عمر التجاني
اولا نقول اللهم ارحم عبدك الصديق واغفر له وتقبله شهيدا.
وبالرغم من أن الموت حق، إلا أن الهزائم التي منيت بها مليشيات علي كرتي فرضت على القائد الهطلة وبعد فشل حملات ما سمي بالاستنفار التي لم تجد الاستجابة المطلوبة. واستنفر فقط بعض صُيٌع الكيزان ممن غرر بهم ليزوجوهم بالحور العين وتكون أرواحهم في حويصلات طيور خضراء تحلق بها في حنة الخلد، بينما شواطيء أنطاليا هي لابناء الذوات ليستمتعوا بها في الدنيا، لأنهم بالطبع ضامنين الجنة في الدار الآخرة، فقد عملوا لها في هذه الدنيا الفانية.
قلت أن الهطلة زعيم طغمة الحرب في حاجة لرفع الروح المعنوية لعامة الشعب بتقديم ضحية وتكون شخصية تثير في الناس حفيظة حب الوطن وزيادة الحقد على اوباش الرزيقات الأجانب ريثما يرتب ماذا يفعل غدا.
كان قدر الصديق أن يكون هو الضحية.
بالطبع لم يقدموا على تقديم شخصية كصبي البراء المتغطرس لعدة اسباب يبدو أن الصبي (تفتيحة) فهو محصن بحراسة اختارها هو بنفسه ثم أن تحركاته محسوبة بدقة. وربما كانت له أجهزة استخبارات خاصة به أيضا
وأهم من ذلك هو انه لايخوض المعارك بل هو قائد من على البعد وتارك امر القيادة الميدانية للمغرر بهم فإن ماتوا او (استشهدوا) فالجنة مثوى لهم، الحور العين، وأنهار من عسل مصفى، وأنهار من لبن غير آسن.
الصبي المتغطرس هو شخصية قد لاتجد القبول عند كل الناس عدا قطيع الانحرافي وربما نزلت البعض الفرح نكاية به لو هلك بالرغم من ان الموت حق، ذلك لو افترضنا تجاوز أن تقديمه كقربان قد يؤلب أيضا من يدعمونه ويقدموه كرمز للفداء.
الشهيد الصديق من طينة لا تشبه ملة النفاق التي لم ترض أن تعيده جنديا مخلصا لانه جاهر بالعداء لهم ومخالفة تعليماتهم بقتل شابات وشباب الثورة.
هاهي ابواق النزق والنفاق والتعالي والغطرسة تبدو من افواههم وما في صدورهم اعمق وأكبر. حاولوا جاهدين ان يربطوا بين موقفه من قضية الوطن وادب الإختلاف. ولكن مابين البعض ليس الوقوف في صف مليشيات علي كرتي وتابعتها قوات حميتي، فهي المولودة سفاحا من رحم الحركة الاسلامية البغيضة. هنالك فرق كبير بين وطنية الوطن المحبوب وبين القبول بالحركة الإسلامية البغيضة. مهما كانت المبررات فمقولة دعونا نتخلص من الجنجويد بعدين الكيزان ساهلين. لا لا يا سادة الكيزان عرفوا وتمرسوا جيدا كيف يلفون حبال الحقد والكراهية حول عنق من يقول لهم لا. هاهم الان يعدون مليشيات من اختراعهم ليحلوا بها محل الجيش السوداني. هاهي مليشيات البراء والفساء والخراء تتمدد وهي جاهزة أيضا لتحل محل الجنجويد متى ما لزم الأمر.
في العام ٢٠١٣ إبان ثورة شابات وشباب السودان. قال التشادي الأجنبي حميتي (وكتين الحكومة تسوي ليها ديش التجي تكلمنا) لم يجرد البرا هان ولا الكباشي ولاغيرها من الهطلات حرب الكرامة. بل كانوا يفرحون ويقدمون له التهاني بقتله ٢٧٥ ثائر حسب الاحصاءات المتاحة ويبقى العدد الحقيقي مجهولا.
