بيروت- بفارق ثوانٍ قليلة، نجا أطفال كانوا في طريقهم إلى المدرسة في منطقة النبطية في جنوب لبنان صباح الخميس23مايو2024، من ضربة طائرة مسيّرة اسرائيلية استهدفت سيارة لعنصر في حزب الله، كما روى سائق الحافلة وأحد الأطفال.

وقتل عنصر من حزب الله الخميس في الغارة الاسرائيلية، على ما أفاد مصدر مقرب من الحزب، فيما أصيب ثلاثة تلاميذ بجروح.

 ويقول أحمد قبيسي (57 عاماً) سائق حافلة المدرسة التي أصيب تلاميذها بجروح، أنه كان يقود في طريقه إلى المدرسة "وفجأة وقعت الضربة، للوهلة الأولى لم نفهم ماذا حصل، وأصيب الأطفال بحالة من الهلع".

ويضيف في مقابلة مع وكالة فرانس برس من مستشفى النبطية الحكومي الذي نقل إليه التلاميذ "تكسر الزجاج الأمامي للحافلة...تسمّرت في مكاني، ثمّ عدت أدراجي، وحينها قصفت السيارة أمامنا بصاروخٍ ثانٍ"، موضحاً أن كان معه 18 تلميذاً قاصراً، أصيب ثلاثة منهم بجروح.

ووقعت الغارة على طريق عام في منطقة النبطية البعيدة عن المناطق الحدودية التي تستهدف عادةً.

في المستشفى، كان الطفل محمد علي ناصر (11 عاماً) ممددا فيما ضمّد جبينه المصاب بالزجاج، وإلى جانبه عمّته تحمل بيدها زيّ المدرسة الملطّخ بالدم.

يروي الطفل قائلا "كنا ذاهبين إلى المدرسة، ووقعت الضربة... عادت الحافلة إلى الخلف...وطار الزجاج علينا...وضعنا الحقائب فوق رؤوسنا، كانت السيارة أمامنا تحترق".

ويضيف "نزلنا من الحافلة، واتصلوا بالاسعاف. أصبت بجرح صغير".

- أستاذ فيزياء -

ويوضح والد الطفل من المستشفى، "كنت أعمل في الأرض حين اتصل بي صهري، وقال إن ابني أصيب". 

وفي موقع الغارة على الطريق العام الذي يربط بين بلدتي شوكين وقعقعية الجسر في منطقة النبطية، شاهد مصوّر وكالة فرانس برس بقايا السيارة المستهدفة التي تبعثرت في الأنحاء، فيما بقع الدماء كانت لا تزال واضحةً على الأرض، إلى جانب حفرتين صغيرتين ناجمتين عن الضربة.

وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية صباح الخميس وقوع "عدوان معادٍ نفذته مسيّرة صباحاً على طريق كفردجال-النبطية"، أدّى "إلى استشهاد سائق السيارة" و"إصابة 3 طلاب" بجروح، كانوا في حافلة متوجهين إلى مدرستهم. وأضافت  أن الغارة ادّت إلى "احتراق السيارة"، فيما نقلت الإصابات إلى المستشفيات.

وأفاد مصدر مقرّب من حزب الله بأنّ القتيل هو العنصر في الحزب محمد علي ناصر فران، فيما نعاه حزب الله رسمياً في بيان، وهو متحدّر من بلدة النبطية الجنوبية.

ويعمل فرّان كذلك مدرساً لمادة الفيزياء في ثانوية حسن كامل الصباح الرسمية في النبطية، حيث نعاه مديرها عباس شميساني في بيان نشرته الوكالة الوطنية.

وفي وقتٍ لاحق الخميس، أعلن حزب الله عن استهدافه "بعشرات صواريخ الكاتيوشا" مقرّ قيادة عسكري في شمال اسرائيل، "في إطار الرد على الاغتيال الذي قامَ به العدو في كفردجّال وإصابة الأطفال وترويعهم".

وأعلن الجيش الاسرائيلي من جهته عن "رصد حوالى 30 صاروخاً قادماً من الأراضي اللبنانية، تمّ اعتراض بعضها، فيما سقطت أخرى في مناطق مفتوحة".

ومنذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي. وكثّف الحزب الله وتيرة هجماته على مواقع اسرائيلية بصواريخ ومسيّرات.

