إلقاء القبض على نائب رئيس هيئة الأركان الروسية بتهمة الرشوة
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
أوردت تقارير إعلامية روسية، الخميس، نبأ إلقاء القبض على نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، بتهمة الرشوة، في أحدث حلقة من سلسلة الاعتقالات المتعلقة بنفس التهمة لمسؤولين عسكريين رفيعي المستوى.
وجاء اعتقال اللفتنانت جنرال فاديم شامارين، في أعقاب اعتقال الميجور جنرال إيفان بوبوف، القائد الأعلى السابق في الغزو الروسي لأوكرانيا، هذا الأسبوع، بتهمة الرشوة أيضا.
وفي أبريل، أُلقي القبض على نائب وزير الدفاع، تيمور إيفانوف، بتهمة الرشوة.
وكان إيفانوف صديقا مقربا لسيرغي شويغو، الذي أقاله الرئيس، فلاديمير بوتين، من منصب وزير الدفاع بعد وقت قصير من تنصيب بوتين لفترة ولاية جديدة في مايو.
واعتقل رئيس إدارة شؤون الموظفين بوزارة الدفاع، اللفتنانت جنرال يوري كوزنتسوف، بتهمة الرشوة بعد يومين من استبدال شويغو.
وشامارين هو أيضا رئيس مديرية الاتصالات الرئيسية بوزارة الدفاع، حيث نقلت وكالات أنباء روسية عن محكمة عسكرية أنه محتجز منذ شهرين، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل أخرى للقضية.
وتم إلقاء اللوم على شويغو على نطاق واسع في فشل روسيا في الاستيلاء على كييف خلال وقت مبكر من القتال في أوكرانيا، واتهمه زعيم مرتزقة فاغنر الراحل، يفغيني بريغوجين، بعدم الكفاءة والفساد.
وكان بريغوجين قد قاد تمردا في يونيو 2023، للمطالبة بإقالة شويغو ورئيس أركان الجيش الجنرال، فاليري غيراسيموف.
وبعد أقل من شهر على تمرد بريغوجين الفاشلة، تم فصل بوبوف من منصب قيادي في الجيش.
وقال بوبوف إنه تحدث إلى شويغو بشأن عدم كفاية المعدات التي أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى الروس، وإن إقالته كانت طعنة "غادرة" في الظهر للقوات الروسية في أوكرانيا.
وكانت قوات بوبوف تقاتل في منطقة زابوريجيا، إحدى أكثر المناطق المتنازع عليها بشدة في حرب روسيا على أوكرانيا.
وجاءت إقالته بعد يوم واحد من تعرض موقع قيادة الجيش الـ58 في مدينة بيرديانسك لهجوم أوكراني، أسفر عن مقتل جنرال رفيع المستوى.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
جنرال إسرائيلي يحذر من عدم جاهزية الجيش لحرب متعددة الساحات
أكد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحق بريك، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الحاجة إلى إخلاء مليوني غزي من قطاع غزة إلى أماكن أخرى في العالم، الذي يبدو خيالي أكثر منه واقعي، يثير غضب العالم العربي ضده وضد الولايات المتحدة و"اسرائيل".
وقال الجنرال الإسرائيلي بريك، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس": إن هذا الإعلان من شأنه أن يؤدي إلى تدهور أكثر خطورة، واتفاق السلام مع السعودية يمكن أن يختفي من الأجندة، والسلام مع مصر يمكن أن يتحطم، وتحالفات قديمة بين دول عربية ضد "إسرائيل" ستظهر مرة أخرى على جدول الأعمال.
وأضاف أن هناك أيضا خطة تطبيق المرحلة الثانية في صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار المحتمل مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، التي أصبحت محل شك، نظرا لأن "إسرائيل" تربط هذه المرحلة باستسلام حماس ونزع سلاحها.
وأوضح أن احتمالية هذا الاستسلام لا تلوح في الأفق، لأن حماس تدرك أن أمريكا واسرائيل لن تبقيا لها أي أفق للمستقبل، وأنهما تنويان طرد السكان من أراضيهم ونفيهم إلى أماكن أخرى في العالم.
وأكد أنه "بدلا من الانخداع في الأوهام فإنه يجب على المستوى السياسي إطلاق سراح جميع الرهائن بدون وضع شروط لن توافق عليها حماس بأي شكل من الأشكال، وأنه يجب وقف الحرب التي فقدت هدفها، والتركيز على إعادة ترميم الدولة والاقتصاد والمناعة الاجتماعية والعلاقات الدولية والجيش".
وذكر أن "هذا التغيير يحتاج إلى رؤية أمنية تختلف عن الرؤية التي بلورها دافيد بن غوريون في الخمسينيات، ويجب التسلح بوسائل قتالية جديدة، وعلى الجيش تبني نظرية تشغيل تختلف في جوهرها، كل ذلك لم يحدث في السنوات الأخيرة بسبب الجمود الفكري والعملي والغطرسة والسذاجة والغرور وعدم المهنية والتهرب من المسؤولية والإهمال".
