عربي21:
2025-03-04@18:22:51 GMT

لوموند: ما هدف الاهتمام الروسي المتزايد في تونس؟

تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT

لوموند: ما هدف الاهتمام الروسي المتزايد في تونس؟

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقريرًا، تحدثت فيه عن تناوب الطائرات الروسية في جزيرة جربة، بالقول إنه "يعد علامة من بين أمور أخرى على استراتيجية "التسلّل" متعددة الأوجه التي تتبعها موسكو على الأراضي التونسية".

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه المسألة طرحت أسئلة عديدة، هل أصبح مطار جربة، الملاذ السياحي الواقع في جنوب شرق تونس، مسرحا لتحركات جوية روسية غير عادية مؤخرا؟

أثار هذا السؤال بعض التوتّر في صفوف مراقبي التوازنات الإستراتيجية الإقليمية، بعد نشر مقال في صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، الأحد 19 أيار/ مايو، يفيد بهبوط طائرات "عسكرية روسية" في الأيام الأخيرة، على هذه الجزيرة الواقعة على بعد 130 كيلومترا من الحدود الليبية.



وبينما التزمت السلطات في تونس، الصمت بشأن الموضوع، نفت موسكو ذلك، الإثنين، في بيان صحفي، من سفارتها في ليبيا -وليس تلك الواقعة في تونس - واصفة المعلومات الواردة من صحيفة "لاريبوبليكا" بأنها "أكاذيب وتزوير". 

لقد كانت تونس مرتبطة تقليديًّا بالمعسكر الغربي، حيث يرتبط جيشها ارتباطا وثيقا بالولايات المتحدة، ومن المؤكّد أن التطوّر المُحتمل المؤيد لروسيا في البلاد سيشكل تحولًا، على الرغم من أنه في هذه المرحلة يظل اقتراحًا نظريًّا للغاية. كما أن الانجراف للرئيس قيس سعيد، الذي ينتقد بانتظام "إملاءات" الغرب، لا يخلق "انفتاحا" و"نفاذية" أقل للخطاب الرائج في موسكو، على حد تعبير مراقب أوروبي في تونس.

من جانب آخر، يشير مصدر دبلوماسي غربي إلى أنه "كانت هناك عمليات دوران للطائرات الروسية في جربة، لكننا لا نعرف طبيعتها". وبحسب معلومات غير مؤكدة متداولة في أوساط المحللين الأمنيين في تونس، فإن هذه "طائرات شحن" و"طائرات مستأجرة" مدنية، وبالتالي فهي ليست بأي حال من الأحوال الطائرات العسكرية التي ذكرتها صحيفة "لا ريبوبليكا". 

وكان من المفترض أن تنقل بعض هذه الطائرات، وفقًا لهذه المصادر نفسها، روسا تابعين لشركة فاغنر الأمنية السابقة (المعروفة الآن باسم "فيلق أفريقيا") الذين جاؤوا لأخذ قسط من الراحة في جزيرة جربة.

وبيّنت الصحيفة، أن الطائرات الأخرى كانت ستتوقف هناك لأغراض التزود بالوقود. وقد تم رصد هذه التناوبات للطائرات الروسية في الجزيرة التونسية منذ حوالي سنة. 


في المقابل، يلاحظ العديد من المحللين أن الأمر ليس مستغربًا خاصة في ظل الانتشار الجديد للنفوذ الروسي في منطقة الساحل وليبيا، حتى لو كان البعد العسكري المباشر لا يزال غائبا.

الحركات البحرية
تشهد هذه المعلومات، على الرغم من أنها مجزأة وغير دقيقة، بشأن التحركات الجوية في جربة، على دخول موسكو بشكل سري إلى تونس. وهي مرتبطة بتحركات بحرية معينة، لا سيما تلك التي قامت بها سفينة الشحن الروسية ميخانيك ماكارين، الخاضعة للعقوبات الأميركية منذ الحرب في أوكرانيا، والتي رست في ميناء سوسة التونسي، نهاية آذار/ مارس الماضي، أثناء عودتها إلى مورمانسك بعد أن عبرت سواحل بنغازي (شرق ليبيا). 

وبحسب مواقع التتبع البحري، عادت السفينة مرة أخرى إلى البحر الأبيض المتوسط، ومن المقرر أن تتوقف في صفاقس في حوالي 8 حزيران/ يونيو.

