لماذا دعا سوناك إلى انتخابات مبكرة في بريطانيا؟
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
يثير إعلان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، تنظيم الانتخابات العامة في يوليو المقبل، المزيد من التساؤلات، وفق مجلة "بوليتيكو" الأميركية، حيث خالف توقعات المراقبين التي كانت تشير إلى عقد الانتخابات في أكتوبر أو نوفمبر من العام الجاري.
وأعلن سوناك (44 عاما)، الأربعاء، تنظيم الانتخابات التشريعية في 4 يوليو، حيث سيكون أول اقتراع يخوضه منذ توليه منصبه في أكتوبر 2022 خلفا لليز تراس.
وحسب "بوليتيكو"، فإن إعلان سوناك تبكير الانتخابات جاء مدفوعا بـ"بوادر تحسن الاقتصاد ونجاحه في تمرير خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا"، إذ "كلها أمور إيجابية جعلته يشعر أنه إذا انتظر أكثر من ذلك، فإن الأوضاع قد تسوء".
ومع ذلك، فإن القرار كان بمثابة "مفاجأة في معظم أنحاء البلاد بشكل عام، حيث كان من المفترض أن يظل رئيس الوزراء في منصبه حتى الخريف المقبل، مما سيمنحه بعض الراحة في حال خسارته، إذ سيكون قد قضى عامين كاملين في منصبه"، وفق المجلة.
ومؤخرا، أعلن مكتب الإحصاءات الوطنية أن التضخم وصل أخيرا إلى الهدف البالغ 2 بالمئة، مع إشادة المسؤولين بالنمو الاقتصادي، مما يعني أن المحافظين يمكنهم الآن خوض الانتخابات "وهم يشيرون إلى استقرار أسعار المواد الغذائية وفواتير الطاقة"، وفق المجلة.
وتقول المجلة: "مع تمرير خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا، فإن ذلك أيضا قد يجنب سوناك الإحراج المتوقع من زيادة محتملة لعبور قوارب الهجرة في وقت لاحق هذا الصيف".
وتشير "بوليتيكو" إلى أن استراتيجية سوناك بشأن الانتخابات "قد تكون محفوفة بالمخاطر"، حيث يتخلف حزب المحافظين بفارق 20 نقطة عن حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي.
ووفق بيانات استطلاعات الرأي التي نشرتها "بوليتيكو"، يؤيد 44 بالمئة من الناخبين في المملكة المتحدة حزب العمال، فيما تصل نسبة التأييد لحزب المحافظين لنحو 23 بالمئة حتى مايو الجاري.
لكن مع وجود "عنصر المفاجأة"، وهو إحدى المزايا الرئيسة المتبقية للحكومة التي تواجه "انتخابات صعبة"، حسب المجلة، فإن سوناك "قرر المقامرة استنادا إلى أن التوقعات لن تكون أفضل من مواجهة الناخبين".
وحسب "بوليتيكو"، يمكن أن يُنظر إلى إجراء الانتخابات المبكرة على أنها "عمل جريء غير متوقع من قبل رئيس الوزراء"، إذ حاول الفترة الماضية "التشبث بالأمل في حدوث شيء ما لإنقاذه من الهزيمة الانتخابية التي تتنبأ بها استطلاعات الرأي طوال فترة وجوده في الحكومة تقريبا".
ومع ذلك، يمكن اعتبار هذا القرار إشارة على "واقعية سوناك"، إذ بدا أنه "لا جدوى من تعليق آماله على احتمالات حدوث أمور إيجابية قد تنقذه"، وفق "بوليتيكو".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إلى رواندا
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تقود "قمة افتراضية" لمناقشة السلام في أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعقد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، السبت قمة افتراضية في لندن بمشاركة نحو 25 قائدًا عالميًا، لمناقشة سبل الحفاظ على السلام في أوكرانيا في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا، التي اعتبرها ستارمر "غير جادة بشأن السلام".
ووفقا لبيان صادر عن داونينغ ستريت، ستشارك دول أوروبية عدة إلى جانب أوكرانيا، وحلف الناتو، والمفوضية الأوروبية، وكندا، وأستراليا في الاجتماع، الذي يهدف إلى تحديد الخطوط العريضة لتحالف دولي "لدعم سلام عادل ودائم" في أوكرانيا.
ضغط أمريكي وموقف متردد من موسكو
تأتي القمة في ظل دعوات أمريكية متزايدة لهدنة، حيث مارست واشنطن ضغوطا كبيرة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي وافق الثلاثاء الماضي على وقف مؤقت للأعمال العدائية لمدة 30 يوما، بشرط أن تلتزم روسيا بذلك أيضا.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى تحفظات بشأن الهدنة، مشيرا إلى وجود "قضايا مهمة" يجب حلها قبل وقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، قال ستارمر في بيان مساء الجمعة: "تجاهل الكرملين التام لمقترح الرئيس ترامب بشأن وقف إطلاق النار يثبت أن بوتين غير جاد بشأن السلام".
ويقود ستارمر، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جهودًا لتشكيل تحالف من الدول الداعمة لأوكرانيا، خاصة بعد بدء ترامب مفاوضات مباشرة مع موسكو في فبراير الماضي.
ويهدف اجتماع السبت، وفقًا لداونينغ ستريت، إلى "تعميق فهم كيفية مساهمة الدول في هذا التحالف، قبل جلسة تخطيط عسكري مرتقبة الأسبوع المقبل".
ومن المتوقع أن تتنوع مساهمات الدول بين إرسال قوات – وهو التزام أبدت باريس ولندن استعدادها له – وتقديم دعم لوجستي إضافي.
وقال ستارمر: "إذا جلست روسيا أخيرا إلى طاولة المفاوضات، يجب أن نكون مستعدين لمراقبة وقف إطلاق النار لضمان أن يكون سلاما جادا ودائما". كما شدد على ضرورة فرض مزيد من الضغوط الاقتصادية على روسيا في حال رفضها الاتفاق الأميركي.
في المقابل، أكد بوتين أن أي تسوية يجب أن تضمن "سلاما طويل الأمد"، في إشارة إلى مطالبته بضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.
بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن قمة السبت ستسعى إلى "تعزيز الدعم لأوكرانيا والعمل من أجل سلام متين ودائم"، داعيًا روسيا إلى "وقف انتهاكاتها" في أوكرانيا.