وتلك الأيام نداولها بين الناس فهاهو الصبي المتعجرف يردد نفس العبارة حيث قال في فيديو مبذول لمن أراد (نحن مامنتظرين زول يورينا نقاتل متين نحن بنقاتل برانا.)
أليس هناك من يقول التاريخ يعيد نفسه.
هذا السرطان المستفحل لايريد لهذه الأمة إلا أن تظل خاضعة لنفوذهم النتن فمتى نستفيق.
الشهيد محمد الصديق قدم نفسه فداء للوطن وليس برنامجا دعائيا للحركات الإسلامية البغيضة.
قام البرا هان بزيارة لأسرة الشهيد صديق وهو القاتل في كل الحالات، فلو أن مرتزقة صعاليك غرب افريقيا هم من اغتالوه فالبرا هان هو من أتى بهم وماهو من مدهم بالسلاح والثروة والسلطة وأطلق ايديهم الآثمة قتلا وتنكيلا في الشعب السوداني.
البرهان أن محمد صديق تم دفعه منكم لكي يلاقي ربه. لكي تتاجروا بدمه الغالي الطيب. لعلمك أن الشهيد هو من صلب الشعب الثائر ضدكم، وضدك انت شخصيا.
الشهيد الصديق ليس منكم فيكفي أن تبيعوا وتشتروا دماء الشهداء.
رحم الله محمد الصديق وانزله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا
tigana@myyahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع: لدينا مفاجآت كبيرة بشأن الصناعة العسكرية والإنتاج الحربي ستذهل العدو وتريح الصديق
يمانيون/ أكد وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أن موقف اليمن الداعم والمساند للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، سيظل ثابتاً ينطلق من مبادئ وقيم إيمانية وإنسانية وأخلاقية راسخة لا تتزعزع ولا تتبدل مهما تكالبت التحديات على اليمن وانهالت عليه التهديدات.
وقال اللواء العاطفي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن موقف اليمن تجاه فلسطين سيظل كما هو ولن يتغير مهما بلغت المخاطر التي تواجه الشعب اليمني الصامد، نتيجة مواقفه الإسلامية والعروبية تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني الكبرى.
وأضاف “إننا نتوق للسلام وندافع عن الأمن والاستقرار في المنطقة ولا يمكن أن يقف الشعب اليمني صامتاً أو محايدًا من إشعال الفوضى التدميرية وحرائق الأطماع الصهيونية التي استشرت في المنطقة العربية، مسنودة بدعم من إدارة الطغيان العالمي في واشنطن ولندن”.
وأوضح أن مشروعية الاصطفاف الوطني والإقليمي والدولي، تتعزّز يوماً إثر آخر ضد الهمجية الصهيونية .. وتابع “لقد تحمل اليمن وقواته المسلحة أعباء هذه المواجهة التاريخية الحاسمة وأعددنا قدراتنا وكل الإحتمالات في هذه المرحلة وخلال المراحل القادمة في تجسيد عملي للتوجيهات العظيمة لقائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في الاضطلاع بالمسؤولية الدينية والوطنية والإنسانية للقوات المسلحة في مقارعة أعداء الأمة الذين يرتكبون جرائم يندى لها الجبين بحق أطفال ونساء غزة الإباء والصمود والعزة والكرامة”.
وأشار وزير الدفاع إلى أن قرار المواجهة الذي اتخذته القيادة الثورية لا فصال فيه ولا رجعة عنه ولا تهاون في تنفيذه وأن القوات المسلحة اليمنية عاودت استهداف العمق الصهيوني بعد أن استئناف الكيان المتوحش لاعتداءاته وارتكاب مذابح دموية بحق الأشقاء في غزة متجاوزاً كل القوانين والأعراف الإقليمية والدولية ونقضه للعهود والمواثيق المتفق عليها.
