تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي ومن خلال  لجنة الجغرافيا والبيئة بالتعاون مع لجنة تنمية الثقافة العلمية والتفكير الابتكاري، ندوة بعنوان “إطلالة على التنوع البيولوجى والمخاطر التى تهدده”.

 وجاءت بالتزامن مع حلول اليوم العالمي للتنوع البيولوجي، ويشارك فيها الدكتور عطية الطنطاوى؛ مقرر لجنة الجغرافيا والبيئة؛ والدكتور حامد عيد؛ مقرر لجنة تنمية الثقافة العلمية والتفكير الابتكارى بالمجلس.

ويدير النقاش الدكتور حامد عيد؛ الأستاذ المتفرغ بكلية العلوم جامعة القاهرة والمستشار الثقافى السابق بالمغرب كما يشارك فيها كل من الدكتور أحمد بهاء خيرى؛ الأستاذ بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية ورئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا (الأسبق)، وعضو لجنة تنمية الثقافة العلمية والتفكير الابتكاري، والدكتور رفعت جبر ورئيس قسم البيوتكنولوجي كلية العلوم جامعة القاهرة، وعضو لجنة تنمية الثقافة العلمية والتفكير الابتكاري، والدكتور عادل عبد الله سليمان؛ خبير الإدارة البيئية والتنوع البيولوجي بوزارة البيئة، وعضو لجنة الجغرافيا والبيئة، والدكتور عبد المسيح سمعان؛ أستاذ الدراسات البيئية جامعة عين شمس، وعضو لجنة الجغرافيا والبيئة، والدكتور مجدى توفيق خليل؛ أستاذ البيئة بكلية العلوم جامعة عين شمس، وعضو لجنة الجغرافيا والبيئة.
  أوضح الدكتور رفعت جبر، أن التنوع البيولوجى يتمثل فى ثروة الأرض من الكائنات الحية، وهى نتاج ما يصل إلى 4.5 مليار سنة من التطور، ولكنه يتعرض اليوم لتهديدات متزايدة بسبب الأنشطة البشرية؛ فالتنمية الاقتصادية، مع الاستغلال غير مستدام التنمية للموارد الطبيعية، تُشكل ضغطًا هائلاً على النظم البيئية، مما يُلحق الضرر بصحة الإنسان والحيوان والنبات، وتُعد السلسلة الغذائية مثالًا على هذا الترابط؛ فالتغير فى أى من حلقاتها يؤثر على بقية الحلقات بطبيعة الحال، وقد أدى التوسع الحضرى وأنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدامة للأغذية، وسوء إدارة النفايات، ونشر التلوث بأنواعه وتغير المناخ إلى تفاقم هذه المشكلة؛ فقد ظهرت أمراض جديدة، وتغيرت أنماط انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ، وانتشرت الأمراض المنقولة بالمياه، كما يهدد ارتفاع مستوى سطح البحر والعواصف والفيضانات الساحلية بتفاقم هذه الأزمات فى الوقت ذاته. 

وفى مختتم حديثه أكد ضرورة العمل للحفاظ على التنوع البيولوجى، عبر اتباع ممارسات تقلل من تأثيرنا على البيئة بشكل مستدام؛ فلا شك من وجود ترابط وثيق بين صحة الإنسان والحيوان والنبات مع صحة كوكب الأرض.

فيما أكد الدكتور عبد المسيح سمعان على أهمية التوعية البيئية كخطوة أساسية لحماية التنوع البيولوجى، الذي يُعد ثروة طبيعية لا تقدر بثمن تلعب دورًا حاسمًا فى التنمية المستدامة، وأشار إلى أن فقدان التنوع البيولوجى يُهدد البشرية بأكملها، لذلك يجب العمل على تغيير السلوكيات الخاطئة وتحفيز الأفراد على المشاركة فى حماية البيئة، ولتحقيق ذلك أوصى الدكتور عبد المسيح سمعان بتطوير رسائل عملية توعوية، وتعزيز دور المؤسسات التثقيفية، وتدريب الأفراد على مهارات حماية البيئة، وتحسين قدرة منظمة الأمم المتحدة على التواصل فى هذا المجال.

