في ذكرى وفاته.. "هنريك إبسن" أبو المسرح الحديث
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تمر اليوم ذكرى وفاة الكاتب المسرحي النرويجي هنريك إبسن، بعد صراع طويل مع المرض وبعد أن وضع اسمه في مصاف أشهر المسرحيين في العالم، حيث يُعد أحد رواد المسرح الحديث، ولقب بـ "أبو المسرح الحديث".
ولد هنريك يوهان إبسن في مدينة سكين بالنرويج، في عام 1844 أصبح صيدلياً مساعداً في مدينة غريمستا، بدأت شهرته مع ثاني مسرحية له وهي "عربة المحارب" (1850).
وفي السنوات السبع التالية عمل كمدير تحريري في مدينة برجن لصالح المسرح النرويجي. كاتب مسرحي نرويجي من كتاب المسرح العظام في العالم.
أبو المسرح الحديث
لقب "هنريك ابسن" بأبو المسرح الحديث، نظرًا لتناوله قضايا واقعية وخطيرة يعانى منها المجتمع الأوروبي، كما تناول قضايا إنسانية خالدة تشغل الإنسان عبر العصور، مثل قضية ماهية الحقيقة والفارق بين الحقيقة والواقع أو الصراع بين الواقع والمثال وقضية النفاق الاجتماعي، وغيرها من القضايا التي تثيرها أعمال إبسن المسرحية والتي ليس بالضرورة أن تضع لها حلولاً.
كتب 26 مسرحية واقعية
وكتب "إبسن" أولى مسرحياته (كاتالينا) عام 1850 وجاءت ميلودراما مليئة بالإمكانات التي لم يرها معاصروه، وفي عام 1851 عمل إبسن كمساعد في مسرح بيرجين ثم سافر إلى الدنمارك وألمانيا لدراسة التكنيك المسـرحي.
وفي عام 1854 كتب مسرحية السيدة إنجر من ستوارت Lady Inger of Ostrat وهي مسـرحية تجري أحداثها في العصور الوسطى في النرويج المعاصرة لإبسن، وفي عام 1855 كتب مسرحية تتناول موضوعاً من العصور الوسطى بطريقة رومانسية شاعرية مليئة بالحديث عن أمجاد النرويج السابقة وقد حققت قدراً من النجاح، أما فى عام 1862م أفلس مسرح بيرجين وأصبح إبسن مديراً فنياً للمسرح النرويجي في مدينة أوسلو وفي نفس العام قدم له المسرح مسرحية شعرية ساخرة تظهر الجانب الآخر من فنه، ونجحت المسرحية في لفت الأنظار إلى إبسن، على الرغم من النقد والعداء الذى قابلته، وفي عام 1863 قدمت له مسرحية تاريخية يمتاز بالتحليل النفسي والشاعرية.
لم يكتب إبسن مسرحيات شعرية بعد بيرجنت، وفي عام 1869 انتهى من كتابة فورة الشباب وهي مسرحية ساخرة تدور حول موضوع طالما عالجه بلا هوادة هو الزيف والخداع.
رحيل أشهر المسرحيين فى العالم
توفي هنريك ابسن في 23 مايو 1906 بعد صراع طويل مع المرض، بعد ما عاش معارضا و ناقداً للظلم الاجتماعي، فقد كانت أخر كلمة لفظها هي “بالعكس”، رحل وبقيت مسرحياته تخلد ذكراه في قلوب جمهوره على مستوى العالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كاتب مسرحي هنريك إبسن المسرح الحدیث فی مدینة وفی عام فی عام
إقرأ أيضاً:
استكشاف أحمد عز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كنت أظن أن عزًا ممثلًا لا يستطع أداء الأدوار إلا أمام الكاميرات وفقط سواء كان ذلك في السينما أو التليفزيون، لكنه ظهر، أمس، خلال لحظة تكريمه بحفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 45، ممثلا مسرحيا متمكنا من أدواته، ففي نظري كان أكثر من صعدوا على الخشبة حضورا، فتقريبا هو أول فنان يقف على خشبة المسرح الكبير ويخاطب ضيوف بلكونة الدور الخامس الذين يعدوا الفئة الأكثر تهميشا بين جمهور المسرح الكبير.