من الواضح أن العلاقة بين تونس وروسيا تتعزّز، حتى لو كان من السابق لأوانه الحديث عن تحول إستراتيجي. إذ بعد تأجيلها مرتين، على الأرجح تحت ضغط أمريكي، تمّت زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إلى تونس أخيرًا يومي 20 و21 كانون الأول/ ديسمبر 2023 في سياق ازدهار متزايد للتبادلات التجارية، التي كانت بالطبع غير متوازنة بشكل كبير لصالح تونس، كما ارتفعت واردات الحبوب الروسية بالفعل في سنة 2023 بزيادة قدرها 435 بالمئة مقارنة بعام 2022 لتبلغ قيمتها الإجمالية نحو 1.1 مليار دينار (326 مليون يورو)، بحسب المعهد الوطني للإحصاء.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة على روسيا، ضاعفت تونس وارداتها من "الفحم والنفط ومشتقاته" ثلاث مرات، مقارنة بسنة 2022. ومنذ غزو أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، استوردت تونس كميات من النفط الروسي تجاوزت ما كانت عليه في السنوات التسع السابقة.

وسُجّل المزيد من التعاون السياسي، خاصة في المسائل الانتخابية بعد توقيع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وهي المسؤولة عن تنظيم الانتخابات في تونس، مذكرة تعاون مع اللجنة الانتخابية الروسية في 15 آذار/ مارس. 


وفي هذا السياق توجّه فاروق بوعسكر، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إلى موسكو، للمشاركة في البعثة الدولية لمراقبة الانتخابات الروسية التي جرت بين 15 و17 آذار/ مارس والتي فاز خلالها بوتين بنسبة 87 بالمئة من الأصوات من خلال عمليات تزوير واسعة النطاق، وفقًا لوسائل الإعلام الروسية المستقلة.

"أرض خصبة"
تشجّع القوة الناعمة الروسية هذا التقارب. لعدة أسابيع، ظهرت في تونس ملصقات إعلانية تروج للنسخة العربية من قناة روسيا اليوم، التي تمولها الدولة الروسية، وقد افتتحت قناة روسيا اليوم العربية مؤخرًا مكتبًا لها في الجزائر وعينت مراسلًا لها في تونس. 

وينظم البيت الروسي، وهو مركز ثقافي تابع للسفارة، بانتظام فعاليات حول ثقافة ولغة وتاريخ روسيا، ويشارك في الفعاليات الثقافية، مثل معرض تونس الدولي للكتاب.

وأوردت الصحيفة أنه في هذه المرحلة، لا يزال الوجود الروسي في تونس متواضعًا، على الرغم من أنه غير مقيد. بخصوص هذا يقول دبلوماسي غربي "الأرض الخصبة مواتية" بحيث يخدم استياء الرأي العام التونسي من "المعايير المزدوجة" للأوروبيين والأمريكيين في الحرب في غزة خطاب موسكو بشأن الغرب غير المؤهل أخلاقيا. 


من جانبه، يقول الباحث جلال حرشاوي، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن، إنه "في سياق يتميز بالاختراق الروسي المزدوج في منطقة الساحل وليبيا، فإن قيس سعيد هو ثمرة ناضجة تنتظر السقوط في أيدي الروس وفقًا لقانون الجاذبية".

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه، مع ذلك، فإن تغيير النموذج الاستراتيجي ليس بالأمر السهل، بعد حصول تونس على صفة "الحليف الرئيسي من خارج الناتو" من قبل الولايات المتحدة في سنة 2015. ناهيك عن كونها عضو في "صيغة رامشتاين" التي تشكلت بمبادرة من حلف شمال الأطلسي لدعم أوكرانيا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية موسكو التونسية روسيا تونس روسيا موسكو الاراضي التونسية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الرغم من الروسیة فی فی تونس

إقرأ أيضاً:

مصر وأوروبا على طاولة التشاور .. استثمارات كبرى ودعم سياسي ومواجهة التحديات الإقليمية

استقبل د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة يوم الأحد، دوبرافكا سويتشا مفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون المتوسط حيث عقدت مشاورات سياسية بين الجانبين للتشاور حول العلاقات المصرية - الأوروبية والوقوف على آخر التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.


وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الوزير عبد العاطى أعرب عن ترحيب مصر باستحداث منصب معنى بشئون المتوسط في التشكيل الجديد للمفوضية الأوروبية والذى يُعد بمثابة توجه إيجابي من الاتحاد الأوروبي يعكس الاهتمام بتعزيز التعاون بين الجانبين، وأعرب عن التطلع للعمل مع المفوضة الأوروبية لدعم التعاون مع الاتحاد الأوروبي في إطار تنفيذ المحاور الستة للشراكة الاستراتيجية والشاملة، وشدد على أهمية الاهتمام بالشق الاقتصادي فى الشراكة الاستراتيجية والتطلع لتمرير مشروع القرار الخاص بالشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية بقيمة ٤ مليار يورو.


