اتحاد العمال الوفديين يختتم دورة تدريبية لتثقيف أعضائه.. رئيس الوفد يكرم أعضاء اتحاد العمال الوفديين
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
الدكتور عبد السند يمامة : انا ضد كلمة العمال والفلاحين لان فيها عنصرية والجميع يعمل من أجل الوطن
اختتم اتحاد العمال الوفديين برئاسة سعيد الجوجري، الدورة التدريبية التثقيفية التي عقدت علي مدار يومي 21 و22 من الشهر الجاري تحت رعاية الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، وتأتي ضمن احتفالات حزب الوفد بعيد العمال تحت عنوان " مهارات القائد العمالي " وشارك فيها نخبة من المتخصصين.
وحضر حفل الختام الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، والدكتور ياسر الهضيبي سكرتير عام الحزب، واللواء سفير نور رئيس لجنة الدفاع والامن القومي، والنائب اللواء هانى اباظة، النائبة امل رمزي، وكريمة القاضي نائب رئيس اتحاد المرأة الوفدية، ولفيف من أعضاء وقيادات الحزب بالمحافظات.
وقال الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، إن حزب الوفد يحرص على الاحتفال بعيد العمال كل عام وهذا تقديرا لدورهم الكبير في المجتمع، ونقدر ما يقوم به اتحاد عمال الوفد من تنظيم ندوات ودورات يشارك فيها متخصصين، مشيرا الى انه ضد كلمة عمال وفلاحين حيث وصفها بالعنصرية، وتابع رئيس الوفد:" جميعنا عمال كل في مجاله وأنا ضد كلمة العمال والفلاحين لأن فيها عنصرية والجميع يعمل من أجل الوطن؛ فلا فرق بين مواطن وآخر، والجميع لديهم نفس الحقوق والواجبات وأتذكر قول الشيخ محمد متولي الشعراوي حينما قال "أن الدين الإسلام لا يعرف التمييز بين عمل عن عمل ولكن يعرف إتقان العمل"؛ وكل عامل يؤدي عمله بشرف وأمانة يستحق التقدير وكل الأعمال المشروعة يحترمها المجتمع والفرصة متاحة أمام الجميع للتميز كل في مجاله .
وأردف رئيس الوفد قائلا:" حزب الوفد حريص على الاحتفال بعيد العمال للعام الثاني على التوالي وهذا أمر مُشرف ويجب علينا أن نتعامل جميعنا أننا واحد لا فارق بيننا ونحن نعيش في وطن واحد؛ وأنا مع تطبيق الحد الأدنى للأجور هو حق مشروع لكل موطن ولكن هذا الحد الأدنى يجب أن يطبق بحكمة خاصة أن هناك مؤسسات ومنشآت لا تستطيع تطبيق الحد الادني للأجور وهنا ياتي دور الدولة في توفير الحد الادني للعاملين في المنشآت والمؤسسات التي لا يوجد لديها القدرة على الالتزام بتطبيق الحد الأدنى لأجور العاملين بالقطاع الخاص، وعدم تقديم المساعدة من الدولة لهذه المنشآت والمؤسسات قد يتسبب في غلقها والمتضرر في هذه الحالة هو العامل حيث أصبح تقديم الدولة للحد الادني الاتزام وحق مثل حق المواطن في العلاج وفي الحصول على حياة كريمة والحق في ممارسة الحقوق والحريات، وفكرة الحد الادني للاجو هو واجب وأنا ضد تقديم رب العمل ما يفيد أن المؤسسة لا تستطيع الالتزام بتطبيق الحد الادني للاجو وهنا اطرح عليكم سؤال كيف يقوم العامل بمواجهة متطلبات الحياة اليومية ؟، لذلك يجب أن يكون تطبيق الحد الادني للأجور من قبل الدولة نفسه للعاملين في مؤسسات غير قادرة تطبيق الحد الادني وحتى لا يتم غلق هذه المؤسسات والتي تُعد مصدر رزق، ويجب ان يكون هناك عدالة في هذا الامر وجميعنا شركاء في الوطن".
وقال النائب الدكتور ياسر الهضيبي سكرتير عام حزب الوفد، إن هناك تعليمات من الدكتور عبد السند يمامة رئيس الحزب بتكثيف الفعاليات والأنشطة بالمقر الرئيسي للحزب وفي اللجان العامة بالمحافظات وهذا من أجل عودة الوفد للشارع من جديد؛ وهذا يحدث من خلال تنظيم واقامة الفعاليات المختلفة والتي تتطلب جهد وتعب ودعم مادي ونفسي ومعنوي.
