واقعة مأساوية شهدتها بريطانيا، بعدما فقد رجل يديه وقدميه، بسبب انتشار عدوى بيكتيرية في جسمه، بعد إهماله العلاج، اعتقادًا منه بأن إصابته مجرد نزلة برد لضعف مناعته، ليتضح أنه مرض «الإنتان» المدمر لأعضاء الجسم وأنسجته، بسبب زيادة الالتهابات، ما دفعه بعد ذلك للنشر عن المرض لرفع مستوى الوعي لاكتشافه في أوله، إذ انتهى به المطاف إلى تدمير جهازه المناعي وشلل أعضائه.

معاناة بريطاني مع مرض «الإنتان»

استيقظ البريطاني ماكينلاي، البالغ من العمر 57 عامًا، في المستشفى بعد غيبوبة استمرت 16 يومًا، ليجد أن أطرافه تم بترها، إذ فقد يديه وقدميه بسبب مرض يدعى الإنتان، ومع ذلك يرى الأطباء أنه «محظوظ لأنه ما يزال على قيد الحياة»، بعد أن أهمل في العلاج ولم يكتشفه: «في المراحل المبكرة من المرض اختلط عليّ الأمر، أنها عدوى في الصدر أو أنفلونزا أو اضطراب في المعدة، لكن اتضخ بعد ذلك أنه الانتان، لأنه عدوى مدمرة للرئتين والجهاز الهضمي ومهاجمة للمناعة»، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

أسباب مرض الإنتان المناعي

يقول الدكتور جميل الدويك، أستاذ الأمراض المناعية والدم، إن مرض الإنتان المناعي، يأتي بسبب الجراثيم التي تهاجم كرات الدم الحمراء في الجسم، وعندما يبالغ جهاز المناعة في الاستجابة للعدوى البكتيرية، موضحا أسبابه في التالي:

عدوى الرئتين. التهاب الرئة. عدوى الكلى والمثانة. اضطرابات الجهاز الهضمي. عدوى مجرى الدم. تجرثم الدم. عدوى الجروح أو الحروق. الالتهابات البكتيرية من الأسباب الأكثر شيوعا لمرض الإنتان.

رغم أنه أكثر شيوعًا عند كبار السن، ولكن أكد «الدويكي»، خلال حديثه لـ«الوطن»، أنه يمكن أن يحدث في أي عمر، إذ تعد التهابات المسالك البولية من بين المسببات الأكثر شيوعًا، بالإضافة إلى ضعف مناعة الجسم، وهو ما يحدث عادةً عند كبار السن.

العلامات المبكرة للمرض

وأضاف أن الأعراض تتمثل في التالي:

الارتعاش الشديد. الشعور بآلام العضلات. التغيرات في لون البشرة أو مظهرها علامة خطيرة لمرض الإنتان. ضيق التنفس الشديد، إذ يسبب متلازمة الضائقة التنفسية الحادة. انخفاض خطير في ضغط الدم، علامة على أن الجسم لا يحصل على كمية كافية من الأكسجين. حدوث ارتباك في الجسم والكلام، حيث يبدأ الجسم في السخونة. أعراض مرض الإنتان

بحسب موقع «مايو كلينك»، المختص في الشئون الطبية، فإن الأعراض تتمثل في:

ارتفاع درجة الحرارة. القشعريرة والرعشة. سرعة ضربات القلب والتنفس السريع. الجلد المتعرق. الألم الشديد في الجسم. ضعف النبض. انخفاض ضغط الدم. انخفاض إنتاج البول.

تختلف أعراض مرض الإنتان لدى الأطفال، إذ تشتمل على:

البكاء والصراخ. عدم الاستجابة أو الحركة. الشعور بالنعاس أكثر من المعتاد. صعوبة الاستيقاظ. الفئات الأكثر عرضه لمرض الإنتان

هو أكثر شيوعًا وخطورة عند:

كبار السن. النساء الحوامل. الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد. من يعانون من أمراض مزمنة. من لديهم ضعف في جهاز المناعة.

الوقاية والعلاج

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإنه عام 2019 شهد وقوع 4,59 مليون وفاة بسبب مقاومة مضادات الميكروبات، وأكدت أنه إذا تم اكتشاف الإنتان مبكرًا، فيمكن علاجه بسهولة باستخدام المضادات الحيوية، وطرق الوقاية تتمثل في التالي:

علاج حالات العدوى في وقت مبكر. النظافة الشخصية الجيدة، من غسل اليدين. إعداد الطعام بمأمونية. تجنب استعمال المياه غير النظيفة. أخذ اللقاحات التي يوصي بها مسؤولو الصحة، ولكن يجب إعطاؤها بمجرد الاشتباه في الإصابة بالإنتان، نظرًا للسرعة التي يمكن أن تتدهور بها حالة المرضى. اتباع نمط غذائي صحي. كما ينبغي استخدام المضادات الحيوية بشكل مناسب لعلاج العدوى.

