هناك. وجدت إجابة غامضة لسؤال ظلّ معلقًا فيك. وهذه أعظم هدية يمكن لكتاب أن يمنحها لك: أن يُعرّفك إلى ذاتك من جديد.

معرض الكتاب ليس فقط مكانًا للكتب، بل هو أيضًا مساحة لقاء: لا بين الكُتاب والقرّاء فقط، بل بين الأرواح. هنا، تتحدّث العناوين بلغاتٍ شتّى، لكنها تتفق جميعًا على محبة الإنسان، وشغفه الأزليّ بالحكاية، ورغبته العميقة في الفهم والانتماء.

كل دار نشرٍ تحمل لونًا من ألوان الثقافة، وكل مؤلفٍ يحمل حكاية، وكل قارئٍ يحمل حلمًا يبحث له عن مرآة. هذه ليست مجرد رفوف؛ إنها مساحات للعبور نحو وعيٍ جديد.

ولعل أجمل ما في هذا الحدث، أنه يذكّرنا أن الكلمة لا تزال بخير. وأن الكتاب، رغم تسارع الزمن، وتحوّل الشاشات إلى نوافذ يومية، لا يزال النافذة الأجمل... لا فقط إلى العالم، بل إلى دواخلنا.

فلنمشِ هذا العام بين الأرفف وقلوبنا مفتوحة. لعلنا نجد كتابًا يُربّت على أرواحنا المتعبة، أو عبارة تُعيد ترتيب فوضانا الداخلية، أو لقاء يُشبه الوعد بأننا لسنا وحدنا في هذا الدرب الطويل.

ولنحفظ لهذا المعرض مكانته، لا كمهرجانٍ موسمي، بل كحالة وعي. كنقطة ضوء في زمنٍ كثرت فيه العتمة. ولتُزهر الكلمة، كل عام، فينا من جديد... تعلّمنا كيف نُنصت، لا فقط لما يُقال؛ بل لما يسكننا بصمت.

مقالات مشابهة

  • ترأس اجتماع مجلس “هيئة الإذاعة” الأول لعام 2025.. الدوسري: نجاح «منتدى الإعلام» يدفعنا لنسخة استثنائية العام المقبل
  • برئاسة وزير الإعلام.. "الإذاعة والتلفزيون" تناقش مستهدفات 2025
  • برئاسة وزير الإعلام.. مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون يعقد اجتماعه الأول لعام 2025
  • افتتاح معرض ثقافة المخطوطات من نَزْوَى إلى غوتا
  • تربية نوعية أسيوط تنظم معرض هندسيات أفريقية تجسيدًا للإبداع الفني والهوية الثقافية
  • تحت رعاية رئيس الدولة... عبدالله بن زايد يفتتح الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب
  • وزارة الحج والعمرة تنظّم معرض “الحرمين ونسك” في لندن
  • حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
  • عبدالهادي القصبي: تعديل قانون الثروة المعدنية يستهدف تحويل الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية
  • "أرسم مدينتك".. معرض فني بقصر ثقافة الأنفوشي احتفالا بيوم التراث