وكانت هذه المخاطبة بمثابة مشهد تفاعلي أجراه الفنان مع سيدة من الجمهور تجلس في بلكونة الدور الخامس، وجاء المشهد ليختتم خطا سرديا محكم البناء في الكلمة التي أداها الفنان على المسرح فور تكريمه، هذه الكلمة بالتحديد وأسلوبها القصصي تشير أيضا إلى موهبته في الكتابة حيث حكى في جزء من بداية كلمته إنه أيضا كان واحدا من ضيوف تلك البلكونة في بداية مشواره وكان مهمشا مثلهم.
ووصل عز بقصته تلك إلى قمة الإثارة حينما سرد خطا آخر تطرق خلاله إلى مشاهد لعلاقته مع والديه حيث قال إنه عندما اختار أن يصبح ممثلا كان كل ما يتمناه أن يصدق والداه اختياره كما كان يصدقه هو، لكن للأسف لم يكن لديه أي شواهد على أنه يسير في طريق الحقيقة، شواهد يقدمها إلى والديه غير مكنونه الصادق البعيد عن عيون الآخرين، لكن عندما أصبح عز لديه شيء ظاهر إذ كرم أمس بجائزة من أضخم مهرجان سينمائي عربي وهو يقف على المسرح الكبير المهيب لدار الأوبرا وفي قبضته تمثال جائزة فاتن حمامة وكاميرات القنوات الفضائية مصوبة نحوه، ومن يمنحه هذه الجائزة النجم الكبير حسين فهمي والدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة وتجلس في الصفوف الأولى نجمة الجماهير نبيلة عبيد وهي تصفق له، لكن في أوج هذا الظهور التاريخي في مسيرته لم يحقق عز أمنيته، فلم يعد والداه موجدين في عالمنا بعد، لقد غيرا عنوانهما.
لاقيت جميع الشخصيات التي قدمها عز خلال مسيرته قبولا جماهيريا، بالتحديد دور مصطفى في فيلم الرهينة، وأحمد عز فنان لم يأت من فوق فلم يكن أبوه ممثلا مثلا أو مثقفا كبيرا لكي يلفت نظره للمعهد العالي للفنون المسرحية ويتوسط له للقبول ومن ثم يتخرج ويتوظف في البيت الفني للمسرح ويبدأ في التدرج المهني للتمثيل في مصر. أيضا هو ليس نجل رجل أعمال ينتج أفلاما فيسند له أدوار. فقد بحث عز عن التمثيل بالمنطق الشعبي للبحث عن النجومية والفرص. شخصية شعبية ذات ملامح وجه متعددة الاحتمالات تصلح كوجه لشخصية غربية أو شرقية في نفس الوقت، تستميل طبقات معينة وقد تثير ضيق طبقات أخرى.
لكن كلتا الحالتين تعززان من قابلية ملامحه للتصوير، وأعتقد أن عز أدرك هذا فقرر أن يركب شخصيات شعبية الطباع على وجه ظهر على الشاشة في أدوار رومانسية ربما تعاملت معه كوجه قابل للتصوير فقط وليس كممثل، وهذا ما يبدو أنه يرفضه فيستمر في دور الباحث عن صورة ترضيه واختيارات تعبر بصدق عن شخصيته التي تتطور طيلة الوقت.
أتابع أحمد عز منذ أولى انطلاقاته ولفترة كبيرة كنت أظنه شخصية غير مثقفة وذي عقلية غير ناقدة، ربما أن هذا التصور قد تفجر في رأسي عندما سألوه ذات مرة عن الكتب فقال إنه يحب كتابات نبيل فاروق وهي -في نظري- كتابات شعبية تتجه نحو الأدب التجاري التقليدي، واستنتجت حينها أن شخصية عز قد تبدو شخصية تجارية أيضا غير راغبة في تقديم شيء يعلي شأن القيمة الفنية على التجارة. وكنت أظن أن سبب نجاحه لتقديم هذا الكم من الأعمال يكمن في ذكائه ولطف معاملته مع مقتضيات مهنته، لكن مشهد الأمس، مشهد انفراده وسيطرته على هذا الفراغ المهيب الذي يتمتع به المسرح الكبير، حيث سيطر بالدرجة التي مكنته من عقد حوار شيق مع امرأة تجلس في الخامس. هذا المشهد قد يشير إلى أن مهرجان القاهرة السينمائي الـ 45 قرر أن يعيد اكتشاف أحمد عز. أحمد عز الكاتب والمسرحي والحالم وليس فقط "الفيجر" الذي يشغل حيزا من الشاشة المستطيلة.