تواجه الصين انتقادات لاذعة بسبب عمل شركاتها الخاصة بالتعدين في عدة دول بآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وبحسب تقرير لشبكة "بي بي سي" البريطانية، فقد حددت الخدمة الصينية ما لا يقل عن 62 مشروع تعدين في جميع أنحاء العالم، والتي تمتلك الشركات الصينية حصة فيها، والتي تستخدم لاستخراج إما الليثيوم أو واحد من ثلاثة معادن أخرى أساسية للتكنولوجيات الخضراء، وهي الكوبالت والنيكل والمنغنيز.



وتستخدم جميعها في تصنيع بطاريات الليثيوم أيون الضرورية في تصنيع السيارات الكهربائية، والتي أصبحت الآن، إلى جانب الألواح الشمسية، ذات أولوية صناعية عالية بالنسبة للصين، وتعتبر بعض المشاريع من أكبر منتجي هذه المعادن في العالم.



ومع توسع الشركات الصينية، واجهت بكين ادعاءات بارتكاب انتهاكات ضد السكان أو الموظفين في تلك البلدان.

وتعد الصين رائدة في تكرير الليثيوم والكوبالت، حيث بلغت حصتها من العرض العالمي 72 بالمئة و68 بالمئة على التوالي في عام 2022، وفقًا لمركز أبحاث تشاتام هاوس.

وساعدت قدرة الصين على تكرير هذه المعادن وغيرها من المعادن المهمة البلاد للوصول إلى درجة جعلتها مسؤولة عن إنتاج أكثر من نصف السيارات الكهربائية المباعة في جميع أنحاء العالم في عام 2023، ولديها 60 بالمئة من القدرة التصنيعية العالمية لتوربينات الرياح، وتتحكم في ما لا يقل عن 80 بالمئة من الطاقة الإنتاجية لكل مرحلة من مراحل توريد الألواح الشمسية.


وقد أدى دور الصين في هذا القطاع إلى جعل هذه العناصر أرخص وأكثر سهولة في الوصول إليها على مستوى العالم.

ومع قيام الشركات الصينية بزيادة عمليات التعدين في الخارج، تزايدت بشكل مطرد الادعاءات بوجود مشاكل ناجمة عن هذه المشاريع، بحسب "بي بي سي".

ونقلت الشبكة عن مركز موارد الأعمال وحقوق الإنسان، وهو منظمة غير حكومية، قوله إن مثل هذه المشاكل "ليست قاصرة على التعدين الصيني.

ونشر المركز تقريرا العام الماضي يدرج أكثر من مائة ادعاء ضد الشركات الصينية المشاركة في استخراج المعادن المهمة، تتراوح بين انتهاكات حقوق المجتمعات المحلية إلى الأضرار التي تلحق بالنظم البيئية وظروف العمل غير الآمنة.

وتعود هذه الادعاءات إلى عامي 2021 و2022، فيما أحصت الشبكة أكثر من 40 ادعاءً آخر تم تقديمها في عام 2023، وتحدثت عنها المنظمات غير الحكومية أو في وسائل الإعلام.

في الكونغو الديمقراطية تتهم الشركات الصينية بالتسبب بضرر للسكان بسبب استخدامها المتفجرات في المناجم.

ونقلت "بي بي سي" عن أحد سكان ضواحي لوبومباشي في أقصى جنوب جمهورية الكونغو الديمقراطية قوله، "إن المنجم، الذي يقع على بعد 500 متر من عتبة منزله، يفسد حياة الناس بسبب استخدام المتفجرات لتدمير الصخور لمرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، حيث تنطلق صفارات الإنذار قبيل بدء التفجير، كإشارة للجميع بضرورة التوقف عمّا يفعلونه والاحتماء".

وفي عام 2017، قُتلت فتاة مراهقة، تُدعى كاتي كابازو، بسبب صخرة متطايرة وهي في طريقها إلى المنزل من المدرسة، بينما قيل إن صخورًا أخرى أحدثت ثقوبًا في جدران وأسطح المنازل المحلية.