وأشار سكرتير عام حزب الوفد، إلى أن الدعم النفسي والمعنوي يأتي من رئيس الحزب لأنه القائد والزعيم والمحرك والجميع يعمل تحت مظلة رئيس الحزب وتوجهاته، والدعم المادي يأتي من تبرعات الأعضاء في جميع المحافظات لتنظيم هذه الفعاليات ورئيس الحزب والسكرتير العام يفعلون ذلك بشكل مستمر.
وواصل قائلا:"بهذه المناسبة أتوجه بالتحية لأنشط رئيس لجنة عامة في الحزب هو النائب اللواء هانى أباظة الذي يحرص على التواصل الدائم مع المواطنين في محافظة الشرقية من خلال لقاء جماهيري مفتوح يومين في الاسبوع لسماع المواطنين".
وأردف قائلا:" وتحية كبيرة لعمال مصر بناة الأهرامات والقلعة والمصانع والطرق والكباري والانجازات الصناعية التي تحدث في مصر فكل التحية لكم ".
وكرم اتحاد العمال الوفديين الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد والدكتور ياسر الهضيبي سكرتير عام الحزب واللواء النائب هاني اباظة عضو المكتب التنفيذي رئيس اللجنه العامة للوفد بالشرقية والنائبة امل رمزي عضو مجلس الشيوخ وكريمة القاضي نائب اتحاد المرأة الوفدية ومحمد الكردي بشهادات تقدير وذلك لدعمهم للاتحاد خلال الفترة الماضية .
وأعرب اللواء النائب هاني اباظة عن سعادته بهذا التكريم من رئيس اتحاد العمال الوفديين، مشيرا الي أن العمال هم رأس الدولة ولولاهم ما اكلنا من صنع ايدينا ونطمح ان تحتضنهم الدولة اكثر من ذلك .
واضاف النائب هاني أباظة ان المشكلة القائمة الآن هو ضعف المنتج وهذا سوف يختفي عندما يحصل العمال على جميع حقوقهم كما يجب وخاصة العمال في القطاع الخاص وهم المحرك الحقيقي للإنتاج في مصر واتفق مع الدكتور عبد السند يمامة رئيس الوفد فيما قاله في هذا الشأن .
ووجه النائب هاني اباظة الشكر الدكتور عبد السند يمامة رئيس الوفد الذي يقوم بتشجيع هذه الفاعليات والتي تصب في مصلحة الوطن مشيرا الي ان اللجنة العامة للوفد في الشرقية سوف تعقد خلال الفترة القادمة مزيد من الفعليات والتي تهدف الي الاهتمام بالنشء وتشجيع الشباب المميزين المبتكرين.
وقال سعيد الجوجري رئيس اتحاد العمال الوفديين، ان الدورة عقدت على مدار يومي وشهدت تنظيم العديد من المحاضرات المكثفة لأعضاء الاتحاد، مشيرا الي الدورة تهدف الي تعريف علاقات العمل وحقوق العمال وعقد العمل الفردي والجماعي والمفاوضات مع أصحاب العمل للحصول على حقوق العمال .
وأضاف رئيس اتحاد العمال الوفديين، ان الدورة تحدثت أيضا عن مخاطر العمل في المصانع والشركات وكيف يتم حفظ حقوق العاملين بها من خلال الاهتمام بالأمن الصناعي، وتحدث المتخصصين في الدورة على كيفية المفاوضات على زيادة المرتبات للعاملين والمعاشات والحفاظ على حقهم في التأمين الصحي وتلقي العلاج ودور مؤسسات الدولة والقضاء العمالي في الحفاظ على حقوق العمال في حالة حدوث مشاكل بين صاحب العمل والعمال .
وأشار رئيس اتحاد العمال الوفديين، الى ان الاتحاد دائما يحرص على عقد هذه الدورات لزيادة التثقيف لدي الأعضاء خاصة أن الاتحاد يعمل على حل مشاكل جميع العمال على مستوى الجمهورية والتي تصل إلى اتحاد العمال حيث يتم بحثها بواسطة أعضاء الاتحاد ومخاطبة الجهات المعنية لحل بعض من تلك المشكلات .
ووجه رئيس اتحاد العمال الوفديين، الشكر للدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد على دعم اتحاد العمال بحزب الوفد وتقديم كافة أوجه الدعم لتقديم دوره الوطني في خدمة عمال مصر كما أوجه الشكر للدكتور ياسر الهضيبي سكرتير عام الحزب وقيادات الحزب على دعمهم للاتحاد وكل اعضاء الحزب الذين حرصوا على دعمنا .