كما شدد على ضرورة ربط قيمة التنوع البيولوجى بالحياة اليومية، وتعليم الناس كيفية حماية التنوع البيولوجى واستخدامه بشكل تنموى مستدام، وفى مختتم حديثه أشار إلى أهمية وضع استراتيجيات جديدة لحفظ التنوع البيولوجى، وتضمين برامج تعليمية وتثقيفية وتدريبية، مع تدعيم أدوار الشباب والنساء والمجتمعات المحلية فى ذات الإطار.ز

وحول التنوع البيولوجي وأهميته تحدث الدكتور مجدى توفيق خليل، مؤكدًا أنه يمثل ثروة طبيعية لا تقدر بثمن، يشمل جميع الكائنات الحية من نباتات وحيوانات وبشر، ويمثل أساس الحياة على الأرض، التى يُقدر عدد أنواع كائناتها الحية بحوالى 8.7 مليون نوع، تم التعرف على 1.7 مليون نوع منها فقط، بينما ما زال ملايين الأنواع الأخرى غير مكتشفة.
يُصنف التنوع البيولوجى إلى ثلاثة مستويات: التنوع الوراثي، والتنوع النوعي، والتنوع البيئي؛ حيث تلعب النظم البيئية المختلفة دورًا هامًا في الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتتنوع هذه النظم من الغابات الكثيفة إلى الصحارى القاحلة، ولكل منها خصائصها الفريدة، ويُقدم التنوع البيولوجي فوائد جمة للإنسان، تشمل الغذاء، والدواء، والمواد الخام، كما يلعب دورًا هامًا في تنظيم المناخ، والحفاظ على التوازن البيئى.

وأكد مواجهة التنوع البيولوجى اليوم العديد من المخاطر، مثل انقراض الأنواع، وتدهور النظم البيئية، وتغير المناخ، ومن هنا يتوجب علينا جميعًا العمل للحفاظ على هذه الثروة الطبيعية من خلال اتخاذ إجراءات لحماية الأنواع والنظم البيئية، ونشر الوعي بأهمية التنوع البيولوجي.

وفى مختتم حديثه أوضح أن التنوع البيولوجى يُعد أحد حوافز السياحة التى بُعد أبرزها الغطس فى مناطق الشعاب المرجانية، والرغبة فى الترويح بمشاهدة ما تذخر به من كائنات الجميلة وطبيعة خلابة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المجلس الأعلى للثقافة التنوع البیولوجى التنوع البیولوجی النظم البیئیة على التنوع وعضو لجنة

إقرأ أيضاً:

هل تزيد الكوارث البيئية إيمان الناس بالأشباح؟

في أعقاب الكوارث الطبيعية المدمرة من حرائق غابات وأعاصير وفيضانات، والتي تزداد وتيرتها نتيجة التغير المناخي، تشهد ظاهرة قصص الأشباح عودة ملحوظة، وفق مجلة "ناشونال جيوغرافيك".

إذ يبدو أن الصدمة النفسية الناتجة عن هذه الكوارث لا تؤثر فقط على الأجساد والممتلكات، بل تمتد لتغذي إحساسا باللاواقع، يُترجَم أحيانا إلى مشاهدات غريبة وتفسيرات خارقة للطبيعة.

تقول خبيرة الطب النفسي في سياق الكوارث ليزلي هارتلي جيز، والتي عملت مع ناجين من حرائق هاواي عام 2023، إن الحزن العميق يمكن أن يُحدث تغييرات ملموسة في الدماغ.

وتوضح أن "الكثير من الناس يعتقدون أنهم بدؤوا يفقدون صوابهم حين يرون أو يسمعون أحبّاءهم بعد وفاتهم، لكن في الواقع، هذه تجربة شائعة تعكس طريقة العقل في معالجة الفقد".

ويشير علماء النفس إلى أن مثل هذه "الهلوسات الحزينة" هي وسيلة دفاعية لعقل مرهق يحاول التكيف مع الخسارة، وفق المجلة.

وفي لحظات الأزمات، ترتفع معدلات الإيمان بالظواهر الخارقة. ففي المملكة المتحدة، خلال الأشهر الأولى من إغلاق جائحة كوفيد-19، سجل الاتحاد الوطني للروحانيين زيادة بنسبة 325% في طلبات العضوية.

كما أبلغ محققو الخوارق وطاردو الأرواح الشريرة في عدة دول عن قفزات كبيرة في الطلب على خدماتهم بعد كوارث مثل زلزال اليابان عام 2011 أو فيضانات ليبيا وحرائق ماوي عام 2023.

حرائق هاواي تسببت بخسائر كبيرة أدت لتغييرات ملموسة في أدمغة الناجين نتيجة الحزن (رويترز) آليات متشابكة

الآليات التي تفسر هذه المشاهدات متشابكة. فعلى المستوى البيولوجي، يؤدي الحزن والقلق إلى إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، التي بدورها تُضعف النوم وتزيد من حساسية الدماغ للمثيرات، مما قد ينتج عنه هلوسات واقعية للغاية.

إعلان

أما في البيئة المحيطة بالكوارث، فإن الظلال الطويلة، الصمت الغريب، والأماكن المهجورة تضفي جوا شبه سريالي يجعل من السهل إسقاط الخوف على المحيط.

