هذا ما سيحدث بعد إلغاء "فك الارتباط" بشمال الضفة
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
نابلس - صفا
لم يكد ينتهي رؤساء وزراء إسبانيا والنرويج وأيرلندا من مؤتمرهم الصحفي صباح الأربعاء، الذي أعلنوا فيه اعتزام بلادهم الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، حتى بدأت إسرائيل بالإعلان عن سيل من الإجراءات العقابية الإضافية ضد الفلسطينيين، وتنافس وزراء حكومة الاحتلال فيما بينهم أيّهم يخنق الفلسطينيين أكثر.
وبدوره، قرر وزير الجيش يوآف غالانت تطبيق قرار صدر عن الكنيست الإسرائيلي في 21 مارس/آذار 2023، يقضي بإلغاء "قانون فك الارتباط" في شمال الضفة الغربية المحتلة.
و"فك الارتباط" خطة إسرائيلية أحادية الجانب نفذتها حكومة رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون، في العام 2005، وأخلت بموجبها جميع المستوطنات ومعسكرات الجيش في قطاع غزة، بالإضافة إلى 4 مستوطنات شمالي الضفة الغربية.
وبإلغاء "فك الارتباط" سيكون بإمكان المستوطنين العودة إلى المستوطنات الأربع المخلاة في شمال الضفة وهي "غانيم" و"كاديم" و"حومش" و"سانور".
وعلى الرغم من تفكيك هذه المستوطنات في 2005، إلا أن الاحتلال لم يسمح للفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم واستخدامها، وبقيت تحت سيطرة الحكم العسكري الإسرائيلي.
وفي آذار/ مارس 2023 صادق كنيست الاحتلال على عودة الاستيطان في شمال الضفة الغربية، وهو ما ترجمه المستوطنون عملياً ببناء عشرات المنازل والكرفانات المتنقلة في مستوطنة "حومش" المقامة على أراض فلسطينية خاصة بمحاذاة الطريق الرئيسي الواصل بين محافظتي نابلس وجنين.
وبعد أيام قليلة من الشهر ذاته، أعاد المستوطنون بناء مدرسة دينية في موقع مستوطنة "حومش".
ويرى الخبراء والمهتمون بمواجهة الاستيطان أن إلغاء فك الارتباط يندرج في إطار مخطط ضم الضفة، وتحويلها إلى محيط استيطاني ضخم، وتحويل شمالها إلى جزر معزولة ومتناثرة وغير مترابطة ولا متصلة جغرافيا، لوأد أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية على الأرض.
ويقول الباحث والخبير في الاستيطان جمال جمعة، إن هذا القرار يعني عمليا العودة للمستوطنات والاستيطان في جنين، والتي ظلت لنحو عقدين الأقل تأثرا بالاستيطان من بين محافظات الضفة الغربية.
وأضاف في حديثه لوكالة "صفا" أن هذا القرار يمهد لتكريس الاستيطان في المنطقة، والعودة إلى المستوطنات وإلى معسكر جيش الاحتلال في صانور.
وأكد أن هذا القرار يأتي ضمن إجراءات انتقامية اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ردا على الاعترافات الدولية بدولة فلسطين وعلى قرارات مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير حربه يواف غالانت.
وأضاف أن هذا القرار يحمل رسالة سياسية لكل الدول التي تعترف بفلسطين، "يريدون ان يقولوا للعالم: اعترفوا أو لا تعترفوا بالدولة الفلسطينية، لكن لن يكون هناك مكان لهذه الدولة، وها نحن نعود لنستوطن أراضي هذه الدولة".
وأكد أن الاستيطان في الضفة قائم وهو يسير على قدم وساق في محاولة لفرض الخارطة الجغرافية السياسية التي عملت عليها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 2002 عبر بناء الجدار الفاصل، وهي منظومة الفصل العنصري والكنتونات في الضفة الغربية.
وقال إنه لن يكون سهلا مستقبلا التنقل من محافظة لأخرى بالضفة باستخدام الطرق القديمة، وانما عبر طرق فرعية، كما كان عليه الحال في الانتفاضة الثانية.
وأوضح أنه يجري الان وضع اللمسات الأخيرة على المشروع الاستيطاني في الضفة، مضيفا: "يراهن المستوطنون انه بعد انتهاء الحرب بغزة سيكون الوضع بالضفة متغيرا لصالح مشروع الضم، فهم يعتبرون ان مشروعهم الأساس هو الضفة التي يطلقون عليها يهودا والسامرة".