وفي جزيرة أوبي النائية بإندونيسيا، تسبب منجم لشركة صينية بتجريف الغابات المحيطة في قرية كواسي بشكل سريع.

ونقل تقرير "بي بي سي"، عن هيئة جاتام، المختصة بمراقبة عمليات التعدين المحلية قولها، إن القرويين تعرضوا لضغوط للانتقال وقبول التعويضات الحكومية، فيما رفضت عشرات العائلات الانتقال إلى مكان آخر.

وأضافت أن المعروض عليهم أقل من القيمة السوقية لمنازلهم. ونتيجة لذلك، يقول البعض إنهم تعرضوا للتهديد باتخاذ إجراءات قانونية بدعوى تعطيل مشروع ذي أهمية استراتيجية وطنية.

وتابعت، أن الغابات القديمة قد تم قطعها لإفساح المجال أمام المنجم، كما أنه وثّقت كيف امتلأت الأنهار والمحيطات بالرواسب، ما أدى إلى تلوثها، بعدما كانت تشكّل بيئة بحرية نقية.



والعام الماضي بدأت هيئة تجارة التعدين الصينية، في إنشاء آلية تظلم، تهدف إلى حل الشكاوى المقدمة ضد مشاريع التعدين المملوكة للصين. 

تقول ليليا لي، المتحدثة باسم شركات العاملة في المجال، إن الشركات نفسها "تفتقر إلى القدرة الثقافية واللغوية" على التفاعل مع المجتمعات المحلية أو منظمات المجتمع المدني، إلا أن هذه الآلية لا تزال غير قادرة على العمل بكامل طاقتها، وفق "بي بي سي".



وذكرت الشبكة، "أنه بات من المؤكد أن مشاركة الصين في عمليات التعدين الأجنبية سوف تتزايد. 

ونقلت عن أديتيا لولا، مدير برنامج آسيا في إمبر، وهو مركز أبحاث بيئي مقره المملكة المتحدة قوله، إنها ليست مجرد لعبة جيوسياسية للسيطرة على سوق رئيسية، بل إنها منطقية أيضا من منظور الأعمال.

وأضاف، "تقوم الشركات الصينية بعمليات الاستحواذ، لأن الأمر كله بالنسبة لها يتعلق بالأرباح ونتيجة لذلك، سيستمر إرسال العمال الصينيين إلى مشاريع التعدين في جميع أنحاء العالم، وبالنسبة لهم، تمثل هذه المشاريع في الغالب فرصة لكسب أموال جيدة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي الصين التعدين المناجم الصين أفريقيا مناجم أمريكا اللاتينية التعدين المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرکات الصینیة بی بی سی فی عام

إقرأ أيضاً:

فخ صنعه إيلون ماسك.. تسلا في مأزق بسبب الحرب التجارية مع الصين

(CNN)-- مثل العديد من الشركات المُصنعة الأمريكية، أصبحت شركة تسلا في مأزق بسبب الحرب التجارية التي يشنها الرئيس دونالد ترامب.

الثلاثاء، تُعلن شركة تسلا عن أرباحها؛ بعد ظهر ذلك اليوم، سيتلقى "ماسك " أسئلة من المستثمرين. لكن ثمة معضلة: إذا استمر ماسك في علاقاته الوثيقة بترامب، فقد تُنفّر الشركة عملاءها المُحتملين، سواءً في الداخل أو الخارج، ممن لا يُعجبهم سياساته. أما إذا نأى بنفسه عن ترامب، فسيُخاطر بإثارة غضب البيت الأبيض. إنه وضع خاسر في جميع الأحوال، وهو فخٌّ من صنع ماسك نفسه.

شهد الربع الأول أكبر انخفاض في مبيعات الشركة بعد نمو متواصل في المبيعات بنسبة عشرية. لكن الوضع المالي لشركة صناعة السيارات ليس سوى جزء مما يرغب المستثمرون في معرفته.

سيرغب المستثمرون في معرفة تكلفة الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب بنسبة 25% على جميع السيارات المستوردة، ورأي ماسك فيها.

