السودان وقضية حق تقرير المصير (١- ٢)
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
يتكون الإتحاد الفيدرالي الكندي من عشر محافظات وثلاث مقاطعات ويعتبر تجربه مهمة لأنه واجه تحديات الإنفصال خاصة من من قبل إقليم كويبيك الفرنسي.
ولأن أهل المحافظة من أصل فرنسي فقد طالبوا بعقد استفتاء في العام ١٩٨٠م يهدف إلي انفصال كويبيك عن كندا، إلا إن ذلك الاستفتاء كان قد اسفر عن سقوط مقترح الإنفصال بنسبة ٦٠%.
ولأن الدستور الكندي لا يعطي حق تقرير المصير لأي إقليم، فقد كان يتعين علي أهل كوبيك، حتي في حالة فوز مقترح الانفصال في الاستفتاءات المذكورة، كان يتعين عليهم تقديم طلب للعاصمة الفيدرالية اتاوا خاص بتعديل الدستور كي يسمح لهم بالانفصال حتي يتمكنوا من الإعلان عن دولتهم المستقلة، شريطة أن يكون ذلك الطلب مسنود باستفتاء شعبي آخر .
وهكذا رأينا إنه وبرغم من أن كندا دولة عريقة في تطبيق التعددية الديمقراطية، ومن أن الإتحاد الفيدرالي الكندي إتحاد طوعي، إلا إن دستورها لا ينص علي حق تقرير المصير ويبدو أن الآباء المؤسسين قد رأوا ضروره هذه الإجراءات حتي يضمنوا أن يكون انفصال أي إقليم مسنودا برغيه شعبيه تتسم بقوة الإرادة والإتساق حتي تكون نتائجه في صالح أهل الاقليم وربما كذلك في مصلحة الاتحاد الفيدرالي الأم.
التأمل في تجربة كندا كنموذج لأتحاد فيدرالي ظل باقيا لأكثر قرن ونصف من الزمان، يتضح أن حق تقرير المصير لا يحدده أفراد أو قيادات أو احزاب حتي لو كانت تلك القيادات والاحزاب مجمعة علي ذلك في مؤتمر دستوري تاسيسى، لأن دور المؤتمرات الدستورية يكون في تأكيدها علي الطابع الشعبي الطوعي للإتحاد الفيدرالي لا اكثر من ذلك.
تجربة إنفصال جنوب السودان كانت تجربة إستئثنائية لايعتد بها، ولا يمكن إلاسترشاد بها ورغم إن الجنوبيين كانوا قد صوتوا لصالح الإنفصال بأغلبية ساحقة لأسباب نعلمها جميعا، إلا إن الإجراءات والكيفية التي تم بها الإعلان عن الإنفصال والاعتراف به لا علاقة له بالإجراءات الديمقراطية المتبعة، حيث لم يكتمل الإنفصال إلا بسبب رغبة الجميع تقريبا محليا وإقليميا ودوليا في إنهاء حرب أهليه مدمرة إستمرت لعشرات السنين ومات خلالها مئات الآلاف من البشر.
طلعت محمد الطيب
talaat1706@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: حق تقریر المصیر
إقرأ أيضاً:
مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي: هجوم نيو أورليانز كان عملا إرهابيا متعمدا
أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، ان هجوم نيو أورليانز كان عملا إرهابيا متعمدا، ولا نعتقد أن شخصا آخر كان متورطا في الحادث، حسبما أفادت قناة “ القاهرة الإخبارية” في خبر عاجل .
أمريكا .. تفاصيل جديدة عن منفذ هجوم أورليانز الداميسمير التقي: أمريكا مليئة بالمسلحين وحادث "نيو أورليانز" قد لا يكون الأخيروقال مكتب التحقيقات الفيدرالي:" لا يوجد رابط بين هجوم نيو أورليانز وانفجار شاحنة لاس فيجاس".
وأضاف مكتب التحقيقات الفيدرالي:" صادرنا 3 هواتف وهويتين وجهازي كمبيوتر على صلة بهجوم نيو أورليانز".