وأكد الوزير عبد العاطى على الأولوية التي توليها الحكومة المصرية لجذب الاستثمارات الأوروبية، حيث أطلع المسئولة الأوروبية على ما توفره مصر من فرص استثمارية واعدة في مختلف القطاعات، بالإضافة إلى ما تشكله المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من مركز لوجيستي عالمي ومنطقة جاذبة للاستثمارات العالمية، مبرزاً فرص التعاون في مجال الطاقة بمختلف مصادرها لتعزيز أمن الطاقة الأوروبي.

 وتطرق الوزير عبد العاطى إلى ملف الهجرة حيث أكد على ضرورة أن يكون التعاون في إطار شامل يقوم على ربط الهجرة بالتنمية ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية وتعزيز الشراكة في مجال الهجرة النظامية، مستعرضاً الاعباء الضخمة التي تتحملها مصر ارتباطاً باستضافة ملايين اللاجئين والمهاجرين. 

وأضاف المتحدث الرسمى أن المشاورات شهدت تبادل الرؤى إزاء التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفى مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة، حيث أطلع الوزير عبد العاطى المسئولة الأوروبية على جهود مصر الرامية لضمان تثبيت واستدامة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والخطة التي يتم بلورتها لإعادة الإعمار فى غزة والتي تحظى بدعم عربى وإسلامى، معرباً عن التطلع لدعم الاتحاد الأوروبى للجهود المصرية، مشدداً على ضرورة التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة باعتباره المسار الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة. 


كما استعرض محددات الموقف المصرى من التطورات في سوريا مؤكداً على موقف مصر الداعم للدولة السورية واحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وأهمية ان تكون مصدر استقرار بالإقليم من خلال اطلاق عملية سياسية شاملة تضم كافة مكونات الشعب السوري. 


وفيما يتعلق بلبنان، أشار إلى ترحيب مصر بحصول الحكومة اللبنانية على ثقة أعضاء مجلس النواب والتي تعد خطوة هامة لتدشن مرحلة جديدة تُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان وطموحات الشعب اللبناني، مؤكداً دعم مصر الكامل للبنان وحكومته ومؤسساته الوطنية، وشدد على أهمية تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وانسحاب إسرائيل الكامل غير المنقوص من جنوب لبنان.


تطرقت المشاورات أيضاً إلى الأوضاع فى السودان، حيث أكد السيد وزير الخارجية على دعم مصر الكامل للشعب السوداني الشقيق، في ظل العلاقات الأخوية والروابط التاريخية بين البلدين، مشدداً على موقف مصر الدعم للسودان ومؤسساته الوطنية، وبذلها لكافة الجهود الرامية لتعزيز سيادته ووحدته وسلامة أراضيه، بالإضافة لدعم جهود الاستجابة الإنسانية. 


وبالنسبة للملف الليبى، أشار الوزير عبد العاطى إلى أهمية العمل على حل أزمة السلطة التنفيذية في أقرب وقت وتشكيل حكومة جديدة موحدة وصولاً إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ودعم مسار الحل الليبي/ الليبي، وضرورة إنهاء كافة مظاهر التواجد الأجنبي في ليبيا، بما يعيد ليبيا إلى الليبيين ويحفظ وحدتها وسيادتها.


مقالات مشابهة

  • احتفالية بالبيت الروسي بالقاهرة بمناسبة عيد الدبلوماسية الروسية
  • وزير العمل والمؤسسة الألمانية يبحثان الملفات ذات الاهتمام المشترك
  • “الجبير” ومبعوث الرئيس الفرنسي الخاص إلى لبنان يناقشان الأوضاع الإقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك
  • لوموند: دعوات لمقاطعة المنتجات الأميركية تجتاح شمال أوروبا
  • النفط عند 70 دولاراً.. هل يتحمل العراق العجز المتزايد؟
  • لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
  • ناقشا عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.. أمير المنطقة الشرقية يستقبل سفير جمهورية طاجيكستان لدى المملكة
  • مصر وأوروبا على طاولة التشاور .. استثمارات كبرى ودعم سياسي ومواجهة التحديات الإقليمية
  • ناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.. محافظ جدة يستقبل القنصل العام لكينيا
  • نتنياهو يرسل سكرتيره العسكري إلى موسكو لبحث تعزيز التواجد الروسي في سوريا