هل يجب على الحج بمجرد استطاعتي أم يجوز لي تأجيله؟.. الأزهر للفتوى يجيب
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن سؤال قد ورد إلية حول هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟
قائلا: الحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام عَلى سَيِّدنا ومَولَانا رَسُولِ الله، وعَلَى آله وصَحْبِه ومَن والَاه.
وبعد؛ فإن الحجّ ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، التي قال فيها النبيّ ﷺ: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَان».
ومن المقرّر شرعًا أن الاستطاعة شرطٌ لوجوب الحج سواء أكانت استطاعةً بدنية أم مالية؛ لقوله سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}. [ال عمران:97]
ولما ورد عن سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: جاء رجلٌ إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، ما يوجب الحج؟ قال: «الزاد والراحلة». [أخرجه الترمذي]
هذا وقد اختلف الفقهاء في كون الحج واجبًا على الفور أم على التراخي، ويرى جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة أنه واجب على الفور، بينما يرى الشافعية أنه واجب على التراخي، غير أن الخروج من الخلاف مستحب؛ لذا فإنه ينبغي على المسلم أن يُبادر إلى الحج متى امتلك نفقاته، وتيسرت سبله؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ –يَعْنِي: الْفَرِيضَةَ– فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ». [أخرجه أحمد]
كما ينبغي على من منَعه مانعٌ عام من الحج مع قدرته على أدائه أن يَعْزِمَ على أدائه، وأن يبادر إليه متى تيسرت سبله.
ومما ذكر يُعلم الجواب، والله تعالى أعلى وأعلم.
وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، والحَمْدُ لله ربِّ العَالَمِينَ.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية هل يجب الحج جمهور الفقهاء اركان الاسلام
إقرأ أيضاً:
ما حكم الحاسد في الشرع وكيف نتحصن من عينه؟.. مجدي عاشور يجيب
ورد إلى الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية السابق وامين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، سؤالا مضمونه “ما حكم الحاسد في الشرع وكيف نحتمي من عينه؟”.
وأجاب مجدى عاشور ، عن السؤال قائلا: إن الحسد صفة مذمومة ، وقد بين القرآن الكريم أنه شَرٌّ ، فقال تعالى ( وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) .
وذلك لأن الحاسد يعترض على قضاء الله وحِكْمَتِهِ فِي خَلْقِه، مستشهدا بقوله تعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ).
وكشف مستشار المفتي، أن الحاسد آثم شرعًا ، وإثمه على قدر اعتراضه على قضاء ربه سبحانه ، وعلى قدر أذاه لمن حَسَدَهُ . وعليه أن يتيقن أن قضاء الله نافذ ، وأن حسده لن يجلب له خيرا ؛ بل هو شر عليه وعلى غيره ممن يحسدهم، فليتق الله وليرض بقضائه ، ويُكْثِر من قوله تعالى : (مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ).
كيف نحتمي من عين الحاسد
وأوضح أنه ينبغي على الإنسان عموما ويدخل في ذلك من كان محسودا أن يداوم على قراءة المعوذتين صباحا ومساءً ، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم" أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانِ وَهَامَّةٍ ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنِ لَامَّةٍ" . فَمَن واظب على ذلك يُحفظ بإذن الله .
هل يجوز الكذب خوفا من الحسد
توجّهت سيدة بسؤال إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، تسأله فيه عن حكم الكذب في بعض تفاصيل حياتها بدافع الخوف من الحسد، قائلة: “أحيانًا أضطر أكذب علشان محدش يحسدني، هل عليّ ذنب؟”.
وأجاب الدكتور علي جمعة ، أن الكذب محرم شرعًا ولا يجوز اللجوء إليه تحت أي ظرف، حتى لو كان بدافع الخوف من الحسد، مشيرًا إلى ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إن التورية مندوحة عن الكذب"، أي أن في التورية فسحة للمؤمن حتى يتجنب الكذب دون أن يقع في الإثم.
ونصح جمعة، بعدم ذكر التفاصيل التي قد تثير الحسد، دون اللجوء إلى الكذب، قائلاً: "لو حد أصر يعرف تفاصيل حياتك، قولي الحقيقة أو استخدمي التورية، لكن بلاش كذب".
وأضاف أن المسلم مأمور بالصدق دائمًا، والكذب يظل محرمًا حتى لو كان في نية صاحبه دفع ضرر الحسد.
دعاء التحصين من الحسد والعين والسحر
«أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر».
« أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة».
« أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه ونفثه».
« بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم »
« اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري».
« اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه».
« بسم الله أرقي نفسي من كل شيء يؤذيني، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، بسم الله أرقي نفسي الله يشفيني، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويشفي مرضى المسلمين».