ومن جانبها قالت شيماء يوسف شحاتة نائب رئيس اتحاد العمال الوفديين، أنه تم تنظيم دورة تدريبية لأعضاء اتحاد عمال حزب الوفد علي مهارات القائد العمالي بمشاركة نخبة من المتخصصين ضمن أحتفالات حزب الوفد بعيد العمال لعام 2024 معربة عن أهمية تلك المناسبة الهامة لجميع عمال مصر والتي يحرص حزب الوفد كل عام علي الاحتفال بها وتكريم العمال في عيدهم، وتنظيم الدورات التثقيفية والتأهيلية لصقل مهارات وخبرات العمال بحزب الوفد.
وأضافت نائب رئيس اتحاد العمال الوفديين، ان الدورة قدمت العديد من النصائح والإرشادات العلمية التي يعتمد عليها أعضاء الاتحاد في حل المشاكل العمالية التي تواجهنا خلال عملنا بالاتحاد، مشيرة الي ان الدورة حاضر فيها عدد من المتخصصين وهذا ليس بغريب على حزب الوفد الذي دائما يقدم الدعم لابنائه حتى يعود هذا بالنفع على المجتمع المصري في كافة التخصصات .
وفي ختام الحفل كرم الدكتور عبد السند يمامة رئيس الوفد والدكتور ياسر الهضيبي أعضاء اتحاد العمال الوفديين، بشهادات تقدير وكان من بينهم :
سعيد الجوجري رئيس اتحاد العمال الوفديين
محمد بدرة
والدكتورة شيماء يوسف شحاتة،
رافت عصران
الدكتورة منال حافظ
جمال محمود
ام هشام الصاوي
احمد محمد
وفاء رجب ودن
مرفت رجب ودن
عبدالناصر سعفان
عباس بربري
ماهر حشيش
العزب القصاص
خالد جماز
احمد ياسين
محمد الطناني
مصطفي احمد
كمال طنطاوي
خالد علم الدين
سليمة عبد السلام
محمد نبوت
أحمد الجوجري
الدكتورة هالة دقماق
ليلي مراد
عرفات ماهر حشيش
فريد عبدالمنعم
رمضان الكومي
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس الوفد الدكتور عبد السند يمامة اتحاد العمال الوفديين رئيس حزب الوفد عبد السند یمامة رئیس حزب الوفد الدکتور عبد السند یمامة رئیس الدکتور یاسر الهضیبی تطبیق الحد الادنی بعید العمال النائب هانی عمال الوفد رئیس الوفد رئیس الحزب ان الدورة
إقرأ أيضاً:
حزب العمال الكردستاني ووقف إطلاق النار.. قراءة في الدلالات والانعكاسات الإقليمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن حزب العمال الكردستاني عن وقف إطلاق النار في خطوة تهدف إلى دعم دعوة قائده عبد الله أوجلان، المعروفة باسم «دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي». وأكد الحزب أن هذه المبادرة تأتى في إطار سعيه لإرساء أسس جديدة للحل السياسي، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن أي خطوات لاحقة، مثل نزع السلاح أو التوصل إلى تسوية دائمة، لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل قيادة عملية مباشرة من قبل أوجلان، الذى لا يزال قيد الاحتجاز في تركيا.
يعكس هذا الإعلان تحولًا في الخطاب السياسي للحزب، حيث يسعى إلى إعادة وضع أوجلان فى قلب أي عملية سلام مستقبلية، مما يربط نجاح هذه المبادرة بتمكينه من لعب دور فاعل فى المفاوضات. ورغم أن وقف إطلاق النار قد يساهم فى خفض التوترات الميدانية، إلا أن غياب خطوات ملموسة على الأرض قد يجعل الاستجابة الإقليمية والدولية لهذه المبادرة محدودة، خاصة فى ظل استمرار العداء بين الحزب وتركيا.
انعكاسات إعلان وقف إطلاق النار على المشهد الكردي في سوريا وتركيا
السياق العام للبيان
جاء البيان فى سياق سياسى وأمنى معقد تعيشه المنطقة، حيث تشهد القضية الكردية تحولات كبرى فى ظل الصراع المستمر بين حزب العمال الكردستانى (PKK) والدولة التركية، إلى جانب التداعيات الإقليمية للحرب فى سوريا والعراق. فالتصعيد العسكرى فى شمال العراق وسوريا، مع استمرار العمليات التركية ضد الحزب، يفرض على PKK إعادة تقييم استراتيجياته، سواء على المستوى العسكرى أو السياسي. كما أن الضغط الدولى المتزايد، خاصة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يدفع الحزب إلى البحث عن طرق لتخفيف العزلة السياسية وإعادة تقديم نفسه كفاعل سياسى مشروع بدلًا من مجرد تنظيم مسلح.
