عندما يعتقد شخص أنه قد وجد نصفه الثاني أو حصل على تطابق لروحه، من خلال التحدث مع شخص عبر الإنترنت، وفجأة يتبين أنه يتعرض لمحاولة احتيال أو نصب، فيتبلور حين ذاك مصطلح النصب العاطفي الإلكتروني، وفي حل لهذه القضية الشائكة، فكر 8 طلاب من كليه الإعلام، في عمل مشروع تخرج تحت عنوان «رانديفو» لتقديم الحلول والتوعية.

مشروع تخرج عن النصب العاطفي الإلكتروني

«رانديفو» كلمة فرنسية تعني موعد، ويناقش الموعد الذي يتوق إليه الحبيب، لكن يكتشف أنه زائف وزائل، وهو ما ركز عليه المشروع، بهدف التوعية عن النصب العاطفي، وهو ما روته نوران مجدى جنينة، إحدى طالبات المشروع: «هدفنا إننا نعرف الناس إزاي الشخص اللي قدامهم نصاب أو مستغل لمشاعرهم أو كداب، والتصرف الصح لو حصل معاه موقف مسيئ زي الاتصال بالخط الساخن لمباحث الإنترنت».

هدف «رانديفو»

ويهدف المشروع إلى التوعية بمخاطر النصب العاطفي عبر الإنترنت، وتمييز النصابين من خلال سلوكياتهم، ومعرفة كيفية التعامل معهم، وتوفير معلومات عن كيفية الإبلاغ عن هذه الجرائم، وفقًا لحديث نوران لـ«الوطن»: «بيتم نشر الخطوات المشتركة بين جميع النصابين للتوعية، وطريقة انتحال الشخصية اللي بيقوم بيها المحتالين بإنشاء قصص درامية متقنة، واستخدام الصور المسروقة والإلحاح والطلبات المالية».

View this post on Instagram

A post shared by رانديڤو (@randevu.eg)

كيف تتجنب النصب العاطفي الإلكتروني؟

الإجابة عن سؤال «كيف يمكنك اكتشاف المحتال الرومانسي المتلبس؟»، هو ما يتم العمل عليه خلال مشروع التخرج، بنص تعريفي من الحملة: «أي شخص مسؤول لن يطلب منك أي تحويلات مالية أو يقوم بالإصرار على الاستثمار، ومن يفعل ذلك فهو محتال، ويمكنك التأكد من ذلك أكثر إذا قام بطلب تحويل مالي لاستلام أي طرد»، مؤكدين أن الدخول في حالة عاطفية، لن يفلح في كل الأوقات عبر الإنترنت وله عواقبه.

يتم تطبيق تلك الأفكار عن طريق حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكتالوج للتوعية، والمزيد من الفعاليات يقدمونها على أرض الواقع من خلال حملات التوعية والندوات، لتجنب الوقوع في فخ النصب العاطفي، بمشاركة: سارة عمرو، زينه عمرو، ⁠مريم إيهاب وناردين ميلاد وروان ماجد ونوران حسن ونوران جنينة ورنا حسين، بالإضافة إلى توزيع البطاقات التعريفية لتعريف المصطلح والحلول المقترحة.

المصدر: الوطن

إقرأ أيضاً:

العملات الرقمية والتسويق العاطفي

تشهد العملات الرقمية ارتفاعات كبيرة في أسعارها خلال الفترة الحالية، مما يجعلها موضوعًا رئيسًا في نقاشات المجالس، وتثير اهتمامًا واسعًا بين المستثمرين والمضاربين وحتى الشركات والحكومات حول العالم، هذا الارتفاع قد يكون نتيجة لندرة بعضها وزيادة الثقة فيها، والذي أدى إلى زيادة عدد مُلاكها، كما أن طبيعتها المرتبطة بتقنية سلاسل الكتل “blockchain”، التي تحتفظ بسجل معاملات لامركزي (لا يمكن انتهاكه من الناحية النظرية) جعلتها أكثر جاذبية ومتاحة للجميع، مما قد يفتح فرصًا جديدة لقبولها كوسيلة معتمدة للدفع حول العالم، وربما تعزز من تجربة التسوق الإلكتروني عبر تقديم خيارات دفع متنوعة وسهلة.

الارتفاع السريع في أسعار العملات الرقمية ولّد شعورًا لدى المستثمرين بالخوف من فقدان فرصة الربح، مما يشجعهم على اتخاذ قرارات شراء متسرعة، فالخوف والطمع هما عاملان مؤثران في قرارات الاستثمار: الأول يتعلق بالقلق من خسارة الأموال، والثاني يتمثل في السعي لتحقيق مزيد من المكاسب.