لا غنى في علاج الإنتان عن استعمال مضادات الميكروبات لعلاج الجراثيم الطفيلية بالجسم، كما يجب الرعاية الطبية الطارئة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مرض الإنتان مرض الانتان نقص المناعة

إقرأ أيضاً:

زينة وأمسيات ثقافية وفنية.. محاولات لإعادة الحياة لسوق النبطية المدمر

على أنقاض سوقها التجاري ومنازلها المدمرة، ها هي مدينة النبطية تلبس حلة شهر رمضان المبارك، فالزينة والأضواء الملونة زينت الساحة والركام، على وقع التواشيح والأناشيد الرمضانية، وها هم أهلها وزوارها كبارا وصغارا يحضرون للاحتفال بليالي الشهر الكريم، بعد ابتعادهم عنها قسرا بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

مبادرة إحياء السوق التجاري التراثي المدمر قامت بها جمعية تجار محافظة النبطية، تتضمن إضافة إلى الزينة الرمضانية، فعاليات متنوعة من الخميس وحتى الأحد من كل أسبوع بعد الإفطار، وتشمل فقرات ثقافية وفنية، وتوزيعا للجوائز على الأهالي والأطفال.

حضور حاشد للأهالي والأطفال في ساحة النبطية وتبدو المنازل المدمرة (الجزيرة) عروض مسرحية تفاعلية

على خشبة المسرح المستحدث فوق ركام السوق التجاري، يقدم الممثل إبراهيم جواد عرضا مسرحيا تفاعليا مع فرقته للأطفال، حيث يطغى صوت ضحكاتهم على أصوات مكبرات الصوت، في جو من الفرح والسرور.

يتحدث جواد للجزيرة نت عن ضرورة زرع الابتسامة على وجوه الأطفال خاصة بعد الحرب الطاحنة التي حصلت على لبنان، فلا يمكن أن ينسوا ما حدث، لأن الذي جرى كان قاسيا جدا، لكن هناك ضرورة للنهوض من جديد، ويقول: خلال عروضنا المسرحية، نحاول التأثير بالحضور وإخراج مشاعرهم، فالناس متعطشة للفرح، لقد مروا بفترة صعبة، وهناك من يضحك ويبكي في الوقت ذاته، وهذا أمر مؤثر جدا، نحن نستحق أن نعيش ونفرح، وسنبقى هنا صامدين، لأننا أقوياء ولأن هذه أرضنا، ولن نتخلى عنها.

عروض مسرحية للأطفال خلال الفعاليات (الجزيرة) الكبار والصغار سعيدون بالفعاليات

الأطفال هم الأكثر حضورا في هذه الفعاليات، حيث وجدوا فيها مساحة للترفيه والتفاعل وكسب الجوائز والركوب في القطار الذي يجوب شوارع المدينة، يأتي جهاد بندر من بلدة كفررمان قضاء النبطية برفقة ابنه يوميا إلى ساحة المدينة، حيث يشاهدان الفعاليات، ويتحدث للجزيرة نت عن الأجواء الرائعة، ويلفت إلى أن الناس سعيدة جدا، ولا تريد شيئا سوى الترفيه عن نفسها بعد كل الضغوطات التي عاشتها طوال فترة الحرب والنزوح وخاصة الأطفال، والجميع يشعر بالراحة النفسية، ولا يوجد ما يعكر صفوهم.

إعلان

ويؤكد بندر على أن أهل الجنوب يخرجون من تحت الركام والدمار ليعيشوا ويستمروا مهما كانت الظروف، ويدعو جميع اللبنانيين إلى زيارة مدينة النبطية والاحتفال بالأجواء الرمضانية المميزة ويقول، نحن نرحب بالجميع، ونستقبلهم بقلوبنا، نحن لبنانيون أولا وأخيرا، ومدينتنا مفتوحة للجميع، من طرابلس إلى بيروت، ومن الجبل إلى جزين وبعلبك، نحن نرحب بأي شخص يأتي إلينا فهذه مدينته.

الزينة والإضاءة تزيّن سوق النبطية المدمر (الجزيرة)

ويأتي حسن ترحيني من بلدة عبا قضاء النبطية برفقة ابنته الصغيرة ليتابعا المسرحية، ويتحدث للجزيرة نت عن أهمية هذه الفعاليات خاصة بالنسبة لأطفال، ويقول: إنها أجواء جميلة للغاية، من الرائع أن يتمكن الأهالي والأطفال من الفرح بعد معاناة الحرب، ومن الجميل أن يخرجوا من الأجواء القاسية التي مروا بها، هذه هي المرة الأولى التي نحضر فيها، وأجد أن الأجواء منظمة وجميلة، وأوجه رسالة إلى الاحتلال بأننا شعب لا يهاب الموت، ونحن نحب الحياة.