في بعض النواحي، تُعتبر تسلا أقل تأثرًا من غيرها من شركات صناعة السيارات برسوم ترامب الجمركية على السيارات. فهي لا تستورد السيارات من مصنعيها في الخارج، وتستخدم قطع غيار أجنبية أقل في سياراتها المصنعة في الولايات المتحدة مقارنةً بغيرها من شركات صناعة السيارات. كما أن جميع شركات صناعة السيارات الكبرى الأخرى لديها على الأقل بعض السيارات المستوردة في وكالاتها الأمريكية.

وقد توقفت الشركة عن تلقي طلبات جديدة في الصين لسياراتها من طرازي "موديل إس" و"موديل إكس" الأعلى سعرًا، والمصنوعة في كاليفورنيا، بسبب الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها الصين بنسبة 125%، لكن هذه الطرازات لا تُمثل سوى جزء صغير من إجمالي مبيعاتها.

لكن ماسك صرّح بأن التكلفة على تسلا "لن تكون هينة".

وقال على منصته للتواصل الاجتماعي "إكس"، في اليوم التالي لإعلان خطط ترامب بشأن رسوم السيارات: "من المهم ملاحظة أن تسلا لم تسلم من هذه الرسوم. لا يزال تأثير الرسوم الجمركية عليها كبيرًا".

لكن كثرة الانتقادات للرسوم الجمركية قد تُضر بعلاقته الوثيقة مع ترامب. وأصبح ماسك أكبر مانح مالي لترامب العام الماضي وكان من بين أقرب مستشاريه منذ تنصيبه.

تضاعفت قيمة أسهم تسلا تقريبًا خلال الشهرين التاليين للانتخابات، حيث أمل بعض المستثمرين والمحللين أن يؤثر ماسك على ترامب لتطبيق سياسات داعمة لتسلا، لا سيما فيما يتعلق بالسيارات ذاتية القيادة.

في المقابل، قد يُثير الدعم القوي لسياسات ترامب الجمركية غضب السلطات الصينية ومشتري السيارات الكهربائية. تُعدّ الصين أكبر سوق للسيارات والسيارات الكهربائية في العالم، لكن مستهلكيها يتجهون بشكل متزايد إلى منافسين مثل شركة BYD الصينية. حققت تسلا مبيعات بقيمة 20.9 مليار دولار في عام 2024 في الصين، أي حوالي 21% من إيراداتها، ثاني أكبر سوق لها بعد الولايات المتحدة.

وصف إيفز الصين بأنها "الركيزة الأساسية لنجاح تسلا المستقبلي". وحذّر من أن "رد الفعل العنيف من سياسات ترامب الجمركية في الصين وارتباط ماسك بها سيكون من الصعب التقليل من شأنه".

أمريكاالصينانفوجرافيكتسلانشر الثلاثاء، 22 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • مساعد وزير الدفاع الأسبق: سيناء تتمتع بموقع فريد يربط بين ثلاث قارات
  • شبح رسوم ترامب يخيم على توقعات أداء الشركات العالمية
  • بعدما أنذره مجلس الحسابات بسبب الإختلالات…صينية بنكيران تسائل مصير مليارات البيجيدي
  • ليانغ سوو لي: منفعة متبادلة بين الشركات الصينية والعربية في إطار النمط التنموي الجديد
  • فرنسا تنزل بثقلها لدعم مشاريع البنية التحتية بالمغرب لتنظيم مونديال 2030
  • الشركات الأكثر مبيعا للسيارات في العالم للعام 2024 (إنفوغراف)
  • غالبية الشركات الألمانية في الصين تأثرت سلباً بحرب الرسوم
  • أكبر معرض للسيارات في العالم ينطلق في مدينة شنغهاي الصينية
  • فخ صنعه إيلون ماسك.. تسلا في مأزق بسبب الحرب التجارية مع الصين
  • أبرزها إنتر وروما.. تأجيل مباريات السبت في الدوري الإيطالي بسبب جنازة البابا فرنسيس