وكشف أن "الجيش الإسرائيلي تدهور وتخلى عن أمن إسرائيل في كل المجالات، فلم تتم بلورة نظرية
أمنية مناسبة للحروب الحالية والحروب المستقبلية، والجبهة الداخلية لم يتم إعدادها للحرب، والجيش البري تم تقليصه وهو لا يمكنه الصمود أمام تحديات الحرب، كما لم يتم في الجيش بناء نظرية دفاع وهجوم أمام الصواريخ والقذائف والمسيرات".
وبين بريك أنه في "أعقاب غياب نظرية أمنية وعدم فهم الواقع في المستوى السياسي وفي المستوى الأمني، فإن الجيش لم يقم بشراء وسائل قتالية جديدة مناسبة للحرب متعددة الساحات، لم يتم إنشاء سلاح مضادة لصواريخ أرض – أرض من أجل تدمير منصات إطلاق صواريخ العدو، التي ستكون ناجعة أكثر من الطائرات لهذه المهمة".
وأضاف أنه كان يجب أن تكون مبادرة وطنية مع الولايات المتحدة لتطوير وإنتاج سلاح ليزر قوي يمكنه المس بالصواريخ البالستية، الذي هو أرخص بمئات الأضعاف من الصواريخ التي توجد لدينا مثل "الحيتس" و"مقلاع داود" و"القبة الحديدية".
وقال إنه "بسبب الثمن الباهظ فإن احتياطي هذه الصواريخ ضئيل جدا، وفي أثناء الحرب متعددة الساحات ستنفد خلال بضعة أيام، وإضافة إلى ذلك فإن الليزر القوي هو الوسيلة الوحيدة التي يمكنها اعتراض الصواريخ فرط صوتية المتملصة، ولم يتم شراء قواعد إطلاق متعددة الفوهة موجهة بواسطة الرادار، التي فعاليتها ضد المسيرات كبيرة، ولم يتم شراء عشرات آلاف المسيرات لمهمات استخبارية وهجومية وزيادة الجيش البري".
وأرجع سبب كل ذلك إلى "رؤية مشوهة للمستوى العسكري الأعلى، الذي واصل تخيل حروب الماضي وقام ببناء القوة العسكرية بالأساس على الطائرات التي مكانتها في الحروب العالمية آخذة في التقلص لصالح الطائرات بدون طيار والمسيرات، وإضافة إلى ذلك المستوى السياسي والمستوى العسكري الأعلى لم يرد على التغيرات في الجيوش العربية التي أعدت نفسها للحروب التي تغيرت بشكل كامل".
واعتبر أن "التهديد الوجودي الآن على دولة إسرائيل هو لا شيء مقارنة بالتهديد الوجودي في المستقبل، فالجيش البري فيها صغير ولا يمكنه المحاربة في أكثر من جبهة، لكن سيكون عليه المحاربة في خمس جبهات برية على الأقل في نفس الوقت".
وأكد أنه "عندما ستندلع حرب إقليمية متعددة الجبهات وشاملة فسيكون على الجيش الاسرائيلي المحاربة ضد قوة الرضوان التابعة لحزب الله في لبنان، التي ستتعزز مرة أخرى؛ وضد الدولة الاسلامية الجهادية المتطرفة في سوريا التي تدعمها تركيا؛ وضد المليشيات المؤيدة لإيران على الحدود مع الأردن وإذا حدثت انتفاضة هناك مثل ما حدث في سوريا فإن إسرائيل ستشعر بتأثير الدومينو، ووضعها سيكون أصعب بكثير، كل ذلك بسبب تقليص الجيش البري في العشرين سنة الأخيرة".
وأكد أنه في الوقت الحالي "لا توجد لإسرائيل قوات على طول الحدود مع الأردن، ومنذ سنوات هي لا تقوم بمنع عمليات تهريب مئات آلاف قطع السلاح والعبوات إلى الضفة الغربية، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في تفجر انتفاضة ثالثة، ويجب الأخذ في الحسبان بأنه في ظروف معينة هناك إمكانية لانضمام مصر للحرب، وهكذا أيضا حماس في قطاع غزة".
ورجح بريك أن "هذه هي السيناريوهات التي يجب على الجيش الاستعداد لها، وإذا لم يحدث أي شيء فطوبى لنا، ولكن إذا حدثت كارثة فإن وضعنا سيكون سيء ومرير، ويجب الاستعداد للإمكانية الكامنة في التهديد المحتمل، وليس تقدير نوايا العدو، كما فعلت "أمان" في السابق ودائما كانت مخطئة".
وختم بالقول إنه "لقد تم انتخاب في الفترة الأخيرة رئيس جديد لهيئة الأركان، ايال زمير، الذي يستطيع وهو قادر ويعرف كيفية ترميم الجيش/ ولكن هناك خوف كبير من أن بنيامين نتنياهو والحكومة، الذين بقاءهم في الحكم هو الأكثر أهمية من أي شيء آخر، سيضعون العصي في الدواليب وسيحرصون على إرسال الجيش لمواصلة الحرب التي فقدت منذ زمن هدفها، وهذا الوضع لن يسمح بإعادة الترميم والإعداد للتحديات في الحاضر والمستقبل".