يربط البيان بين وقف إطلاق النار ودعوة عبدالله أوجلان (القائد آبو) للسلام والمجتمع الديمقراطي، وهو ما يعكس رغبة الحزب فى إعادة طرح أوجلان كفاعل رئيسى فى أى تسوية مستقبلية. هذا الطرح ليس جديدًا، لكنه يأتى هذه المرة فى ظل مطالبات داخلية كردية بمراجعة مسار الحزب، خاصة بعد فشل عدة مبادرات سلام سابقة. ومن خلال إبراز دور أوجلان، يسعى PKK إلى إعادة توجيه النقاش السياسى نحو قضايا الحل السلمى والاعتراف به كطرف لا يمكن تجاوزه فى أى مفاوضات مستقبلية حول القضية الكردية، سواء فى تركيا أو فى الإقليم بشكل عام.
الدلالات السياسية
يستخدم البيان مصطلحات مثل "مانيفستو العصر" و"ثورة الحقيقة"، مما يشير إلى محاولة الحزب تأطير دعوة أوجلان فى سياق أيديولوجى واسع يتجاوز القضية الكردية المحلية ليصبح مشروعًا سياسيًا وإيديولوجيًا إقليميًا وعالميًا. من خلال تقديم هذه الدعوة على أنها رؤية جديدة للتحول الديمقراطي، يسعى حزب العمال الكردستانى إلى توسيع قاعدة مؤيديه واستقطاب قوى ديمقراطية ومدنية خارج الإطار الكردى التقليدي. هذا الأسلوب فى الخطاب يعكس رغبة الحزب فى الانتقال من كونه فاعلًا عسكريًا إلى مشروع سياسى أكبر يستند إلى أفكار أوجلان حول الديمقراطية التشاركية وحرية الشعوب.
كما أن استخدام مصطلحات ذات طابع فلسفى وثورى يوحى بأن الحزب يحاول إضفاء طابع عالمى على قضيته، بحيث لا يُنظر إليه كحركة قومية فقط، بل كحركة ذات رؤية أيديولوجية يمكن أن تستقطب قوى يسارية وديمقراطية عبر العالم. هذا التوجه قد يكون محاولة لجذب الدعم من الحركات اليسارية فى أوروبا وأمريكا، بالإضافة إلى كسب تعاطف المنظمات الحقوقية والدولية التى تتبنى قضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
ربط عملية السلام بشخصية أوجلان
البيان يشترط تفعيل أى مسار سلمى بضرورة الإفراج عن أوجلان أو على الأقل تمكينه من لعب دور سياسى مباشر، مما يعكس مدى مركزية شخصيته فى هيكلية الحزب ونهجه السياسي. هذا الشرط يضع عقبة كبيرة أمام أى جهود تفاوضية لا تشمل إطلاق سراحه أو تخفيف القيود المفروضة عليه، وهو ما قد يعقد المشهد السياسى بدلًا من تسهيل الحلول. فبدلًا من تقديم مبادرة شاملة للحوار، يركز البيان على شخصية أوجلان كشرط أساسى لأى تقدم، وهو ما قد يقابل برفض قاطع من قبل تركيا التى ترى فى أوجلان قائدًا لتنظيم تصنفه إرهابيًا.
بالإضافة إلى ذلك، يعكس هذا الطرح قناعة داخل الحزب بأن أى تحول سياسى كبير لا يمكن أن يتم دون قيادة أوجلان المباشرة، وهو ما قد يكون عامل قوة للحزب بين أنصاره، لكنه فى الوقت ذاته قد يشكل نقطة ضعف إذا ما رفضت القوى الإقليمية والدولية الاعتراف به كلاعب سياسى مشروع. هذه الاستراتيجية يمكن أن تساهم فى تعزيز وحدة الحزب داخليًا، لكنها قد تعقد فرص الانخراط فى مسار سياسى أوسع يتطلب تنازلات متبادلة.
موقف دفاعى
الإعلان عن وقف إطلاق النار مقرونًا بحق الدفاع عن النفس يعكس توجه الحزب نحو تهدئة التوترات دون تقديم تنازل استراتيجى جذري. هذا النهج يشير إلى أن الحزب يسعى إلى تخفيف الضغوط العسكرية التى يتعرض لها، خاصة فى ظل العمليات التركية المكثفة ضد مواقعه فى شمال العراق وسوريا. بعبارة أخرى، فإن الحزب يحاول إعادة ترتيب أوراقه ميدانيًا دون أن يظهر بمظهر الطرف الضعيف، وهو ما يتجلى فى التأكيد على أنه لن يشن عمليات مسلحة ما لم يتعرض لهجمات.
