هكذا اقترن رقم 8 بالرئيس الإيراني الراحل
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
طهران- يلفت متابعو الصحافة الإيرانية الناطقة بالفارسية هذه الأيام تكرار الرقم "8" في غالبية الأخبار والتقارير التي تُنشر عن الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، حتى أمسى هذا الرقم يرمز إليه، ما حدا ببعض الإيرانيين أن يتساءلوا عن رمزيته ودلالته.
وطالما قدّم رئيسي نفسه إبان حملته الانتخابية عام 2021 أنه "خادم الإمام الثامن" ويُقصد بذلك علي بن موسى الرضا الإمام الثامن لدى الشيعة.
ووفقا للإحصاءات الرسمية، فإن رئيسي قد حصل في رئاسيات 2021 على نحو 18 مليونا من أصوات الناخبين وبنسبة مشاركة شعبية بلغت 48.8%، ليقوم مرشد الثورة علي خامنئي بتنصيبه في الخامس من أغسطس/آب الشهر الثامن بين شهور السنة.
ورغم أن رئيسي تولى خلال مسيرته السياسية والقضائية مناصب رفيعة كثيرة منها منصب رئيس السلطة القضائية، إلا أن تعيينه "سادنا" للعتبة الرضوية التابعة للإمام الثامن لدى الشيعة، بين عامي 2016 و2019، ظل عالقا في ذهنه، حتى صار يُعرف منذ حينها بـ "خادم الإمام الثامن" لدى الوسط المتدين في إيران.
وفي الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 18 يونيو/حزيران 2021، أُعلن فوزه اليوم التالي بتاريخ الثامن من شهر ذي القعدة عام 1442 للهجرة، فحرصت حاشيته على إقامة احتفال النصر تزامنا مع الاحتفال الوطني بمناسبة حلول ذكرى مولد الإمام الثامن لدى الشيعة.
وغرّد حينها بعض الإيرانيين -على منصات التواصل- أنه "في اليوم الثامن من عشرة الكرامة (الأول حتى العاشر من شهر ذي القعدة في التقويم الإيراني) تم الإعلان عن فوز فضيلة الدكتور إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية، فصار الرئيس الثامن في إيران، سنحتفل بفوزه تزامنا مع احتفالات مولد الإمام الثامن" فعززت مثل هذه التغريدات العلاقة بينه والرقم 8.
رقم ملازموأثناء حملته الانتخابية، التقی رئيسي عددا من نجوم كرة القدم الإيرانيين، وشاهد برفقتهم مباريات بطولة آسيا بين المنتخب ونظيره والعراقي المؤهِّلة لمونديال قطر 2022 وكأس آسيا 2023.
وأعلن دعمه للوسط الرياضي، فما كان من هذا الوسط سوى إهدائه قميص "تيم ملي" وعليه اسمه ورقم 8، للدلالة على الرئيس الثامن بعد انتصار الثورة الإيرانية عام 1979.
وظل العدد يلازم رئيسي حتى مقتله إثر سقوط المروحية التي كانت تقله رفقة مجموعة مسؤولين آخرين من منطقة جلفا إلى مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية شمالي غربي البلاد، فكان ثامن من لقوا حتفهم جراء تحطمها.
وبسبب سقوط المروحية الرئاسية يوم 19 مايو/أيار الجاري في منطقة جبلية وعرة وسط ضباب كثيف، استمرت عمليات البحث والإنقاذ حتى صباح اليوم التالي، ليعلن التلفزيون الإيراني نبأ مصرعه في نشرة الثامنة صباحا، وصادف ذلك اليوم ذكرى مولد الإمام الثامن لدى الشيعة.
وقد لا يكون غريبا ملازمة الرقم 8 للرئيس الراحل خلال حياته، إذ يروي آخرون تجارب مماثلة حيث يتعرضون لتكرار رقم محدد في حياتهم حتى يظنون أنه رقمهم أو رقم قرينهم، بيد أنه من الغرابة أن يبقى هذا الرقم ملاصقا لتاريخ الأحداث المتعلقة بوفاة رئيسي.
الثقافة الإيرانيةومن أجل سد الفراغ الرئاسي، حددت السلطات يوم الثامن من شهر "تير" بالتقويم الإيراني الموافق ليوم 28 يونيو/حزيران المقبل موعدا لإجراء انتخابات رئاسية جديدة، ليتبعها تقليد الرئيس المنتخب في 8 تموز/يوليو القادم.
وطالما اقترن اسم رئيسي بالرقم 8، فقد راهنت شريحة كبيرة من الإيرانيين خلال الأعوام الماضية على فوزه بدورة رئاسية ثانية ليقضي 8 سنوات من عمره بالقصر الرئاسي، بيد أن حادث المروحية أوجد علامة استفهام كبيرة لدى الرأي العام الإيراني.
ويدل الرقم 8 في الثقافة الفارسية على الحظ والسعد والوفرة، كما أن أضلاع لعبة الشطرنج -المذكورة في ملحمة الشاهنامة- تتكون من 8 خانات.
ويعتقد الباحث الإيراني آرش نور آقائي، المختص في دلالة الأعداد والأرقام ومؤلف كتاب "الأرقام والرموز والأسطورة" أن الرقم 8 يدل على الاعتدال والكمال والخصوبة، مضيفا أن الجهات الجغرافية 8 جهات منها 4 أصلية ومثلها فرعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الإمام الثامن الرقم 8
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: رسالة الرئيس للدعاة والأئمة تؤكد ضرورة بناء الإنسان المتوازن
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الرسائل التي حملتها كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي للدعاة والأئمة خلال لقائه الأخير معهم، تؤكد حرص القيادة السياسية على بناء إنسان مصري متوازن ومسؤول، قادر على الإسهام في نهضة مجتمعه.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن من أبرز ما جاء في كلمة الرئيس هو التأكيد على أن الكلمات وحدها لا تكفي، بل لا بد من ترجمتها إلى أفعال وسلوكيات، مضيفًا أن الرئيس دعا إلى تفعيل دور المساجد لتكون منارات تعليمية وتربوية إلى جانب كونها بيوتًا للعبادة، بحيث تساهم في دعم الطلاب وتقديم خدمات مجتمعية حقيقية.
وأشار الجندي إلى أن من الرسائل المهمة أيضًا ضرورة معاملة الجيران بالإحسان، والاهتمام بتربية الأبناء على القيم الدينية والأخلاقية، ومواكبة التطور في شتى المجالات دون المساس بالثوابت الدينية، مع الاهتمام بالحفاظ على اللغة العربية باعتبارها من ثوابت الهوية.
وأكد أن الرئيس دعا الدعاة لأن يكونوا حماة للحرية وضامنين للتنوير، مشيرًا إلى أن هذه النظرة تضع على عاتق الأئمة دورًا كبيرًا في توعية المجتمع وبناء وعي حقيقي.
واختتم الشيخ خالد الجندي تصريحه بالإشادة بإبراز الرئيس لنموذج الإمام السيوطي، واصفًا إياه بـ"القدوة الملهمة"، وقال: "الإمام السيوطي ألّف أكثر من 1164 كتابًا، وهو نموذج للمجتهد الموسوعي، ورمز مشرف لمصر ولشبابها، وعلى الدعاة اليوم أن يتخذوه قدوة في العطاء العلمي والديني، بدلًا من الانشغال بالتشكيك والسخرية".
وأكد الجندي أن رسالة الرئيس دعوة صادقة لبناء الوطن من خلال الكلمة الطيبة والعمل الصالح والقدوة الحسنة.