وبين أن العودة للمستوطنات المخلاة يعني العمل على تأهيل البنية التحتية للمستوطنات، وهذا يعني مصادرة المزيد من الأراضي لفتح الطرق لتسهيل التنقل بين المستوطنات، الأمر الذي سيتم معه تغيير ملامح المنطقة الجغرافية بين نابلس وجنين، وقد يصل الامر إلى هدم البيوت وتهجير السكان.
وتصاعدت في السنوات الأخيرة الماضية اعتداءات المستوطنين على بلدة برقة شمال غرب نابلس، التي تجثم مستوطنة "حومش" على أراضيها، وكانت "حومش" منطلقا لتلك الاعتداءات.
ويبدي اهالي بلدة برقة تخوفا من تبعات عودة المستوطنين إلى "حومش".
وقال ضرار أبو عمر، مدير جمعية الإغاثة الزراعية في محافظة نابلس وأحد سكان برقة: "لن تكون هناك حياة طبيعية إذا عاد المستوطنون إلى حومش".
وأضاف أبو عمر: "نتوقع أن القادم سيئ جدا، فخلال العشرين سنة الماضية منذ إخلاء حومش أصيب عشرات المواطنين باعتداءات المستوطنين، وإذا ما عاد المستوطنون فإن هذا العدد من الاعتداءات سيسجل في شهر واحد".
وأكد أن الغاء فك الارتباط قرار خطير جدا على قرى شمال غرب نابلس وجنوب جنين، مضيفا: "سنعاني الأمرّين خاصة إذا حصل تدفق للمستوطنين بأعداد كبيرة".
وبيّن أبو عمر أن اخلاء "حومش" كان صوريا، إذ أبقى الاحتلال على الأمر العسكري بمنع دخول أصحاب الأراضي إليها، في حين كان الجيش يغض الطرف عن عودة المستوطنين وتواجدهم داخلها.
ولفت إلى أن أصحاب الأراضي مروا بتجارب مريرة وعصيبة حتى استطاعوا انتزاع عدة قرارات من المحكمة العليا الإسرائيلية بعودة الأراضي لأصحابها وللسماح لهم بدخولها والعمل بها، وقد حاول المستوطنين الاستئناف على القرارات ولكن المحكمة ردت استئنافهم، ورغم ذلك استمر الاحتلال بمنع دخول المزارعين إلى أراضيهم.
وأكد أن تواجد المستوطنين داخل المستوطنة استمر حتى بعد قرار فك الارتباط، وقد تعرض عشرات المزارعين لاعتداءاتهم عندما حاولوا العودة إلى ارضيهم وزراعتها واستغلالها.
وبين أن العديد من المؤسسات الأهلية والرسمية شرعت عقب قرارات المحكمة بإقامة مشاريع استصلاح للأراضي في المستوطنة المخلاة، لكن اعتداءات المستوطنين منعت استكمالها.
ولا يستغرب أبو عمر لجوء الاحتلال لإلغاء قرار فك الارتباط، وقال: "بما أن الانسحاب كان من جانب واحد، فهذا يعني أنهم سيعودون بقرار من جانب واحد أيضا".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: فك الارتباط شمال الضفة الاستيطان حومش الضفة الغربیة الاستیطان فی فک الارتباط هذا القرار العودة إلى شمال الضفة أبو عمر وأکد أن
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يزعم إحباط تسلل قرب رام الله ويقتل فلسطينيا في نابلس
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رصده تسلل مسلحين وإطلاق النار باتجاههم قرب مستوطنة حرشة شمال غربي مدينة رام الله، في حين قتلت قواته شابا فلسطينيا شرقي نابلس، في ظل استمرار عدوانه للأسبوع الثامن شمالي الضفة الغربية المحتلة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن قواته رصدت مساء أمس الجمعة تسلل مسلحين إلى داخل مستوطنة حرشة حيث أطلقت النار عليهم، مما أدى إلى فرارهم.
وأشار المتحدث إلى أن القوات رصدت المسلحين خارج المستوطنة، معلنا عن "انتهاء الحدث الأمني".
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، فقد دوت صفارات الإنذار في المستوطنة المذكورة جراء الحادث الأمني.
ولم يتحدث الجيش عن وجود إصابات جراء إطلاق النار.
والأربعاء الماضي، قالت "يديعوت أحرونوت" إن الجبهة الداخلية تحدثت عن وجود شبهات بتسلل مسلحين إلى داخل مستوطنة حرشة، مشيرة إلى أنه يجري فحص هذه الشبهات.