هذا الموقف قد يكون رسالة موجهة إلى الداخل الكردى بضرورة التماسك فى ظل التحديات الراهنة، وفى نفس الوقت رسالة إلى المجتمع الدولى بأن الحزب مستعد للحل السلمى ولكن وفق شروطه. إلا أن الإبقاء على خيار "الدفاع عن النفس" يترك مجالًا واسعًا لاستمرار الاشتباكات، حيث يمكن تفسير أى عملية عسكرية تركية على أنها "هجوم" يستوجب الرد، مما يعنى أن الوضع الميدانى قد لا يشهد تغييرًا حقيقيًا رغم إعلان وقف إطلاق النار.
كسب الشرعية الدولية والإقليمية
البيان يقدم الحزب فى صورة فاعل سياسى ديمقراطى أكثر من كونه تنظيمًا مسلحًا، وهو ما يعكس محاولة متعمدة لإعادة التموضع سياسيًا. من خلال التركيز على مفاهيم مثل "المجتمع الديمقراطي" و"الإدارة الذاتية"، يسعى PKK إلى تصدير نفسه كجزء من الحركات الديمقراطية العالمية وليس مجرد جماعة متمردة. هذه اللغة قد تكون محاولة لاستمالة أطراف دولية، مثل الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، التى تولى أهمية لمسائل حقوق الإنسان والديمقراطية فى المنطقة.
علاوة على ذلك، فإن هذه الاستراتيجية قد تهدف إلى تحسين صورة الحزب أمام القوى الكردية الأخرى، خاصة فى سوريا، حيث يواجه PKK منافسة من المجلس الوطنى الكردى (ENKS) ومن تيارات كردية أخرى تحاول تقديم نفسها كبديل سياسى أكثر قبولًا. من خلال إظهار الحزب كقوة ديمقراطية، قد يسعى البيان إلى تحييد بعض الانتقادات التى تواجهه بسبب ارتباطه بالعمل المسلح، وبالتالى تعزيز موقفه التفاوضى فى أى محادثات مستقبلية حول الحل السياسى للقضية الكردية
تفاعل تركيا مع البيان
من المرجح أن ترفض تركيا هذا الإعلان باعتباره مجرد مناورة سياسية، خاصة أن البيان لم يتطرق إلى مسألة نزع السلاح بشكل واضح. فتركيا ترى أن أى إعلان عن وقف إطلاق النار من قبل حزب العمال الكردستانى لا يُعد بادرة حسن نية طالما لم يترافق مع خطوات ملموسة لنزع السلاح أو تفكيك البنية العسكرية للحزب. بل على العكس، قد تستخدم الحكومة التركية هذا البيان لتعزيز موقفها بأن الحزب لا يزال يحتفظ بخياراته العسكرية، مما يبرر استمرار العمليات الأمنية والعسكرية ضده داخل تركيا وخارجها.
من جهة أخرى، قد تستخدم أنقرة البيان كدليل على أن أوجلان لا يزال يمتلك تأثيرًا كبيرًا داخل الحزب، مما قد يدفعها لمواصلة سياسات العزل ضده داخل السجن. فقد ترى تركيا أن منح أوجلان مساحة للتواصل مع أنصاره قد يؤدى إلى تقوية نفوذه داخل الحركة الكردية، وبالتالى ستعمل على تشديد القيود عليه لمنع أى دور سياسى له فى المستقبل. كما أن الحكومة التركية قد تستغل البيان داخليًا لتعزيز خطابها القائم على ضرورة استمرار الحملة العسكرية ضد PKK باعتباره تهديدًا قائمًا للأمن القومي.
الفصائل الكردية فى سوريا
قد تؤثر هذه الخطوة بشكل مباشر على "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التى تعد أحد أبرز الفاعلين فى شمال شرق سوريا وتحظى بدعم الولايات المتحدة. نظرًا للارتباط التاريخى بين قسد وحزب العمال الكردستاني، فإن هذا البيان قد يثير تساؤلات جديدة لدى واشنطن حول مدى استقلالية قسد عن أجندة PKK، خاصة إذا ما تم تفسير الإعلان عن وقف إطلاق النار على أنه خطوة سياسية تخدم استراتيجيات الحزب فى تركيا أكثر مما تخدم مصالح القوى الكردية فى سوريا. وهذا قد يدفع الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم علاقتها مع قسد، سواء عبر فرض ضغوط لفك الارتباط مع PKK أو عبر تقليل الدعم العسكرى والسياسي.
