حمدوك في موجهة العاصفة أم الخضوع
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
تعود بعض الأصدقاء فتح حوار معي على ما كتبه في الخاص، و تمنيت أن يكون الحوار على الصفحة، أو حتى القروب على صفحة الفسبوك ” منبر الحوار الديمقراطي” أو حتى على منبر ” مركز أبحاث الديمقراطية و الدراسات الإستراتيجية” بهدف تعميم الفائدة، و اعتقد جازما أن البعض عندهم أراء جيدة حتى إذا أختلفت معها مجبر على أحترامها، فالديمقراطية أهم قاعدة لها الحوار بين الآراء المختلفة، لأنها تعلمنا جميعا أن نحترم أراء بعضنا البعض مهما كانت درجة الخلاف، و أيضا تقلل فرص بروز المشاحنات و العنف اللفظي، و تخلق قاعدة جديدة من الثقة تكبر و تقوى بمرور الزمن، إلي جانب أنها تعتبر أحد الوسائل التي تنتج الثقافة الديمقراطية، فالحوار عندما يصبح ثقافة عامة بين الناس يجبر الكل أن يرتبوا أفكارهم و يهذبوا حتى كلماتهم.
عندما وقع الدكتور عبد الله حمدوك الاتفاقيتين مع الحركتين المسلحتين ” الحركة الشعبية و تحرير السودان” صدرت ثلاث بيانات من أحزاب هم أعضاء في تحالف ” تقدم” بيان من حزب الأمة القوى و أيضا من التجمع الاتحادي يعترضان فيه على ” تقرير المصير و العلمانية” الأمر الذي يؤكد أن مشروع الاتفاقيتين لم تعرضا للحوار داخل المنظومة المتحالفة، و تفاجأوا بمضمون الاتفاقيتين.. البيان الأخر صدر من الحزب الاتحادي الموحد الذي وافق على كل ما جاء في الاتفاقيتين دون أن يكون له أي اعتراض على بنودهما، و الاتحادي الموحد أراد من البيان إثبات وجود، و لا اعتقد في مصلحته الاعتراض أو تقديم رآي، الحق الديمقراطي أن تطرح القضية داخل التحالف و تتم الموافقة عليها حتى لا تخرج بيانات تعترض على بنود الاتفاق، اعتقد أن توقيع الاتفاقيتين قد بينت ديمقراطية حمدوك التي يبشر بها ” نفذ ثم ناقش” إذا كان هناك حقا للمناقشة… الأمر الذي يؤكد أن مسألة التوقيع جاءت على عجل، و هي لم تكن واردة في أجندة تحالف ” تقدم” و أن حمدوك حمل عليها حملا للتوقيع، دون أن يكون له حق الاعتراض أو الرآي على ذلك..
لكن ما هو الهدف من توقيع الاتفاقيتين و ماذا تخدمان؟ خاصة أن حمدوك عندما كان رئيسا للوزراء كان قد وقع مع عبد العزيز الحلو ذات الاتفاقية، ماذا فعل بها؟ و أيضا التقى مع عبد الواحد و اتفق معه على ذات البنود الواردة في الاتفاقية ماذا فعل بها؟ كان حمدوك في ذلك الوقت يملك القرار، و الأن هو مجرد شخص يمارس دورا سياسيا من منصة المستقل، و ليس عنده أي سلطة، أو نفوذ يؤهله تنفيذ الاتفاقيتين أو التعاطي معهما، لكن ما هو الهدف من أجل ذلك؟ أن يفتح حمدوك منافذ لهاتين الحركتين للمشاركة في المؤتمر التأسيسي لتحالف ” تقدم” الذي سوف يعقد بعد يومين في أديس ابابا؟ أم هي رسالة موجهة للمجتمع الخارجي أن تقدم لها قاعدة عريضة تؤيدها و لها علاقة مع الحركات مسلحة؟ أو المقصود هو إفشال المحادثات التي كانت جارية بين نائب القائد العام للجيش و عضو مجلس السيادة مع رئيس الحركة الشعبية لتمرير الإغاثة للمواطنين في جنوب كردفان و دارفور، إذا كان الأمر داء على عجل من الجهة التي تصنع القرارات؟.. نسأل الله حسن البصيرة..
زين العابدين صالح عبد الرحمن
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
خرج لشراء الليمون.. فاعتقل 13 عاماً في سجن صيدنايا
كانت تكلفة الاحتجاج ضد نظام بشار الأسد باهظة الثمن لحمدو سليمان الذي قضى 13 عاماً من حياته في سجن صيدنايا سيئ السمعة، بينما فقد البصر في عينه اليمنى، وفرصة رؤية ولادة ابنته والحداد على وفاة أخيه وجدته، وأخيراً منزله.
أطلق سراح سليمان من سجن صيدنايا عندما سقط النظام، وعاد إلى عائلته فقط ليجد أن منزله أصبح خيمة. يقول سليمان (39 عاماً) لصحيفة "تايمز" البريطانية: "ذهبت للاحتجاج من أجل العدالة، ضد النظام الإجرامي الذي سيطر على حياتنا.. أما السجن فكانت هناك أوقات كنت مستعداً أن أدفع فيها مقابل الموت".ماذا حدث لسليمان؟
كان سليمان يبلغ من العمر 26 عاماً وعامل بناء عندما اجتاحت الاحتجاجات سوريا في عام 2011. أصبحت بلدته، كفرنبل، في إدلب، مركزاً بارزاً للاحتجاج في سوريا، مع لافتاتها التي تسخر من بشار الأسد والمجتمع الدولي.