وفي الآونة الأخيرة، يعلن الحزب عن استخدام أسلحة في نزاعه مع اسرائيل، مثل "مسيرة هجوميّة مسلّحة" وصواريخ موجّهة وأخرى ثقيلة من نوع بركان وألماس الإيرانية و"جهاد مغنية"، نسبة الى قيادي في الحزب قتل بنيران إسرائيلية عام 2015 في سوريا.

وخلال سبعة أشهر، أسفر التصعيد على جانبي الحدود عن مقتل 429 شخصا على الأقلّ في لبنان، بينهم 278 مقاتلاً من حزب الله و82 مدنيا على الأقلّ، وفق حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 14 عسكريا وعشرة مدنيين.

ودفع التصعيد عشرات آلاف السكان على جانبي الحدود إلى النزوح.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

شهيد بنيران اسرائيلية مع مواصلة سكان جنوب لبنان دخول قراهم الحدودية

27 يناير، 2025

بغداد/المسلة: قتل شخص بنيران اسرائيلية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الإثنين، مع مواصلة سكّان لليوم الثاني على التوالي، محاولة الدخول إلى قرى حدودية في جنوب لبنان لا تزال تنتشر فيها قوات إسرائيلية، وذلك غداة مقتل 24 شخصا بظروف مشابهة.

وعلى رغم هذه التوترات وهشاشة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي بدأ سريانه قبل شهرين، يستبعد محلل عودة المواجهات بين الطرفين.

ومساء الأحد، أعلنت الولايات المتحدة التي توسطت لإبرام الاتفاق، أنه سيبقى “ساري المفعول حتى 18 شباط/فبراير 2025″، ما يعني عمليا تمديد مهلة استكمال الانسحاب وبنود أخرى في الاتفاق، وذلك بعد ساعات من انقضاء مهلة الستين يوما لانجاز هذا الانسحاب.

ومنذ الأحد، يحاول سكّان قرى لا تزال القوات الاسرائيلية منتشرة فيها، الدخول إليها برفقة الجيش اللبناني.

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية الاثنين بأن “اعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة أدت حتى الساعة إلى سقوط شهيد وسبعة جرحى” الاثنين.

وتضاف الحصيلة الى 24 شخصا قتلوا الأحد، بينهم ست نساء.

وفي حين نجح سكان بدخول بعض القرى، باءت المحاولات بالفشل في أخرى.

وفي ميس الجبل الحدودية، تجمّع السكان منذ الصباح على “مداخل البلدة” مع وصول “تعزيزات من الجيش” اللبناني، أملا بالدخول إليها مع الجيش، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

وقالت إن الجيش الاسرائيلي أطلق النار “باتجاه عناصر الجيش المتمركزين” غربي ميس الجبل “دون وقوع إصابات”.

وعند مدخل البلدة، اصطف طابور طويل من السيارات ترفع الأعلام اللبنانية ورايات حزب الله، كما أفاد محمد شقير (33 عاما) الذي كان ينتظر منذ الصباح الباكر.

وقال شقير “انتظرنا في طابور طويل لساعات، لكننا لم نتمكن من الدخول … كان العدو الاسرائيلي يطلق رشقات نارية بين الحين والآخر على المدنيين المتجمعين عند مدخل البلدة”.

“لا مجال” لعودة المواجهات

وفي بلدة برج الملوك، شاهد مصوّر فرانس برس صباحا عشرات من النساء والأطفال والرجال يتجمّعون خلف ساتر ترابي رافعين رايات حزب الله الصفر، على أمل أن يتمكنوا من التوجه نحو بلدة كفركلا الحدودية التي لم تنسحب منها القوات الاسرائيلية، وسط انتشار آليات للجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل).

وعلى الطريق المؤدي إلى القرى الحدودية، شاهد مراسل فرانس برس صباحا عشرات السيارات التي تقلّ نساء ورجالا وأطفالا متجهين نحو بلداتهم.

وكان البيت الأبيض أعلن في وقت متأخر الأحد تمديد “الاتفاق” بين لبنان وإسرائيل حتى 18 شباط/فبراير، بعد عدم التزام إسرائيل بالموعد النهائي لسحب قواتها من الجنوب اللبناني.

وبموجب الاتفاق، كان أمام القوات الإسرائيلية حتى الأحد لتنسحب من مناطق حدودية توغلت فيها خلال الحرب. لكن الدولة العبرية أكدت أن قواتها ستبقى إلى ما بعد المهلة، بينما اتهمها الجيش اللبناني بـ”المماطلة”.