من جهة أخرى، قد يكون لهذا البيان انعكاسات على باقى الفصائل الكردية، لا سيما المجلس الوطنى الكردى (ENKS)، الذى لطالما سعى لتقديم نفسه كممثل كردى بديل يحظى بدعم إقليمى ودولي، خصوصًا من قبل تركيا والمعارضة السورية. يمكن أن يستغل المجلس البيان الأخير ليؤكد أن قسد لا تزال خاضعة لتوجيهات PKK، وبالتالى تعزيز موقفه أمام القوى الدولية باعتباره شريكًا أكثر اعتدالًا وابتعادًا عن السياسات التى قد تُعتبر مهددة لاستقرار المنطقة. وهذا قد يؤدى إلى تصعيد التوتر بين ENKS والإدارة الذاتية التى تسيطر عليها قسد.
أما على المستوى الداخلي، فمن المتوقع أن يثير البيان انقسامًا داخل "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا"، حيث تتباين المواقف داخلها بين تيارات تدرك ضرورة الابتعاد عن PKK لضمان علاقات مستقرة مع القوى الدولية، وبين تيارات أكثر تمسكًا بالنهج الآبوجى وترى فى بيان حزب العمال الكردستانى خطوة ضرورية ضمن المسار الاستراتيجى للحركة. هذا التباين قد يؤدى إلى نقاشات داخلية حول مستقبل الإدارة الذاتية وعلاقتها مع القوى الدولية، ومدى الحاجة إلى إعادة صياغة خطابها السياسى بما يتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية.
الانعكاسات على الوضع الإقليمي
قد تحاول القوى الإقليمية، وخاصة إيران، استغلال هذا البيان لتعزيز علاقتها مع حزب العمال الكردستانى (PKK) واستخدامه كورقة ضغط ضد تركيا. لطالما كانت طهران تنظر بعين الريبة إلى النفوذ التركى فى المنطقة، لا سيما فى شمال العراق وسوريا، حيث تتقاطع مصالح الطرفين فى عدة ملفات. وفى ظل إعلان الحزب وقف إطلاق النار المشروط، قد ترى إيران فى ذلك فرصة للتقارب معه، سواء من خلال تسهيل تحركاته فى بعض المناطق أو تقديم دعم غير مباشر، بهدف إبقائه كورقة ضغط يمكن استخدامها عند الحاجة ضد أنقرة، خاصة فى ظل استمرار العمليات التركية ضد مواقع الحزب فى العراق وسوريا.
من جهة أخرى، قد يؤدى البيان إلى تحرك أمريكى لمطالبة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بتوضيح موقفها من إعلان حزب العمال الكردستاني، مما قد يضعف موقفها التفاوضى مع واشنطن. فالولايات المتحدة تدعم قسد عسكريًا فى إطار محاربة تنظيم داعش، لكنها فى الوقت نفسه لا ترغب فى التورط فى تعقيدات الصراع بين تركيا وPKK. إذا زادت الضغوط الأمريكية على قسد للنأى بنفسها عن الحزب، فقد تجد الأخيرة نفسها أمام خيارات صعبة، إما الحفاظ على علاقتها التاريخية مع PKK، مما قد يؤدى إلى تآكل الدعم الأمريكي، أو تقديم تنازلات سياسية لمحاولة طمأنة واشنطن، مما قد يثير توترات داخلية بين تياراتها المختلفة.
التحديات أمام نجاح المبادرة
يواجه البيان تحديًا رئيسيًا يتمثل فى غياب الضمانات السياسية وآليات التنفيذ الواضحة لوقف إطلاق النار. فالإعلان عن هدنة مشروطة دون وجود إطار تفاوضى رسمى أو ضمانات دولية قد يجعله عرضة للفشل، خاصة فى ظل عدم وجود جهة وسيطة تضمن التزام الأطراف المختلفة به. كما أن عدم تحديد خطوات ملموسة تعزز الثقة بين الأطراف المتنازعة، مثل آليات مراقبة أو جدول زمنى للخطوات التالية، يقلل من فرص تحول هذه المبادرة إلى مسار مستدام نحو التسوية.