وفي ذلك الوقت، كان سليمان بالفعل في السجن. في الأيام الأولى للانتفاضة، تحرك الجيش عبر ريف إدلب، وأقام نقاط تفتيش ولاحظ أسماء المتظاهرين.
وفي يوم الخميس 7 يوليو (تموز) 2011، غادر سليمان منزله لشراء الليمون ولم يعد إلى المنزل أبداً.
وفقاً لسليمان، فقد زعم أحد جيرانه الساخطين للنظام بأنه إرهابياً. فقاموا باعتقاله وإرساله إلى سلسلة من فروع المخابرات قبل أن يقبع بصيدنايا سيئ السمعة.
President Bashar al-Assad, who wielded fear and force over Syria for more than two decades, fled under the cover of night.
Here’s a look inside his escape and the final days of his regime. https://t.co/zvrDW0ZdAL
وقال: "أجبرنا على الجلوس عراة على الأرض مع السجناء الآخرين، متجمعين معاً من أجل الدفء.. سوف نتجمد. الملابس التي أعطيت لنا تمزقت بعد أشهر من التعذيب".
يصف سليمان أيامه في السجن قائلاً: "كان الجلد يعتبر من أخف أنواع التعذيب بينما تضمنت الأيام الصعبة على الضرب الشرس بقضيب معدني كبير.. كان ذلك عندما فقدت البصر في عيني اليمنى".
كما تحدث عن الطريقة التي حاول السجناء التحدث بها فيما بينهم عبر ثقوب في الجدران. وحسب سليمان فإن 25 سجيناً يموتون كل يوم في الأشهر السبعة الأولى من اعتقاله.. وبعد ذلك فقد توقف عن العد.
وبحسب الصحيفة، فوفقاً لتقرير صدر في أغسطس (آب) عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي مجموعة مقرها المملكة المتحدة تراقب انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، اختفى ما لا يقل عن 113218 شخصاً قسراً في البلاد، من بينهم 3129 طفلاً. ومن بين هؤلاء، تم إرسال 100 شخص من كفرنبل إلى صيدنايا. ويعتقد أن سليمان واثنين آخرين فقط نجوا منهم.
قال سليمان: "ثلاثة عشر عاماً وما زلت أعاني من كوابيس صيدنايا". ووضع يديه حول عنقه قائلاً: "أرى الحراس يدخلون زنزانتي ويأتون لإعدامي".
Syrians took furniture and appliances from President Bashar al-Assad's official residence after he fled the country for Russia on Sunday. Many Syrians are delighted to be free of al-Assad. They’re also nervous about what comes next.
Follow live: https://t.co/gIc9MCukH5 pic.twitter.com/48zPoDBgZH
وقالت آية مجذوب، نائبة مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن الخوف من الارتباط بالسجناء أعاق حفظ السجلات، لذلك لا يعرف العدد الحقيقي للقتلى. غالباً ما ادعت العائلات أن أحباءهم ماتوا في حوادث بدلاً من الاعتراف باختفائهم.
وتأمل منظمة العفو الدولية وجماعات حقوق الإنسان الأخرى الآن في أن يكون حفظ السجلات الدقيق للنظام أساساً لمزيد من البحث. وقالت مجذوب: "هناك أسماء وسجلات وملايين الصفحات من الوثائق التي يجب تأمينها.. يجب تحليلها وبناء القضايا ضد الجناة رفيعي المستوى".
نهاية سعيدة
بعد صيدنايا، تم نقل سليمان إلى سجن في مدينة السويداء، حيث تحسنت الظروف بشكل هامشي. فاكتشفت عائلته أين كان وأرسلت له المال.
Thousands died in Syria’s gas assaults in 2013, 2017 and 2018. Workers who built stockpiles of sarin precursor agents thought Israel was the target, not their fellow citizens ⬇️https://t.co/hiV8GshIRR
— The Times and The Sunday Times (@thetimes) December 16, 2024دفع حارساً للسماح لعائلته بإرسال صور بناته إلى هاتف الحارس، وذلك عندما علم بوفاة شقيقه وجدته.
وعلم أن بلدته كفرنبل قد دمرت بالكامل من قبل حملة قصف روسية. وأن من بين 15500 نسمة قبل الحرب، مات ما لا يقل عن 3000.
كان سليمان في نهاية المطاف واحداً من أكثر من 30،000 شخص تم إطلاق سراحهم في اليوم الذي اجتاحت فيه "هيئة تحرير الشام"، الجماعة المتمردة التي حكمت معظم إدلب منذ عام 2015، سوريا وشردت النظام.
أرسلت والدته رسالة نصية: "كن مستعداً، ستخرج قريباً". فأجاب: "لن يحدث ذلك أبداً"، غير مدرك للأحداث خارج باب سجنه.
وقال سليمان: "لم أصدق أن الأسد قد رحل".