وأعلنت الحكومة اللبنانية الاثنين أنها وافقت على تمديد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حتى 18 شباط/فبراير بعد وساطة أميركية.

وتبادل الطرفان خلال الأسابيع الماضية الاتهامات بخرق الاتفاق. ورغم سريان الهدنة، أعلنت إسرائيل مرارا تنفيذ ضربات ضد منشآت أو أسلحة لحزب الله، بينما يفيد الإعلام الرسمي اللبناني بتنفيذ القوات الإسرائيلية عمليات تفخيخ وتفجير في القرى الحدودية.

وفي حين تبقى توترات اليومين الأخيرين الأكثر حدة منذ سريان وقف إطلاق النار، استبعد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت هلال خشان عودة “المواجهات العسكرية”.

وقال “لا مجال لأن تعود المواجهات العسكرية… حزب الله لم يعد يريد أي مواجهة ثانية مع اسرائيل وهدفه حماية إنجازاته في لبنان”.

“لا نخاف الرصاص”

وبعدما أكد الأسبوع الماضي جاهزيته لاستكمال انتشاره بمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية، أعلن الجيش اللبناني الأحد دخوله مناطق حدودية عدة أبرزها الضهيرة ومارون الراس وعيتا الشعب.

وفي بلدة حولا، قالت الوكالة الوطنية إن السكان دخلوا إليها بعد “انتشار الجيش (اللبناني) في عدد من احيائها”.

وفي عيتا الشعب حيث الدمار واسع، شاهد مصور فرانس برس سكانا وعائلات افترشت أطلال منازلها المدمّرة الاثنين بعدما دخلتها صباحا، بينما عملت جرافات على فتح الطرقات وبحثت فرق مسعفين عن جثامين قتلى.

وفي مدينة بنت جبيل التي تعدّ مدخلا لعدد كبير من البلدات والقرى الحدودية في جنوب لبنان، كان سكّان ومناصرون لحزب الله يوزعون صور الأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله الذي اغتيل بغارة اسرائيلية في 27 أيلول/سبتمبر، إضافة الى حلوى ومياه وملصقات تحمل عبارة “نصر من الله”، بحسب مصور فرانس برس. ورفعت نساء صور مقاتلين من حزب الله قضوا خلال الحرب.

وقالت منى بزي التي كانت من بين المحتفلين في بنت جبيل “يعتقدون أنهم يخيفوننا بالرصاص، لكن نحن عشنا تحت القصف، ولا نخاف الرصاص”.

وأكد الجيش اللبناني الأحد أنه “يواصل مواكبة الأهالي العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية والوقوف إلى جانبهم”، وأنه “يستكمل الدخول إلى بلدات جنوبية عدة والانتشار فيها، ويدعو المواطنين إلى التزام توجيهات الوحدات العسكرية”.

وطلب المتحدّث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي الاثنين من سكان المناطق الحدودية في جنوب لبنان “الانتظار” قبل العودة إلى قراهم، مضيفا أنه سيتم إعلامهم “حول الأماكن التي يمكن العودة إليها”.

وأكدت إسرائيل أن من أهداف المواجهة التي خاضتها مع حزب الله، إبعاد مقاتليه من حدودها الشمالية، والسماح لعشرات الآلاف من مواطنيها بالعودة الى منازلهم في الشمال، بعدما نزحوا عنها إثر بدء تبادل القصف عبر الحدود عام 2023.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • سقوط 24 جريحًا جراء غارة إسرائيلية في بلدة النبطية
  • غارة إسرائيلية ثانية على النبطية ترفع عدد الإصابات.. وجيش الاحتلال: استهدفنا حزب الله
  • 14 جريحاً بعد غارة إسرائيلة على النبطية في جنوب لبنان
  • 14 جريحا بقصف إسرائيلي على النبطية جنوبي لبنان
  • اعتداءات مستمرة.. إصابة 14 لبنانياً جراء غارة صهيونية على النبطية
  • غارة على النبطية.. والجيش اللبناني يستكمل انتشاره جنوب الليطاني
  • إصابة 14 شخصا في غارة إسرائيلية على النبطية جنوب لبنان
  • غارة لجيش الاحتلال تستهدف منطقة النبطية الفوقا بالجنوب اللبناني
  • قتيل بنيران اسرائيلية مع مواصلة سكان محاولة دخول قرى حدودية في جنوب لبنان  
  • شهيد بنيران اسرائيلية مع مواصلة سكان جنوب لبنان دخول قراهم الحدودية