علاوة على ذلك، فإن استمرار العداء مع تركيا وعدم وجود توافق داخلى كردى يزيد من تعقيد تنفيذ المبادرة. فمن غير المرجح أن تتجاوب أنقرة مع هذه الخطوة، ما لم ترافقها تنازلات واضحة من قبل حزب العمال الكردستاني، مثل الالتزام بنزع السلاح أو الانخراط فى عملية تفاوضية رسمية. فى الوقت نفسه، قد يؤدى البيان إلى تعميق الانقسامات داخل الفصائل الكردية، خاصة بين الجهات التى ترى ضرورة تبنى نهج أكثر براغماتية للتقارب مع المجتمع الدولي، وبين التيارات المتمسكة بالنهج الآبوجي. هذا التباين قد يضعف موقف القوى الكردية عمومًا، ويزيد من صعوبة تحقيق إجماع داخلى يدعم أى تسوية سياسية شاملة.
إعادة تموضع
البيان يعكس محاولة من حزب العمال الكردستانى لإعادة التموضع فى المشهد السياسي، لكنه لا يزال يواجه عقبات كبيرة على مستوى الاعتراف الدولى والتفاعل الإقليمي. نجاح هذا المسار مرهون بقدرة الحزب على تقديم تنازلات حقيقية، وبمدى استعداده للاندماج فى عملية تفاوضية شاملة تشمل باقى الفاعلين فى المشهد الكردى والإقليمي.
نص البيان
وفيما يلى نص البيان المكتوب الصادر عن اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستانى بشأن دعوة القائد آبو، بعنوان "إلى شعبنا الوطنى والرأى العام":
"إن بيان القائد عبدالله أوجلان، الصادر فى ٢٧ شباط بعنوان "دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي"، ينير درب كل قوى الحرية والديمقراطية وهو بمثابة مانيفستو العصر، إننا نحيى القائد آبو على تقديمه مانيفستو المجتمع الديمقراطى لشعبنا للإنسانية. وتنفيذ محتواه بشكل ناجح يعد أمرًا فى غاية الأهمية أيضًا من الواضح أن عملية تاريخية جديدة قد بدأت فى كردستان والشرق الأوسط بالتزامن مع الدعوة المذكورة، وسيكون لذلك تأثير كبير على تطور الإدارة الديمقراطية والحياة الحرة فى كل أرجاء العالم، وعلاوة على ذلك، فإن المسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا؛ ويجب على الجميع تحمل واجباتهم ومسئولياتهم والالتزام بها.
ومما لا شك فيه أن إطلاق مثل هذه الدعوة كانت فى غاية الأهمية؛ والآن، فإن تطبيق مضمونها بشكل ناجح هو أيضًا فى غاية الأهمية، نحن، كحزب العمال الكردستاني، نتفق مع مضمون الدعوة المذكورة بشكل مباشر ونعلن أننا سنلتزم بمتطلبات الدعوة وننفذها من جانبنا، ولكن مع ذلك، لا بدَّ من ضمان تحقيق الظروف السياسية الديمقراطية والأرضية القانونية أيضًا لضمان النجاح.
وعى القائد آبو والتجربة التى خلقها حزب العمال الكردستانى يمنحان الشعب قوة إدارة النضال
من الواضح جدًا أن حزب العمال الكردستانى أصبح حركةً تمثل الحقيقة والبطولات العظيمة خلال نصف القرن الماضى فى كردستان، حيث عمل على تحقيق كل شى من خلال نضالٍ بطوليٍ عظيمٍ، بروحٍ فدائية، وبتضحيات وجهود كبيرة. لذا، نستذكر جميع الشهداء الأبطال فى هذا النضال التحررى بكل احترام ومحبة وامتنان عظيم، والآن، نحمل المكاسب التاريخية المذكورة آنفًا بنفس الروح والإيمان إلى مرحلةٍ نضاليةٍ جديدة. إن الوعى الذى منحه القائد آبو، والتجربة العظيمة التى خلقها حزب العمال الكردستاني، يمنحان شعبنا الخير والصواب والجمال، بالإضافة إلى قوة إدارة النضال التحررى من خلال السياسة الديمقراطية.
لن تقوم قواتنا بتنفيذ عمليات مسلحة، ما لم تُشن أى هجمات
وفى هذا السياق، نعلن وقف إطلاق النار اعتبارًا من اليوم إيذانًا بتحقيق دعوة القائد آبو المتمثلة فى السلام والمجتمع الديمقراطي، ولن تقوم أى من قواتنا بتنفيذ عمليات مسلحة، ما لم تُشن الهجمات ضدنا، كما أن تحقيق قضايا مثل وضع السلاح، لا يمكن أن تتم إلا بالقيادة العملية للقائد آبو.