في سياق التسويق العاطفي، يمثل الخوف من فوات الفرصة أو ما يُعرف اختصارًا بـ”FOMO” (Fear Of Missing Out) شعورًا لا يقتصر على الشراء فحسب، بل يعكس قلق الإنسان من تفويت أي أمر قد يستمتع به الآخرون، وقد كتب عنه “دان هيرمان” المختص بالتسويق الاستراتيجي عام 1996، حيث لاحظ أن المستهلكين يخشون تفويت فرص شراء منتجات جديدة، ويفرحون عند اغتنامها، هذا النوع من التسويق يخلق حالة من الهوس الجماعي تدفع المشترين إلى ضخ أموالهم بسرعة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

قد يحقق الخوف من فوات الفرصة مكاسب كبيرة لبعض المستثمرين إذا نجحوا في الشراء مبكرًا والخروج قبل بداية التراجع في الأسعار. ومع ذلك، لنا في “فقاعة الدوت كوم” عِبرة ودرس، ففي تسعينيات القرن الماضي تدافع المستثمرون لشراء أسهم شركات التقنية خوفًا من تفويت فرصة تحقيق أرباح طائلة، ولكن عند بدء هبوطها، دفعهم أيضًا خوفهم من الخسارة إلى عمليات بيع كبيرة أدت إلى انهيار الأسعار، فكما يُقال في الاقتصاد “رأس المال جبان”.

ولكن قد تكون الظروف اليوم مختلفة، خصوصًا مع عزم الرئيس المُعاد انتخابه في بلاد العم سام، على القيام بتنظيم وتشريع العملات الرقمية، وتعيينه “ديفيد ساكس” في منصب “قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة”، بالإضافة إلى استمرار الحديث عنها في الأخبار، عزز ذلك التسويق غير المباشر لها وساهم في ترويجها عبر زيادة الثقة فيها.

رغم ذلك، تواجه العملات الرقمية تحديات كبيرة، مثل: التقلبات الحادة في الأسعار، وغياب التشريعات واللوائح التنظيمية، والمنافسة الشرسة بين عشرات العملات الرقمية التي تظهر لنا كل فتره نوع جديد منها بشكل متكرر، كذلك معاناتها من السمعة السيئة بسبب تعرض بعض مستخدميها لعمليات احتيال، وإمكانية استخدامها أيضًا في عمليات شراء مشبوهة وغير قانونية التي تجعل منها مخاطرة عالية. بالتالي ينبغي دراسة الاستثمار فيها بعناية فائقة، خاصة في العملات الرقمية التي تشهد صعودًا كبيرًا وتزاحماً من المستثمرين في وقت قصير، كما من الضروري تحديد أهداف استثمارية واضحة واختيار استراتيجيات تدعمها مع التركيز على المدى البعيد.

التسويق يلعب دورًا محوريًا في ارتفاع أسعار العملات الرقمية، سواء من خلال تعزيز الثقة، التأثير النفسي، أو خلق الزخم الإعلامي، ولكن في الجانب الآخر ينبغي على المستثمرين توخي الحذر وفهم الأسس التقنية والاقتصادية لأي عملة رقمية قبل اتخاذ قرارات الاستثمار، أو أن يتم الاتبعاد عنها (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).

علي محمد الغامدي – جريدة الرياض

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جملة توصيات من السوداني بشأن مدخل بغداد-الموصل
  • ملياردير مصري وإماراتي يستثمران في مشروع سياحي ضخم بالصويرة
  • السوداني: الإدارات السابقة اتجهت إلى مشروع نمطي ووجهنا بوضع إجراءات تضمن السلامة المرورية
  • هالة صدقي تخرج عن صمتها بعد براءتها من تهمة النصب
  • وزير الشباب ومحافظ المنيا يتفقدان مشروع إنشاء نادي متحدي الإعاقة بالمنيا الجديدة
  • وزير الرياضة ومحافظ المنيا يتفقدان مشروع إنشاء نادي متحدي الإعاقة بالمنيا الجديدة
  • السكرتير العام المساعد لبني سويف يتفقد مشروع كوبري الشاملة
  • سكرتير عام مساعد بني سويف يتابع تنفيذ مشروع كوبري الشاملة على الإبراهيمية
  • العملات الرقمية والتسويق العاطفي
  • بعد إيقافه 6 ساعات-- صندوق الإسكان يعلن عودة عمل موقع حجز الشقق الإلكتروني