وتشير جيز إلى أن بعض الناجين يشعرون أنهم فقدوا إحساسهم بالواقع تماما، قائلة "يشعر البعض بأنهم ليسوا أنفسهم، أو أنهم مجرد أشباح في عالم لم يعد كما كان".

وفي أحيان أخرى، قد تسهم التلوّثات الكيميائية التي تنتشر بعد الكوارث الطبيعية -كالزئبق أو المبيدات- في تعزيز الإحساس بالهذيان أو "رؤية" أشياء غير موجودة.

أبعاد ثقافية

بعيدا عن التفسيرات البيولوجية، يذهب بعض الباحثين إلى أن قصص الأشباح تحمل بعدا ثقافيا واجتماعيا عميقا.

ويقول عالما الأنثروبولوجيا كريستين وتود فانبول إن الأشباح قد تكون رموزا تحذيرية، تُجسد مخاوف المجتمع من الجشع أو الفقد أو التغيير الجذري. وهي، بذلك، ليست فقط للتسلية أو الترويع، بل وسيلة للتكيف الجماعي وبناء سرديات تعزز التماسك المجتمعي.

في بعض الحالات، ترتبط الأشباح بالمكان أكثر من الإنسان. فقد تحدّث سكان جبال الألب عن "أشباح جليدية" بعد اختفاء الأنهار الجليدية التي رافقتهم لعقود، فيما يرى آخرون أن اختفاء المعالم الطبيعية يُولّد حدادا يشبه الحداد على إنسان.

لكن ما يجعل قصص الأشباح أداة فعالة، هو قدرتها على الحفاظ على الذاكرة. فبعد الزلازل المدمرة في تركيا عام 2023، واجه كثير من الناس صعوبة في دفن أحبائهم بسبب حجم الدمار، وهو ما أفضى إلى "صدمات ثانوية"، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وفي مثل هذه الظروف، تُصبح القصص وسيلة للحفاظ على الروابط العاطفية، واستمرار الحوار مع الماضي رغم غياب الأجساد.

في اليابان، بعد تسونامي عام 2011، انتشرت ظاهرة "الكايدانكاي"، أي سرد قصص الأشباح في جلسات جماعية، كوسيلة للشفاء الجماعي وتكريم الأرواح الغائبة.

وفي هاواي، كما تقول جيز، شعر أفراد من الجالية اليابانية بالصدمة لما حدث في وطنهم، رغم المسافة، في دلالة على الامتداد العاطفي العابر للحدود للكوارث الجماعية.

إعلان

وفي ظل استمرار الكوارث المناخية والبيئية حول العالم، تشير جيز إلى أن العالم قد يشهد المزيد من هذه الظواهر النفسية الخارقة.

وتربط بين ارتفاع القلق الجماعي والمعلومات المضللة والتدهور العقلي لدى بعض الأفراد، مما قد يدفعهم للعودة إلى تفسير العالم من خلال ما هو غير مرئي، موضحة "حين لا نجد تفسيرا منطقيا لمعاناتنا، نبحث عن أجوبة في أماكن أخرى، حتى لو كانت على شكل أشباح".

وهكذا، في زمن تتسارع فيه الكوارث، قد لا تكون الأشباح مجرّد خرافات، بل انعكاسات نفسية عميقة لجراح لم تندمل، ورسائل معلقة بين عالم فقَد استقراره، وآخر نحاول إعادة بنائه بكل ما أوتينا من ذاكرة وخيال، بحسب مجلة ""ناشونال جيوغرافيك".

مقالات مشابهة

  • المجلس الأعلى لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة يعقد اجتماعه الدوري
  • معرض مسقط الدولي للكتاب يسلط الضوء على التنوع الثقافي
  • هل تزيد الكوارث البيئية إيمان الناس بالأشباح؟
  • الزغول يفتتح ورشة اعمال جمعية عرزال للثقافة والفنون.
  • هيئة البيئة بجنوب الباطنة تنفذ فعاليات بمناسبة يوم كوكب الأرض
  • مفيد شهاب: مصر بذلت جهودا كبيرة في تحرير سيناء بالحرب والسلام
  • المراكز الصيفية بالحديدة.. أنشطة متنوعة وترسيخ للثقافة القرآنية
  • المقهى العلمي يبرز أهمية التنوع البيولوجي البحري
  • حماية التنوع الأحيائي ودوره في استدامة النظم البيئية محور نقاش ضمن فعاليات أسبوع البيئة 2025
  • جامعة أسيوط تشارك في مناقشات لجنة التعليم بمجلس الشيوخ حول قانون تنظيم الجامعات