لنجاح المؤتمر، لا بدَّ أن يديره القائد شخصيا أننا على استعداد لعقد مؤتمر الحزب تماشيًا مع دعوة القائد آبو، ولكن مع ذلك، من أجل تحقيق ذلك، يجب تهيئة الظروف المناسبة، ومن أجل نجاح المؤتمر، لا بدَّ أن يتولى القائد آبو قيادة المؤتمر شخصيًا، ولقد قمنا حتى الآن بإدارة الحرب على الرغم من كل الأخطاء وأوجه القصور، ولكن القائد آبو هو الوحيد القادر على إدارة حقبة السلام والمجتمع الديمقراطي.
يجب تهيئة ظروف الحرية الجسدية والحياة الحرة والعمل الحر
إن الحقائق الملموسة تظهر بوضوح، وهو أنه من أجل تحقيق النجاح فى تحقيق دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي، ومن أجل تحقيق الديمقراطية فى تركيا والشرق الأوسط على أساس الحل الديمقراطى للقضية الكردية، ومن أجل تمهيد الطريق أمام تطور الحركة الديمقراطية العالمية، من الضرورى ضمان تحقيق الظروف التى تمكن القائد عبدالله أوجلان من العيش والعمل بحرية جسدية، وأن يكون له اتصال مع كل من يريد، بما فى ذلك رفاقه، دون عوائق، ونأمل أن تفى مؤسسات الدولة المعنية بمتطلبات ذلك.
الدعوة ليست الأخيرة، بل هى بداية جديدة
إلى أبناء شعبنا وأصدقائنا الأعزاء!
إن الدعوة التى أطلقها القائد آبو ليست بالتأكيد الأخيرة، بل على العكس من ذلك، إنها بداية جديدة تمامًا، وكما يرد فى البيان أيضًا بطريقة ملفتة للنظر، وتسلط الضوء بشكل واضح، فإن الأمور التى كان يجب القيام بها خلال السنوات الـ ٣٥ الماضية بشكل عام والـ ٢٠ سنة الماضية بشكل خاص، ولكن لم يتم القيام بها بالقدر المطلوب، أما الآن، يجب أن تتم حتمًا. فى هذا الصدد، من الضرورى فهم دعوة القائد وأسبابها وخصائص وواجبات العملية الجديدة التى أطلقها بشكل صحيح وكافٍ، ويجب الوفاء بمتطلباتها بنجاح، ومن الضرورى التعامل مع مضمون الدعوة بمسؤولية وجدية كبيرة، ومن المهم جدًا أن نحققها بنجاح فى كل مجال.
يجب أن نعتبر أنفسنا جميعًا مسؤولين عن نجاح دعوة القائد.
دعونا لا ننسى أن القائد آبو أخذ دائمًا على عاتقه العبء الأكبر بنفسه، فهو ينير دربنا ويتولى قيادتنا، والآن، مع ”دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي“، فإنه يخطو خطوة جديدة ويبدأ عملية نضال جديدة من أجل جميع المضطهدين، وخاصة المرأة والشبيبة، لذا، دعونا نفهم خصائص هذه العملية الجديدة بشكل صحيح، ولنقم بواجباتها بنجاح على أساس الاستعداد الدائم ضد جميع أنواع الحيل والهجمات، ولنعمل على تطوير تنظيمنا الديمقراطى ونضالنا التحررى فى كل ميدان بشجاعة وتفانٍ كبيرين فى كردستان والشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم، ويجب أن نعتبر أنفسنا جميعًا مسئولين عن نجاح دعوة القائد.
الدعوة الأقوى هى تبنى 8 آذار ونوروز
ها نحن ندخل شهر آذار جديد ونعيش حماس ٨ آذار ونوروز، فلنعمل على تطوير ثورة حرية المرأة على أساس علم المرأة (جينولوجي) وتنظيم المجتمع الأخلاقى والسياسى على خط الحضارة الديمقراطية، ونحاول فهم الحقيقة الآبوجية بشكل صحيح وكافٍ، وتطوير ثورة الحقيقة التى هى ثورة الفكر ونمط الحياة، فدعوة القائد آبو الأخيرة فى حقيقتها هى الدعوة الأقوى لتبنى ٨ آذار ونوروز والاحتفال بهما بحماس كبير، يجب على المرأة والشبيبة أن يفهوا هذه الدعوة بشكل صحيح أكثر من غيرهم، ويجب تبنيها بشكل قوي، وتحقيق متطلباتها.
وانطلاقًا من هذه الأسس، نبارك ٨ آذار يوم المرأة الكادحة ونوروز على جميع النساء والشباب وأبناء شعبنا وأصدقائنا وندعو الجميع لتبنى دعوة القائد بروح ٨ آذار ونوروز وتصعيد النضال التحررى فى كل المجالات!
يعيش الرائد البطل لشعبنا حزب العمال الكردستاني.
يعيش القائد آبو".