حبيب بدر الدين ابن مدينة النبطية أرغم كمعظم الجنوبيين على ترك منزله المجاور للسوق التجاري خلال الحرب، وبعد أن عاد إليه وجده مدمرا، وهو اليوم يحاول إعادة إعماره، ويأتي بدرالدين يوميا إلى ساحة المدينة ليشاهد الفعاليات المتنوعة، ويعبر عن سعادته العارمة بعودة الحياة إلى السوق ويقول، كنا نحلم بأن نرى النبطية تعود إلى الحياة، وها نحن اليوم نشهد على ذلك، فالنبطية عامرة بشبابها وأطفالها ورجالها وشيوخها، فتقيم المهرجانات وتحيي الفعاليات التي كانت تقيمها قبل الحرب.

ويشدد بدرالدين على أن هذه العودة ما كانت لتتحقق لولا تضحيات الشهداء، مؤكدا على أن الدمار الذي لحق بالمحال والبيوت سيعاد بناؤه، داعيا اللبنانيين إلى الوحدة فيما بينهم، ليعيدوا بناء لبنان ولينهض البلد من جديد.

علي فحص يبيع العصائر في ساحة سوق النبطية (الجزيرة) الباعة عادوا إلى السوق

ليس فقط التجار الكبار من يستفيد من إعادة الحياة إلى سوق مدينة النبطية، وإنما أصحاب البسطات والعربات الصغيرة أيضا، فهم كانوا من رواده قبل الحرب، وها هم يعودون إليه اليوم، فتجد ضمن هذه الفعاليات من يبيع العصائر والحلويات والأدوات المنزلية وغيرها من الحاجيات التي تعني المواطن.

إعلان

يأتي علي فحص يوميا من بلدته جبشيت قضاء النبطية إلى السوق، ليضع بسطته التي تضم أنواعا مختلفة من العصائر الطبيعية التي كان قد حضرها في منزله ليبيعها للزبائن والمارة، ويؤكد فحص على أهمية هذه النشاطات لأنها تعيد الروح إلى مدينة النبطية، ويقول: الأجواء هنا رائعة، ونحن نعمل في بيع العصائر الطبيعية لنكسب رزقنا ونعيش، ونحمد الله على كل شيء، وبفضل الله تتحسن الأمور يوما بعد يوم، والرسالة التي يجب أن تصل إلى الجميع، هي أننا شعب يجب أن يعود إلى حياة أفضل مما كان عليها.

الدمار في سوق النبطية جراء الغارات الإسرائيلية (الجزيرة) الفعاليات مهمة ولكن

نتيجة للقصف الإسرائيلي الذي طال مدينة النبطية طوال فترة الحرب الماضية، فقد تدمرت أكثر من 250 مؤسسة تجارية، وبعضها دمر بالكامل، والذي تضرر جزئيا يجري ترميمه بالوقت الحالي، مما ألحق خسائر كبيرة بالتجار وأصحاب المؤسسات.

يشير رئيس جمعية تجار محافظة النبطية موسى الحر شميساني في حديث خاص للجزيرة نت إلى حجم الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمدينة وخاصة بسوقها التجاري، وينوه إلى أن الفعاليات ضرورية ومهمة واليوم المدينة تبدو بحالة جيدة، إلا أن ذلك لا يعني أنها تعافت بالكامل.

ويشدد شميساني على أنه لا يمكن تحقيق الانتعاش الدائم للأسواق إلا من خلال إعادة الإعمار، وهو دور أساسي يجب أن تقوم به الدولة اللبنانية، ويناشد المعنيين بالإسراع في إعادة إعمار النبطية، لكي تعود الحياة الاقتصادية إلى طبيعتها.

ودعا رئيس جمعية تجار محافظة النبطية المواطنين إلى المشاركة في كل الفعاليات التي ستقام خلال شهر رمضان المبارك، وكسب الجوائز المتنوعة، والهدف من ذلك تشجيع التجار في سوق النبطية على العودة للعمل، وإعادة الروح إلى المدينة.

مقالات مشابهة

  • نواب بريطانيون يطالبون بمعاقبة مسؤولين في دبي بسبب سجن بريطاني بتهمة الاحتيال
  • نواب بريطانيون يطالبون بمعاقبة مسؤوليين في دبي بسبب سجن بريطاني بتهمة الاحتيال
  • نواب بريطانيون يطالبون بمعاقبة دبي بسبب سجن بريطاني بتهمة الاحتيال
  • هل الهربس معدٍ؟.. تعرّف على أعراضه وطرق انتقاله
  • مهما خدت حديد مش بتتعالج .. إليك أشهر أنواع الأنيميا وأسبابها
  • انخفاض أسعار النفط بعد اتفاق بوتين على وقف ضرب منشآت الطاقة
  • محمد رفعت: قلة النوم تتسبب في ارتفاع ضغط الدم وضعف التركيز
  • زينة وأمسيات ثقافية وفنية.. محاولات لإعادة الحياة لسوق النبطية المدمر
  • تحذير عاجل .. تناول هذا الفيتامين دون استشارة الطبيب يعرضك لمشاكل خطيرة| اكتشفها
  • منها السمنة والضغط النفسي.. 4 عوامل تضعف الجهاز المناعي