وفي اليوم نفسه، أصيب إسرائيلي بجروح متوسطة في عملية إطلاق نار وقعت قرب مستوطنة أرئيل شمالي الضفة.
في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي في وقت مبكر مدينة قلقيلية شمالي الضفة.
إعلانكما اقتحمت قوات إسرائيلية قرية المزرعة الغربية شمال غربي رام الله، وسط تحليق عدد من طائرات الاستطلاع.
وفي نابلس استشهد شاب متأثرا بإصابته الحرجة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الجمعة خلال اقتحام بلدة سالم شرقي المدينة.
وأفادت وزارة الصحة باستشهاد الشاب عمر عبد الحكيم داود اشتية (21 عاما) عقب إطلاق الاحتلال الرصاص عليه خلال اقتحام البلدة، مما أدى إلى إصابته بالرأس، ووصفت إصابته بالحرجة، ونقل على إثرها إلى المستشفى، قبل أن يعلن عن استشهاده.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، مما أدى إلى اندلاع مواجهات أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي والغاز السام المدمع بكثافة، كما احتجزوا طفلا في المنطقة.
وأصيب أيضا شاب برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها بلدة بيتا جنوبي نابلس.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن شابا (18 عاما) أصيب برصاص الاحتلال الحي بالفخذ في بلدة بيتا، ونُقل إلى المستشفى.
وفي شمالي الضفة الغربية، دخل عدوان الاحتلال أسبوعه الثامن، حيث لا يزال الفلسطينيون يُهجّرون، كما داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي ما لا يقل عن 10 مساجد في جميع أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
وفي جنين، تكثف عدوان الاحتلال، حيث نزح أكثر من 500 شخص من 3 أحياء في الجزء الشرقي من المدينة في الأيام الأخيرة، وفقا للبلدية.
ومنذ 21 يناير/كانون الثاني 2025 يواصل الاحتلال عدوانه في شمالي الضفة، مخلفا دمارا كبيرا في البنية التحتية، إضافة إلى هدم وتفجير مئات المنازل، وإجبار نحو 40 ألف فلسطيني على النزوح قسرا.
كما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ47 على التوالي، ولليوم الـ34 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات مكثفة ومداهمة للمنازل وإجبار سكانها على الخروج منها بالقوة.
إعلانودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية باتجاه طولكرم ومخيميها، ونشر فرق المشاة في حارات مخيمي طولكرم ونور شمس ومحيطهما، وسط إطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية وسماع دوي انفجارات تزامنا مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.
وأسفر العدوان المستمر على طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 12 ألف شخص من مخيم نور شمس ومثلهم من مخيم طولكرم.
كما خلّف العدوان دمارا شاملا طال البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة.
وكان وزير الدفاع يسرائيل كاتس أوعز لقوات الجيش بمواصلة احتلال مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة حتى نهاية العام الجاري.
وفي القدس المحتلة أدى نحو 80 ألف فلسطيني صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأقصى.
ويعتبر هذا العدد أقل من المعتاد في مثل هذا الوقت من شهر رمضان، بسبب القيود الإسرائيلية التي حالت دون تمكن عشرات آلاف من الوصول إلى المسجد من الضفة الغربية المحتلة، إذ قدرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عدد المصلين بنحو 250 ألفا في اليوم نفسه من العام 2023، في حين بلغ العام الماضي 120 ألفا.
في غضون ذلك، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تصاعد عنف المستوطنين في بعض مناطق الضفة الغربية، مما يسبب خسائر بشرية وأضرارا في الممتلكات ويعرّض المجتمعات لخطر التهجير.
وأشار المكتب في تقريره اليومي إلى أن عائلتين -بينهما رضيع وطفل صغير- تم تهجيرهما في منطقة نابلس بعد أن أشعل مستوطنون النار في منزليهما.
وقال المكتب إنه وعلى مدار العامين الماضيين وثق تهجير أكثر من ألفي فلسطيني في جميع أنحاء الضفة الغربية بسبب تصاعد عنف المستوطنين والقيود المفروضة على التنقل.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على غزة صعّد الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية -بما فيها القدس الشرقية- مما أدى إلى استشهاد أكثر من 934 فلسطينيا وإصابة قرابة 7 آلاف شخص واعتقال 15 ألفا آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
إعلانوارتكب الاحتلال بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 14 ألف مفقود.