ومضى بالقول “إن إسناد القوات المسلحة اليمنية قائم على محددات جديدة أبرزها دقة الإصابة وقوة التأثير واتساع قائمة الأهداف أمامها وعلى العصابة الصهيونية المتطرفة أن تعي جيداً أن هذه المرحلة ليست كسابقاتها بل أكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً وأقوى ضرراً”.
وأفاد الوزير العاطفي بأن اليمن وقواته المسلحة وبإسناد قوي وواسع من قائد الثورة أصبحت تمتلك ترسانة عسكرية قتالية متعددة المهام وقاعدة صناعية نوعية ومستمرة في هذا التوجه وأمامها تفتح أبواب النجاح.
وقال “لدينا من القدرات والمفاجآت الكبيرة والواسعة بشأن الصناعة العسكرية والإنتاج الحربي ما يذهل العدو ويريح الصديق وذلك بفضل الله وبجهود كفاءات يمنية مميزة من رجال التصنيع اليمني الذين أخذوا على عاتقهم الاضطلاع بهذه المهمة على أكمل وجه واستطاعوا تحقيق إنجازات تقنية وتسليحية متطورة لا مثيل لها على مستوى قدرات جيوش المنطقة بدءًا من صناعة الطيران المسير بكل أنواعه وبناء منظومة صاروخية وصلت إلى امتلاك منظومة صاروخية فرط صوتية، بما يكفل لليمن كفاءة دفاعية عسكرية عالية”.
وأضاف ” في كل مرحلة تكتب المهارات المطلوبة وتتنامى وسائل وأساليب التحديث الذي يضمن لها التأثير الميداني وفرض معادلة وطنية إسلامية إنسانية تُعيد التوازن والخلل الجيوسياسي الذي سعت وتسعى إمبراطورية الشر وقوى الارتباط بها فرضها في الإقليم والمحيط الدولي”.
وبين وزير الدفاع أن اليمن يُدرك الأبعاد الحقيقية للعدوان الترامبي الذي يُدافع عن الصهيونية ويخوض حرباً عدوانية بالوكالة على الشعب اليمني حماية لأجندة بني صهيون.
واستطرد قائلاً “إن العدوان الأمريكي لن يؤثر على موقفنا وقدراتنا ولن يكسر إرادة شعبنا، وإنما سيسهم في تطويرها أكثر وأكثر وقد أعددنا قدراتنا واتخذنا كافة التدابير الممكنة لمواجهة طويلة الأمد حتى تنحسر موجات الأطماع والهيمنة والاستقواء بالغلبة والقوة والمؤامرات”.
وتابع “مهما حشد الأرعن ترامب من حاملات طائرات وسفن حربية وطائرات فإننا بإذن الله قادرون على كسر إرادة القتال لديهم ودحر كل أطماعهم وسيدفعون الثمن باهظاً وسيندمون كثيراً على غاراتهم الوحشية الإجرامية الجبانة التي استهدفت الأحياء السكنية وراح ضحيتها عدد من الشهداء المدنيين من بينهم أطفال ونساء وأن ميدان المواجهة بين الحق والباطل هو من سيتحدث قريباً عن انتصاراتنا”.
وأشاد بالجهوزية القتالية والروح المعنوية العالية لأبطال القوات المسلحة وهم يؤدون بواجباتهم الجهادية الدينية والوطنية والإنسانية والأخلاقية المساندة والداعمة لغزة التي ما تزال تتعرض لجرائم الإبادة الجماعية والحصار الشامل على أيدي الغزاة الصهاينة وبدعم ومشاركة أمريكية سافرة وهمجية.
واختتم الوزير العاطفي تصريحه بالقول “لقد غدت قواتنا المسلحة اليمنية اليوم قوة جبارة يُصعب النيل منها وقادرة على صنع الانتصارات الكبرى ليس فقط لليمن بل لقضايا الأمة المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وإن غداً لناظره قريب”.